غرام بقلم وولاء رفعت
المحتويات
الجبان بعد ما استحملت ظروفه وفقره سنين طلع طفشان عشان متجوز على وبلغ صاحب العمارة إنه مش هيدفع إيجار تاني لأنه مسافر وأتجوز ومش راجع دلوقتي
كان يستمع إليها وغير مصدق
إزاي! هو اټجنن و لا إيه فاكرها سايبة
نهض وجموح الڠضب تملكت من زمام صبره
وربنا لأروح لأهله وههد الدنيا فوق دماغهم
أمسكت والدته يده ترجوه
وألتفت إلي ابنتها تخبرها
وأنتي بطلي عياط وفوقي لنفسك هو اللي خسران
خلاص ياماه مابقاش ليا حد
صاحت والدتها تنهرها وعينيها نحو باب الغرفة الذي فتح الآن وخرجت منه هند
ما بقاش ليكي إزاي يا قلب أمك بيت أبوكي مفتوح و لو مشالتكيش الأرض أنا وأخوكي نشيلك جوه عنينا و لا إيه يا جمال يا بني
أيوه يا أمي بيتها ومطرحها و مش هاسيب الحيوان ده غير لما يجيلها راكع قدامها
ربنا يخليك لينا يا بني ومعلش إننا جينا وقلقنا منامكم أديك شايف مابقاش لأختك مكان غير هنا
يا أمي ده بيتك ومطرحك و إحنا اللي ضيوف فيه
ألتفت فوجد هند تقف تري وتسمع ما يحدث في صمت ومحاولة إدراك أن ما ينتظرها من معاناة وصراع قد بدء للتو!
ما بتاكليش ليه يا احلام
ألتفت أحلام إلي والدتها بوهن
مليش نفس يا ماما
سألتها غرام بقلق
حاسة بتعب و لا إيه
لاء مصدعة شوية ومليش نفس
قامت الأخرى بصنع شطيرة فلافل وخضروات واعطته لها
لازم تاكلي عشان تخلصي جرعة العلاج لو مكنش عشانك يبقي عشان ابنك
معلش يا غرام مش قادرة أؤكل أنا هاقوم أخد علاجي وهنام ولما هاصحي هاكل مع ابني
كادت الأخرى توقفها فمنعتها والدتها
سبيها يا بنتي براحتها أنتي عارفاها طالما نفسها مسدودة لو عملتي إيه مش بتاكل اللهي يسد نفسه اللي كان السبب
كانت أحلام قد ولجت إلي داخل أحد الغرف عقبت غرام بصوت خاڤت
خلاص يا ماما قفلي علي سيرة الزفت ده ما تشيلنيش ذنوب بسببه علي الصبح
عقب سعيد شقيقهم الصغير
ما تخافيش خطيبك مش هيخليهم يعملولك حاجة
ضړبته بخفة علي خلف رأسه
خليك في حالك يا سوسة
و قبل أن تغادر أوقفتها غرام
خدي بالك من نفسك كل اللي ما بينك و ما بين مستر حسن مجرد خطوبة أظن أنتي فهماني
ربتت غرام علي ذراع شقيقتها
جدعة يلا روحي و ما تتأخريش و خدي معاكي سعيد في سكتك و ماتمشيش غير لما تشوفيه دخل جوه حوش المدرسة
غادرت ابتسام المنزل برفقة شقيقها ونهضت عزيزة لتنخرط في مهمام المنزل اليومية بينما غرام تنظر في هاتفها الذي مازال يهتز والمتصل مجهول كادت تجيب فأوقفها صوت رنين جرس المنزل
شوفي يا غرام مين علي الباب شكله أخوكي هتلاقيه نسي السندوتشات بتاعته
ذهبت غرام لتفعل ما أمرتها به والدتها ظنا منها أن الطارق شقيقها لذا كانت لا ترتدي وشاحا علي رأسها
استني يا
توقفت الحروف علي لسانها عندما رأت أن الزائر هو رامي الذي وقف يحدق إليها
ممكن أدخل
شهقت حين أدركت أنها تقف دون حجاب أمامه صفقت الباب في وجهه!
الفصل الرابع عشر
عالمي وعالمك مختلفان مشاعرنا متشابهة واقع منوط بآمال زائفة ربما تصبح حقيقة بعد معاناة
كان جالسا علي الأريكة ذات الفرش القديم يتأمل أثاث وجدران هذا المنزل البسيط لكن تلك الخصلات الغجرية السوداء لم تذهب عن باله فبعد أن أغلقت الباب في وجهه ركضت إلي داخل غرفتها باحثة عن وشاح ترتديه علي
رأسها بينما قامت والدتها باستقباله بعدما أخبرها بهويته
أهلا وسهلا يا بني
كان شاردا في صورة غرام المعلقة في زاوية برفقة والدها كما هي رائعة ابتسامتها لما تلك البسمة غادرت شفاها حاليا!
انتبه
إلي ترحيب السيدة عزيزة فألتفت إليها مبتسما
تسلمي يا أمي أومال غرام في
بتر سؤاله ظهورها عندما خرجت من باب الغرفة ترتدي وشاحا أسود وثوب فضفاض و بشبه ابتسامه رحبت به
أهلا مستر رامي يا تري إيه سبب الزيارة
شعر بالحرج لكنه أخبرها رغم ذلك
كنت بتصل عليكي من إمبارح و ما بترديش كان فيه ورق مش لاقيه وعايزه ضروري فقولت أجي بنفسي أسألك أخدت عنوانك من ال
زفرت بضيق لاحظته والدتها
كان ممكن حضرتك تستني بكرة
انتشلته والدتها من الحرج فأخبرته بفرح
أصل غرام من امبارح عقبالك كان فرح صاحبتها هند فكانت مشغولة معاها
نظر إلي غرام ويعلم جيدا عدم ترحيبها بوجوده
ألف مبروك عقبالك يا غرام
يسمع من بوقك ربنا يا بني أصل
ماما شوفي مستر رامي يشرب إيه وأنا داخلة أجيب له الورق اللي عايزه
قاطعت والدتها علي الفور قبل أن تتفوه بأمور لا تحب ذكرها أمام هذا الرامي الذي لا تحبه
نهضت عزيزة
تشرب إيه يا بني
أي حاجة من إيديكي يا أمي
ذهبت عزيزة فتقدمت منه غرام وتحاول لجام زمام ڠضبها
أنت إيه اللي جابك هنا
نهض فتراجعت پخوف وتوتر
جيت عشان اشوفك ليكي عندي كلام كتير نفسي أقوله لك و أنتي مش بتردي علي مكالماتي مالقتش حل أحسن أن اخد بعضي و أجيلك
أطلقت زفرة تستعين بالصبر والاستغفار في نفسها
بص يا أستاذ رامي مع حفظ الألقاب والحدود اللي ما بينا كل اللي بيني و بينك شغل وبس و جوه الشركة جو الصحاب و تليفونات ده ماليش فيه خالص
طرقت فكرة في رأسه للتو ربما يكسب قليل من الود وتنقشع غيمة النفور منه لديها
ممكن تقعدي و نتكلم بكل هدوء واحترام أنا جاي وعارف أنك مش عايشه لوحدك أنا ابن بلد وأفهم في الأصول و عارف ظروفك اللي تشبه ظروفي
تنهدت ثم جلست بالحفاظ علي مسافة بينهما
اتفضل قول اللي عندك سمعاك
شعور بالنصر وبسمة ظافر كسب المعركة قبل الخوض في حرب
بعتذر علي أي كلام قولته ليكي في الشركة ماكنتش أقصد أجرحك و لا أقل منك بالعكس كنت عايز انبهك قبل ما تقعي في فخ يوسف زي أي بنت قبلك
الظاهر يا أستاذ رامي ماكنتش سمعتني كويس لما قولتلك إن أنا كل اللي بيني و بين مستر يوسف شغل وبس مش محتاجة حضرتك توضحلي أي حاجة أو تعتذر
ما أنا مش جاي أعتذر وبس
ابتلع ريقه قبل أن يتردد فأخبرها
أنا جاي أطلب إيدك من والدتك علي سنة الله ورسوله
علي كلمات وألحان أحد الأغاني التي يعترف بها العاشق لمحبوبته عن حبه و كيف هي أسرت جوارحه في محراب قلبها فكان ذلك علي غرار ما يشعر به حسن الذي استسلم للحب من أول نظرة إلي ابتسام لن يكن في علمه يوما أنه سوف يجلس جوارها علي كورنيش النيل كما اختارت يتبادلان الأحاديث المرحة وأخرى جادة لكن هي المستمع غالبا بينما هو المتحدث أكثر
علي
فكرة يا بوسي من وقت ما جينا وقعدنا وأنتي قليل لما بتتكلمي وأنا اللي عمال أتكلم عن نفسي وأحكيلك عن حياتي كلها حسك مضايقة متوتره أنا قولتلك مستأذن من ماما عزيزة و
متابعة القراءة