غرام بقلم وولاء رفعت
المحتويات
من غرام يعني ما بنعملش حاجة من وراهم
لا يعلم ما يدور في ذهنها والذنب الذي يؤرقها منذ ليالي تتذكر رسالة واردة من عثمان و كان محتواها سؤاله عن حالها و يذكرها بحبه وشوقه إليها وسوف يبذل قصارى جهده في العمل والحصول علي مبلغ يؤهله لتأسيس عش الزوجية كيف ذلك وهي قد أصبحت لغيره بإرادتها تشعر بالخېانة بالرغم أنها لم تحبه يوما كما أحبها!
يناديها ويلوح بيده أمام عينيها حتي انتبهت إليه
آسفه سرحت شوية
يا تري كنتي سرحانة في إيه
دفنت ما تشعر به خلف ابتسامة زائفة وتخبره كڈبا
كنت بتخيل اليوم اللي هخلص فيه الامتحانات و النتيجة طلعت و جيبت مجموع يدخلني كلية من كليات القمة وأخلي ماما وغرام يفرحوا ويتفاخروا بيا
بإذن الله هيجي اليوم ده بس
مش عشان حد و مش كل النجاح متمثل في كليات القمة ممكن تكوني خريجة أي كلية سواء العملية أو النظرية بس تشتغلي شغلانة مالهاش علاقة بدراستك و تكوني ناجحة جدا فيها بسبب خبرة
اكتسبتيها من خلال التعاملات أو التدريبات والكورسات ما تحطيش سقف لطموحك
ما تقلقيش يا حبيبتي هافضل في ضهرك وهاكون أكبر داعم ليكي لحد ما تحققيها و أتمني أكون من ضمن أحلامك
مد يده فانتفضت ونهضت تتهرب من الموقف الحرج
شوفت خدنا الكلام وكنت هانسي ميعادي مع منة صاحبتي هاعدي عليها هاخد منها ملزمة مراجعة العربي
ابتسم وأمرها
خليكي مكانك دقيقة واحدة
الحلو قاعد لوحده ليه مصلحة ولا مروحه يا مزه
اتسعت عينيها پصدمة ولم تستطع الإجابة تنظر من حولها پذعر
إيه يا حلوة القطة كلت لسانك ولا
أنا اللي هاقطعلك لسانك ده يا منك ليه
حسن
صړخت بها وتري الشاب الثاني يقف أمامه ويكيل له لكمة قوية استطاع حسن أن يتفادها هبط بجذعه لأسفل وفك ذراعيه
ألحق يا حسن
تنبهه من الضړبة التي كادت تصيبه خلف رأسه وخلال ثوان بعد شجار حاد صدح صوت تنبيه سيارة الشرطة انتبه الشباب إليها فتوقفوا عن مهاجمة حسن وأطلقوا ساقهم للريح
روح أنت وهو هاتولي العيال ولاد وخدوهم علي القسم
وألتفت إلي حسن و كاد يوبخه ظنا منه أنه شاب يتسكع مع فتاه علي الطريق صاح بمرح
إيه ده أبو علي
اعتلت الدهشة ملامح حسن الذي ردد
سامي البنا!
تصافح كليهما ويبدو أنهما علي سابق معرفة تبادلان الحديث
سامي يا ابتسام يبقي كان جاري وصاحبي لحد ما كنا ثانوية عامة بعد كدة اختفي لما اتنقل هو وأهله للتجمع
أهلا وسهلا بحضرتك
أهلا يا عروسة ربنا يتمملكم علي خير وأوعدك العيال ولاد ال هربيهم وهخليهم لو شافوا أي بنت يلفوا من أي شارع تاني
اكتفت بإيماءة شكر وطيف ابتسامة ربت حسن علي كتف الأخر
قدها وقدود يا حضرة الظابط
مضطر أسيبكم بقي يا دوب أرجع علي القسم أنفخ العيال دول ماتنساش تتصل بيا يا أبو علي و أبقي اعزمني علي فرحكم هستناك
بإذن الله
وبعد ذهاب صاحبه الضابط عاد ينظر إليها أطلق زفرة وسألها والقلق جلي داخل عينيه
أنتي كويسة
أومأت له بنعم ثم قالت
ممكن نمشي
اتفضلي
أشار لها لتذهب وتدخل إلي سيارته ليعود بها إلي منزلها وكان الصمت رفيقهما الثالث طول الطريق أو ربما هي من أثرته
بعد مرور يومين
كانت تتجنب الظهور أو التعامل المباشر مع رامي وخاصة بعد مطلبه المرفوض بالنسبة إليها فهي تسعي هنا داخل الشركة من أجل العمل وبالنسبة إلي يوسف كان كلما أراد التحدث إليها في نطاق خارج العمل كلما فرت بإطلاق حجة زائفة لكن داخل قلبها قد ولد شعور نحوه تريد وأده قبل أن يترعرع ويكون بداية النهاية لقصة حب تتحدي المحال
ولننتقل إلي مكتب رأفت الشريف لم يأت بعد وكانت سوزي تجلس خلف مكتبه ترتب الأوراق انتبهت إلي إطار الصورة التي تجمع رأفت بزوجته وولديه أخذت تنظر إلي ملامح منيرة الصارمة أخرجت لسانها وكأن الأخرى تراها
مش عارفة جوزك طايقك إزاي!
فتح الباب فجأة تركت الإطار بتوتر ظنا أن الذي ولج للتو رأفت فوجدته نور أغلق الباب خلفه سريعا
وأنا قالب عليكي الشركة أتاريكي قاعدة هنا
نهضتبدلال سخي
حبيبي يا نور عيوني معلش كنت مشغولة وبحضر أوراق وعقود هيمضيها رأفت بيه أول ما يجي
ابتلع ريقه وتحركت حنجرته تفاحة آدم صعودا وهبوطا
تولع الأوراق والعقود أنا بقالي كذا يوم مش عارف أشوفك أو نتكلم بسبب الشغل أنا خلاص ما بقتش قادر أبعد عنك أكتر من كده
انهي حديثه تحاول التملص منه
أوعي يا نور كفاية جنان رأفت بيه زمانه جاي
ما يجي أنا قافل الباب من جوه
استطاعت الانفلات من يديه وذهبت نحو الباب تحاول فتحه
بطل تهور هنا في الشركة ما
تلاشت الحروف من بين شفتيها عندما فتحت الباب ووجدت رأفت أمامها وجد ابنه يقف خلف مساعدته نظراته تكفي بأن
تجعلها ترتجف من داخلها هيهات وكالأفعى تمكنت من إخفاء جميع الشكوك لدي زوجها
أهلا وسهلا يا رأفت بيه حضرت لحضرتك الأوراق والعقود وكان نور بيه بيراجعهم معايا قبل ما اسلمهم ليك
نظر إلي نور وأشار بعينيه إلي
الخارج
ارجع علي مكتبك وحضر ملف خط الإنتاج
أمرك يا بابا
وغادر المكتب علي الفور تتابعه سوزان حتي وجدت من يجذبها إلي الداخل وصفق الباب بقوة ثم أغلق القفل
فيه حاجة يا رأفت ولا إيه
أطلقت صړخة من رسغها دفعها نحو الباب حيث يلتصق نصف وجهها وخصلات شعرها في قبضة رأفت وذراعها الأخر يثنيه خلف ظهرها هسهس من أذنها محذرا إياها
لو شوفت الباب مقفول عليكي أنتي وأي واحد حتي لو ابني مش هاقولك أنا ممكن أعمل فيكي إيه
هز خصلاتها ورأسها
أنتي فاهمة
حاضر حاضر
ترك شعرها فألتفت إليه وبمكر حرباء تتمكن من السيطرة والتلون بنجاح
حقك عليا يا بيبي مش هاكررها تاني أهم حاجة مش عايزاك تزعل مني
وقامت وجنته تطلق كل ما تمتلكه من شباكها كأنثى العنكبوت تمكنت من تهدئته واللعب علي رغبته التي لا تكل و لا تمل نحوها تهمس جوار أذنه بفحيح أفعى ساحرة
وحشتني أوي يا رأوفتي
ابتعد عنها وحاول التظاهر أمامها بعدم التأثر بسحرها الأسر جلس خلف مكتبه وهيهات وخارت قواه
تخلصي شغلك النهاردة وتسبقيني علي شقتنا
أطلقت ضحكة تجلجل صداها بين الأرجاء
عينيا يا باشا و هعملك أحلي أكل تاكل صوابعك وراه
حدق إليها بشوق ورغبة سافرة
لما نشوف
هاروح أجيبلك باقي الأوراق ومعاها القهوة اللي بعملهالك بإيديا
تركته وغادرت الغرفة وفي الخارج توقفت تتنفس الصعداء حتي لاحظت بطاقة ورقية مقلوبة أعلي مكتبها أمسكت بها وقرأت المدون عليها بقلم نور
هستناكي بعد ما نخلص شغل في شقتك الجديدة يا حبيبتي
ولدي مكتب يوسف غارقا بين
مهام مراجعة بعض الأعمال علي الحاسوب توقف عن النقر علي لوحة المفاتيح ونظر إلي ساعة هاتفه وردد في نفسه
معقول ماجتش لحد دلوقت
رفع سماعة الهاتف الداخلي أتاه صوتها
أمرك يا مستر يوسف
جيتي أمتي
وصلت من شوية
متابعة القراءة