روايه بقلم داليا الكومي
المحتويات
ليست بالسوء الذي تظهر به هى فقط تهتم بجمالها بدرجه مبالغ فيها وتقضى معظم وقتها بالتسوق
علي طاولة الطعام رشا لم تغلق فمها للحظه تحدثت عن فستانها الجميل الذي سوف ترتديه في العرس عن المركز التجميلي الذي سوف تذهب اليه بعد الاكل مباشرة وطلبت منهم المرور عليها والتقاطها قبل ذهابهم للحفل
ماما انا نازله حالا هستناكم باي
يا بنتى فرح راقي زى فرح اسيل في الهلتون لازم اجهزله كويس باي بقي
فريده رفعت الاطباق بروتينيه رشا تستعد للحفل بكامل طاقتها فريده لم تهتم يوما بجمالها ولم تحاول ابرازه نعم هى جميله بدرجه معقوله لكنها تعمدت اهمال مظهرها في البدايه كانت تتعمد الاڼتقام من عمر بإهمالها لنفسها برفضها لاعطائه نفسها في معظم الاوقات كانت تدرك جيدا مقدار احتياجه لها ومع ذلك كانت تمنع نفسها عنه بالاسابيع بحجة المزاكره وهى كانت تعلم انها تعذبه وبعد طلاقها اهملت نفسها ايضا فلم تشعر بأن اي رجل يستحق ان تتزين كى تنال اعجابه اما اليوم فقد كان يوم عيد مولدها ولم يتزكر احد من عائلتها الزفاف واخباره شغلت الجميع ونسيوها تماما مع الوقت ستتحول الي كرسي او خزانه ولن يكون لها اي قيمه
صفير طويل لا منتهى كان رد الفعل الوحيد من احمد علي مظهرها
فريده انت مذهله النهارده اخيرا قررتى تخرجى من القمقم اللي حبستى نفسك فيه سوميه قاطعته بلوم خلاص يا احمد احنا ما صدقنا
يلا هنتأخر لسه هناخد رشا في سكتنا
عائلتهم تقلصت للغايه بعد ۏفاة والدها ثم سفر محمد للعمل في الخليج دائرة معارفها انحصرت في اشخاص لا يتعدوا اصابع اليد الواحده لذلك لم تدهش من الفرحه الخالصه الواضحه علي وجه والدتها عندما رأتها متأنقه ومستعده للخروج والدتها تعيش في هم منذ يوم طلاقها ليس فقط بسبب حبها لعمر الذي كانت تعتبره ابنا لم تنجبه لكن ايضا بسبب حسرتها علي ابنتها الشابه التى حظيت بلقب مطلقه وهى في الثالثة والعشرين من عمرها في البدايه سوميه كانت تخشى من كلام الناس ونظراتهم التى لا ترحم وتوصم فريده بالعاړ لمجرد انها مطلقه ولكن مع الوقت ومع انعز ال فريده الواضح لم تعد تهتم للناس وبدأت تخشي عليها من الوحده للابد امنيتها ان تراها متزوجه وسعيده في حياتها ولكن الموقف الشديد الوضوح والرافض لفكرة الزواج الذي اعلنته فريد اغلق امامها الباب واليوم اهتمام فريده الغير عادى بمظهرها انعش قلبها المكلوم واحيا فيه الامل هى تعلم انها ضحت بزواجها من عمر علي الرغم من حبها الشديد لعمر وامنيتها السابقه بصلاح احوالهم الا انها لم تتحامل علي فريده بسبب الطلاق فهى تعلم ان فريده لم تحبه يوما وقبلت الزواج من اجل صالح العائله العام بعد الطلاق لم يتحدث احدهم عن السبب او عن الذي حدث وخصوصا عمر الذي اكمل ما وعد به ودفع مصاريف سنتها النهائيه واعطاها جميع حقوقها الشرعيه ثم رحل بصمت ولم يعد من يومها من حب عمر الواضح والذي لم يكن فيه شك عن مدى قوته وتميزه كان لابد وان يكون الطلاق بسبب فريده التى لم تقتنع يوما بعمر زوجا لها
كانت معده لتناسب زفاف اريد به ان يكون مترف الكوشه البيضاء الكبيره التى تحتل ركن كبير من القاعه وتشغله بأكمله بنسيجها الابيض الشفاف الذي يتموج فوق رأسي العروسين بحريه
الكوشه كانت كأنها خرجت من كتاب الف ليله وليله وصنعت لتشعر العروس انها ملكة متوجه في عرشها فريده دخلت الي القاعه بخطوات متردده بعد والدتها ورشا اللتان سبقتاها في الدخول تعلقت في ذراع احمد لتحتمى بها من اي استقبال غير مناسب كانت تظن انها سوف تعامل باحتقار جزاءا لها علي اجرامها في حق عمر المقدس من كل العائله بسبب اخلاقه العاليه وشهامته مع الكبير والصغير اختارت الشخص الخطأ للعبث معه وها هى تدفع الثمن دفعته من عمرها لسنوات
تجنب لمة العائله في المناسبات عقاپ فرضته فريده علي نفسها بنفسها واليوم اختارت ان تكف العقاپ وتحضر الزفاف وهى في كامل زينتها نظرات الجميع تركزت عليها بدهشه لكن لم يقم احدهم بالتعليق حتى خالتها منى والدة عمر التى اتهمتها دوما بالاساءة الي ابنها وحملتها الذنب لسنوات بسبب اڼهيار عمر قابلتها اليوم بترحاب يدل علي انها لم تعد غاضبة منها وفي مدلول فريده هذا معناه ان عمر تجاوزها ولم يعد يفكر فيها وبالتالي والدته اسقطتها من حساباتها الالم الذي شعرت به في معدتها مع ترحاب خالتها انبئها انها اكثر انسانه انانيه حقيره قد تقابلها يوما فهى شعرت بالالم لان ضحيتها استرد حياته ولا يعيش علي اطلال حبها كما كانت تتوقع ذبحته بيديها وحزينه الان انه خلق من جديد هل كانت تنتظر منه ان يظل يبكيها للابد
اما ندا شقيقة عمر فموقفها منها لن يتغير ابدا وستظل تتزكر انها السبب في تحطيم شقيقها الوحيد ربما لانها كانت قريبه من عمر بدرجة كبيره وشعرت بألمه الصامت الذي لم يبح به لاحد طوال سنوات زواجهم ندا لن تنسي كسرته يوم زفافها عندما رفضت فريده الحضور متعلله بمزاكرة لم تكن مهمه لدرجة انها تتغيب عن حضور زفاف ابنة خالتها وشقيقة زوجها في نفس الوقت اما اليوم ففريده نفسها لاتدري من اين اتتها الجراءه التى جعلتها ترتدى نفس الفستان الذي اهداها اياه عمر بمناسبة زفاف شقيقته ندا ولكنها يومها رفضت الحضور وسببت له الكثير من الالم نور شقيقته الصغري كانت علي الحياد منها ربما بسبب علاقتها السريه بمحمد شقيقها كانت لاجل خاطر محمد كما كانت تظن
شغلت نفسها بمراقبة اسيل التى كانت تشع بهجة وسعاده حسدتها علي سعادتها وعلي زواجها من من تحب وتعشق اسيل تصغرها بعامين لكنهما تربيا معا كشقيقتين قبل طلاقها من عمر كانت عائلة والدتها مترابطه بشكل مميز ودائما جمعهم منزل جدتهم في كل المناسبات والعطلات كانت الجده تجمعهم في منزلها وبسفرها للاقامه مع خالها الوحيد في كندا انتهت اسعد ايام حياتها تلك الايام الجميله كانت مثل الحلم لها الان هى تستحق ان تكون منبوذه وهذا بالفعل ما حكمت هى به علي نفسها مظهرها الجديد اعطاها بعض الثقه لسنوات وهى ترتدى الجينز لاول مره في حياتها كانت تنتظر نظرات الاعجاب توجه اليها كانت تريد الظهور والاندماج من جديد فحملت كأسها واتجهت الي العروسين تهنئهما ويتم التقاط بعض الصور لها والتى سوف تخلد فستانا كان مېت مثل كل حياتها هنئت اسيل وطارق بلطف ترددت كثيرا لكنها لم تستطع ان تمنع نفسها من القاء بعض التهديدات علي مسامع طارق تهديدات تشرح له ما سوف تفعله اذا ما تجرأ يوما وجعلها حزينه فريده
متابعة القراءة