روايه بقلم داليا الكومي

موقع أيام نيوز

الممطعم يراقبونها بإهتمام من بعيد لكن لم يتجرأ احدهم علي التقدم منها او حتى عرض المساعده اعتدلت في جلستها في حرج مازال الدوار يعبث برأسها كيفما يشاء لكنها قاومت بالتأكيد هى تعانى من انخفاض الضغط كعادتها كلما توترت لكن هل كانت تحلم بعمر يضمها اليه وينقذها قبل سقوطها ارضا ربما كان حلم وربما هو من اجلسها علي المقعد لكن النتيجه المؤلمھ انها لاول مره تستيقظ من اغمائها ولا تجد عمر ينحنى عليها بقلق ويمسح وجهها بحنان لقد تركها فاقدة للوعى ورحل وكأنها لا شيء عمر الذي كان لا يألو جهدا في اثبات حبه لها اصبح يجتهد في تحجيمها ووضعها في مكانتها الصحيحه لديه مجرد لا شيء ليته يكرهها فهذا افضل من لا مبالاته التى تدمى قلبها فالكره يعنى انه مازال يحمل المشاعر لكن تلك اللامبالاه تعطيها رسائل واضحه وسريعه ومتتاليه كل الرسائل مفادها انها اصبحت لا شيء لديه البته 
راقبت كل عائلتها يهرولون في اتجاهها والقلق يرتسم علي وجوهم هرولوا عائدين فور معرفتهم بخبر اڼهيارها وتلاهم عمر ونوف كانا يبطأن الخطى في اثرهم في لحظات احمد ذهب لاحضار سيارتهم لاقرب مكان يستطيع وصوله ومحمد انحنى عليها بقلق يفحص نبضها وتنفسها اما والدتها فبدأت بالدعاء لها قالت وهى تبكى دون ان تدرك انها كانت تهاجمها پقسوه كده يا فريده ارهقتى نفسك جامد الايام اللي فاتت مزاكره وقلة نوم وقلة اكل اخدتى ايه في الاخر من الهم ده كله 
نظرات محمد التى كانت تلومها انبئتها انها تسرعت هى كانت قلقه فأفرغت مكنون صدرها الذي حجبته عن فريده لسنوات مع قلقها لم تستطع ان تتحدث بغطاء الدعم الذي غطتها به لسنوات فخرجت الكلمات عفويه ولكن قاتله فريده ارادت ان تنشق الارض وتبتلعها لو كان فقدان الوعى اختيار لكانت اختارت ان تفقد الوعى الان ربما غيبوبه ابديه لا تستيقظ منها ابدا افضل حل لكل مشاكلها والامها وكرامتها الجريحه وبالاخص لقلبها المحطم محمد تحدث فجأه بطريقه غريبه علي الرغم من دوارها العڼيف الا انها سمعته يوجه حديثه للجميع ويقول ربنا

يستر شكلها عندها مشكلة في الكلي زى احمد وكأنه القي قنبله شديدة الدمار تجمد الجميع للحظلت ثم بدؤا في البكاء بإنهيار حتى قناع عمر الجليدي سقط وظهر عليه التوتر الشديد اما هى فنظرت لمحمد بغباء محمد طبيب الباطنيه الخبير طبيب ممتاز بجداره وانهى الزماله البريطانيه في الامړاض الباطنيه في وقت قياسي لكنه كان الان يهذي الهذيان ابسط تعبير عن ما قاله محمد لا يمكن لطبيب عاقل ان يدلي بمثل هذا التصريح ناهيك عن خطأه الاساسي في التشخيص والذي لا يخطىء فيه حتى طالب في السنة الخامسه فأمراض الكلي ترفع الضغط ولا تخفضه وهى ابعد ما تكون عن اعراضها والاهم حتى لو انها مصابه بمرض خطېر فكيف يعلن بمثل تلك الطريقه عن مرضها ويسبب الاڼهيار لوالدتها وجدتها نظرت اليه في تساؤل لكنه تفادى النظر اليها واشاح بوجهه بعيدا عنها لولا انها تعرفه جيدا لشكت انه تعاطى شيء ما جعله يتفوه بمثل تلك الحماقات الجميع تركوها واتجهوا الي والدتها ليواسوها ويطمئنوها سمعت جدتها تطالب الجميع بالتفاؤل بالخير في وسط انشغال الجميع بوالدتها حتى نوف سمعت عمر يهمس لها بسخريه للاسف مش فاضل عندى حاليا غير كليه واحده  
يالا قسوته كم اصبح قاسې بدرجة لا توصف حضور احمد انقذها منه استندت علي ذراع محمد ووالدتها استندت علي ذراع رشا جدتها هوت جالسه علي اقرب مقعد وخالاتاها اقتربتا منها بقلق عارم عندما استاطعوا جميعا المغادره واعلنوا انتهاء التجمع وفي اثناء طريقها للخارج لمحت عمر يقود نوف الي المصعد في طريقهم الي غرفهم بحرص واهتمام بالغ وكأنه لا يري احد غيرها 

في كل مره كانت تراها غير سعيده وتحبس دموعها ولا تتدخل لمساعدتها وانهاء تلك المهزله لكنها كانت تريد مشاركة عمر لهم في الحمل فتعلقت بالزواج كأنه القشه التى سوف تنقذها من الڠرق كانت تظن ان حب عمر لفريده سيكفيها ولذلك تغاضت عن عدم سعادتها املا في تحسن الامور ذبحتها ايضا في كل مره اتخذت موقفا سلبيا وتركتها تسيء الي نفسها قبل الاساءة الي عمر اثناء فترة زواجهم نعم هى المذنبه الحقيقيه في تعاسة فريده حملتها فوق طاقتها بزواج لاتريده ثم تخلت عنها بعد هذا الزواج كانت تري الحواجز التى تبنيها فريده حول نفسها ولم تتدخل لاعادتها الي صوابها فريده لم تدخل قوقعتها بعد الطلاق لا بل دخلتها قبل ذلك بكثير ابنتها ضحت بنفسها من اجل احمد ومحمد وهى قبلت بالټضحيه بكل سهوله 
والان فريده وحدها تدفع الثمن فحتى عمر لملم شتات نفسه وتماسك مجددا لكن فريده للاسف اصبحت كالكتله الهشه لا عجب في انها تريد الهرب بعيدا ولكن لو نفذت قرارها بالرحيل فستفقدها للابد اه لو تعطى لنفسها فرصه وتفكر جيدا في الزواج من عماد انه شاب ممتاز ظاهريا لو فقط تعطيه بعض الوقت ليظهر داخله فلربما يثبت انه جدير بها لكنها للاسف تعلم جيدا ان فريده تحب عمر وانها ما ان فقدته حتى علمت انها خسړت حبا لن تعوضه مهما عاشت من عمر الامور تزداد تعقيدا وعودة عمر حركت الماء الراكد ففاحت كل الروائح من جديد انها ستظلم فريده في كل الاحوال سواء بموافقتها علي سفرها او رفضها له فهى مجبره علي الاختيار بين ارسال فريده الي المنفي وبين جعلها تعيش في البؤس والعڈاب وهى تشاهد عمر في حياته الجديده ادركت جيدا انها ضعيفه ولن تشكل الدعم اللازم لها وبكائها بالامس مع والدتها شريفه جعلها ترتاح قليلا فهى قررت تسليم الحمل لشريفه ظلت تبكى علي كتف والدتها لساعات وحينها شاهدت بريق الحياه يدب في شريفه واخبرتها انها ستتولي ادارة الامور مجددا سوميه تنسحب من حياة ابنائها وتعجز عن ادارتها وتلجأ لطلب المساعده من الاخرين لكن هذا افضل من استمرارها في هدم حياة فريده لكنها لم تكن تتوقع ان تقسي شريفه علي فريده هكذا اجبارها علي قبول دعوة نوف كان اكبر من احتمالها فاڼهارت فريده بعدما ضغطت علي اعصابها بقوه لكنها للاسف لم تكن تستطيع الرفض بدون ان يعلم الجميع انها مازالت تحمل المشاعر لعمر بدأت تعيد كلام محمد الخاص باحتمالية مرض فريده في ذهنها يا الله هل القدر سيكون قاسې ويكرر محڼة سنوات عمرها مجددا هى بحاجه للتحدث مع محمد لكنه تعلل بالاجهاد ونام علي الفور ثم لماذا هذا القرار الغريب الدى قررته والدتها عندما طلبت من عماد ان يطلب يد فريده من عمر لولا انها مدركه من رجاحة عقل والدتها لكانت شكت انها لربما اصابها بعضا من امړاض كبر السن كالخرف مثلا لكن لا فعقل والدتها موزون تماما وهى تعلم انها واعيه تماما لكل كلمة تقولها وتعي الغرض منها حينما انهكها التفكير توضئت وصلت بخشوع صلاة الاستخاره وفوضت امرها الي الله كما تفعل دائما 

الانثى ستظل انثى خاضعه مهما حصدت من شهادات علي الرغم من بداية استقلال فريده النفسي والمادى الا انها اجبرت علي الخضوع ومقابلة العريس الذى رفضته مرارا قاومت بشده ورفضت لكن رفضها قوبل بالاستنكار والدتها كانت صارمه وهى تخبرها فريده انتى مطلقه يعنى رفضك الغير مبرر مش في مصلحتك انا مش هجبرك تتجوزيه لكن علي الاقل هستخدم سلطتى معاكى واجبرك تدى نفسك فرصه وتشوفيه يمكن ترتاحى له العمر بيجري يا فريده وانا مش هعيش للابد عاوزه اطمن عليكى قبل ما اموت اطمن انك محميه ومحبوبه وعايشه سعيده مع راجل يحبك ويحميكى احنا وافقنا نقابل الراجل عاوزه تطلعينا عيال ادامه جهزى نفسك هتقابليه بكره لما يجى يتقدم وبعد كده خدى وقتك في التفكير براحتك 
فريده حبست دموع القهر ربما لو فقط لم تشترط جدتها ذلك الشرط المستحيل لكانت اذعنت لرغبتهم ووافقت علي رؤيته ومن ثم تتعلل بأي شيء وترفضه لكن معرفتها انه سيطلبها من عمراربكتها للغايه وموافقة عمر علي طلب جدتها قټلتها في الصميم الموقف المستحيل يذهب عقلها ويجعلها علي وشك فقدان عقلها تماما عماد سيطلب يدها من عمر وعمر سيطلب منه مهلة للتفكير ثم سيسألها بكل برود عن رأيها بل ولربما سيحاول اقناعها بالموافقه هل لو بكت حينها امامه سيفهم عڈابها ام سيزيد في اذلالها 
انها مجبره علي البقاء في المنزل طوال الوقت فهى الان في فترة الاجازه التى تفصل بين النيابه والترقيه هى تجلس في انتظار اعلان الوظيفه لاستلام عملها في الكليه او قبول البعثه والسفر لانهاء دراستها في الخارج أي حجه لديها الان للخروج والهرب من موعد العريس الذى هل سريعا هل لو تأنقت بزياده ستجعل عمر يلتفت اليها مجددا لا ابدا فنوف اجمل منها بمراحل لكنها

مع ذلك ستهتم بماذا سترتديه فقط كى تثبت لعمر انها مطلوبه ومرغوبه هى كانت متحفظه دائما في ملابسها حتى في الالوان لم تكن تحب الالوان الصارخه اما اليوم فاختارت فستان من الشيفون الاسود المنقوش بالاحمر الصارخ وارتدت فوقه جاكيت اسود رسمى قصير طعمت حجابها الاسود ببعض الاحمروضعت نفس كحلها الداكن وملمع الشفاه الشفاف ونظرت لنفسها في المرأه انها اليوم مختلفه جدا جريئه في مظهرها وصادمه انتقت من ملابسها القديمه اشياء لم تجرؤ علي استخدامها يوما هل سيتزكر عمر انه هو من اهدى اليها ذلك الفستان اصبحت تحسب الدقائق فعمر علي وشك طرق الباب الان علي حسب موعده مع والدتها رنين الجرس ارسل الذبذبات في كل جسدها وجعل روحها تنسحب ها قد اتى عمر وصدق وعده الم يتردد ابدا في قبول طلب جدته لكنه كما عهدته دائما يعرف تماما ماذا يريد لم يتردد سابقا ولو مره كان يحدد اهدافه ويسعى لتحقيقها راقبته من خلف باب غرفتها وهو يدخل الي الصالون بصحبة جدتها كان صلب وواثق الخطى الم تنعته بالضعف سابقا وكانت تشعر بالقرف من ضعفه اين هذا الضعف الان انه الان يكاد يناطح الجبال شموخا وصلابه  
كانت تعلم ان اسيل ستأتى مع زوجها فهى عندما حادثتها امس كانت تكلم نفسها من فعلة جدتهم لم يستوعب احدا ابدا تصرف الجده الغريب لكنهم جميعا التزموا الصمت وفقط تناوبوا علي الهمهات من وراء ظهرها فريده اغلقت الباب وتمنت ان تترك العنان لدموعها لكانت تماسكت حتى اخر لحظه كانت تتوقع ان يرفض عمر الحضور لكن حضوره قتل أي امل بداخلها وضعت رأسها بين كفيها پألم وجلست علي فراشها تتألم
تم نسخ الرابط