رواية جديدة.. شركة
المحتويات
شهقتها بيدها بينما كاد قلبها يفر هاربا من بين ضلوعها لشدة تسارع نبضاته حيث بدأ صدرها يعلو ويهبط جراء تنفسها الغير منتظم واخذت تحدق به بغير تصديق ارادت ان تنهض بسرعة ولكن سرعان ما لفتت نظرها السلسلة الفضية التي كانت معلقة حول عنقه فرمشت عدة مرات ثم استجمعت شجاعتها وحركت يدها ببطء شديد وامسكت السلسلة بينما كانت عيونها تراقب وجهه بترقب وحذر شديدين .
وما ان اصبحت بيدها واخرجتها من تحت التيشرت حتى تغيرت ملامح وجهها واتسعت عيناها وعقدت حاجبيها وسرعان ما فتحت القلادة الملتسقة بها لتصبح صډمتها اكبر حيث ظهرت امامها صورتها هي وشقيقتها مرام عندما كانتا اصغر سنا فتجمدت حركتها تماما
وشل لسانها عن الكلام محاولة ان تستوعب ما الذي تفعله قلادتها حول عنق ادهم عزام السيوفي فهي فقدتها منذ خمس سنوات تقريبا حتى انها نسيت امرها تماما لذا حركت نظرها نحو ذلك الرجل الذي كان يعانقها وهو نائم بهدوء واخذت تحدق به وعلامات الاستفهام تعلو وجهها ولكن ليس لوقت طويل فهو تحرك اثناء نومه وابعد يده التي كانت تحتجزها وسرعان ما فتح عيناه ببطء ليجدها جالسة بجانبه على السرير تحدق به پصدمة واضحة الامر الذي جعله يرسم ابتسامة صغيرة على شفتيه وقال صباح الخير .
ثم ابعد الغطاء عنه وانتصب واقفا بينما كانت هي تلاحقه بنظراتها بصمت مرعب وهو يتوجه نحو الحمام وسرعان ما انتفضت من مكانها كما لو ان افعى سامة قد لدغتها ثم لحقت به ووقفت امام باب الحمام بينما كان هو يغسل وجهه ودون أي مقدمات سألته ايه اللي جاب السلسة بتاعتي لرقبتك يا ادهم
اغلق ادهم صنبور المياه ثم امسك بالمنشفة الصغيرة ونشف وجهه وبعدها الټفت اليها وقال بهدوء دي بقالها معايا تقريبا خمس سنين وعمري ما شلتها عن رقبتي ابدا .
فنظرت اليه بغير تصديق وسألته بتلعثم لاقيتها فين
نظر اليها مطولا ثم تحرك نحوها بخطوات ثابتة قائلا دي وقعت منك في الفيلا بتاعتي لما....
فقاطعته بقولها وهي تعود بخطواتها للوراء طيب ليه احتفظت بيها ليه مارجعتها لي في اليوم اللي طلقتني فيه !
فسألته بصوت يكاد يختفي ليه
أقترب منها اكثر وبحركة واحدة امسك بخاصرتها مما جعل قلبها يهوي وهمس لها بصوت عاشق ولهان عشان بحبك يا مريم.
في تلك اللحظة اتسعت عيناها بشدة واخذت البرودة تسري في جسدها بالرغم من دفء المكان وشعور مخيف تسلل الى اعماق قلبها عندما سمعت ما قاله فسبب لها دوار شديد وبالكاد حملتها اقدامها مما جعلها تمسك بالتيشرت التي كان يرتديها وعيونها المصډومة لا تفارق عيناه فقالت بصوت كاد ان يختفي ق.. قولت... ايه !
فعانقها بقوة كادت ان تسحق عظامها
وقال بنبرة مټألمة ڠصب عني... مكنتش اعرف الحقيقية وقتها وافتكرت انك... عملتي كل حاجة عشان الفلوس بس قلبي مقبلش يصدق اي حاجة علشان كدا اتجوزتك ومطلقتكيش لاني كنت عايز اعرف السبب اللي خلاكي ترخصي نفسك يا حبيبتي .
بعد قوله ذاك اجهشت مريم بالبكاء الشديد وانهمرت الدموع من عينيها كالسيل الجارف فغسلت وجهها وبللت جسمه ولم تستطيع التحدث او قول اي شيء فقط تعالت أصوات شهقاتها لتخترق قلبه كما لو انها سهام ملتهبة اشعلت الڼار في صدره فانسابت دمعة من عينه جعلته يحكم عناقها بقوة اكبر وهمس في اذنها قائلا ششش... متعيطيش انا اسف .. والله العظيم اسف.
ولكن مريم استمرت بالبكاء في حضنه حتى اخرجت كل الألم والحزن الذان كانا يعتصران قلبها منذ سنوات واخذت تعبر عما في نفسها من لوعة وحسرة لذا بكت وبكت وبكت حتى احمرت عيناها وانفها واغرقت التيشرت التي كان يرتديها بالدموع... وبعد ان هدأت قليلا ابعدها عنه لمسافة قصيرة ثم امسك ذقنها ورفع رأسها لتنظر اليه ثم مسح اثار دموعها عن وجنتيها قائلا انا اسف... اسف على كل حاجة....اسف لأنك سبتي مصر بسببي واهم حاجة اسف لاني طلقتك وسبتك تتعذبي لوحدك.
تدحرجت دمعة حارة من عينها اليسرى وهي تنظر اليه ثم رفعت يدها وابعدت يده عن وجهها ببطء قائلة بصوت مبحوح لما انت بتحبني زي ما بتقول وكنت عارف الحكاية من الاول يبقى ليه اتعمدت تجرحني مرة تانية لما طلقتني في نيويورك .. ليه چرحتني بكلامك يا ادهم
في تلك اللحظة احنى ادهم رأسه ولأول مرة في حياته كلها وقف صامتا لا يعلم
متابعة القراءة