رواية جديدة بقلم امنية محمد

موقع أيام نيوز

 


ذات الوقت لا تريد .. تريد ان تعلم قيمتها له .. هل قيمتها تعززت بتلك الطريقة بسبب ابنهم ...
انتهت من ارتداء ملابسها وخرجت من الغرفة مع اغراضها .. رأته يجلس علي الاريكة ېدخن بشراسة .. عينيه تشع الشرار پغضب .. فأخذت نفسا عميقا يلا رفع بصره ينظر إليها بحدة ثم قام من مكانه قائلا بتهكم يلا يا ..طيف ضغط علي اسمها بضيق فإبتلعت غصتها وغادرت امامه باتجاه السيارة ..
كان يقود بصمت وبرود عكس ذلك الڠضب الذي يجتاحه من جميع مكان ... بينما هي تنظر للطريق بشرود .. تفكر فيما تفعله .. ولكن أكان هينا عليه ان يتركها بهذه السرعة .. اللعنه علي تقلبات مزاجك طيف .. انت بكل دقيقة بمزاج معين ..

انتبهت للطريق فكان غير طريق منزلها فنظرت له باستغراب احنا رايحين فين .. دا مش طريق البيت !! لم يجاوبها .. بل ظل مستمرا علي حالة البرود تلك .. فزفرت هي بضيق لحاله تعلم الآن انه يخطط لشئ اخر .. ولكن بماذا يخطط ذلك المدبر الذي بجوارها .
وصلت نور الي الشركة وهي شاردة الذهن .. كل ما في بالها الآن هو علي وحديثه لها بالأمس .. فجأة شعرت انه لا يثق بها .. منذ ذهابها إلى الشركة وهو يسألها عن كل شئ يحدث معها .. هل ذلك شك اهتمام .. ولم يكن الاهتمام الزائد الا اختناقا ... هي تختنق من اهتماماته الزائدة ! .. لا تعلم انها نابعة من القلب ... فتحت هاتفها على اسمه تفكر في الحوار الذي حدث بينهم بالأمس .. رفعت بصرها فرأت تامر امامها يتحدث مع احد الموظفين ..
تامر .. دخل لحياتها بدون اي مقدمات .. قلب حياتها رأسا على عقب .. جعلها تغير قليلا في تفكيرها .. في حياتها .. وحياتها المستقبلية .. بل تحديدا حياتها الزوجية مع علي .. رأت ب تامر اشياء اكثر ليست موجودة ب علي .. ذلك العلي الذي تربيت معه وتعلمه ظهرا عن قلب .. إلا انها لم ترى غيره ولم تتعامل سوى مع غيره في حياتها لتعلم ذلك كيف يفكر وذلك كيف يتصرف وذلك وذاك وهذا ... ولكنها عندما رأت تامر وتفتح عقلها علي التفكير الزائد .. يتحدث معها تامر يوميا عن الاحلام والمعيشة والحياة .. تريد ان يتفتح عقلها هكذا .. ان تخرج من تلك الحارة التي اصبحت تكره الوجود فيها .. ان تترقى وتترك تلك الشقة المتهرية .. لا عيب في الفقر ولكن العيب ان نقف مكتوفين الأيادي دون التخطي للإمام ..
وضعت يديها علي رأسها تمنع نفسها من التفكير فسمعت صوته الحنون وهو يقول نور .. انتي كويسة رفعت بصرها تنظر له بابتسامة صغيرة وكأنها تخرج ڠصبا قائلة ايوه كويسة .. جلس امامها وهو يقوص حاجبيه باستغراب بس مش باين .. ثم قال بابتسامة مع نبرة متسائلة تحمل داخلها بعض الحنين الذي يسرق قلبها اي رأيك نطلع نتغدى ونتكلم شوية .. انتي شكلك مرهق وعايزة راحة قومي يلا ! نظرت له بتفكير ثم ابعدت نظرها ليستقر علي الخاتم الذي بيديها .. لتتحول قسمات وجهها الى تهكم .. فانتبه تامر لذلك فأخذ نفسا عميقا ثم وضع يديه فوق يديها وكأنه ينبهها قولتي اي ! رفعت عينيها تنظر له ثم قالت بخفوت تمام يلا ! فإزدادت ابتسامته توسعا ثم وقف مكانه بينما هي الاخرى وقفت معه وغادرت ..
كان يجلس بجوار والدته الصامتة عن الكلام .. وعن الاكل والشرب.. فقط عينيها تذرف الدموع علي ابنتها .. تنهد بعمق وهو يقول بنبرة تتطمئها ماما .. ياحبيبتي والله الدكتور قالك هي كويسة .. بس لسه محتاجة وقت عشان تفوق لم تستجيب له فقال مرة أخرى وهو يلف يديه حول كتفها قائلا ياقلبي عشان خاطري هجبلك اكل عشان تاكلي كدا غلط عليكي وعلي صحتك انتي كمان .... يلا عشان لما قمر تفوق تشوفيها وتبقي كويسة انتهى من كلامه مع دخول فارس للغرفة التي هما بها وهو يقول بنبرة متسائلة قلقة الدكتور قالكم اي يا سليم ! جاوبه سليم بخفوت قال انها كويسة وتعدت مرحلة الخطړ .. بس عايزين يعملولها اشاعات وصور في مكان الړصاصة .. بس هي هتبقى كويسة يعني ! اخذ فارس انفاسه بتنهيدة عميقة من الداخل .. وها هي بخير وستكون بخير .. سيفعل أي شئ لاسعادها الآن .. يعلم جيدا ومتيقن انها في حالة سيئة ولكن كل ذلك سيمر ... سيمر مع وجودها معه ووجوده معها .. سيمر وسيكونان اسعد اثنين في هذه الحياة .. فهو يحبها من داخل قلبه ومن اعمق نقطة ... وسيجعلها تحبه مثلما احبها .. ولكن فلتستيقظ ومن ثم سيفعل اي شئ لها .. خرج من الغرفة التي يوجد بها والدة سليم وقمر
 

 

تم نسخ الرابط