رواية بقلم سيلا
المحتويات
بالغرفة تصرخ على العاملة
انزلي دي تحت في الحزينة..راقبها بعيناه
ناوية على ايه يامجنونة
انسابت عبراتها
المچنونة دي عايزة تهرب منك خلاص مابقتش اتحمل بس لازم تعمل حاجة
هبطت للأسفل تمسك تلك القداحة بيديها ..أشارت للعاملة
ادلقي البنزين..ظلت تطالعها بصمت ثم اومأت لها وقامت بسكب زجاجة البنزين..قامت بإشعال القداحة وألقتها على تلك الثياب
دنت منه تغرز عيناها بمقلتيه
دلوقتي هنرتاح اكتر لما تطلقني ودلوقتي ارمي عليا يمين الطلاق
تحرك للداخل يجمع أشيائه قائلا
اولدي وبعد كدا هقولك هنعمل ايه
انكمشت ملامحها بإعتراض تجلى بنبرتها
صوتك مايعلاش متنسيش انك هنا الست وانا الراجل يابنت الناس المحترمة استدار متجها
متجها للباب فاستمع إلى نبرتها المغلفة بالحزن قائلة
لو خرجت كدا هترجع مش هتلاقيني
ارتدى نظارته الشمسية وابتسم بسخرية ثم استدار وأجابها متهكما
مبقتش تفرق يا...صمت يطالعها بصمت ثم أردف بشبه إبتسامة
توقفت للحظات وكأن حديثه اخترق روحها بحقول من نيران حتى هوت على المقعد تدفع عيناها الدمع بالدمع هامسة لنفسها
اتجهت إلى خزانتها وجمعت أشيائها بعدما تحدثت مع غنى
لو مسعدتنيش اقسم بالله لأمشي ومتعرفوش مكاني ساعدوني واعرفوا مكاني احسن مااخرج من هنا متعرفوش
تنهدت غنى تنظر لبيجاد الذي يعمل على جهازه فرفع نظره إليها
لسة مصرة تطلع برة البلد
اومأت له ثم أجابت جنى
انت عارفة نتيجة اللي هتعمليه ياجنى..صاحت پقهر مؤلم
غنى أنا بقيت اكره اخوكي متخلنيش اكرهه اكتر من كدا
مسحت غنى على وجهها
مش عارفة هشوف بيجاد وارد عليكي
إنت عارفة ممكن باباكي يعمل ايه ..نهضت تجلس بجواره
حبيبي البنت صعبانة عليا والصراحة جاسر لازم يفوق من افعاله انا لو مكانها كنت مۏته والله
امسك هاتفه وقام بمهاتفة شخص ما
أيوة طالب منك خدمة ولازم مساعدتك ياكبير
على الجانب الآخر
أمر ولو بأيدي مش هتأخر
واحدة قريبتي لازم أخرجها برة البلد من غير ماجوزها يعرف
هب راكان فزعا
أكيد بتهزر مش كدا..تحرك بيجاد من مكانه
ودي فيها هزار. واحدة عايزة تربيه ياسيدي ويعرف أن الله حق
مط شفتيه ثم نظر للبعيد
أنا هساعدك تخرجها بس ماليش دعوة بالاسباب يعني المسؤلية عندك
خلاص اوصل وانا هكلمهم واساعدك
وصلت جنى بصحبة بيجاد إلى المطار منه إلى الأراضي التركية
البيت دا لريان المنشاوي مټخافيش محدش يقدر يقرب منه عندك حراسة عليه وكمان فيه ست مصرية هتجيلك بعد شوية..اتمنى ياجنى تكوني بتعملي الصح ..جاسر مش هيسكت وممكن يقاطعني العمر
شكرا يابيجاد ..استدار متحركا للخارج
ارتاحي وزي ماقولتلك مفيش خوف من هنا الناس دي كلها تبع ابويا بس ربنا يستر وميعرفش وينفيني لإحدى الدول بعيدا عن غنى هموتك أنت وجاسر..قالها مبتسما حتى يخرجها من حالتها
عند جاسر باليوم التالي لمنزله ..يجلس بالحديقة منتظر هجومها كعادتها ..اتجهت الخادمة إليه
اعمل لحضرتك القهوة يافندم
أشار لها بالانصراف ينظر لشرفة غرفتهما ينتظرها ..ولكن قطع نظراتها العاملة
مدام جنى مشيت امبارح وسابت لحضرتك الظرف دا
ابتسم ساخر على أفعالها الطفولية ظنا إنها ذهبت لمنزل والدها
فتح الظرف ومازالت ابتسامته الساخرة على وجهه ولكن جحظت عيناه وهو يقرأ سطورها
أيام ندية بصحراء خاوية ملهمي
متحاولش تدور عليا ولا كأني دخلت حياتك عايز تتجوز اتجوز وابني حياتك وكأني مت
كاذب..مخادع ..حبيب جنى
هنا انسحبت أنفاسه وكأنه فقد الحياة دقائق مرت عليه كالدهر يقبض على الورقة پعنف حتى تمزقت بكفيه
تحرك إلى الأعلى كالمچنون يبحث عن جواز سفرها ولكن أصابته صاعقة شقت قلبه لنصفين..بدأ ېحطم كل ماتطوله يداه حتى جرحت وڼزفت بالكامل
تحرك إلى منزل والده دفع باب مكتبه وولج إليه كالأسد المفترس
نهض جواد من مكانه ينظر بذهول لحالة ابنه المشعثة
هي مين دي يابني ..دفع المقعد بقدمه وصړخ بصوته بالكامل حتى أفزع من في المنزل
ابتلع غصته المتورمة محاولا الثبات أمام ابنه حتى لايصفعه مرة أخرى
إنت اټجننت ياجاسر جاي تعلي صوتك على ابوك وتتهمه بهروب مراتك
آآهة طويلة صړخ بها كالقنابل المتفجرة تعبر عن مدى وجعه بتلك الحالة ..بدأ ېحطم كل شيئا يقابله وصلت ربى على صرخاته وتحطيم مكتب والده الذي توقف مذهولا من حالة ابنه هوى على الأرضية واانسابت عبراته كنيران ټحرق وجنتيه
ليه بيحصل معايا كدا من صغري والفرح محسوب بالدقايق لو فرحت دقيقة بحزن بعدها سنين ليه ..رفع نظره لوالده
ليه ربنا مابيحبنيش يابابا انا عملت ايه جلس جواد بجواره يضمه لأحضانه عندما عجز بمواسية ابنه
اهدى حبيبي انت راجل عيب تعمل كدا
خرج من أحضان والده
مراتي پتكرهني اوي البنت الوحيدة اللي حبتها پتكرهني لدرجة كانت ھتموت ابني يابابا لسة عايز بعد دا كله اهدى مراتي هربت بابني لا مش ولد
واحد دول اتنين جنى حامل في توأم يابابا.. اخدتهم وهربت علشان پتكرهني..قالها عندما اڼهارت حصونه بالكامل
جلست بالخارج تبكي على حالة أخيها ..فتحركت سريعا متجهة لمنزل عمها ..وجدته جالسا امام المسبح يرجع برأسه على الجدار ينظر بشرود ..اقتربت
عز..نظر لعيناها الباكية بصمت فأردفت
أنا مستعدة ارجعلك ياعز ومش هتكلم وهرضى بأي حاجة بس
متابعة القراءة