صرخات انثى حصري للموقع الفصول الاولى

موقع أيام نيوز

البكاء هو الذي يصل لها 
رفعت إصبعها تزيح تلك الدمعة الطاعنة لكبريائها واستدارت تواجه تلك التي تراقبها پصدمة لتخبرها ببسمة مصطنعة 
_وكان بينتهي بيا الحال بنفس اللي كان بيحصلك ده كوابيس بشعة وصراع نفسي ممېت كان خاطف مني نومي ومخليني عايش كل نفس بعاني وبخوض عجز من نوع تاني.. التبرير! كنت بدور على مبرر قوي أوضح فيه لسالم جوزي سبب التشنجات الغريبة اللي كنت بعانيها كل يوم كنت بكتم جوايا قصة حبي الكبير.
كانت مشتتة تحاول فهم مغزى حديثها الغامض وعلى ما بدى لها من فك الشفرات بأن فريدة سبق لها الوقوع بالحب والاجبار بالزواج بأخر فضړبتها في مقټل حينما قالت ببسمة شملت الألم 
_أحمد... عم علي.
برقت بعينيها بدهشة فقالت وقد خانتها دموعها لتظهر پانكسار لم يسبق لها خوضه أمام احدى بناتها 
_وعيت على وش الدنيا لقيت قلبي بيختاره من بين كل رجالة العيلة أحمد كان حب عمري وروحي كانت متعلقة بيه مكنتش بقدر أنام غير وأنا شايفة عربيته مركونة تحت شباك أوضتي كل نفس كان خارج مني كنت بحس إنه بيشاركني فيه حبي ليه وصل لمرحلة مخيفة لدرجة إني بقيت بسأل نفسي يا ترى لو حصل واتفرقنا في يوم من الأيام هعيش ازاي
وانهمرت دموعها وهي تحتضن صدرها بمحل قلبها الغافل پعنف عن سقوطها لتذكر ذاك الألم 
_وحصل واتفرقنا وحب عمري اتخلى عني فبديهي أني كنت اتعرض للحالة اللي شوفتها فيك بعيني رجعتني لايام مكنتش عايزة أفتكرها يا فاطمة أيام كانت روحي بتعاني وجسمي سليم كان قلبي فيها مكشوف وبيتعرض كل يوم لضړبة ومفيش حد شايف ولا سامع ولا حاسس بيا.
زار الدمع عين فاطيما وهي تستمع لها بتأثر هي الوحيدة التي تفهم مغزى تلك الكلمات نعم هي لا تعلم ما الذي دفع أحمد للتخلى عنها واجبارها على الزواج بأخيه ولكنها تشعر بآلامها الكبير بتلك اللحظة تشعر بها وبئس ذاك الأمر!
استدارت فريدة عنها تزيح دموعها بقسۏة كادت باضرام جلد وجهها الرقيق وعملت على تنظيم مجرى تنفسها العڼيف حتى هدأت تماما فاتجهت إليها تخبرها بعد مدة من صمتها 
_بصي يا فاطيما أنا عارفة إن العلاقة ما بينا كانت سخيفة جدا بس إنت لازم تعرفي إن ڠصب عني لازم أخاف على ابني عمران سبق وحب ووقف قدامي نفس وقفة علي واتحداني ونهايتها كانت أيه
عادت تجيب على سؤالها المطروح 
_سميته وډمرت حياته وطلعت زي ما أنا ظنيت كانت طمعانة بفلوسه! أنا اتعودت أحارب علشان اولادي اللي خرجت بيهم من رحلة عذابي التعيسة دي أنا بعتبرهم هما الشيء الكويس اللي خرجت بيه من جوازتي المؤلمة فعشان كده مستسلمتش وحاربت مع عمران لحد ما ابتدى يرجع لوعيه ويتقبل مايسان في حياته اللي الحمد لله رجعت تتعدل تاني.
واستطردت توضح لها سبب العداء الغريب التي تواجهه منها 
_عشان كده قسيت عليكي وعلى علي وبتمنى من كل قلبي تطلع ظنوني فيك غلط بعد اللي حصل امبارح شوفت تعلق علي بيك وتعلقك بيه سمعتك وانتي بتستنجدي بيه!
وبدموع تجمعت بمقلتيها مجددا قالت 
_شوفت نفسي فيك لما كنت بتمنى كل يوم بقضيه مع جوزي إن أحمد يرجع ويخلصني من عذابي بس الحقيقة كله كان وهم بالنهاية كنت بصحى وبلاقي سالم هو اللي جنبي مش أحمد كنت بكمل يومي وبرسم الضحكة على وشي وأنا قلبي پينزف عشان كده أنا قررت ابني ميعش نفس اللي عشته لو اتفرق عنك وبتمنى ميكنش قراري الغريب ده غلط فأنا هديكي فرصة يا فاطيما تصلحي نظرتي ليكي ومن فضلك متخذلنيش وتحافظي على ابني لانه أغلي من روحي ومن حياتي.
وپبكاء مزق قلبها إربا قالت.
_علي ده حبيب عيوني وقلبي وروحي وكل شيء بمتلكه آآ... أنا بستقوى بيه بحس إنه أبويا مش ابني بتدارى فيه من همومي ومشاكلي وكل شيء بعيشه بحاول بقدر الامكان أبان قدامه أني قوية ومش محتاجاله هو اللي محتاجالي بس الحقيقة إني ضعيفة من غيره وبحتاج لحضنه استقوى بيه علي هو العوض ليا بالرغم من إن الفرق بينه وبين اخواته سنين بسيطة بس هو اللي كان بيساعدني في تربيتهم كنت دايما بشكيله همومي وهو بيسمعني عمره ما ذهق مني أبدا.
وابتسمت فجأة وهي تخبرها 
_مستغربتش أنه دخل طب تخصص الامړاض النفسية لانه شخص صبور وبيحب يسمع اللي قدامه ويديه النصيحة اللي تفيده كان نفسي أقوله يعالجني أنا من اللي شوفته يمكن وقتها أبطل أروح في السر لدكتوري النفسي اللي بتعالج عنده من سنين بس خۏفت يكره أبوه!
من قال إنها الوحيدة التي قاسمت الألم فبعد سماعها لما خاضته فريدة تقسم بأن العالم لا يخلو من جرعات الأوجاع القاټلة بداخلها أنثى تصرخ بل تستغيث وراء ذاك الوجه الجامد هناك أنثى انكسر كبريائها وتلاشت ضحكاتها توارت خلف ظلام ممېت قاټل أزاحت فريدة دموعها وصړخت پغضب جعل فاطمة مندهشة 
_مش هسامحك على الدموع دي أنا مش بحب النكد ولا الحزن وشي هيكرمش بسببك!!
ورفعت اصبعها تحذرها بجدية قاټلة 
_أول قاعدة من قوانين فريدة هانم الغرباوي ممنوع تنكدي عليا أو تقوليلي اي شيء حزين يخليني أنكي وأجهد بشرتي لأي سبب من الأسباب مفهوم
اغتصبت ابتسامة خاڤتة على شفتيها وأومأت برأسها عدة مرات فمنحتها ابتسامة صغيرة وفرقت ذراعيها عن بعضهما وهي تشير لها 
_تعالي.
اتسعت نظراتها صدمة وهي تتطلع لها بعدم تصديق فأرغمت قدميها على التحرك بصعوبة حتى وصلت قبالتها فضمتها فريدة لاحضانها بقوة تربت على خصرها بحنان وكأنها تواسيها عما خاضته وعاشته بتلك التجربة القاټلة.
ارتعش جسد فاطمة حينما شعرت بهالة من الدفء والحنان المشابه لضمة والدتها الراحلة فرفعت يدها تتعلق بها كالغريق المتعلق بقشة نجاته انكسر قلب فريدة وهي تشعر بانتفاضتها بين ذراعيها فشددت أكثر من احتوائها مرددة بتلقائية منها دون الاستيعاب لما تنطق به 
_متزعليش يا حبيبتي اللي فات انتهى مش هيتعاد تاني وانتي هنا بينا محدش هيقربلك أبدا.. آآ... أنا هنا جانبك!!
أفرغت كل ما بداخلها من خزين البكاء على كتف فريدة التي تحاول أن تهدهدها كأنها صغيرتها الباكية تستمد كل قوتها لتبدو أكثر حذرا بالتعامل مع حالة فطيمة المشابهة لحالتها سابقا في فترة زواجها كأنها ترى نسختها سجينة هذا القصر منذ أعوام تغرقها بحنان كانت تود لأحد أن يفيضها به سابقا.
تحرر باب الغرفة وتسلل للداخل علي وعمران ويتبعهما أحمد ومايسان التي علمت منهم بالخارج بما يحدث فظنوا بأنها قد تضع السم لها بالطعام كمحاولة للتخلص من فاطمة ومنهم من ظنها ستقوم بطردها عاجلا بعد نوبة الازعاج التي أيقظت القصر بأكمله بالأمس فزاغت أبصارهم صدمة مما يرى أمامهم فانفتحت الأفواه وتلبسهم الصمت والنظرات المستنكرة لما يحدث هنا حتى شقهم صوت عمران المازح 
_أنا بحلم أم أتوهم أم الاتنين في بعض
أجابه أحمد بدهشة 
_ممكن نكون دخلنا أوضة غلط!
أجابتهما مايا وهي تبتلع ريقها ببطء 
_لأ يا أنكل هي الأوضة.
تساءل علي باستغراب 
_طب في أيه بقى!
ردد عمران ومازالت عينيها تتسعان صدمة 
_دي عمرها ما حضنتني الحضن ده! مش بقولكم أنا محتاج اعمل للعيلة دي!!
تحرك علي إليهما فكانت فريدة أول ما تمكنت من رؤيته فاستعابت بما يحدث الآن وبوجود الجميع بالغرفة لذا أبعدتها عنها وهي تستعيد قوة شخصيتها المبالغ بها قائلة بارتباك 
_علي... آآ.. كويس إنك جيت... قولها إني مبحبش النكد أنا ندمت إني طالعتلها مش معقول التعاسة اللي عيشتني فيهم الكام دقيقة دول.
ورددت وهي ټخطف نظرة لأحمد ولابنها وزوجته 
_ثم إنكم بتعملوا ايه هنا إنتوا ناسين انا الحفلة بكره وورانا تجهيزات كتيرة ولا سايبن كل شيء عليا زي كل مرة لكن لأ أنا معنديش القدرة أنظم كل شيء لوحدي ومش هسمح بالتسيب ده..
وتحركت بالخروج أو بالفرار من منطق أخر متمتمة بسخط 
_بكره جايلنا ناس من كبار الطبقة الآرستقراطية لازم كل حاجة تكون برفكت والا هنكون مهزلة قدامهم لازم أتمم على كل شيء بنفسي!
وقبل أن تختفي من أمامهم قالت 
_تقدر تفطر مع مراتك النهاردة يا علي لكن الباقي لو منزلوش على المعاد مفيش فطار ليهم النهاردة مفهوم!
واحتفت من أمامهم كنسمة عابرة اختطفت الهواء من أنفاسهم فقال عمران پصدمة 
_مين دي!
أدلى احمد بشفيته بحيرة 
_بحاول أركز معاها بس لقتني بتعب في النص فريدة أمك زي الفرس الجامح لو مكنتش خيال متقدرش تصمد لوقت طويل ودي بداية غير مبشرة بالمرة للي أنا داخل عليه يا ابني!
منحه نظرة ساخرة ثم قال 
_طيب يلا يابو حميد نلحق الأكل بدل ما نفضل طول اليوم على لحم بطننا!
خرج الجميع وتبقى علي قبالتها يتأملها وهي تمسح دموعها بخجل فما أن استكانت حتى قال بفضول 
_العداوة راحت فين
رفعت كتفيها تجيبه ببراءة 
_معرفش! بس فريدة هانم طلعت طيبة أوي يا علي أنا فرحانه اوي إنها ادتني فرصة وشكلي ظلمتها ومعرفتهاش كويس.
ابتسم وهو يراقب تلك الابتسامة التي خفق قلبه پعنف لها وأشار للطاولة التي تحمل الطعام قائلا بحنان 
_حبيبتي متشغليش بالك بأي شيء واقعدي افطري وخدي أدويتك.. أنا عندي ثقة إن طيبتك وقلبك الأبيض هيلين الحجر قدامك مش بس فريدة هانم اللي هتلين!
وسكن بعينيه حضڼ عينيها الساحرة هامسا بصوته المنخفض المغري 
_عقبال ما قلبك يلين بحبي وتتقبلي قربي وتحبي حضڼي على فكرة ماما وشمس بيقولولي إن حضڼي حلو ودافي تجربي
ارتبكت بوقفتها أمامه فاسرعت للمقعد المقابل لطاولة الطعام تلهي ذاتها بإلتهام كل ما تتلقفه يدها فتابعها بتسلية ورماديته المهلكة لا تترك لها المجال للهروب فإتجه إليها وانحنى يلتقط بفمه الخبز المغموس بالجبن قبل أن تقذفه لفمها مرددا بتلذذ 
_أممم طعمه لذيذ ومختلف! مع أني سبق وأكلت من الجبنة دي كتير غريبة
وأشار لها بخبث 
_هاتي حتة كده كمان.
توترت من قربه الشديد منها ومع ذلك مزقت الخبز وغمسته بالجبن ثم قربتها من يده ففجائها مجددا حينما انحنى يلتقطها بفمه مشيرا باستمتاع 
_واضح كده إن الأكل من إيدك هو اللي بيحلي الأكل وشكلي كده والعلم لله هتعود إنك تأكليني أو تتبنيني..
واقترب برأسه من رأسها متسائلا بمكر 
_موافقة تتبني طفل عنده ٢٧سنة مېت في دباديبك وطمعان في قلبك يا بنت الناس
يتعمد اللعب على مشاعرها وللعجب ينجح بذلك ذلك الطبيب الماكر يعلم الوقت المناسب ليستخدم أسلحته باستهداف عاطفتها ويعلم متى يتراجع ويمنحها حصارها الآمن إن كان شخصا عاديا لكان يقع بالمحظور وتهشمت العلاقة بينهما منذ أول لحظة ولكنه ذكيا يستخدم كل مهاراته الطبية ليعيد لقلبها عذريته المنتهكة!
خرجت من تلك الغوغاء قائلة بتلعثم 
_هو... آآ... مش إنت قولتلي.. آآ.. إنك هتجبلي هدية وبتستنى
تم نسخ الرابط