صرخات انثى حصري للموقع الفصول الاولى

موقع أيام نيوز

منه وأكثر ما لفت انتباهه تعلقها بكتب دكتور أحمد خالد توفيق فعلى ما يبدو بأنهما يحصلان على نفس العشق الخاص لكاتبهما المفضل.
أعاد علي غلق باب غرفته وهبط لغرف الطابق الأول ليقضي ليلته بأحدهما حتى لا يفسد فرحتها واستقرارها النفسي فتفاجئ بهاتفه يضيء برسالة معلنة من الجوكر فتحهل ليجد بها 
مبروك يا عريس معرفتش أكون موجود بعقد القران لإنشغالي بمهمة تبع الشغل لكني هكون موجود الاسبوع الجاي في الفرح وبالفترة دي بحضر لفطيمة مفاجآة هتساعدك في علاج حالتها بلغها سلامي ليوم لقائنا..
أغلق هاتفه وهمس باستغراب وهو يسند ظهره للفراش 
_مفاجأة أيه دي! 

هرب الظلام مع ليل ذاك اليوم وطلت شمس يوما جديد ومازالت كما هي تجلس بانتظار عودته ولكنه لم يعود فاقت ليلى على صوت منبه هاتفها الذي يوقظها كل صباح للعمل فوجدت ذاتها تغفو بالردهة على المقعد بملابسها فأسرعت لغرفة نومهما عساها تجده فوجدت الفراش مرتب كما كان تهدلت معالمها يأس وجذبت هاتفها تحاول الاتصال به ولكنه لم يجيبها فلم تجد سوى اللجوء لسيف الذي أتاها صوته يجيب 
_صباح الخير يا دكتورة ليلى في حاجة ولا أيه 
ارتبكت ولم تعلم ماذا ستخبره ولكنه استجمعت شتاتها قائلة
_يوسف فين يا سيف 
رد عليها وهو يتثاءب 
_يوسف نزل من ساعة كده على المستشفى. 
أتاه صوت بكائها ورددت من بين شهقاتها
_يوسف سايب البيت يا سيف ومش بيرد على مكالماتي عشان آآ.. 
قاطعها سريعا باسلوب متهذب 
_ليلى اهدي أنا عارف إنك بتعتبريني زي أخوكي بس يوسف مش بيحب أي مخلوق يتدخل في خصوصيات بيته فمش هيكون مبسوط لو عرف إنك حكتيلي شيء خلي اللي بينكم بينكم عشان الامور متزدش.
جلست بجسدها على الاريكة تصيح پاختناق 
_طيب أعمل أيه يا سيف! 
أتاه صوته الهادئ يخبرها ببسمة صافية 
_يوسف مفيش في حنيته ولا طيبة قلبه أنا اللي هقولك يا دكتورة! 
وتابع بمكر 
_أقولك روحيله المستشفى واتكلمي معاه وهو أكيد مش هيسيب الامور تسوء بينكم لانه بيحبك. 
ازاحت دموعها وتسللت الابتسامة إليها فقالت وهي تهم لخزانتها بلهفة 
_هعمل كده لما هرجع هكلمك سلام.
أغلقت الهاتف وأبدلت ملابسها سريعا ثم هبطت تقود سيارتها للمشفى الذي يعمل به يوسف فجلست تترقب دورها بعدما دفعت ثمن الكشف دون البوح عن هويتها للممرضة حتى أتى دورها فتماسكت وهي تشدد على حقيبتها تخطو بارتباك للداخل.
تفاجئ يوسف بها فسحب نظراته عنها للحاسوب من أمامه وهو يحاول كظم غيظه ابتلعت ليلى ريقها بصعوبة بالغة وجلست على المقعد المقابل إليه فقال دون أن يتطلع لها 
_جاية ليه 
أجلت أحبالها الصوتية مرددة 
_أنا قاطعة كشف زيي زي أي مريضة والوقت ده من حقي يا دكتور.
تابع عمله على الحاسوب متجاهلها تماما فعبث بأظافرها الطويلة قليلا قبل أن تردد بخجل 
_أنا آسفة على الكلام السخيف اللي قولته إمبارح أنا مكنتش أقصد.. حقك عليا.
جذب الأوراق يدون بها ما ينقله عبر الحاسوب وكأنها هواء يترنح من أمامه فمدت يدها تحجر يده التي تحرك القلم على الورق تناديه بقلب مذبوح فؤاده 
_يوسف!
قبض صدره لهفة لسماعه اسمه بنبرتها الشبيهة بالباكية فرفع وجهه لها ليجدها تعيد كلماتها پبكاء تحرر فجأة 
_أرجوك متزعلش مني إنت فعلا عندك حق وأنا جيت النهاردة عشان أصحح غلطي.
وتابعت ببسمة صغيرة 
_وجاهزة إنك تكشف عليا.
وخز قلبه لسماعه كلماتها الاخيرة فقال وهو يمنحها نظرة مطولة 
_مفيش له داعي أنا مش عايز أولاد خلاص.
تحجرت أنفاسها جراء ما استمعت إليه فازدردت ريقها بصعوبة بالغة وهي تتساءل بۏجع 
_مش عايز أولاد مني يا يوسف
قال بجمود وعينيه لا تفارقها 
_لا منك ولا من غيرك.
نهضت ليلى عن مقعدها واتجهت إليه فانحنت لتكون على نفس مستواه قائلة بابتسامة تعاكس دموعها المتدفقة
_أنا اعتذرت على اللي قولته امبارح معقول مصمم توجعني بكلامك ده!
حرك مقعده الهزار ليكون قبالتها وانحنى برأسه قبالة عينيها 
_المفروض تكوني طايرة من الفرحة لاني خلاص بحلك من الخلفة اللي هتضيع مستقبلك يا دكتورة!
تهاوى الدمع دون توقف وعينيها لا تفارق خاصته فاتكأت على المكتب حتى استقامت بوقفتها فجذبت حقيبة ذراعها وركضت باكية من أمامه فحرر سماعته الطبية عن رقبته وهو يفرك جبينه پغضب جعله ينزع عنه البلطو الطبي ويخرج من خلفها.
وجدها تستقيل المصعد فهبط الدرج وحينما انفتح بابه وجدته يقف أمامها بانفاس لاهثة فابتسمت من بين نوبة بكائها وهرعت لاحضانه تضمه بقوة جعلته يطوقها كأنه عناقهما الاخير.
فهمست من بين شهقاتها 
_أنا آسفة. 
ربت على خصرها بحنان بينما عادت لسؤاله وهي تبعده عنها 
_سامحتني
تبلد لسانه عن النطق وجذبها لسيارته فصعد بها وقادها وهو يخبرها 
_في مشوار لازم أخدك عليه الأول وبعدها هقرر أسامحك ولا لأ! 

غلبها النوم رغما عنها على الكتاب الذي جذبها كليا فلم تفق الا على صوت زقزقة العصافير المحاطة لشرفة غرفة علي وبعدها استمعت لخطوات تخطو إليها فبدت الصورة مشوشة لها ولكن الصوت تخلل لمسمعها جيدا لسهولة تميزه بعقلها الباطن ففتحت عينيها على مصراعيها حينما وجدتها تقف أمامها تتساءل پغضب كالبركان 
_بتعملي أيه هنا في أوضة علي!
........ يتبع.......... .. 
صرخات_أنثى.... آية_محمد_رفعت. 
________
٩٦ ٢٤٠ م زوزو صرخات_أنثى....الطبقة_الآرستقراطية!.. 
الفصل_الخامس_عشر.
اللهم إني أسالك نفسا مطمئنة تؤمن بلقائك وترضى بقضائكوتقتنع بعطائك.. 
جحظت عينيها صدمة حينما وجدت فريدة تقف قبالتها تكاد نظراتها ټحرقها حية ابتلعت فطيمة ريقها بارتباك لحق كلماتها الغير مرتبة 
_آآ... أنا.. ك.. كنت... بقرأ.. كتاب.. ونمت.. معرفش ازاي. 
ضمت ذراعيها أمام صدرها تحدجها بنظرة ساخرة ورددت باستهزاء 
_مالقتيش حجة كويسة غير قراءة الكتاب!
وفكت حصار يديها لتصرخ بوجهها بغيظ 
_مفكرة إني ساذجة وهتخش عليا حججك إسلوبك الرخيص اللي كنتي بتستخدميه على ابني بالمستشفى ده مينفعش هنا لإنك في بيت محترم!
أخفضت عينيها أرضا لا تجد ما يمكنها قوله بتلك اللحظة فقدت قدرتها بالدفاع عن نفسها فهي مخطئة لا تعلم كيف غلبها النوم هنا على الأقل كانت استأذنت وأخذت الكتاب وغادرت لغرفتها!
تمعنت فريدة بمعالمها قبل أن تقول بحدة 
_مش لقية حجة مقنعة مش كدة!
_وهتلاقي حجج ليه وهي موجودة بأوضة جوزها يا فريدة هانم! 
أتاه ردا حازما من ذاك الذي كان بطريقه لغرفته ليجد المواجهة غير عادلة بين زوجته ووالدته فقرر التدخل عوضا عنها استدارت فريدة للخلف فوجد علي يدلف للغرفة ومازال مرتديا بذلته حاملا جاكيته على ذراعيه وخصلاته مبعثرة بشكل فوضوي يبدو بأنه قضى ليله خارج غرفته تركتها فريدة واتجهت لتقف قبالته متسائلة بذهول 
_كنت فين
رد عليها وهو يلقي جاكيته للفراش
_كنت نايم تحت عشان فاطيما تاخد راحتها.
خطفت نظرة سريعة إليه وعادت تتطلع أرضا حينما وجدت فريدة تراقب ردة فعلها فصاحت بانفعال 
_وتنام تحت وأوضتك موجودة ليه مش ليها أوضة سيادتها ولا مش عجباها
ضم مقدمة أنفه بيده بتعب اتبع نبرته 
_فريدة هانم من فضلك كفايا أنا أول مرة أشوف منك المعاملة دي وحقيقي مصډوم وحاسس إني معرفكيش.
وتابع وهو يتجه لخزانته ليجذب بذلة أخرى استعدادا للذهاب لعمله قائلا دون تطلعه لها
_لو حضرتك هتقضيها كده أنا ممكن أنسحب أنا ومراتي بمنتهى الهدوء من غير ما نعمل لحضرتك مشاكل أو إزعاج.
تهديده بالرحيل كان أخر أمرا تريده فطالت بنظراتها إليه ومن ثم سددت نظرة أخير لفطيمة قائلة قبل أن تغادر 
_عرفها إن الفطار بيكون جاهز ١٠ الصبح يا ريت تلتزم بالمواعيد وتكون تحت على المعاد. 
وتركتهما وغادرت فما أن أغلقت الباب من خلفها حتى عادت فطيمة تلتقط أنفاسها بصوت مسموع لعلي فضحك وهو يتابعها بنظرة هائمة فأسرعت إليه تردد بتلعثم 
_أنا آسفة مكنتش عايزة أعملك مشاكل مع والدتك. 
وأشارت تجاه الباب وكأنها تلقي اللوم عليه 
_أنا لقيت الباب ده وأول ما فتحته لقيت نفسي هنا وبعدين لقيت آآ. 
وأشارت على المكتبة في محاولة لاسترسال حديثها ولكنها توقفت حينما وجدته يتطلع إليها بنظرة أهلكت جوارحها وجعلتها تعيش شعورا غريبا.
شعرها كان مفرود من حولها بعشوائية ترتدي بيجامتها الستان الحريري فتزيد من جمال وجهها الناصع بعدما أزاحت مساحيق التجميل عنها ابتلعت فطيمة ريقها بارتباك ورددت بتوتر 
_الكتاب أخدني ومحستش بنفسي غير الصبح.
خرج عن صمته الغامض حينما قال بعدم مبالاة 
_وفيها أيه دي أوضتك يا فاطيما زي ما هي أوضتي وكل شيء فيها ملكك بما فيهم أنا.
حان موعد الفرار من أمام هذا العلي الذي يجاهد كل مرة لجعلها تخوض مرحلة العبث على مشاعر تجتابها وللحق تروق لها لذا أبعدت خصلات وجهها عن شعرها واتجهت لتغادر فأوقفها ندائه 
_فطيمة.. اسنني. 
توقفت محلها بعدم رغبة الاستدارة لرؤيته مجددا فوجدته يدنو منها ليقدم لها كتابا غير الذي كانت تقرأ به قائلا ببسمة سحرتها كليا 
_بما إننا متشاركين بحبنا لنفس الكاتب فخليني أختارلك تبدأي بأيه
التقطت منه الكتاب ورفعته إليها تقرأ عنوانه حب في أغسطس! 
عادت لتتطلع إليه فغمز لها بتسلية 
_مش هتجيبي حضڼ حق استعارة الكتاب
فتحت فمها ببلاهة وضمت الكتاب إليها لتهرول من أمامه صافقة الباب بوجهه رمش بعدم تصديق ومن ثم اڼفجر ضاحكا وهو يهمس بمرح 
_أيه حبها في رزع الأبواب! 

فور أن توقفت حركة السيارة حتى تحركت برأسها تتأمل من النافذة المكان فعادت تتطلع إليه متسائلة بدهشة 
_جايبنا عيادتك ليه يا يوسف
لم يجيبها بل نزع حزام السيارة وهو يردد بثبات 
_انزلي. 
انصاعت عليه ففتحت الباب واتبعته للمصعد فما أن أغلق بابه حتى قالت بتوتر 
_ممكن تفهمني احنا جاين هنا ليه لسه ساعتين على معاد فتح عيادتك! 
تمسك بصمته وكأنه يبث به كل تفكيره فيما سيفعله كرامة الرجل حينما تهان على يد إمرأة يسود وجهه ويخشى أن يلاحظ من حوله ذاك السواد العالق على جبينه نهيك إن كانت تلك المرأة زوجته!
توقف المصعد فخرجت من خلفه تتجه لعيادته القابعة بالطابق الثالث وبطريق الرواق المتسع تسمرت قدميها صدمة حينما رأت إحدى شقق الطابق الثاني المجاورة لعيادته بالتحديد تحمل لافتة مضيئة بإسم الدكتورة ليلى حسن عادت بنظريها إليه وإصبعها يشير على اللافتة بعدما فقدت قدرتها على النطق منحها يوسف نظرة جامدة وبهدوء تحرك ليحرر بابها بمفتاحه الخاص وفتح ذراعه قائلا بصوت يسخره الألم 
_فاضل على عيد ميلادك عشر أيام كل سنة وإنت طيبة يا دكتورة.
عقلها كان هزيلا لا يستوعب ما يقوله أجبرت قدميها على الدخول فجابت عينيها على كل ركن لمحه بصرها ردهة الاستقبال الضخمة ومكتب السكرتيرة الذي مازال يحمل اللاصق والأكياس فبدى إنه اشتراه منذ مدة قصيرة حتى استقرت قدميها داخل غرفة الكشف الحاملة لاجهزة ومعدات تفوق المليون دولار كونها طبيبة تعرف جيدا أسعار الأجهزة الموضوعة أمامها.
تدفقت الدمعات حسرة من حدقتيها فحاولت التقاط أنفاسها الثقيلة وهي تخرج من غرفة المكتب تركض تجاه يوسف الذي مازال يستند على الباب الخارجي للشقة وكأنه فقد روحه فأصبح لا يطيق التحرك عن محله فقد مذاق الحياة فجأة بعد شهور قضاها بالكد والتعب ليجمع ثمن كل شيء هنا وبالنهاية اتهمته بأنه يغار منها!
استقرت عينيه الشاردة عليها حينما انتهت من جولتها وخرجت إليه بعينين منتفخة من أثر البكاء فبدت مرتبكة لا تعلم ماذا ستفعل بالتحديد
تم نسخ الرابط