صرخات انثى حصري للموقع الفصول الاولى
المحتويات
لعلاج الشخصيات الهامة من المشاهير وغيرهم ومع ذلك يقف عاجزا أمام حالة فطيمة التي تجعله حائرا عما يصيب قلبه تجاهها يرغب دائما بالبقاء جوارها لساعات طويلة مع إنها لا تشعر بوجوده أبدا.
نهض علي عن مقعده ودنى من شرفة مكتبه ليحرر ستائره البيضاء وهو يلتقط نفسا مطولا ويده تمشط خصلات شعره البني المتناثر على جبينه ملامسة عينيه الرمادية ويده مربعة أمام صدره مخاطبا ذاته
معقولة يكون كلام الدكتور أبراهام صح وحالتها ميؤوس منها وملهاش علاج!
لا مش معقول الكلام ده أكيد حالتها ليها علاج إنت عمرك ما استسلمت يا علي عشان تعملها دلوقتي ابذل كل مجهودك معاها وأكيد هتلاقي تحسن
وأغلق عينيه وهو يحاول تذكر أي تحسن بسيط قد حاز به بعد رحلة علاجه الشاقة فتجعد جبينه حينما طاف إليه ملاحظته الطفيفة فركض لمكتبه يجذب النوت الخاص بحالة فطيمة ودون
الآمان.
بالبداية كانت تنزعج كليا من وجودي لجوارها بمكان واحد جسدها يتشنج وترفض سماع أي كلمة تنبثق على لساني ولكن الآن تتقبل وجودي لجوارها تستمع لمحاولاتي البائسة بحثها على الحديث باسترخاء حتى وإن لم تتحدث لي ولكن بالنهاية لم تنفر من وجودي مثلما تفعل مع أي طبيب يحمل لقب ذكر بهويته!
_فريدة هانم موبيلي المتواضع بيرقص في حالة من عدم الاستيعاب.
وصلت ضحكاتها لمسمعه وأجابته
_دكتور علي البكاش اللي مش هيبطل يغلبني بكلامه.
وتابعت بضيق
_وبعدهالك يا علي كل ليلة هتقضيها عندك بالمستشفى ولا أيه وبعدين مش كان بينا وعد
_أنا عارف إني وعدت حضرتك بإني هرجع كل يوم بدري بس ڠصب عني حالة فطيمة اللي كلمت حضرتك عنها قبل كده صعبة ومازلت بحاول معاها ابنك الدكتور المحترف عاجز عن علاجها.
صوتها الغاضب أتاه يحذره
_هو إنت مبقاش على لسانك غير اللي إسمها فطيمة دي ما قولتلك قبل كده سلم ملفها لأي دكتور تاني أنا كنت واثقة إنك مبقتش ترجع البيت بسبب الحالة دي وهضطر أكلم دكتور ألبرت يشوف حل للموضوع ده.
_لأ من فضلك بلاش تكلمي المدير يا ماما.. أأقصد يا فريدة هانم هتضيعيلي خطة العلاج والمجهود اللي بذلته طول الشهور اللي فاتت من فضلك.
رق قلبها إليه فقالت
_تمام بس توعدني إنك مش هتبات بره البيت تاني عمران أخوك مبقتش قادرة له لوحدي يا علي عايزاك جانبي تفوقه من اللي هو فيه.
اعتلى الضيق معالمه وتساءل بضجر
أجابته بضيق
_كل يوم بيرجع وش الفجر وهو سکړان.
جحظت عينيه صدمة فقال بعدم تصديق
_حصلت أنه يشرب خمړة!
ردت بسخط
_ومستني أيه منه طول مهو متلم على السنكوحة اللي إسمها ألكس هي والشلة الحقېرة اللي معاها المشكلة إنه مش قادر يستوعب إنها لا تليق باسمه ولا تنفعه ومع ذلك لسه بيقابلها ومش مدي اهتمام خالص لبنت خالتك.
كان حذرا باختيار رده
_يا فريدة هانم حضرتك عارفه من البداية إن عمران مهووس بألكس حضرتك اللي صممتي تجوزيه مايسان وهو مش بيحبها فكل ده كان متوقع من البداية.
أجابته باعتراض
_ده لمصلحته ولو أخر يوم في عمره مش هسمحله يدخل الحقېرة دي وسطينا.
ونهت حديثهما الغير مستحب لها حينما قالت
_المهم إرجع البيت عشان حفلة افتتاح الشركة الجديدة لراكان خطيب أختك.
وتابعت
_أنا جبتلك بدلة فخمة هتلاقيها متعلقة في أوضتك.
ضم منخاره بتأفف من عاداتها الغير مجدية للتغيرقائلا
_مكنش له داعيأنا كنت هلبس أي بدلة رسمية من عندي.
اعترضت لما قال وكأنه تفوه بحماقات فصاحت
_علي من فضلك حافظ على شكل العيلة وسبق وإتكلمت معاك قبل كده.
ردد بعدم تصديق
_وهي يعني البدالة اللي هترفع من مكانة العيلة!
واستطرد بيأس
_حاضر يا فريدة هانم هكون في الحفل بالمعاد وبالبدالة اللي حضرتك اختارتيها.
أجابته بإعجاب
_عفارم عليك يا دكتور.
أغلق الهاتف وهو يلقيه على مضض ليتفاجئ بالممرضة ټقتحم غرفته وهي تردد بنبرتها الانجليزية
_دكتور علي على ما يبدو بأن المړيضة فطيمة تواجه مشكلة ما أرجو أن تسرع لغرفتها في الحال.
فور نطقها بإسمها حمل حقيبته الطبية وركض إلى غرفتها بهلع جعل المحاطين به يتأملونه وهو يتخلى عن مكانته ومظهره المعتاد ويركض كالأحمق ولج علي لغرفتها سريعا وإتجه للفراش فتيقن إليه عودة تلك الاحلام المنفرة إليها.
سبق له العلم بمختصر ملفها الطبي بما خاضته مسبقا لذا كان يعلم ماذا يزورها بكوابيسها فحاول أن يجعلها تسترد وعيها حينما ناداها بلهفة
_فطيمة سامعاني
وهز جسدها وهو يردد
_ده كابوس ولازم تفوقي منه.
وحينما لم يجد أي ردة فعل جذب جسدها إلى صدرها ليرغمها على الجلوس وهو يناديها
_فطيمة.. افتحي عيونك.
رفعت أهدابها بتثاقل عن بنيتها الدامعة فتقوست معالم وجهها بشراسة وجسدها ينقبض بين ذراعيه دون توقف اړتعب علي من حالتها الغير مبشرة بالمرة فصاح بالممرضة التي تراقب الوضع من أمامها
مالت فطيمة برأسها على ذراعه وعينيها الباكية تتأمل عينيه القريبة منه بسكون رغم اندمال دمعاتها دون توقف وكأنها تشكو إليه بنظراتها الصامتة قسۏة ما تتعرض له تألم قلبه وذبح فؤاده لا يعلم ما يصيبه حقا وهو لجوارها!
ظل يتأملها لدقيقة ونظرات الممرضة لا تفارقهما بدهشة اعتادتها تجاه علاقته الغريبة بتلك المړيضة المغربية.
تهدل ذراع علي الحامل لرأسها على الوسادة وظل لجوارها يبعد عنها خصلات شعرها المتمردة على عينيها وهو يهز رأسه مرددا وعينيه لا تفارق نظراتها المستكينة عليه
_ده كابوس وانتهى يا فطيمة إنت بخير ومفيش حد يقدر يمسك بسوء تاني.
اهتزت الصورة من أمامها وأغلقت جفنيها الثقيل استسلاما لفعل المنوم السريع لتهدئة أعصابها ومازال علي لجوارها نظراته منصوبة عليها بتأثر وكأن نظراتها نفذت داخل أضلعه مستهدفة قلبه المسكين ضعيف القوة أمام وجهها الملائكي ومشاعره التي حملها لها منذ لقائهما الأول بمشفى القاهرة!
تململت بنومتها بانزعاج حينما قبضت ذراع مايسان على ذراعها وهي تحاول افاقتها مرددة
_يوه بقى يا شمس كل يوم تطلعي عيوني لما تقومي!
واسترسلت بمكر وهي تتجه للباب
_أنا كده هروح أنادي فريدة هانم تيجي هي تقومك بنفسها.
فتحت بنيتها پصدمة وتخلت عن غطاءها وعروستها اللعبة التي لا تتركها وهي تصيح بړعب
_لا تفعليها مايا انظري لقد استيقظت.
ضحكت وهي تراقبها تركض لحمام الغرفة فلحقت بها تقف على باب الحمام فرأتها تغسل وجهها بسرعة هزت رأسها باعجاب
_شكلي كده عرفت كلمة السر اللي هستخدمها معاك كل يوم.
وأشارت لها قبل أن تبتعد
_متلبسيش هدومك فريدة هانم بنفسها جابتلك فستان وشوية والخدم هيوصلوهولك.
تهدلت معالمها بضيق ملحوظ
_بس مامي ذوقها مش بيعجبني يا مايسان.
وقفت أمام المرآة تعدل من حجابها الفضي وكنزتها السوداء لتجيبها ومازالت ترتب حجابها
_لو عندك الجرأة روحي وبلغي فريدة هانم بكلامك غير كده فأنا مش هقدر.
ازاحت شمس عن شعرها الأسود المنشفة وهي تجيبها بسخرية
_لن أفعلها بالتأكيد على أي حال سأرتديه مرغمة مثل ذهابي للحفل الممل الذي لا أرغب بالذهاب إليه.
واسترسلت ببعض الألم الذي تسلل لزوجة أخيها
_ومثل الزوج المثالي الذي إختارته لي فريدة هانم كل شيء هنا يحدث دون رغبة مني.
تحركت مايسان بعيدة عن المرآة فجلست جوارها واضعة يدها على ساقيها وبحنان قالت
_شمس حبيبتي عايزة أقولك حاجة وإفهميها كويس فريدة هانم مش أنانية هي بتختارلك الأصلح والأفضل ليكي راكان شخص محترم وبيحبك ولو عايزة رأيي هقولك إنت كده كده مفيش حد في حياتك فخلاص اديله فرصة وأكيد هتحبيه.
زفرت بضيق وقالت
_هحاول أديله فرصة مع إني مش طايقاه!
انتهى علي من عمله فوضع الحاسوب الصغير بحقيبته السوداء ثم جمع دفتره والأوراق نزع عنه البلطو الطبي واستعد للمغادرة فإتجه للدرج وتوقف فجأة والبسمة تطوف به أراد أن يودعها قبل مغادرته المشفى لقائه المستمر بها لا يشبع عينيه التي ترغب بالتطلع لوجهها الهادئ برائتها الطاغية عليها.
طرق علي الباب فانتبهت الممرضة التي تهم للمغادرة إليه هز رأسه بتحية مختصرة إليها وهو يستكمل طريقه للمقعد المقابل لفطيمة الجالسة على الفراش وعينيها تهيم بالفراغ بشرود أوقف علي الممرضة قبل خروجها حينما قال بعصبية وهو يجذب الحجاب الملقي جوارها بإهمال
_أخبرتك كثيرا بإن فطيمة مسلمة من فضلك لا تتركيها دون حجابا مجددا.
زمت الطبيبة الانجليزية فمها بسخط ومع ذلك ردت ببسمة سخيفة
_حسنا.
قالتها باقتضاب وغادرت فجلس علي مجددا وعلى وجهه ابتسامة ساحرة يراقب تلك التي تهيم بالفراغ بجمال عينيها وانتظام أنفاسها فقال وقلبه يخقق إليها
_تعبتيني معاكي يا فطيمة بقالي ٨شهور بحاول معاك وبردو مفيش أي نتيجة.
زوى حاجبيه باستغراب لحق نبرته
_أنا كنت فاكر إنك لما تيجي هنا هتتحسني اللي مستغربه بجد إني وأنا في مصر سمعتك بتغني قبل كده في المستشفى وكنتي بتتكلمي مع الدكتورة يارا وحالتك كانت بتستجيب ليها.
واسترسل وهو يتساءل بحزن
_معقول حالتك اتدهورت لما أنا اللي مسكت ملفك!
لم يرمش لها جفنا وكأنها لم تسمعه من الأساس فابتسم وهو يقول بصوته الرخيم المحبب لها
_متقلقيش أنا مش جايلك دلوقتي عشان نبدأ جلستنا أنا كنت راجع البيت وحبيت أعدي عليكي.
وتابع وعينيه لا تتركها
_أقولك سر.
خطڤ نظرة متفحصة حوله قبل أن يقترب بمقعده لها وهو يتابع بهمس
_أنا برتاح أوي لما بشوفك بحب الهدوء والسکينة اللي بحس بيهم وأنا جانبك.
وردد بمرح
_مش عارف مين فينا الدكتور المعالج هنا أنا ولا إنت!
ضحك بصوته الرجولي الجذاب ورفع يده يتابع ساعة يده فأسرع بالنهوض وهو يشير لها
_يا خبر إتاخرت جدا فريدة هانم هتعلقني على سور البيت ده لو بوابته اتفتحت ليا أساسا.
واسترسل بمزح
_فريدة هانم دي تبقى والدتي.
واتجه للخروج ثم عاد يميل للفراش وهو يغمز لها
_سر تاني هقولهولك فريدة هانم مبتحبش حد يقولها ماما لازم فريدة هانم عشان حياتنا تستمر مع إن إسمها مكتوب في شهادة الميلاد إنها أمي بس هي مش مقتنعة بده.
وغادر على الفور ليته انتظر دقيقة واحدة ليرى البسمة التي تركها على وجه تلك البائسة التي مازالت تحارب الذئاب التي تنهش لحمها المهتري!
فور خروجهما من الجامعة تحرك بهما عمران للحفل وهو يراقب هاتفه ببسمة ماكرة أقسم على رد الصاع إليها وجودها بالشركات لجواره لا يرغب به لإنه يعلم بأنها تصل كل شاردة وواردة لوالدته عدل عمران المرآة ليتمكن من رؤيتها جيدا فوجدها تتحدث مع شقيقته شمس الجالسة لجوارها فاستكمل طريقه حتى وصل بهما لمقر الحفل الصباحي هبط برفقتهما جاذبا بوكيه الورد من صندوق السيارة ثم أشار لشقيقته
_يلا يا شمس ادخلي.
هزت رأسها وتركتهما وولجت للداخل تبحث عن راكان لتكن لجواره بمناسبته بينما انتظرته مايسان لتدخل معه فوجدته مازال يقف بالخارج تساءلت بدهشة
_مش هندخل ولا أيه يا عمران
منحها نظرة كراهية قبل أن
متابعة القراءة