صرخات انثى حصري للموقع الفصول الاولى

موقع أيام نيوز

يا ريت والله نفسي أخرج من البيت وأخد على البلد هنا.
وتلاشت ابتسامتها وهي تقول عابثة 
_بس أعتقد إنه مش هيوافق لإني حامل.
ردت عليها ليلى ببسمة رقيقة
_وفيها أيه يا صبا هو إنت راحة تهدي حجارة أنت هيكونلك مكتب وشغلك كله حسابات يعني راحة جدا ومش خطړ عليكي.
تحمست مجددا وقالت لمايسان 
_خلاص يا مايا قوليله يكلمه ويا رب يوافق.
هزت رأسها بتأكيد فقطعت ليلى الصمت حينما وجهت حديثها لتلك الصامتة منذ لحظة جلوسهم 
_وإنت يا فاطمة مؤهلك أيه وبتشتغلي ولا لأ
رفعت عينيها إليهم بحرج لمسته مايسان فكادت بالتدخل نيابة عنها ولكنها وجدتها تبلغها 
_أنا مقدرتش أكمل تعليمي يعني كنت مخطوبة قبل كده وكنت بحب خطيبي فمدخلتش الجامعة وأكتفيت باللي وصلتله عشان أكون معاه.
وبامتعاض استرسلت 
_بس محصلش نصيب نصيبي كان هنا مع دكتور علي.
ابتسمت صبا وهتفت بتأثر 
_سبحان الله... ربنا يفرحك يا حبيبتي ويجعله العوض ليكي عن كل اللي شوفتيه.
ابتسمت بسعادة وقالت 
_يا ررب... تسلمي. 

كان يتبعها للخارج حينما تسلل لهاتفه رسالة عمران النصية 
اتقل متدلقش وراها كده خليك زي بذر الخوخ لما بيقف في الزور
زم شفتيه ساخرا وغير اتجاهه لمكتب المنزل هاتفا لذاته 
_والله عال أحمد الغرباوي بقى ماشي ورا كلام العيال!
وإتجه للمقعد الرئيسي يجذب حاسوبه ليتابع العمل هامسا ببسمة تسلية 
_وماله خلينا وراه لما نشوف أخرتها آ....
ما كاد باستكمال كلماته حينما وجدها هي من تلحق به فولجت للداخل تصيح به 
_عروسة إيه اللي هتخلي ابني أنا يروح يطلبهالك يا أحمد باشا روح اتجوز اللي تتجوزها بعيد عني أنا وأولادي سامعني!
اتسعت ابتسامته وإلتحف بالبرود يخبرها 
_حاضر هروح لوحدي.
وعاد يستكمل عمله وحينما وجدها مازالت تقف أمامه رفع عينيه يتساءل بنفس ذات البراءة الخاصة بعمران الذي بات معلمه الذكي 
_في حاجة تانية يا مرات أخويا
سحبت شيطانيها وغادرت المكتب صافقة الباب من خلفها بقوة كادت باطاحة زجاجه الباهظ فاعتلى ثغره ابتسامة جذابة وهو يهز مقعده باستمتاع. 

بالخارج. 
دمغ يوسف يديه بزيت الزيتون الساخن الذي أحضره له الخادم بناء على طلبه يدلك رقبة علي الذي هتف باسترخاء 
_الله عليك يا جو اضغط بقوتك على الجنب ده ربنا يراضيك.
انصاع له يوسف مرددا بسخرية 
_وماله يا حبيبي دكتور يوسف لعلاج قفشات العظام تحت أمرك.
كتم جمال ضحكته بصعوبة وقال بخبث 
_يوسف بعد الليلة دي عايزك تفتح العيادة تكشف على صبا مش عارف مالها من الصبح كده دايخة وتعبانه.
استدار إليه يمنحه نظرة محتقنة قبل أن يسحبها لعمران المسترخي أمام الشاشة يتناول مكسرات بتسلية 
_مش عايزني أكشفلك على حاجة إنت كمان
قال وهو يشير لقدميه بتعب 
_رجلي بتنقح عليا يا جو والله خلص أبو علي وتعالى دلكلي رجلي بالزيت يمكن ربنا يجعل في وشك القبول وأقف عليها بقدرة قادر.
الټفت يوسف حوله ثم تحرر صوته المحتقن 
_لو مكنتش عامل احترام لوالدتك وعمك كنت قولتلك لفظ من إياهم عارفهم
ضحك عمران بصوته كله حتى كاد بأن ېقتل من سعاله لتوقف التسالي بحلقه بينما تساءل علي بدهشة 
_لفظ أيه ده
ضحك جمال وهو يشير له 
_بلاش يا دكتور علي إنت محترم وابن ناس.
صدح رنين هاتف يوسف الموضوع على الأريكة فجذب المنشفة يجفف يده ثم رفع الهاتف يجيب 
_أيوه يا سيف.
تجهمت معالمه بصورة ملحوظة لجمال وعمران الذي تساءل فور اغلاق هاتفه 
_في أيه يا يوسف
جذب مفاتيح سيارته وهو يشير لجمال قائلا 
_مفيش حاجة نص ساعة وراجعين سيف بس في مشكلة صغيرة هنحلها ونرجع.
اشارة يوسف لجمال فهمها عمران جيدا فرفع ذراعيه لهم قائلا باصرار 
_معاكم..رجلي على رجليكم في الطالعة دي أنا مش متنازل سامعين!!
انتصب علي بوقفته يتساءل بقلق 
_طالعة أيه هو في أيه يا يوسف
رد عليه سريعا 
_مفيش يا دكتور علي أخوك دمه يلطش بس مش مصدق.
وضغط على شفتيه لعمران يشير له بالصمت بينما انحنى جمال يساعده لتأكدهما بأنه لن يتركهما بالساهل فعاونه يوسف من الجهة الاخرى فالتف لعلي قائلا بمرح 
_قولهم يجهزوا الأكل عما نرجع.
راقبهم باستغراب وعاد يتسطح محله بهدوء وكأنهم نسمة عبرت بطريقها للخلاص. 

بسيارة جمال. 
صاح يوسف بعصبية لمن يغفو بالمقعد الخلفي 
_مش عارف لزمتك أيه كنا هنخلص أنا وجمال الحوار ونرجع!
اجابه وهو يجتهد بوضع ساقا فوق الأخر 
_لا إنت ولا هو هتقدروا تخلصوا الليلة أنا معايا كورس في التربية ياض. 
وتساءل باهتمام 
_المهم هو الواد اللي بيروق أخوك ده هو نفسه الواد المصري الملزق اللي ساكن في الدور اللي فوقه وكان بيشتكي منه قبل كده.
هز يوسف رأسه بتأكيد ففرك عمران يديه وهو يهمس ببسمة شيطانية 
_فرجت عضلات إيدي نقحة عليا من يوم ما نمت بالسرير.
رد عليه جمال ساخرا 
_يا حبيبي إنت مش شايف نفسك احنا مساندينك للعربية يا عمران هتتعارك مع الواد ازاي بس!
اشرأب بعنقه ېعنفه پغضب 
_إنت مال أمك إنت يا جمال وديني للواد ده وسيبني أتعامل.
جحظت عين جمال من لفظه الوقح فمرر يوسف يده على وجهه وهو يهمس لجمال 
_حقك عليا أنا متعصبش عمران لما بيتعصب بيبقى وقح سوق واستهدا بالله خلينا نلحق الواد قبل ما نوصل نلاقيه چثة.
التقط شهيق قويا ولفظه زفيرا أقوى فقاد بأقصى سرعته حتى وصل للعمارة فلمحوا سيف يتأوه أرضا وذاك الشاب الذي يتبختر بعضلات جسده يكيل له الركلات فاندفع جمال ويوسف خارج السيارة بسرعة جعلت عمران يخرج رأسه من النافذة هادرا بانفعال حازم وهو يصوب سلاحھ تجاههما 
_أقسم بالله لو خطيتوا خطوة واحدة كمان لأطلق رصاصي عليكم قولتلكم الواد الممحون ده قتيلي النهاردة ارجعوا كده لعقلكم وساندوني أوصله!
تبادل جمال مع يوسف النظرات والاخر يتطلع لاخيه بقلق فأسرعوا للسيارة يفتحوا بابها ليسانده جمال من جهة ويوسف من جهة أخرى وما أن اقتربوا منهما حتى اندفع يوسف لاخيه يعاونه على الوقوف بينما يساند جمال عمران فحاوطوا ذاك النذل الذي ضحك مستهزء 
_ده أخوك اللي كلمته تتحامى فيه يالا.
نهض يوسف قبالته يصيح بانفعال 
_إنت فاكر إنها سايبة ومفيش قانون أقدر أحبسك بيه وآ.. 
دفعه عمران للخلف پغضب 
_ريح إنت يا دكتور يا محترم سبلي أنا الردح.
ووقف قبالته مستندا على جمال بكتفه الأيسر فضحك الشاب قائلا 
_انتوا جايبنلي واحد مشلۏل يأخد بحقه!!
ابتسم عمران بثقة جعلت الاخير يتابعه بسخرية فسأله عمران 
_ سمعت عن عمران سالم الغرباوي يالا
هز رأسه مستهزءا فاتسعت بسمة عمران وتابع 
_حظك يا روح أمك إنك هتشوفه وش لوش. 
وضربه برأسه ضړبة جعلت الاخير يترنح للخلف من شدة الضړبة التي تلاقها من رأس عمران فكاد بالسقوط أرضا متعثرا فأشار ليوسف 
_أمسك الحلوة دي وقربهالي يا دكتور.
كبت يوسف ضحكاته بصعوبة وبالفعل جذبه ليدفعه تجاه عمران الذي يشير لجمال الضاحك 
_امسكني حلو لحسن الشلل ده رعاش ممكن أجيب شمال..
بينما عاد يقابل ذاك الذي يرى عمران أربعة اشخاص تتراقص من أمامه فقال ببسمة هادئة 
_قولي يا حيلة أمك أبوك بيشتغل أيه
بدى متحيرا وكأنه فقد الذاكرة فردد جمال بدهشة 
_مالك بأبوه يا عمران 
تطلع جواره بجيبه 
_عايزينه يلم بنته اللي فارضة عضلاتها تغري الاجانب هنا ما هنا سبحان الله بيقدروا الستات والرجالة ال
برق يوسف بعينيه وهو يتابع أخيه يتأمل عمران پصدمة وكأنه يرى شخصا يراه لأول مرة فقد سبق ليوسف وجمال مشاهدة جزء من خروج ذاك المعتوه عن رزانته بينما استرسل عمران قائلا 
_انتي مكسوفة تقولي شغلانة أبوكي يا عسليةأنا هنوب شرف المهمة دي عارف يا سيفو شارع الهرم أبوه بيلم النقطة من ورا العالمة كل يوم راجل مكافح وشهم بيكافح عشان يربي البقف اللي جاي يفرد علينا عضلاته..
جحظت عين الشاب صدمة فتابع عمران ضاحكا 
_ياض ميغركش البدلة الشيك اللي أنا لبسها دي أنا أصلا من العتبة يا حيلتها.
وسدد له لكمة قوية أطاحته أرضا بقوة فأشار ليوسف 
_قوم نوسة يا دكتور.. وسندهالي.
جذبه يوسف إليه مجددا واقترب يهمس له 
_خلاص كده يا عمران الواد اتربى وأخد الكورس كامل بلاش نلم علينا السكان.
لكزه ليعود تجاه سيف مجددا 
_ريح إنت.
وأشار لمن جواره 
_تكة لمين شوية يا جيمس مش طايله يا جدع!
هز رأسه بضحكات صاخبة فاتجه عمران ليجذب الاخير من تلباب ملابسه ليصبح أمام رماديته الحاړقة وتلك المرة كان جادا غامضا 
_اسمعني بروح أمك احنا هنا من لما كنت لسه بتعملها على روحك فمش هتيجي على أخر الزمن تعمل علينا بلطجي في مكانا دكتور سيف من هنا ورايح لما تشوفه تضربله تعظيم سلام ولو طولت تحوض من الحيط عشان متتقابلش معاه هتعملها ده لو مش عايز تشوف واحد وقح وقادر يكسرك إسمه عمران سالم الغرباوي وصلت يا نوسة ولا نسف الشريط تاني بس خد بالك المرة الجاية هتلاقيني واقف على رجلي من غير ما حد يسندني وتخيل بقى هيحصل فيك أيه وقتها!
هز رأسه بارتعاب فإن كان لا يمتلك نصف الاخر وفعل ذلك ماذا سيتمكن من فعله دفعه عمران للخلف بشراسة جعلته يهرول لداخل المبنى وكأنه كان يقابل شبحا لعينا منذ قليل.
استدار يشير ليوسف 
_يالا يا جو هات دكتور سيف وبينا الأكل هيبرد
ابتلع سيف ريقه بصعوبة بالغة ومال يهمس ليوسف 
_مين ده!
تنحنح الاخير وهو يكبت ضحكاته 
_بشمهندس عمران صاحبنا بس بعد عنك وقت ما بيلاقي خناقة بيقلب على بلطجي من نزلة السمان!
هز رأسه متفهما وعاد يهمس 
_أنا خۏفت.
عدل يوسف من نظارة أخيه التي كادت بالسقوط هامسا بضحكة 
_لازم تخاف وبعدين الراجل وجب معاك وهو متدشمل!
وتابع ضاحكا 
_والحيوان ده ابن حلال ويستاهل ما المرة اللي فاتت لما ضړبك كلمناه أنا وجمال بالعقل ولا عمل أي اعتبار لينا وضړبك تاني بعد اللي عمران عمله وقاله معتش هتلمح طيفه اسمع مني.
تعصبت ملامح سيف وهتفت بانفعال 
_متقولش ضړبك دي أنا كنت هعلم عليه بس احتارت وملقتش زواية.
منحه نظرة ساخرة وهدر 
_عندك حق الواد كله زوايا وانحناءات! 

طرق الباب وحينما استمع لاذن الدخول ولج للداخل يبحث عنها فإتجه للطاولة التي تحتل مقعدها فقال بنظرة عميقة 
_ممكن تسمعيني
اعتدلت فريدة بجلستها وأصغت لمن يجلس قبالتها باهتمام فقال بعد أن أطال بنظره لها 
_مجاش الوقت اللي تفكري في نفسك يا أمي خلاص احنا كبرنا ومبقناش العيال الصغيرة اللي تخافي تسبيهم وراك بقينا رجالة وفاهمين وواعين وعمرنا ما هنقف في طريقك وخصوصا بعد الظلم اللي حصل زمان بينك وبين آآ.... آآ... عمي... جيه الوقت اللي تختاري الحبيب اللي هجر قلبك طول السنين اللي فاتت دي! 
....... يتبع...... 
صرخات_أنثى..... آية_محمد_رفعت..
________
٩٦ ٢٤١ م زوزو صرخات_أنثى...الطبقة_الآرستقراطية!.. 
الفصل_التاسع_عشر.
اللهم لا تجعلني ثقيل على قلب احد وابعدني عن من يتمنى بعدي ولو كان احب عبادك لقلبي.
صډمتها بتلك اللحظة كادت أن تجعلها عاجزة عن الحديث لم يكن بأوسع مخيلاتها أن ينكشف أمر حبها لأحد من أبناءها أبقته سرا حربيا لا ينفك لأحد معرفته تماسكت فريدة بثباتها ورددت متصنعة عدم الفهم 
_إنت تقصد أيه بكلامك ده يا علي
منحها نظرة دافئة طويلة قبل أن يجيبها بحروف عميقة 
_ماما أنا عارف بقصة الحب اللي كانت بينك وبين عمي.
رمشت بعينيها بدهشة وبدت حائرة بما يتوجب قوله بتلك اللحظة فقالت بشك 
_هو اللي قالك صح
هز رأسه
تم نسخ الرابط