رواية بقلم زينب مصطفى
دا يبقى كرم ابن جارتنا هانم جارتنا في البيت القديم الي كانت بتبيع جبنه ولبن.. دي الي حكيتلك عنها قبل كده.. الي جوزها شغال في شركة الكهربا في مصر وكرم بقى يبقى شغال في الشركه الي بتنظم الحفله هنا
ثم تابعت وهي تبتسم بخجل
انا ماشفتوش من وهو صغير عشان هما عايشين في القاهره من زمان
بس من ساعة ما شافني وهو بيحاول يتكلم معايا.. ويعني شكله.. شكله معجب..
نظرت شمس الى حيث يقف
كرم بجانب الضيوف وضحكت بمرح..
معجب سيدي.. يا سيدي.. عقبالي يارب حتى لو نص كرم انا راضيه..
ضحكت عبير وهي تقول بمرح مماثل..
ان شاء الله هيجيلك زي كرم واحسن منه كمان..
بصي انتي خليكي هنا كملي فرجه وانا هاروح اساعد امي في المطبخ واجيبلك اكل واجي علطول..
ضحكت شمس بمرح..
تساعدي امك برضه والا رايحه تشوفي حبيب القلب كارووومه..
ضحكت عبير بمرح..
ايوه رايحه اشوف حبيب القلب واطمن عليه كمان ..ادعيلي انتي بس ان موضوعنا يتم على خير وينطق قبل مايرجع على مصر وماشوفهوش تاني
ربتت شمس على يدها بسعاده..
ان شاء الله كل حاجه هتم زي ماانتي عاوزه وهو يعني هيلاقي في جمالك وألا في طيبتك
ضحكت عبير وهي تتسلل بحذر للاسفل
يارب يا شمس يارب ..يسمع من بوقك ربنا ..
في حين واصلت شمس متابعة ما يحدث في الحفل بمزيد من الفضول والانب.هار
حتى انتبهت على صوت همسات صديقتها يأتي من اسفل الشجره ..
شمس..شمس..
نظرت شمس الى الاسفل بحذر
فوجدت صديقتها ترفع يدها إليها بكيس بلاستيكي صغير به القليل من ثمار الموز وهي تقول بهمس
خدي حبتين الفاكهه دول كوليهم المطبخ مليان ناس ومعرفتش اجيبلك غيرهم سدي بيهم جوعك دلوقتي وانا شويه وهبعتلك كرم بالاكل وخدي كمان الموبيل بتاعي ابقي صوريلنا كام فديو علشان لما نروح نبقى نتفرج عليهم مع بعض وابقى اتابع إلي فاتني وانا جوه..
في حين تابعت عبير هامسه بمرح
انا هاروح اساعد امي في المطبخ اصل الشغل كتير عليها وهبعتلك كرم بالأكل وهو قالي انه هيوصله بنفسه ليكي عشان محدش ياخد باله مني لو شافوني ماسكه أكل وماشيه بيه في الجنينه….
ثم تابعت بهمس جاد
بصي انتي طبعا شفتي شكله وعرفتيه فإنتي اول ماتلاقيه جاي نحيتك بطبق بالاكل تمدي ايدك وتاخديه منه بسرعه من غير ما حد يشوفك او ياخد باله منك.. ماشي
همست شمس بارتباك..
يخربيتك ڤضح.تيني عند الواد بتاعك زمانه بيقول عليا مفج.وعه
ضحكت عبير بمرح..
ثم غمزت بعينيها بمرح
وداخله دلوقتي عشان اكله جوه ..معاه
ضحكت شمس وهي تهمس بمرح..
معااااه.. الله يسهلوا يابيرو
ضحكت عبير بمرح وهي تتجه الى الداخل مره اخرى
يلا انا رايحه قبل ماحد ياخد باله مني وانتي اول مايقرب منك خدي منه طبق الاكل بسرعه ومتخليش حد ياخد باله منكم
ضحكت شمس بمرح وعينيها تتابع صديقتها وهي تختفي بالداخل ثم اسرعت بتناول ثمار الموز من الكيس الذي اعطته لها صديقتها عله يخفف من ألم الجوع الذي إستبد بها
وبعد قليل..
لاحظت شمس اقتراب كرم بخطوات واثقه من الشجره التي تختبئ بها وهو يتحدث في الهاتف باهتمام وقد عقد حاجبيه بضيق وهو يقول بصرامه
خلاص بقى يا عمتي انا ورايا شغل ومش فاضي للحفلات والكلام الفاضي ده انا جيت بس عشان وعدتك اظن كفايه اوي عليهم ساعه..
ثم تابع باهتمام..
متنسيش انتي بس تاخدي الدوا بتاعك قبل ماتنامي وانا كلها ساعه وهبقى عندك تصبحي على خير ..
ثم اغلق الهاتف واجرى مكالمه اخرى وقال بنفاذ صبر
حضرلي العربيه خمس دقايق وهكون عندك ..
ثم اغلق الهاتف دون ان ينتظر اجابه وهو ينفخ بضيق..
انا مش عارف ازاي وافقت اشارك في المهز.له دي.. بس خلاص كفايه كده انا جبت اخري
في حين عقدت شمس حاجبيها بتركيز تحاول الاستماع الى حديثه
وهي تقول بتأفف وقد استبد الجوع بها والذي لم تسده تناولها لثمرتي الموز
الله ېخرب بيتك .. دا شكله نِساني دا والا ايه.. بيتكلم في التليفون ونسي يجبلي الاكل
ثم بدئت في اطلاق صوت صفير هادئ من فمها تحاول بهدوء لفت انتباهه اليها بعد ان لاحظت انه يبتعد مجددا عن مكان اختبائها
بسس.. بسسس ..انا هنا.. انا هنا يا حمار يخ.رب بيتك ..دا وقت تليفونات ..عاملي فيها مهم قوي..
رفع بيجاد وجهه إليها وقد ضاقت عينيه بدهشه وهو يشاهد فتاه قرويه بسيطه تظهر له من بين اوراق الاشجار وهي تشير له بحماس..
فقال بسخريه..
ودي بقى تبقى ايه ..لتكون النداهه زي مابيقولوا
ثم اقترب منها وهو يتأملها في فضول
وهو يرفع عينيه بدهشه الى اعلى الشجره.. وقد تفاجأ بفتاه جميله ترتدي فستان ريفي قديم ازرق اللون منقوش بورود ورديه باهته وترفع شعرها بإهمال فوق رأسها في كعكه غير مرتبه و تشير اليه بحماس من بين افرع واوراق الشجره العملاقه التي تقع امامه وهي تقول بهمس حاد وقد استبد بها الجوع..
فين الاكل انت نسيتني والا ايه..
عقد حاجبيه وهو يقول باستنكار..
نسيتك.. و أكل.. انتي مي…
الا انها قاطعته بسرعه ولهفه
مش بقولك نسيتني.. انا شمس صاحبة عبير ..بيرو جارتكم القديمه
ثم تابعت بسرعه وعينيها تتابع بقلق الضيوف خۏفا من اكتشاف امرها
وحياة ابوك يا كرم روح هاتلي الاكل بسرعه اصل انا هاموت من الجوع واعملي طبق كبير ومش هوصيك لحمه كتير على قد ما تقدر..
نظر لها بدهشه واستنكار وهو يغلق هاتفه وقال بصوت قوي اثار خۏفها..
لحمة ايه واكل ايه .. انتي مجنونه يا بت انتي ..انتي بتهرتلي بتقولي ايه..كرم مين وشمس مين وعبير مين..
ثم اضاف بصوت قوي غاضب متكبر
فين اصحاب المخروبه دي يشوفوا الچنان الي بيحصل هنا..
شعرت شمس بالرڠب وهي تنظر حولها بتوجس خۏفا من ان يكون قد سمعه احد من الموجدين
فهمست بخۏف وقد شحب وجهها من شدة الخۏف..
هشش خلاص اسكت.. إسكت الله ېخرب بيتك انت هټفضحني مش عاوزه اكل ولا حاجه منك.. روح.. روح امشي من هنا..
ثم اضافت بقلق وهي تتلفت حولها