رواية بقلم زينب مصطفى
ثم انھارت في البکاء وهي تتزكر اول لقاء لها معه
فلاش باك ..
في مساء احد الايام الصيفيه..
انتبهت شمس من نومها المتعب على صوت ضربات حصى على زجاج نافذتها فإستدارت سريعآ
تفتح النافذه فوجدت صديقتها عبير تقف في الاسفل وهي تقول بصوت خفيض
ابوكي والا العقربه مراته هنا..
شمس بتعب
لا مش هنا.. في القصر زي كل يوم..
تنهدت عبير براحه..
طيب يلا غيري هدومك وتعالي نتفرج على الحفله زي
ما اتفقنا..
شمس وهي تتحسس چسـدها المكدوم من ضربات والدها التي اعتادت عليها إرضائآ لزوجته..
بلاش ياعبير احسن ننكشف وساعتها ممكن ابويا لو عرف يموتني فيها..
وهيكشفونا إزاي..إحنا هنستخبى في شجره بعيده عن الحفله والمكان حوالينا هيبقى فاضي وضلمه
ثم اضافت في محاوله اقناعها
وان كان على ابوكي والعقربه مراته فهما مش هيرجعوا الا لما الحفله تخلص وينضفوا المكان ويتأكدو ان البيه والهانم مبقوش محتاجينهم في حاجه ..
يعني فيها لبكره الصبح.. يكون احنا اتفرجنا وكلنا وهيصنا ورجعنا البيت ونمنا وشبعنا نوم قبل مايوصلوا.. يلا بقى دا هيبقى يوم ميتعوضش
صمتت شمس وهي تحاول التفكير وخۏفها مسيطر عليها الا ان عبير قالت بمرح…
انتي لسه هتفكري يلا غيري هدومك وانزلي بسرعه عشان نقدر نطلع للشجره من غير ما حد ياخد باله..
عندك حق دا يوم ميتعوضش
استنيني خمس دقايق وهنزلك
ثم تابعت بمرح
ولا يهمني.. هي موټه والا اكتر
ثم اسرعت بتغيير ثيابها بثوب اخر قديم ولكنه مريح ومحبب اليها وهي تبتسم في سعاده..
بعد قليل..
إستقرت شمس برفقة صديقتها عبير بداخل جزع الشجره الكبيره والبعيده نسبيآ عن مكان اقامة حفل عيد الميلاد ولكنها توفر اطلاله كامله للمكان ..
تختبئ بين فروعها و اوراقها الكثيفه وهي تتابع بذهول مايجري من حولها..
بدئآ من الحديقه الكبيره والتي تزينت بفخامه تناسب الضيوف الذين تألقوا بافخم انواع الثياب والمجوهرات والموائد الفاخره التي رص عليها افخر انواع الطعام وانتهاءٍ بالخدم المنتمين لاحدى اكبر الشركات المتخصصه في خدمة الحفلات الفخمه
همست شمس وهي تتأمل المكان من حولها بإنبهار..
بت يا عبير اقرصيني كده مش معقول إلي انا شيفاه ده حقيقي ولا خيال..
ضحكت عبير وهي تقول بإنبهار هي الاخرى
لا صدقي ياختي شايفه الستات لابسين ازاي والا المجوهرات الي لابسنها تهبل يا لهوي على جمالها..
ثم اشارت لفتاه في منتصف العشرينات من عمرها والتي ترتدي فستان أحمر انيق عاري ذو قصه منخفضه جدا من على الصدر وضيق جدا ينسدل الى الاسفل و يزين عنقها ويدها عقد من الالماس الثقيل والمتعدد الادوار وسوار من الماس العريض في حين تألقت بمكياج ثقيل مناسب للحفلات وشعر اصفر مصبوغ مموج يصل الى بداية كتفيها
ضحكت شمس وهي تمط شفتيها بتعجب..
يا لهوي للدرجادي غالي..
ثم اضافت وهي تحاول تأمل الفتاه جيدا
بس كمان البت حلوه اوي وأكيد بنت ناس واصله علشان تلبس حاجه غاليه اوي كده
عبير باندهاش..
ايه ده هو انتي متعرفيش دي تبقى بنت مين..
شمس بعدم اهتمام وهي تتابع بشڠف باقي ضيوف الحفل
يعني ھتكون بنت مين يعني
ضحكت عبير بسخريه
يا خيبتك.. دي تبقى الاميره ټارا جميلة الجميلات..بنت صاحبة القصر الي مشغلانا و مشغله ابوكي وابويا وإلي الحفله والهيصه دي كلها معموله علشان عيد ميلادها..
تجاهلت شمس النظر الى ټارا التي وقفت تتحدث وتضحك بجانب مجموعه من الضيوف
ثم قالت فجأه و عينيها تتابع بلهفه وجوع انواع الطعام الشهي المرصوص على موائد الطعام وقد بدئت معدتها تئن من الۏجع لعدم تناولها الطعام لمده طويله من الوقت..
بقولك ايه انا جعت اوي ما تروحي لامك في المطبخ تجبيلنا اي حاجه ناكلها انا جعانه اوي ومكلتش حاجه من امبارح ..
شھقت عبير وهي تقول بتعاطف..
يا لهوي مكلتيش من امبارح طيب مقولتليش ليه كنت جبتلك اي حاجه تكليها من البيت عندنا ..
ضحكت شمس باحراج..
بصراحه اتكسفت ماهو مش معقوله كل شويه تجيبيلي اكل من عندكم زمان امك بتقول عليا ايه ..
ربتت عبير على يد صديقتها بتعاطف وهي تعلم ماتعانيه من بخل والدها وقسوته هو
و زوجته عليها
بطلي عبط انتي عارفه انك زي اختي وامي بتعتبرك زي بنتها بالظبط يعني مفيش كسوف مابينا..
ابتسمت شمس بضعف و
همست بضعف حتى تداري على خجلها من كرم صديقتها واشارت بتساؤل للضيوف ..
هما بيعرفوا يفرقوا الرجاله الي بتخدم من الضيوف ازاي دول كلهم لابسين تقريبآ زي بعض..
عبير بثقه..
يا عبيطه.. الرجاله الي بيخدموا مش لابسين جواكت يعني بصي الواد المز القمر الي مجنني من ساعة ماشفته.. لابس بنطلون اسود وقميص ابيض ..لكن البهوات لابسين بدله كامله يعني جاكيت وجرافته وقميص وبنطلون ..
رفعت شمس حاجبيها تقول وهي تتأملهم بتدقيق ..
اه.. تصدقي عندك حق
ثم اضافت وهي تنظر لصديقتها بمرح
بس قوليلي هو فين الواد المز إلي مجننك ده ..
أشارت عبير الى مجموعه من الرجال المتأنقين الذين يظهر عليهم الثراء الشديد وهم يتحدثون فيما بينهم بجديه
وهي تقول بهيام..
أهو القمر إلي واقف هناك ده إزاي مش شيفاه..
تتبعت شمس بعينيها اصبع صديقتها تحاول بلهفه رؤية من تتحدث عنه ..
فين ده مش شيفاه..
اشارت عبير مره اخرى الى مجموعة الرجال وهي تقول بلهفه..
اهوه يابت الي واقف جنب البهوات وجنبه البت ام فستان احمر..
دققت شمس جيدا وعينيها تجول بفضول بين الحضور الى ان وقعت عينيها بذهول على رجل تحيطه هاله من القوه والسُلطه في بداية الثلاثينات من عمره طويل ذو ملامح رجوليه وسيمه حاده وشعر اسود ناعم مصفف بعنايه للخلف والذي لم ينجح القميص الابيض الرسمي الذي يرتديه وبنطلونه الأسود في إخفاء جسده الرياضي مفتول العضلات ..
شھقت شمس بإنبهار
يخربيت جمال امه .. عندك حق تقولي عليه قمر..ودا وقعتي عليه إزاي انطقي حالا
ثم تابعت وهي تتابعه بعينيها بلهفه
عرفتيه منين وامتى وإزاي.. وإسمه ايه وبيشتغل ايه
ثم تابعت وهي تتأمله بإعجاب
القمر دا انا عمري ماشفته عندنا في البلد..
تنهدت عبير بۏلاه..