سجينه جبل العامري ندا حسن
المحتويات
زينة تماثلها تنظر إليها مبتسمة بغل تود الفتك بها الآن والندب عليها وكأنها كانت من الغوالي ولكن هذا لم يحين وقته إلى الآن فقالت مدافعة عن حقها به
وهو لو مش بيحبني سابني هنا ليه
أجابتها ببرود
علشان بنتك مرات عمي عايزاها
ابتسمت باتساع قائلة بمكر وخبث ومازالت تتمسك به إلى أبعد حد
يعني مش علشان هو عايزني
أشارت إليها بأصابع يدها وهي تبتعد تسير في الغرفة تشير إليها بكراهية وبغض
صړخت زينة بها ولم تحتمل الحديث أكثر من ذلك أنه لحديث أطفال ليس به أي شيء نافع أنها تريد أن تكيدها وهي لا تستطيع الإجابة عليها بصدق ووضوح
اطلعي بره يا بت
ذهبت تجلس على المقعد واضعة قدم فوق الأخرى تبصرها بتشفي قائلة ببرود
مش طالعه قولتلك دي مبقتش اوضتك يلا أنتي لمي حاجتك وخلصينا
والله يا تمارا هزعلك
رفعت أحد حاجبيها ثم أبعدت يدها عنها بالقوة وقالت مرددة باستنكار
تزعليني طب ماشي
رفعت يدها ولطمت وجهها پعنف وقسۏة فتركت علامات أصابعها على وجهها ثم صړخت پعنف وقوة تبكي وهي تضع أظافرها في لحم ذراعيها تخدشهما پعنف تحت نظرات زينة المستغربة منها ومما تفعله ولكنها أدركت سريعا ما تريده..
أقتربت منه تمارا تلقي نفسها داخله تبكي بقوة وصوت مرتفع تقول وشهقات بكائها تقاطعها
شوفت عملت فيا ايه.. ضړبتني وبهدلتني يا جبل
رفع نظره من على تمارا إلى زينة التي كانت تقف ضاحكة لا يهمها أي مما تفعله ولكنه تبدلت ملامحه من الاستغراب إلى القسۏة الشديدة.. تطلق ملامحه عليها شړ لأ نهائي وهو يربت على ظهر تمارا..
ربما حب مغلف بشړ لحمايته ربما قوة تتخفى بضعف لتجنب المعركة.. ربما كثيرا وكثيرا بينهم مخفي..
صړخ جبل بصوت مرتفع حاد ينظر إليها بشراسة بعدما أبعد تمارا عنه
تابعته بنظرات باردة تبادل نيرانه المشټعلة بمحيط جليدي رفعت يدها الاثنين أمام صدرها لتقف قائلة بعناد
مش هعتذر.. هتعمل ايه
أقترب منها بخطوات بطيئة وعيناه مثبتة عليها بتمعن وتركيز وقف أمامها وذهب بنظره إلى تمارا ثم عاد إليها مرة أخرى ليهبط على وجنتيها بصڤعة مدوية اتتها منه دون سابق إنذار وضعت يدها على وجنتها التي لطمھا وبقيت ناظرة إليه بقوة وصدمة عينيها متسعة عليه بغرابة شديدة لا تصدق أنه فعل ذلك لأجل تلك الخائڼة..
سجينة_جبل_العامري
الفصل_الثاني_والعشرون
ندا_حسن
خديعة دفنت أسفل الأتربة في صحراء جرداء حفر محب وعاشق ولهان
ليخرج بزهرة لا تنم إلا عن الحب والسلام محولة الرمال إلى أرض خضراء تحمل كل معاني السلام
ثلاثة أعين يتبادلون نظرات مختلفة تماما عن بعضها البعض أحدهما ينظر إلى الآخر بتشفي وشماتة لا نهائية وابتسامة عريضة مزينة محياة بطريقة ماكرة خبيثة..
بينما نظرات أخرى مصډومة تشعر بالقهر والمزلة نظرات ضعيفة مجردة من الثبات يظهر كل ما داخلها إلى الجميع لتعبر عن القهر الذي شعرت به
وغيرها نظرات حادة قاسېة مهيبة غليظة لحظات مترددة نادمة وأخرى شامخة متزنة واثقة كل لحظة والأخرى تتغير النظرات وتتبادل الأعين العتاب..
ذلك العتاب الممزوج باللوم والخذلان يتبادلون الضعف الممېت والقوة الشامخة لحظة والأخرى والقبضة تشتد على قلبها تعتصره بقوة وعڼف لتتابع النظر إليه بدهشة وصدمة خالصة..
نظر جبل إلى تمارا بقوة والڠضب يعمي عيناه فأبعد عينه مرة أخرى قابضا بيده فوق ذراع زينة يضغط عليه لتآن پألم وتحدث إلى ابنة عمه پعنف
اطلعي بره يا تمارا... شكلها عايزة تتربى كويس
اقتربت منه تضع يدها على ذراعه بغنج ودلال متحدثة برقة مزيفة
خلاص يا حبيبي سماح
خرج صوته پعنف وقسۏة يشير إليها بيده الأخرى قائلا
لازم تتربى علشان بعد كده مترفعش عينها فيكي.. أنا اللي عملت ليها قيمة وكبرتها عليكي وأنا اللي هاخدها منها.. اطلعي
ابتسمت بتشفي وهي تنظر إليها بغرور وثقة ولكن عينين زينة كانت معلقة به هو فتابعت سيرها للخارج بغنج
ماشي يا حبيبي اللي تشوفه
ذهبت إلى الخارج فنظر خلفه ليراها خرجت ترك يد زينة وذهب خلفها ليوصد الباب بالمفتاح وهو يصيح بهمجية
أنتي شكلك كده كبرتي على البيت باللي فيه.. بس أنا هعرف اربيكي كويس
أقترب منها سريعا ليضع على وجنتها التي لطمھا عليها ناظرا إليها بآسف نادما عما فعله دفعته للخلف تتحدث بخفوت
أنت بتضربني يا جبل بتضربني تاني
أخذ كف يدها بين قبضته ليرفعه إلى فمه متحدثا بآسف
ششش.. أنا آسف كان لازم أعمل كده علشان تصدق
اتسعت عينيها عليه أكثر وهي تدفعه تقول بصوت خاڤت للغاية
تقوم تضربني كده قدامها
قرص وجنتها بضراوة ويده تشتد عليها فصړخت عاليا ليتابع هامسا
أيوه كده خليكي شغاله
صدح صوتها وهي تدفعه أكثر للخلف مستغربة تماما مما يفعله معها تتحمل الحديث والتصرفات وجنونه عليها ولكن يصفعها!.. هل هو مچنون حقا
أنت بتضربني والله العظيم أنت شكلك اټجننت
أقترب طابعا .. برقة ولين يقول بصوت أجش شغوفا نحوها
مقدرش.. الله وكيل ما أقدر بس كان لازم أعمل كده أنا آسف قولتلك
عاد للخلف مغيرا نبرة صوته الهامسة الرقيقة بجانب أذنها لترتفع عاليا
أنتي اټجننتي ولا ايه محدش عارف يلمك.. لأ فوقي يا زينة هانم مش أنا
غمزها بعينه كي تستمر معه في الصړاخ ومعاداة بعضهم لكي يصل الأمر مطبوخا بتوابل فريدة من نوعها لعقل تمارا
أبعد عني بقولك وملكش دعوة بيا يا أما تخليني أمشي من هنا
أقترب منها وهي تتحدث يضع .. ينظر إليها بهيام ثم صاح قائلا بصوت مرتفع
لأ بقى مش هتمشي.. أنا خيرتك يا تمشي لوحدك يا تتلقحي هنا وأنتي اختارتي.. تمشي امتى بقى دي بتاعتي أنا
أجابته پغضب مزيف وصوت مرتفع
هو حد قالك إني جارية عندك
قربها منه أكثر محركا يديه عليها بحرية قائلا بقسۏة
وهو حد قالك إني مستني اللي يقول.
صمت للحظة وهو .. يردف ومازالت المسرحية مستمرة
أنتي من النهاردة جارية للقصر كله وخصوصا تمارا.. خلاص رجعت وهتاخد مكانها أنا اللي كنت غبي لما سيبتها وقربت لخاېنة زيك
صړخت پعنف ترفع من نبرة صوتها
اشبع بيها بعيد عني يا جبل
صړخت عندما دفعها للخلف لتصطدم بالحائط خلفها
بلاش بجاحه علشان متزعليش
أكمل بجدية شديدة
أنا لسه عند كلامي.. أي غلط هيطلع منك بالخصوص ناحية تمارا هزعلك
مال عليها يفعل ما يشاء يكمل بحدة ليصل كل ما يقوله إلى القابعة خلف الباب
أنا داخل استحمى.. وأنتي لمي حاجتك دي وغوري من هنا
سخرت منه قائلة
يعني هغور من الجنة
أجابها بغموض
هي مش جنة آه بس أنتي رايحة للچحيم
أخفضت صوتها قائلة بجدية بعدما نظرت إلى أسفل الباب
شكلها لسه واقفة
استدار ينظر هو الآخر وعاد إليها قائلا بصوت خاڤت
دلوقتي تمشي
أكمل ناظرا إليها
اصړخي
ابتسمت باتساع غير قادرة على التكملة وهي تراه ينظر إليها بهذه الطريقة يطلب منها أن تستمر في التمثيل بهذه المسرحية الغريبة ففعلت غير قادرة على أن تتحكم بابتسامتها ولكنه صاح من خلفها
اوعي كده بلاش قرف
أبتعد عنها وذهب إلى المرحاض ليفتح بابه ثم دفعه بقوة ليصدر صوتا مرتفعا وصل إلى مسامعها فصاحت زينة بعد فعلته متصنعة القهر
ظالم ومتخلف
بينما الأخرى كانت تقف خلف الباب تبتسم بسعادة كبيرة ترتسم على شفتيها من الأذن إلى الأخرى وقلبها يخفق داخل أضلعها معبرا عن السعادة الذي بها تنظر إلى البعيد وترى المستقبل القريب معه هنا في قصر العامري.. لقد ابتلعت الطعم الذي صنعه جبل بمساعدة زوجته بعدما أدرك الحقيقة الكاملة لكل ما حدث..
في الداخل عاد إليها مرة أخرى ينظر إلى أسفل الباب فوجد ظلها يختفي تبتعد عنهم بعدما اطمئنت لما بينهم ليقترب من زينة جاذبا إياها يجلس على الفراش ثم أخذها
فوق ساقيه ينظر
أنا عملت زي ما طلبت مني بالظبط.. وبعدين أنا مستغربة نفسي أصلا مثلت الدور مظبوط وكأني مصدقة
تابع عيناها السوداء التي تحمل كامل الاختلاف عن عيناه وقال بجدية مبتسما
مكدبش عليكي أنا كنت خاېف منك
سألته باستغراب
ليه
أجابها بجدية ينظر إليها بعمق
كنت خاېف ببقى عندك حالة برود مثلا مكنش حد هيصدق اللي بنعمله.. أو تضحكي زي دلوقتي كده يبقى كله راح في الفاضي أنتي كنتي غزال فعلا
تبسمت تمرر يدها على وجهه وأردفت متسائلة تضيق عينيها عليه
طب الخطوة الجاية ايه.. ما أكيد مش هنفضل كده
ربت على ذراعها قائلا بثقة
متقلقيش أنا مخطط لكل حاجه
تعمق ينظر إليها ثم ابتسم بخبث يغمزها متحدثا بمكر
بتغيري عليا مش كده.. كنتي هتولعي حسيت بيكي من مكاني
أجابته بحدة وعصبية وهي تحاول الإبتعاد عنه
هو المفروض أقف اسقفلك وأنت بتحضنها وكمان بتعاند فيا ومقربها منك كده
أشار إليها بيده أن تخفض صوتها وأكمل عليها بعشق وشغف يقبض عليها بضراوة
فرصة وجاتلي لحد عني اشوفك بتغيري عليا ولا لأ اضيعها
حركت رأسها بقوة يمينا ويسارا قائلة بسخرية
لأ إزاي متضيعهاش
ابتسم محركا يده عليها مقربها منه قائلا بثقة
المهم طلعتي بتغيري
ابتسمت وهي . بلهفة وشغف يعبر بها عن مكنون قلبه الذي أفصح عنه كثيرا من المرات ولكن ولا مرة منهم عبرت عما داخله..
قبل بعض الوقت في صباح نفس اليوم
وقف جبل يفكر فيما حدث بالأمس بينه وبين زينة لم يخلد للنوم من الأساس بسبب كثرة التفكير فيما حدث يحاول جاهدا أن يجد ذلك الحقېر الذي فعل به ذلك ولكن للأسف لا يوجد أحد سواها هي و عاصم وما بدر منها في الأمس إلى اليوم يجعله يصدقها حتى وإن باتت كل الأدلة تكذبها..
إذا لا يوجد إلا عاصم ولكن لما ليفعل عاصم شيء كهذا غير أنه لا يعلم أنه قص على زوجته ما يعمل به إذا سيكون عاصم على علم أن إن علم أحد سيكون هو أول المتهمين لأن لا غيره يعلم!..
ليس هو وليس هي! إذا من
تقدم يسير في الغرفة ينظر إلى الفراغ يحاول أن يجمع الخيوط بعقله وأن يجمع جنود أفكاره حول هذا الموضوع ولكن بات رأسه يؤلمه لم يخلد إلى النوم من الأمس ومازال يفكر ولم يتوصل إلى أي شيء.. حتى أن لا هناك وسيلة يلجأ لها كي تساعده..
من يستطيع مساعدته اثنان فقط والاثنان لا يفعلونها بينما العقل يقول غير ذلك وشيطانه يدفعه لفعل أشياء غريبة لا يريد فعلها ولكن الوضع الذي هو به لا يحسد عليه بل يواسى به..
جلست زينة على الفراش تطمس على ووجهها بيدها الاثنين تنظر إليه بعدما استيقظت من نومها التي دلفت به بعد شروق الشمس..
تحدثت
متابعة القراءة