سجينه جبل العامري ندا حسن
المحتويات
أبعدها ظهرت أمامه عاد جالسا مرة أخرى متصلب الجسد يأخذ العلبة بين يديه ينظر إليها پصدمة تامة اشتعلت النيران داخل صدره الذي أخذ يتنفس دون انتظام ونظرته على ما بين يديه قوية شرسة يخرج منها الشرار..
استمع إليها تغلق باب المرحاض فوقف مستديرا لها ينظر إليها بحدة وغلظة استغربت نظرته نحوها فأرسلت له علامات الاستفهام وهي تتقدم منه ليرفع أمامها ما بين يده يسألها بقسۏة ونبرة خشنة
تهكم ساخرا يصيبها بعينيه المخيفة
مش حبوب منع الحمل بردو
وقفت مكانها عندما رفعه أمامها لم تفعل شيء خاطئ ولكن نظرته نحوها وذلك الإنذار الذي دوى بأذنها جعل الرجفة تلقي بنفسها عليها لتصبح في سائر جسدها تبادلة النظرات ولكن غير خاصته تماما بل كانت نظرات مدهوشة خائڤة متوترة من القادم عليها منه بعدما علم بأمر ما تخفيه عنه..
رواية سجينة جبل العامري
للكاتبة ندا حسن
سجينة_جبل_العامري
الفصل_التاسع_عشر
ندا_حسن
دقت طبول الحړب والحب
ابتلعت غصة تشكلت بحلقها وهي تناظر عيناه بقوة لم تستطيع أن تجيب عليه وهو ينظر إليها فقط فاعتقدت إنها عادت معه مرة أخرى إلى بداية الطريق بعدما وصلوا سويا إلى نقطة المنتصف تقدم منها عندما وجدها تقف تنظر إليه بهذه الطريقة دون أن تنبث بكلمة حتى!
أنتي بتاخدي الحبوب دي
ازدرد ريقها بصعوبة تبلل شفتيها بطرف لسانها تنظر إليه بقوة ثم أردفت بإرتباك وإيماءة
أيوة
ضيق عينيه مردفا بتساؤل وهو يقترب أكثر
ليه
عادت للخلف بتوتر ترتجف بشدة من اقترابه منها بهذه الطريقة ونظرة عيناه المحدقة بها بشدة لم تفهم معناها لتقول بثبات مصطنع
نهرها بحدة غير مصدقا ما وقع على مسامعه من قولها التي أعطاه غير أهمية بحياتها
لأ مش قرارك.. أنا جوزك لو هتخلفي
ف زي ما أنتي هتبقي الأم أنا الأب ولا هو اللى هيجي جاي بالاشعار
استنكرت حديثه باشمئزاز فتحدثت بإمتعاض
ايه الهبل اللي بتقوله ده
قطب جبينه بتساؤل وعاد يقف امامها مشيرا بسبابته نحو صدره ومازالت الأقراص بيديه
أكمل مسترسلا بجدية
مش أنا إللي بشاركك اللي بيحصل ولو خلفتي طفل مني هبقى أنا أبوه
اجفلت بعينيها ثم نظرت إليه مستشعرة حدته في الحديث كأنه ېعنفها على فعلتها الشنيعة فتحدثت بنبرة هادئة بعض الشيء
مش قصدي كده
سألها مضيقا عينيه
اومال قصدك إيه
تنهدت مبتعدة عنه بضيق وأجابت
جبل أنا قررت إني مش هخلف منك على الأقل لفترة معينة
القرار ده مش بتاعك لوحدك علشان تاخديه أنا لازم أوافق عليه أو موافقش.. طالما أنتي مراتي ووافقتي إنك تفضلي معايا وبادلتيني نفس الشعور يبقى من حقي أعرف وأوافق أو أرفض
سألته بلا مبالاة
وأنت هترفض ليه
ترك يدها يرمقها بحدة لحديثها اللاذع
علشان من حقي يبقالي طفل زي ما أنتي ليكي الحق إنك أم
وقفت معتدلة تناظره بذهول بعد حديثه بإستنكار بما تفوه به مستطردة بطريقة هجومية
أنت معتبر وعد بنتي لوحدي
بدى ك رجل عاقل مثقف وحكيم لأول ومرة تراه هكذا كأنه مستكمل مسيرته الدراسية حقا! يقف يتحدث بهدوء على الرغم من أنها اعتقدت أن هناك حرب ستنشب بينهم تتابعه فتحدث بإيجاز
لأ أنا مقولتش كده.. وعد بنتي أنا كمان بس حتى اللي مخلف واحد بيبقى عايز التاني فملهاش علاقة بعتبرها ولا لأ ولما تخلفي ليا مرة هبقى عايز تاني
بترت حديثه قائلة بجدية لإنهاء هذا النقاش الحاد
أنا مش هخلف دلوقتي يا جبل
جذبها مرة أخرى واحتدت نبرته أكثر وهو يراها لا تدعمه بقراره بتاتا بل تريد أن تفعل ما ترغب به دون اللجوء له
محتاج أفهم ليه. مش خلاص اتنازلتي عن خروجك من الجزيرة وطلبتي ده بنفسك وطلبتي تكملي معايا ولا هو جواز لحين إشعار آخر
حررت يدها من قبضته القوية بصعوبة قائلة بضجر
جبل أنت مش فاهمني ارجوك أفهم
زفر الهواء من رئتيه محاولا الهدوء قليلا قبل أن تفتك بها يحمل العديد والعديد بطياته كي يكون على هذا الوضع الهادئ فلا يستطيع فعلها بسهولة بالأخص أنها راوغت معه في الحديث
فهميني
تنهدت بعمق وهدوء تبادله ما يفعله ولكنها تدرك جيدا بإنها على حق والقرار خاص بها وحدها فقالت بتوجس
أنا لحد دلوقتي بردو معرفش أنت بتعمل ايه.. قولتلي آه هتريحني لكن لسه معرفش وأنا مش هربط نفسي بطفل منك إلا لو اطمنت فعلا وعرفت الحقيقة فين
استنكر كلمة واحدة خرجت من شفتيها ووقعت على مسامعه لتكن كالنشاز فصاح بها
تربطي نفسك لأ أنتي خلاص بقيتي ملكي يا زينة مش محتاجه عيل يربطك بيا
اغتاظت من بروده لتصيح بعصبية فارطة تشير بيدها نحوه
أنا مش ملك حد .. أنا حرة
صاح مقتربا بهمجية حتى بات الحديث بينهم يهدئ تارة ويشتعل تارة أخرى
لأ مش حرة
دفعته كي يتزحزح قليلا لتستطيع النظر إليه ترفع وجهها إليه باستغراب شديد تسألت
خۏنتك! ايه اللي بتقوله ده
أقترب مرة أخرى قائلا بإزدراء
أنا مقصدش الخېانة اللي جت في دماغك.. اللي تتجوز جبل العامري متعرفش تشوف راجل تاني غيره.. بس الخېانة أنواع
صړخت حينما ضغط عليها بذلك الحديث الشرس ترك كل شيء وتحدث في شيء آخر من المستحيل فعله!
أنا قولتلك قبل كده أنا مش غدارة ولا بتاعت خېانة
تابعها بشك مضيقا عينيه
أنتي اتعصبتي ليه.. إحنا بنتكلم
تفوهت بجدية ضارية
علشان كلامك وحش.. وبعدين نرجع لموضوعنا أنا مش هخلف منك غير لما أعرف عنك كل حاجة
أومأ برأسه مؤكدا حديثها الغير لائق
حقك.. بس أنا مش موافق وهتوقفي الحبوب دي يا زينة.. سمعتي
سألته بقوة مستنكرة
أنا ايه يجبرني وبعدين ما أنت بتقول حقك أهو
تنهد بصوت مرتفع وهو حقا لا يستطيع التمهل أكثر فخرج صوته بنفاذ صبر
اللي يجبرك إني جوزك وليا حق الاختيار زيك بالظبط وأنتي اختارتي ونفذتي لوحدك وأنا جه دوري..
تنهد مرة أخرى وهو يراها تنظر إليه بعصبية وڠضب لا يروق لها حديثه فتحدث بجدية ينبهها بهدوء
صدقيني أنا مش كده.. أنا بحاول اتغير علشانك فبلاش أنتي يا زينة واسمعي الكلام
كرمشت ملامح وجهها وظهر الأسى عليها لتقول بقلق وانزعاج من ضغطه عليها بهذه الطريقة
صدقني أنت أنا مش هقدر أخاطر بالطريقة دي.. جبل أنا حياتي معاك مش مستقرة أصلا كفاية وعد أنا حاطه أيدي على قلبي وهي معايا هنا
رد بجدية متفهم حديثها
أنا أقدر احميكم كويس واظن إني عملت كده
حاولت أن تستعطفه ناحيتها وهي تقول بنبرة راجية
علشان خاطري أسمع كلامي..
اعتدل بوقفه وقال بصوت جاد لا يحتمل النقاش وبصرامة واضحة
ممنوع تاخدي من الحبوب دي تاني.. جبتيها منين أصلا
أجابته بضجر واستياء
من الصيدلية هيكون منين
يعني
سألها مضيقا عينيه عليها
معاكي غيره
أجابته بهدوء وصدق
لأ
ابتسم ساخرا تحدث بخبث
كويس.. لو عرفتي تجبيه تاني هخليكي تاخدي منه
نظرت إليه بضيق شديد قائله بانزعاج
أنت مستفز
أجابها ضاحكا بمكر يشاكسها
عارف
رفعت يدها إلى ص دره تحاول دفعه مسيطرة عليه
وأنتي كمان محتاجه تفهميني يا غزال.. صدقيني أنا هقدر احميكم وأنتي عارفه كده كويس بس بتعملي حجه وكمان متقلقيش مني أنا هريحك
أقترب أكثر منها يجذب وجهها إليه بكف العريض ناظرا إليها برجاء وعيناه تطالب منها الخضوع إليه والموافقة دون صړاخ وحدة بينهم ليهتف برفق ممزوج بعشقها
أنا نفسي من زمان أخلف بس بقيت ملهوف عليه أكتر منك أنتي.. متقفيش في وش الحاجه اللي هتقربني منك أكتر
أومأت إليه برأسها بهدوء بعدما شعرت بحاجته القوة إليها وإلى قطعة منها تنظر إلى عيناه بهدوء فأرسل إليها مراسيل الغرام والهوى أقترب أكثر عندما وجدها تومأ بالإيجاب مبتسما شاعرا بالرضا التام ليدفعها على الفراش يقترب منها قائلا بخشونة
زينة.. أنا بحاول ابقى حد تاني معاكي بحاول أمسح من ذاكرتك اللي عملته فيكي.. ساعديني يا زينة أنا بحبك
أكمل بترجي لا يدري كيف وصل إليه بهذه السهولة
أنا آه حبيتك علشان أنتي حرة واللي خلاني عايزك إنك معارضة ومش خاضعة بس أنا أحب تبقي خاضعة ليا أنا بس.. بلاش تقفي قصادي فهماني يا غزال
أومأت إليه بهدوء ورفق تذكرت أنه قال لها سابقا أنه حقا يحب الخاضعة ولا يحب المتسلطة الواثقة تلك القوية التي أمامه كما يقول عنها القادرة.. ولكنها أيضا لا تحب أن ترى نفسها تلك الضعيفة بين يديه.. تريد دوما أن تكون القوية الحرة التي لا تروض وهو يريد أن يبدلها إلى أخرى تروق له هو فقط حتى وإن كانت لن تروق إلى نفسها..
أومأت إليه إذا وافقت وافقت على أن تخسر ما وعدته به وعدته أنها لن تروض ليست للترويض ستظل حرة إلى الأبد وأبعد ما يكون عما يريد.. هل غيرها الهوى إلى هذه الدرجة لتتخلى عن حديثها الواثق الصارم..
هل يفعل الهوى كل ذلك مع رجل كهذا فريد من نوعه..
الكثير من الوقت مر وهو يغوص معها في بحر الغرام ملتهما كل موجة ثائرة تتحرك نحوهما يطفو فوق سطح اللذة طارة ويغوص بها إلى الرغبة المشټعلة تارة أخرى يمرر شعوره عليها بحنو ورفق يستلذ بكل ما يأخذه منها مشتهيا الأكثر شاعرا باهتياج ضاري كلما نال المزيد..
استمع إلى رنين هاتفه الذي تغاضى عنه لأكثر من مرة ولكنه لا يصمت فابتعد عنها بضجر وانزعاج يميل إلى الأرضية بجسده وهو نائما على الفراش ليلتقط بنطاله يخرج منه هاتفه ينظر إلى شاشته فوجد المتصل عاصم
أنت قليل الأدب بجد
أومأ إليها ضاحكا بمزاح
عارف
أبتعد تاركا الفراش ليجلس على طرفه يلتقط سرواله وبنطاله يرتديهما ثم التقط القميص يرتدي إياه هو الآخر ثم الحذاء ووقف على قدميه يهندم ملابسه وخصلاته أمام المرآة وعاد يأخذ هاتفه ناظرا إليها بخبث ومكر فبادتله النظرة بقلق وهي تتمسك بالغطاء جيدا تشعر بالغدر قادم منه
أمسك
بالأقراص الخاصة بها أيضا لينظر إليها قليلا ثم رفع وجهه إليها بهدوء وبراءة يقول برفق وهو يمد يده إليها بهما
خدي يا زينة لو لسه مش مقتنعة بكلامي اعملي اللي يريحك
يا حيوان يا ژبالة أنت بجد خبيث
هبط إلى الأسفل تاركا إياها تحيط نفسها بالغطاء تنظر إلى الفراغ مبتسمة بسعادة كمثله بالضبط وكأن ما حدث لها على يده كان مقدر وكتب لها من قبل أن تأتي إلى الجزيرة ليكون هو عوضها عن ذلك الحرمان الذي شعرت به تعوض نفسها بحضن دافئ وسند لا يميل يستند عليه الكثير والكثير.. تعوض نفسها بمن تميل عليه وتلقي بنفسها بداخله ليشعرها أنها ذلك الضعف وهو القوة التي تستمدها منه..
لحظات جنود عقلها المتربصين لها يلقون عليها أسئلة عبثية من تلك التي تهدم الفرحة والملذات كيف تناست زوجها الراحل! لا تدري حقا والله لا تدري ولكنها إلى آخر دقيقة كانت تحبه ولا تحب غيره أخلصت له بعد ۏفاته لكثير من السنوات ولكنه هو
متابعة القراءة