بقلم ايمان حجازي

موقع أيام نيوز


السياره ونظر الي سياره تهامي التي كانت تبتعد عنه بضع أميال لفت نظره شيئا غريبا بالقرب من السياره وجد فتاه تقف من زاويه معينه وعلي ملامحها كل تعابير التوتر والخۏف ومن خبرته أدرك أنها تنوي لفعل شئ ما 
ظلت عينيه تراقب تعابيرها وحركاتها بعد أن تفحص الحركه حوله ليتأكد من تأمين تلك المنطقه 
لم تلبث بضع دقائق حتي هبط إليه تهامي أبو الدهب أشار لعمار كي يأتي خلفه بسيارته فأومأ له بإيجاب 

وبينما كان أن يستقل تهامي سيارته حتي أسرعت تلك الفتاه إليه وأخرجت كانت تدفنه في حقيبتها وقفت علي بعد معين عن تلك السياره وأمسكت بإرتعاش وخوف شديد وهي توجهه ناحيه تهامي أبو الدهب و 
وإيه يا جماعه خلاص خلصت الحلقه ! 
تفتكرو دي مين وبتعمل كده ليه ! 
عمار هيفضل علي موقفه ده مع زينه كتير !
الفصل الخامس عشر
حلقه 15
كان الهواء يلفح وجهه ببروده في مكان شعر بأنه لا ينتمي لعالم البشر وكأنه قبيل الصباح بعد الفجر أخذ ينظر حوله لعله يعرف مكانه أو أي أحد يساعده للخروج من هنا ولكن محاولاته كانت عابثه أخذ يجري هنا وهناك بحثا عن باب لنجاته ولكن بائت تجربته بالفشل وفجأه أستمع لصوتا جعله يتسمر مكانه باحثا عن مصدره 
أنت بتهرب ليه ليه علي طول بتفضل الهروب يا عمار 
نظر عمار أمامه عندما ظهرت له فجأه من حيث لا يدري نظر لها عمار بشوق وقلبه يدق وبينما كاد أن يقترب منها حتي أستوقفته بيديه 
أوعي تقرب خليك مكانك وجاوبني !
خرج صوته ضعيفا مشتاقا 
نوران !
بتهرب ليه يا عمار 
أنا مبهربش انا عايز أخرج من هنا ومش عارف أنا فين أصلا 
هتخرج من هنا متقلقش لأن مكانك مش هنا ومينفعش تيجي هنا دلوقت لكن لما تواجه مصيرك وتكمل اللي سبته ناقص وراك من أمته وانت بتهرب يا عمار من أمته وانت پتخاف أوي كده 
من يوم ما خسرتك ومقدرتش احميكي أنتي متعرفيش صدمتك عملت فيا إيه 
وعشان كده عايز تسيب حقي ! عشان كده عايز تسيبها هي كمان عشان ټموت زيي وتواجه نفس مصيري أنت شايف أنك كده بتعمل الصح يا خساره يا عمار
عايزاني أعمل إيه عايزاني أحبها واتعلق بيها عشان ييجي الوقت اللي أخسرها فيه زي ما خسرتك 
وانت شايف أن الهروب هو الحل متحرمش نفسك من السعاده يا عمار عشان أوهام في دماغك وسيب قلبك هو اللي يقرر انت عايز ايه أنت مقدرتش تحميني وده كان ڠصب عنك لكن طول عمرك كنت بتحميني وعارفه إنك مش هتسيب حقي لكن تقدر تحميها ومتسبهاش كمل اللي ناقص يا عماار لسه بدري عليك
ثم ظهرت له سيده أيضا من خلفها وبيديها كائن صغير الحجم جدا أبتسم عمار شوقا لرؤيتها مرددا 
أمي !!
أقتربت منه والدته بأبتسامه جميله وأعطته ذلك الكائن ألتقطه عمار برفق شديد فرددت والدته مره أخري 
دي حفيدتي ! بنتك يا عمار
نظر عمار لها وعينيه تتلألأ بالدموع فوجدها كالملاك الصغير بريئه وجميله حد السحر اخذها لصدره وأشتم عبيرها وما أن رفع عينيه مره أخري حتي وجدهن يبتعدان عنه وأخته تردد 
فتح عينيك يا عمار فتح عينيك 
فتح عمار عينيه ببطئ شديد وألم فأستمع لصوت صړاخ زينه ممزوج بالبكاء والألم 
فتح عينيك يا عمااار فتح عينيك مش هتمووت 
كانت زينه ورأسه عند رقبتها فأستمعت لصوت جعلها تتوقف عن الصړاخ في صډمه شديده علي الرغم من ضعفه حيث خرج هامسا
بطلي صړاخ ودني وجعتني 
نظرت له زينه وكمن سكب فوقها دلوا من الثلج أخذت تضحك كالبلهاء في غير تصديق وبكاء الفرح مردده 
أنت عايش ! عماااار رد علياااا أنت عايش صح انت معايا !
رفع عمار يديه وجفف خدها من الدموع فأمسكت زينه بيديه وقبلتها بحراره ثم أغمض عينيه مره أخري
أسرع إليه أدم ووضع يديه علي عنقه ليتحسس شريانه فوجده مازال ينبض ولكن نبضه بطئ وبعيد وبسرعه شديده حمله هو وسيف برفق حتي صعدا للطائره مره أخري وجلست زينه بجواره بفرح شديد يتراقص بقلبها وهي تدعو له من أعماق قلبها أن لا يتركها بعدما أخبرهم أدم أنه مازال علي قيد الحياه
فرحوا جميعا وأسرع حمدي
بالطائره ليخرجوا من تلك المنطقه وما شهدوه بها آملين أن ينجحوا بإنقاذه 
بداخل إحدي البارات الصاخبه بمدينه شرم الشيخ كان يجلس كل من حسام وشريهان بركن بعيد عن تلك الضوضاء والموسيقي يتناولون بعض أطراف الحديث تجرعت شړي كأسا من الخمر مردده 
ودلوقت أنت عرفت كتير اوي عني ! ممكن بقه انا اللي أتعرف عليك !
ربع حسام يديه ناظرا 
أنا مليش مغامرات زيك حياتي بسيطه أوي أو معقده أوي ويمكن مفيش حاجه أقدر أحكيهالك أو شايف أنها ليها لازمه أني احكيهالك مجرد أني كنت شغال في شركه كنت طموح جدا ذكي الكل بيحترمني لحد ما جت فتره كده في حياتي حسيت إني وصلت للصفر وواحده واحده كنت بنهار وبعدين أكتشفت إني لازم افوق وان الحياه مبتقفش ولازم تستمر خدت منها شويه ذكريات حلوه عايش عليها وهتفضل جواايا العمر كله ودلوقتي أنا في شرم شغال علي مشروع جديد ليا هبدأ بيه وأرجع أقف تاني علي رجلي بس دي كل الحكايه
الفتره والذكريات دي قصدك علي مراتك مش كده 
بالظبط 
كنت بتحبها !
ضحك حسام ببرود 
علي فكره سألتيني قبل كده وقلت لك أه
تناولت شړي كأسا أخر من المشروب مردده بتوتر 
معلش بنسي 
بتنسي ولا مش مصدقه ومستنيه تسمعي أجابه مختلفه
هه !! لا طبعا بنسي
دق هاتف حسام فرفض المكالمه وما أن أضاء الهاتف حتي ظهرت صوره نوران خلفيه عليه انتبهت لها شريهان وأسمكت الهاتف وأخذت تتطلع عليها كانت جميله جدا لم تقل جمال عنها أو اجمل
منها أبتسمت شريهان وهي تبلع ريقها 
دي مراتك صح جميله أوي
هي أجمل حاجه في الدنيا 
كنت بتحبها 
قهقه حسام هذه المره ولم يتماسك نفسه حينما نطقت بتلك الجمله هزت شريهان رأسها بغباء وأخذت تشرب أكثر من الخمر في حين نطق حسام 
إنتي عايزاني أقولك ايه بالظبط 
ولا حاجه شكله المشروب نساني أنا بقول ايه 
طيب خفي شويه عشان تعرفي ترجعي 
لا انا النهارده هشرب براحتي قولي بقه ! مراتك حلوه وجميله وصغيره ماټت إزاي 
جمدت تعابير وجه حسام وبانت ملامح الڠضب علي محياه وهو يغمض عينيه پألم 
بلاش السؤال ده متفتحيش الموضوع ده تاني أوك !!
شعرت شړي ببعض الخۏف 
ook as u like sorry 
زي ما تحب أسفه
صمت حسام وأخذ يسبح بذكرياته مع حبيبته وهو يتذكرها برائتها ضحكاتها حبها له ليشعر بشوق شديد وغصه بقلبه مريره تخبره بأنه سيظل علي ذكراها لأخر العمر 
نهضت شريهان بعد أن تجرت أكثر من خمسه زجاجات من الخمر وأمسكت بيد حسام وهي تترنح يمينا ويسارا مردده 
come on with me lets dance 
تعالي معايا يلا نرقص
ولم تدع له فرصه للتفكير حتي جذبته معها لساحه الرقص ومع ارتفاع الموسيقي أخذت ترقص بحراره شديده معه متناسيه كل الدنيا وما يحدث خلفها لاكثر من ساعه إلي أن تمكن مفعول الخمر منها وهبط جسدها ولم تستطع الحراك أكثر من ذلك من فرط المجهود والخمور التي ضړبت بعقلها 
وأخر شئ كانت تتذكره قبل أن تذهب في سبات هو أن حسام كان خارجا من ذلك الملهي 
وصل عمار وزينه وأبناء الحسيني الي الصرح الطبي الخاص بوالدتهم فلم يكن عليه الذهاب لأي مشفي خاصه بالجيش أو العسكريه حسب التدابير الأمنيه التي تم اتخاذها ولكن
ما أن علم اللواء نزيه بذلك الأمر حتي أتي مسرعا خلفهم لرؤيه عمار أيضا في قلق شديد 
أستقبلته مرام بنفسها ومعها جراح أخر بعدما فحصته وتأكدت من ضروريه ذهابه للعمليات علي الفور ظلت زينه تبكي بالخارج وهي تدعو له
في حين أخبر أدم كل ما حدث بتلك العمليه وكيف ټأذي عمار وكذلك حينما كان سيفقد حياته وأنه من أنقذها أخبره كيف كان يجاهد ويتحامل علي نفسه كي لا يبدو ضعيفا أمامهم وأنه كان يسخر منه ومن ضعفه ولم يكن يدري أنه مصاپ بالړصاص قبل أن تخترق السکين بطنه تنهد أدم پألم وهو يفضفض لوالده شعوره بالذنب علي كل ما حدث منه لذلك الرجل 
ربنا عبدالله علي كتفه في حنان 
هون علي نفسك يا أبني وأرضي بقضائه قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا عمار بطل ووحش وليه أسمه ومركزه زي ما انت برضه ليك أسمك وهيبتك اللي لو ھتموت ولا انك تشوف نفسك ضعيف قدام حد لكن انت اللي كان جواك حته غل من ناحيته من يوم ما اټهجم عليك في المكتب وكنتو هتتعاركوا 
هز أدم رأسه نفيا 
نسيتها والله وكل ده مبقاش في دماغي بعد كل اللي حصل
ودلوقت هو مش محتاج غير انك تدعيله وبس 
نظر عبدالله إلي زينه فوجد حالتها صعبه جدا فألمه قلبه عليها نظر للناحيه الأخري فوجد مرام مع إحدي الممرضات يلبسونها زي العمليات ويجهزونها لذلك وما أن انتهت وكادت أن تدخل حتي أستوقفها عبدالله 
مرام !!
نظرت إليه قبل أن تطئ بقدميها للداخل 
نعم
أقترب عبدالله منها وبجديه مؤلمھ ردد 
اللي جوه ده ضحي بحياته وانقذ أبنك وأخوه من المۏت أعملي كل اللي تقدري عليه انتي كمان وانقذيه
تنهدت مرام پألم وهزت رأسها بإيجاب
الاصابه في بطنه للأسف وحالته صعبه انا معايا دكتور سمير من أكبر الجراحين اللي هنا وأن شاء الله نعمل كل اللي نقدر عليه 
أمسك عبدالله بيديها راجيا 
مراااام !!!
حاضر يا عبدالله حاضر 
وعلي الناحيه الأخري ذهب أدم إلي زينه في تردد شديد 
زينه 
رفعت زينه رأسها ليري عينيها التي أحمرت من شده البكاء فردد مره أخري 
في حاجه ضروريه لازم أقولك عليها ولازم أنتي كمان تنفذيها لأن ده طلب عمار الأخير وضروري في اسرع وقت
هزت رأسها بتيه وتساؤل 
حاجه إيه دي 
جلس علي كرسيه الهزاز داخل شقته الصغيره التي اتخذها لفعل الفواحش بها ولكن تلك المره كانت مختلفه عن غيرها فكان حائرا تائها مشتتا من كثره التفكير ضائعا بين ذكرياته التي دبت لمهاجمته فجأه 
سبع سنوات وهو رافضا كل ما له علاقه بالحب والمشاعر ليتحول لتلك الصوره البشعه من بني أدم 
لما ظهرت مره أخري بحياته وهل ظهورها ذلك لمجرد الصدفه أم أن خلفه سببا ضخما منذ الليله الماضيه وهو منعزل بمنزله لا يفعل شيئا سوي التفكير فقط
أخرج عزت البوم من الصور داخل الخزانه وأخذ يتطلع لذكرياتها معه
 

تم نسخ الرابط