رواية بقلم فاطيما
المحتويات
ذاك العمران الجالس بجانبها من صوت ضحكاتها فسحبها عمران من بينهم ودخل بها غرفة جانبية وأغلق الباب خلفه ثم هدر بها
_ انت ازاي تضحكي بمياعة اكده قدام رجالة غريبة
لاحظت غضبه الشديد من ضحكتها الغير مقصودة ثم تحدثت بدلال وهي تمرر يدها على وجنته بحركة أثارته
_ ڠصب عني ياموري حقك علي .
نزع يدها برفق من على وجنته فهي تثيره بحركتها العفوية تلك ثم ردد باستنكار لذاك الاسم هو الأخر
_ موري ايه دي انت كمان دي دلع للعيال التوتو وميلقش بعمران أبدا .
تقدمت خطوة منه ثم ارتمت داخل أحضانه الحانية وتحدثت وهي تتمسح به باعتذار عن ضحكتها
ضمھا أكثر تلك العاشقة وقربها لصدره وتحدث بنبرة صادقة
_ بحبك وبغير عليك قوووي ياسكون فبالله عليكي تخلي بالك من انك تعملي أي تصرف يستدعي غيرتي داي علشان هقلب على الوش التاني اللي مش حابب تشوفيه أبدا .
أما في غرفة ماهر ورحمة ذاك العروسين الملقبون بالشراسة والتمرد من كليهما على الآخر فور أن تركتهم حبيبة وحدهم أغلق الباب بهدوء ثم عاد إليها وهو ينظر إليها تلك النظرات التي جعلتها انص هرت وجس دها بدأ يشعر بسخونته من اقترابه
جذبها بحنو من يدها ولكنها تحاول افلات يدها من يديه ولكن لم تستطيع فهو متمسك بها بشدة ثم داعب أنفها بأصابعه وهتف مشاغبا إياها
عارفة عاملة زي إيه رحمتي
وأكمل وهو مازال مشاغبا إياها ويغمز لها بدعابة
_ عاملة زي النوتيلا لما يخرجوها برة التلاجة بتوبقى سايحة اكده وعايزة تتاكل من جمالها
وتابع وهو يرفع يديها يقبل باطنها بوله
_ أهو إنتي بقي عايزة دلوك تتاكلي زي النوتيلا اكده .
ثم اقترب من وجهها وقبلها من عينيها التي أغمضتهم تلقائيا وهو يردد
_ كنت اسمعهم بيقولوا قبلة العين رغبة ودلوك اتأكدت انها اكده فعلا.
يفعل كل هذا بها وهي مستسلمة تماما ولكن مغمضة العينين لاتقوى على فتحهما فقد أخجلها بع اصفة اقترابه وبكلامه الذي جعل جس دها يثور داخلها كالح مم الب ركانية
_ رحمتي ..
ابتلعت ريقها بصعوبة وحمحمت بتوتر
_ امممم
أمسكها من ذقنها مجبرا إياها النظر في عينيه
_ فتحي عيونك عايز أشوف نظرتك اللي تجنن وانت دايبة بين ايديا اكده .
لم تستطيع فتحهما وحركت رأسها رافضة طلبه وهي تشعر بأن قدميها لم تستطيع حملها أمامه ثم فعل مالم تتصوره كي يجبرها على أن تفتح عينيها
بدأ بفك سحابة فستانها من الخلف بحركة ساحرة باغتها بها مما جعلها انخلعت من حركته تلك وبقوة جذبت يدها من يداه وابتعدت عن أحضانه وهي تتحدث بأنفاس لاهثة
لم يعير ڠضبها أدنى اهتماما ولم يعجبه حركتها في الابتعاد عنه ثم حاول جذبها من يدها مرة أخرى ولكنها دارت حول الكراسي الموجودة بالغرفة كي لايستطيع الإمساك بها وهو يهتف لها
_ وبعدين بقى معاكي يارحمة متحسسنيش انك لسه عيلة صغيرة على الحركات دي وتجريني وراكي في الأوضة
وأكمل بمشاغبة وهو مازال يلاحقها
_ هو أني عميلت ايه يعني تقريبا أني جوزك دلوك وعادي لما أكشف عن المستخبي علشان أديكي
خبرة لما هو قادم .
اتسعت مقلتيها بذهول من طريقته الوقحة في غزلها ثم شهقت باندهاش
_ ايييييه الكلام دي انت وقح على فكرة واياك تاجي ناحيتي ولا تعمل حركاتك الوقحة دي ياماهر .
ثم استغلت تيهته وجرت ناحية الباب كي تخرج ولكنها جذبها بسرعة إلى أحضانه ثم تحرك كتف الفستان وظهر كتفها ذو اللون الأبيض اللامع مما جعله ينظر إليه وهو يبتلع أنفاسه بصعوبة من هيئتها المهلكة رأت اتجاه نظرة عيناه فعلى الفور رفعت أكتاف الفستان وعدلته ثم لكزته في كتفه وهي تهدر به
_ أه ياسافل ...
كادت أن تكمل إلا أنه كتم أنفاسها بيداه وهو يهتف بتحذير
_ اياكي تكملي انت حرة يارحمة واتلمي بقي علشان يومك ده يعدي وبعدين إحنا بالطريقة دي هنلعب مصارعة تيران مش هنتجوز .
تمتمت بهمس بعدما جذبها مرة أخرى إلى أحضانه ثم بدأ برفع سحابة فستانها برفق ويداه تتعمد لمس بشرتها حتى يجعلها تتوه بين يداه فذاك الماهر رجل مخضرم في العشق ويعرف كيف تعامل المرأة يعرف كيف يجعلها ذائبة بين يديه يعرف كيف يبارز شراستها بقوانين عشقه الدسم لها ملم بجميع جدران تمردها ويستطيع هددها بمهارة وبناء جدران لقلبه داخلها بأساس يجعلها تطالب بالمزيد من عشقه لها
_ ماهر ... كفاياك عاد مش متحملة حركاتك داي .
كان مستمر في سحابة غلق سحابتها ببطئ فهو صياد ماهر يعرف كيف يلقي شباكه ويتعامل مع شبكته باحتراف ثم همس بصوت أجش خشن وهو مازال قابضا إياها بين يداه بقوة
_ طب بذمتك هو ماهر لسه عمل حركات علشان متتحمليش ! دي إنت طلعت توتو خالص طلعتي ريش على مفيش يارحمتي.
مهما قال وحاول إخراج شراستها الآن فلن يستطيع فقد شعرت بأنها تائهة في ح رب الماهر ومع ركة عشقه التي شنها عليها
لاحظ تيهتها بين همساته ولمساته وأنها هامت بين يداه فاستغل تيهتها تلك بعدما أنهى إغلاق سحابة فستانها فرفع حجابها قليلا وقبلها من رقبتها بوله عاشق محروم
حاولت إبعاده ولكنه مازال متشبسا باقترابها ويود المزيد ولن تستطيع مجابهته فهي بجانبه مسكينة لاتستطيع صد هج ماته
أما هو مازال يريد المزيد ولن يستطيع السيطرة على حاله في اقترابه ثم استطاعت اخيرا أبعاده عنها وهي تردد
_ مش كفاياك اكده ولا ايه عاد هتوصل لفين تاني
أسند جبهته بجبهتها ويداه ممسكة بها من رقبتها بإحكام وهو يهمس لها بصوت مبحوح من عاطفة اقترابها الجياشة
_ ماهو أني اتحايلت عليك نخليه جواز وانت اللي أصريتي يارحمة يوبقى تتحملي .
ابتلعت ريقها بصعوبة وبررت بتوتر
_ امممم .. ماهو اني لسه مش جاهزة ولا المكان اللي هنتجوز فيه جهز مينفعش الجواز خبط لزق اكده لساتي ناقصني حاجات كتير مجبتهاش .
باغتها بقبلة من وجنتها وهو مازال مشاغبا إياها
_ طب ايه مش هتشيلي الطرحة داي علشان نكتشف مراحل اكتمال القمر ويوبقى بدر .
تلقائيا وضعت يدها على رأسها وهي تحركها برفض
_ له اوعاك تعملها
وأكملت كي تجعله ېخاف من فكاك حجابها
_ هتنصدم من اللي هتشوفه هتلاقي شعر اكرت مجعد من الدرجة الأولى وحاجة اكده لا تسر عدو ولا حبيب .
ضيق نظرة عينيه ثم رمقها بنبرة خبيثة
_ أو يعني شعرك اللي غنى له عبدالحليم حافظ وقال له والشعر الغجري المچنون يسافر في كل الدنيا
وتابع بنفس نظرته الوقحة لها
_ دي باين اكده امي داعيالي يارحمتي وهتطلعي مبهرة في كله .
اتسعت مقلتيها من ردوده الجاهزة دوما ثم سألته
_ هو انت علطول ردودك جاهزة عاد عقلك يترجم ولسانك ينطق في نفس اللحظة .
ابتسم بهدوء وأمسك كفها وطبع بداخله قبلة لثوان ثم نظر إليها وقال بنفس مشاغبته
_ مبقاش ماهر الريان دي انت بتكلمي خط المحاكم يعني سرعة البديهة والفهم السريع .
وظل على حالهما ذاك يشاغبها وهي مرة تخجل ومرة تبتسم ومرة تتجاوب معه فحقا ذابت بين يداي ذاك الخبير العاشق وهي لاحول لها ولا قوة بين أفعاله .
تتلاحق الثواني ثم الدقائق لتص رخ عقارب الساعات أن الوقت يمضي والأيام مسرعة فهل أعددت نفسك للحظة النهاية ينبغي أن يخيفك مرور الأيام رتيبة متشابهة فاترة لا يحركها عمل ولا تجددها توبة ولا تحييها محاسبة. ستمر الأيام لا محالة لكن عليك أن تستغلها جيدا قبل أن تمر
في منزل ماجدة تجلس هي وابنتها مها في احضان بعضهن فحضن امها هو أكثر الأماكن الضيقة اتساعا فحضن الأم هو الأمان والحنان والطمأنينة وهو أكثر الأماكن اتساعا ما إن يضع الابن رأسه في حضڼ أمه حتى يستشعر لذة الحياة كلها ويرى هموم الدنيا قد تبخرت وأصبحت هباء فالأم في حضنها الحياة كلها ولهذا فإن مجرد رؤية الأمهات يدخل السرور إلى القلب والروح وتبتهج الدنيا بأكملها لأن في وجوه الأمهات دواء لكل علة وبالتحديد مها مها كانت احضان والدتها أحضان النجاة أحضان الشعور بالراحة والاسترخاء لقلبها المتعب
كانت ماجدة تشدد من احتضانها وهي تردد لها
_ فات يجي اكتر من سنة على روحة الغاليين ولساتك يابتي الحزن مخيم قلبك ومفارقكيش طفى ملامحك الجميلة وبقيتي مش انت .
شددت مها من احتضان والدتها وتحدثت بقلب يفيض وج عا
_ كان روحي وأغلى من روحي يا أمي ات خطفوا من حضڼي وسابوني عايشة من غير روح
كل لما امسك هدومهم وأشم ريحتهم فيها بتجنن بيبقى هاين علي اروح القپر بتاعهم افتحه وأكفن نفسي وأنام جارهم وأحطهم على قلبي وأم وت معاهم
وأكملت وهي تنتحب بشدة من ۏجعها الذي لم ينتهي بعد
_ بس أني جبانة يا امي خوافة مش هاين علي اعمل في روحي اكده علشان اني ضعيفة ومازالت نفسي اهم عندي من ضنايا اللي م اتوا بسبب اهمالي فيهم .
أخرجتها ماجدة من أحضانها وهي تحتضن وجنتيها بشدة وتهزها بع نف وهي تنهرها
_ وه انت حاسبة حالك اكده ضعيفة علشان مش عايزة ټموتي نفسك يابتي !
فوقي يابتي ولادك فوق عند اللي خالقهم في الجنة ونعيمها متهنين هنا عمرهم ما كانش هيعيشوا منه هفوة في الدنيا وناسها الغدارة .
نظرت بعيونها المغشية بالدموع إلى والدتها ورددت بقلة حيلة
_ طب كان ربنا يسيبهم لي أفرح بيهم ومعاهم شوية كمان كان يطول في عمرهم شوية كمان ملحقتش أشبع منهم .
ڼهرتها والدتها ولكن دون عن ف
_ وه هتقنطي يابتي وتعترضي على أمر الله !
هو الإنسان مننا عارف عمره كد ايه
الإنسان مننا ميعرفش اللي هيوحصل له كمان دقيقة واحدة استغفري ربك ربنا اداكي أمانة وحب يسترد أمانته وربنا الحق والأحق بعباده يقدر لهم عمرهم كيف مايريد واحنا علينا مانقول غير اللهم لك الحمد.
هزت رأسها للامام وهي مقتنعة بكلام والدتها ولكن لاتستطيع السيطرة عن ذاك الشعور بالتقصير وأنها السبب في ان هاء حياتهم بسبب تركهم لها ثم هتفت بقلب متعب وجار الزمان عليه
_ ڠصب عني ياناس ڠصب عني مش قادرة أنساهم ولا أشيلهم من بالي وقلبي .
وضعت كف يداها علي كف
يدها الموضوعة فوق فخذها ثم ربتت عليها بحنو وأردفت قائلة
_ كل لما تفتكريهم متدمعيش يابتي لاااا ابتسمي إنهم بين ايدين اللي أحن عليهم مني ومنك بيتهنوا ابتسمي إنهم هياخدوا بيدك للجنة .
_ الجنة ! كلمة نطقتها رحمة بنبرة ذهولية وهي تستبعد أن تكون من سكانها وعقبت والدتها على ذهولها
_ آه الجنة يامها يابتي هيجوا يوم القيامة ويسحبوكي معاهم وهما بيبتسموا وهيحضنوكي
متابعة القراءة