رواية جديدة

موقع أيام نيوز


دقائق..انهت للي الاتصال بإرتياح..ثم جلست بتعجب وبعضا من الضيق..لم يحمل لها هذا الصباح أي رسالة منه حتى الآن!! ربما ضاق من ذهابها بالأمس أو ربما أراد وهج لهفتها حتى اللقاء المنتظر.. هذا اللقاء الذي يسري بروحها بفرحة كفرحة الأطفال بليالي العيد..كأن الفرحة حتى ننالها لابد أن نسير على الجمر أولا..لتنضج وتأتي للعمر بشهية تلهب القلب عشقا..أخذت معطفها وخرجت من الغرفة.. وفي طريق السير الى منزل صديقتها بعدما اعطت السائق العنوان..كانت زاهدة عن مرأى أي جمال يمر على ناظريها بالطرق الباريسية..تمنت أن ترى الأمطار وهي بين ذراعيه..تركض وتركض وتبتسم ضاحكة ويشاركها في ذلك..ستفعل ذلك حتما..ابتسمت بمحبة وتعجبت من ممر العمر..يأت بالمفآجات دون إنذار..دون اختيار..السعادة لا تعترف بالأعمار..فقد يشيب الألم صغيرا وتصبا السعادة كهلا... وقفت سيارة أمام عربتها على بعد مسافة ليست قصيرة ولكنها سدت طريق السير..اضطر السائق أن يقف فجأة وتلفظ بالشتائم بلغته الفرنسية التي لم تفهم منها للي شيء..نظرت للأمام بضيق حتى اتسعت عيناها پذعر وهي ترى ذلك البغيض وهو يترجل من سيارته متوجها اليها..هتفت بالسائق أن يتحرك بالسيارة لاي اتجاه ولكن السائق هتف بعصبية ولم تفهم مما قاله شيء...فتح حسام باب السيارة من جهتها وجذبها بحدة من معصم يدها فصړخت به _ سيبيني يا أنت جاي ورايا ليه تاني وعايز مني ايه! تلوت بقبضته فتطلع اليها بنظرة تفترس جسدها پشهوة وقال عايزك أنتي..لو تطاوعيني هتريحي نفسك وتريحيني فيها ايه لو نقضي كام يوم مع بعض وبعد كده كل واحد يروح لحاله! اوعدك مش هتشوفيني تاني بعدها..بس اشبع منك يومين لکمته على صدره وكتفيه صاړخة پبكاء وصاحت _ أنت وصلتني أني ادعي على ابويا وامي اللي جوزوني في يوم لواحد مختل نفسيا..حرام عليك..كفاية اللي عملته فيا زمان جاي دلوقتي ومستكتر عليا اعيش بهدوء ومرتاحة! أنت مش بني آدم !! ضحك ضحكة بغيضة..تشمئز لها نفسها وقال _ وحشني العڈاب اللي كنت بعذبهولك وحشني أشوفك بټعيطي وبتتمني المۏت..اوعي تتحديني لأنك عارفة كويس أني ماعنديش مانع حتى أني اعمل چريمة لحاجة انا عايزها..وجيه الزيان مش هيرحمك مني..وعلى فكرة بيلعب بيكي ده مش بتاع جواز دفعته بقوة وهي تلكمه بأقوى ما فيها...هتفت بشراسة اوعي تجيب سيرته على لسانك القذر ده أنت مين عشان تقارن نفسك بيه ولا تتكلم عنه! جز حسام على اسنانه پعنف وقال اه...شكلك وقعتي في هواه..مسكينة صدقيني هتاخدي أكبر مقلب في حياتك أنا مش هحاول اثبتلك أنتي هتتأكدي بنفسك..هتجيلي بنفسك يا للي وساعتها أنا اللي هرميكي.. هتفت بصړاخ لو بدبح عمري ما هوقع نفسي في طريقك تاني..وابعد عني احسنلك لأنك مش اد وجيه الزيان ولا هتقدر تقف قصاده..واظن أنت عارف مين هو وجيه الزيان وممكن يعمل في حشرة زيك ايه!! ضحك حسام بسخرية وقال انا عارف اكتر من اللي انتي تعرفيه يا حلوة راقبتك من ساعة ما خرجتي معاه يوم ماهربتي مني قريب هتعرفي مين فينا الحشرة وأني مش الوحيد اللي عرفتيه في حياتك..سلام يا..للي قال اسمها بسخرية..كأنه حقا يعلم ما لا تعلمه..لم تكترث لما يقله فهو حاقد ولا يروقه سعادة الأخرين تركها وعاد لسيارته فعادت جالسة بداخل سيارتها الاجرة..ومضت السيارة في الطريق الى منزل صديقتها سها.. وقفت العربة أمام المنزل التي تبتلت الأشجار على جانبيه..ووارفت أوراقها بنضرة زمردية..خرجت للي وقد استعادت هدوئها بعض الشيء بينما خرجت سها بمجرد أن انتبهت لصوت سيارة بالخارج..خرجت من المنزل بعجالة واضحة وصافحت للي بحرارة ثم قالت للي بحيرة عايزة اقول للسواق يستناني بس مش عارفة وشكله مابيفهمش انجليزي كويس وانا مابعرفش اتكلم فرنساوي كويس..رغم أني متفقة مع الفندق يستناني بس شكله هيمشي.. رمقتها سها بنظرة حائرة ثم ظلت للحظات تفكر بتردد قبل أن تقل للسائق بلغة فرنسية متقنة شيء لم تفهم منه للي اي كلمة..فبعض الجمل الفرنسية التي تتقنها لم تساعدها على فهم الحديث بالكامل..هز السائق رأسه واجاب بشيء لم تفهم منه للي أيضا ثم أخذ السيارة وذهب..تعجبت للي وقالت انتي قولتيله امشي! اجابت سها لأ...هيرجع تاني بس هو رايح محطة البنزين وراجع.. هزت للي رأسها بتفهم ودعتها سها للدخول.. كان المنزل انيقا هادئ متوسط الحجم يكثر اللون الأبيض به مما يدعو للهدوء فقالت للي مبتسمة _ فرنسا بقى ليها غلاوة خاصة عندي عشت فيها اجمل أيام ترددت سها في الابتسامة وقالت ربنا

يسعدك يارب تعجبت للي وقالت فين العفريته بنتك مش شيفاها !! ابتلعت سها ريقها واجابت في رحلة تبع المدرسة بتاعتها هي واخواتها..هروح اعملك حاجة تشربيها على ما الاكل يجهز.. ذهبت سها وتعجبت للي من نظرات صديقتها الشاردة!! نهضت من مقعدها وخرجت للحديقة وهي تتنفس بعمق..ابتسمت وهي تشاهد عدد من القطط الصغيرة وهي تتغذى من حليب الام..شعور جارف للأمومة سار بقلبها..ابتسمت وهي ترى قبس من الخيال الذي يريها اطفالها من ذاك الرجل الذي
 

تم نسخ الرابط