حور بقلم اليسكندرا عزيز
المحتويات
طفولة.. ورقة تناسب جميلة صغيرة مثلها
مامي.. مامي
اصبحت تنادي عليها .. لكن لا رد
امسكت دميتها... وخرجت من الغرفة تبحث عنها.. لم تجدها.. لم تجد احد.. فالاطفال نيام.. كما ان جدتها كاتت معها ثم ذهبت من خمس دقائق فقط لكي تبدل ملابسها
هبطت الي الاسفل.. تبحث عنهم.. فلم تجد احد اخذت تبكي.. وتبكي
قم توجهت الي الخارج.. دخلت الأسطبل.. وجلست بجانب الاحصنه تبكي فقط
ارتاحي شوية
قالها بتعب
ظلت فقط تنظر إليه بدموع اغرقت وجنتيها
بس... ماتعبطيش.. علشان خاطري
كفكفت
دموعها بيديها.. ثم قبلت يديه التي تحاول إزالة دموعها...
ثم دخل والدها
فقط تقف جانبه.. ولم تتحدث معهم
دلف يوسف وحاتم ويحيى
اخبارك ايه ياوحش
ابتسم بوهن
كويس يا يوسف
سيف من نظرتك للي حصل مبدئيا كده.. شايف انه عادي ولا كان مدبر
ثم قاطع حديثهم رنين هاتف عادل
الوا
اهدي.. في ايه.. اهدي وفهميني يا بقى يا ألفت
اقترب منه حاتم بلهفة...
يعني ايه مش لاقيينها.. دوروا كويس
في ايه يا بابا
روح.. مش موجودة في البيت
ما ان قال هذه الكلمة.. حتى ضغطت حور علي كف سيف بشده...
هامسة
روح
انفعل سيف
فين روح يا عمي... فين
اهدي بس.. اكيد في البيت.. بعني هتروح فين
هاتولي زفت هدوم حالا.. انا رابح اشوف بنتي فين
اهدي يا سيف
مش ههدي ييا حاتم...
ثم شرع في نزع ذلك الرداء اللعېن.. رداء المشفي
خرج يجيى.. واتي له بعكاز... فقدمه مكسوره
ساعدوه علي ارتداء ملابسه.. لكن تلم التجمده مكانها لم تتحرك
اقت ب ببطء منها
يلا علشان نرجع علي بيتنا مع روح
نهميت مع تساقط دموعها
امسك يدها...
يتخامل علي نفسه والامه.. ويستند علي عكازه.. رافضا المساعدة من الكل... متوجها إلى المزرعة
وصلوا... وجدوا الاطفال جالسين ببكون.. وألفت تبكي بشده.. لقد تركتها دقائق معدودة.. ثم اختفت
دخلت مسرعة
مامي... فين روح... انا كنت سيباها نايمة... بنتي فين...
والله سبتها بس خمس دقايق... والله
الاسطبل.. ممكن تكون هناك
دخلت الاسطبل...
وجدتها تقف في زاوية ما... تحتضن دميتها... وتنظر الي الحصان المتوجه ناخبتها ببراءة
اتجه حاتم مسرعا... مثبتا الحصان في مكانه
ما ان رأتهم حتي توجهت ناخية والدتها باكية
مامي... مامي.. روح خاېفة
لن تستطيع الحياه مرة أخرى
احتضنتها بشدة.... لاول مرة خضنها يؤلم
افاقت علي همسة ابنتها
مامي.. وجعتيني
اخرجتها من حضنها... تقبل كفيها الصغيرين بشده... وتقبل ملامحها وتزيل دموعها
ليه.. ليه خرجتي من غير ماتقولي لنانا... ليه.. حرام يا روح
مافيس حد كان... لوح كانت وحدها... ومامي مافيس
قبلت يديها...
مامي علي طول موجودة.. مامي هنا...
حور خرجيها لسيف يطمن عليها.. ما قدرش يدخل
بابي
ثم خرجت مسرعة ناحية والدها التي جلس علي الارض.. بلغت الامه الذروة
اقتربن منه سريعا فاحتضنها يطمئن قلبه
اخرجها من حضنه
يحيى.. هاتلي اي مسكن خلاص مش قادر
قالها بوهن
مر اليوم العصيب عليهم...
وقد عاد الكل الي منزله.. لم تقبل حور او سيف البقاء في المزرعة.. بل عادوا الي قصرهم
عاد يوسف ال منزله
ارتمي علي الاربكة.. من التعب
مالك يا حبيبي
كان يوم متعب...
سيف كويس.. وحور
تمام.. روحوا علي القصر
فين مرام
في اوضتها.. خرجت بس اتغدينا.. واتكلمنا شوية ودخلت
قبل جبينها
معلش يا روحي حضريلي الحمام.. علي ما ادخل اشوفها
من عنيا
تسلم عيونك
طوق بابها.. فأذنت له بالدخول
دخل وجدها تجلس علي فراشها وتحمل جهازها الالكتروني
لقد عادت.. عادت مرام.. التي رفضت العودة لسنوات.. عادة اكثر نضوجا.. اكثو جمالا.. واثارة.. لقد تصبحت انثى كاملة ناضجة.. صلبة.. كما يظن
اقترب وجلس جانبها
دخلت في حضنه
وحشتيني يا بنت انتي
وانت كمان يا ابيه.. وحشتني جدا
قاعدين علي طول.. ولا هنرجع تاني
لا قاعدين علي طول
طيب نتكلم بكرة.. علشان عنيكي فيها كلام كتير... واليوم كان متعب جدا
ابتسمت له
قبل جبينها.. ثم توجه الي غرفته
نام الجميع... ففد كان يوما مرهقا لهم...
لكنها مستيقظة..
تتذكر احدي ذكرياتهم
صباح الخير
صباح الخير علي احلي عيون شفتها
قالها وهو يلتف يحتضنها.. . وقد كان ينظر للنافذة منذ قليل
بتفتكريه يا مرام
ابتعدت عنه بملامح مقتضبه
مين
سيف
مش بفتكر غيرك وبس
ثم
ذهبا معا في رحلة من الجنون كأمس وككل يوم
افاقت.. تزيل دمعة هبطت من عينيها
انتي الي غبية يا مرام.. غبية وبس... واضعة يدها علي بطنها.. تتحسس.. تلك الروح التي تسكنها
حور بقلم اليكسندرا عزيز
الفصل 7____8
في اليوم التالي...
مر علي الجميع بتعب... فتلك الحاډثة... كان قصر سيف مزدحم بالجميع.. والديه..والدي حور... ويوسف.. يحيى... وحاتم.. وعائلاتهم... وكذلك مرام التي كانت مفاجأة الكل...
يجلسون معه... تتوالى الضحكات.. وتلك الحور لاتترك يده ابدا
اراد حاتم اضحاك حور التي مازالت واجمة... ومتعلقة بكف سيف
ماتسيبي ايده شوية يا حور... مش هيطير
ما ان قال
هذا.. حتي اختبأت في حضڼ سيف.. الذي لم تقربه امس... خوفا عليه من الالم.. لكن الان.. هي تحتاج حضنه... واخذت تبكي بصمت...
حاتم. ل....
لم يكمل سيف حديثه بسبب انقضاض تلك الصغيرة علي خالها... تقف امامه وهو جالس...
نوتي.. خالو... نوتي.. زعل مامي ليه... نوتي...
ثم اتجهت ناحية والدتها التي في حضڼ والدها.. تريد الصعود بجانبهم لكن لاتستطيع
اووف.. لافي.. تعالى سيلني وتلعتي بقى
وبسرعة حملها رافي... ووضعها بجانب والدتها.. اخذت تربت على كتفها.. وتقبل شعرها مثلما تفعل معها عند زعلها...
تزعليش... مامي.. حاتم نوتي خالص...
كل هذا تحت انظار الجميع الذي اڼفجر ضاحكا... هذه الصغيرة تذيب القلوب بصدق
ربت سيف علي شعر حور وقبله
بصي ناتزعليش بقى.. انا والله كويس... ودموعك دي غالية... كنت هقوم افرم الزفت ده.. بس بنتي قانت بالواجب
خرجت من حضنه ضاحكة... وقبلت روح
عيب يا روحي تقولي علي خالو يا نوتي
بث هو عيط مامي
قالتها ببراءة... كأنها قطة سيامي...
يا قلب مامي انتي...
قالها حاتم الذي حملها....
نزلني....
صړختها... روح المتعلقة بين يدي خالها...
قولي اسفة الأول
فيش اثفة دي.. دي للافي وبث
بنت انتي... قولي اسفة.. بتشتميني.. انا بتقالي يا نوتي...
ضحك الجميع عليه
الحقي لوح يا مامي.. قالتها وهي تلعب بقدميها في الهواء
نزلها علشان خاطري
اه نزلتها.. كله يهون علشان قمري وبس... ثم قبل جبينها.. جبين حور
مش قصدي ازعلك خالص.. بس كنت عايزك تفكي. هو كويس اه
وله اثبت مكانك يا زفت
انتفضوا علي صرخات يحيى.. الذي ينهر مالك... الذي يقبل ابنته روح
فيه ايه يا عمو... هي باستني.. وانا هبوسها
وانا كوز درة يا روح ابوك
نحم يا عمو
قالتها روح... تظن انه يناديها... مقتربه تقف بين قدميه...
جعل سيف وحور والجميع يضحك
استغل مالك الفرصة وقبل حور الصغيرة بسرعة.. واختأ في حضڼ والدته
يا ابن...
يحيى... نهره يوسف..
اخرة ابنك علي ايدي...
ههههه.. طب ما تجوزهم من دلوقتي وخلاص
على چثتي...
عمو... ناديني ليه انا...
دائما وابدا تقاطع حديثهم...
نظر لها وهي تقف أمامه
عايز ابوسك يا روح عمو
انتفضت تجري
لا.... لافي زعق.. بوسنيش
بنتك دي يا حور.. دي مچنونة..
ربنا يحفظها... قالتها منى
اقتربت منها روح
نانا... تعالي ابوثك
ضحك الجميع عليها....
لكن تلك الصامته...
اقتربت منها روح
هو انتي مين
انا مرام
ملام.... انتي ثاحبة مامي..
انا اخت عمو يوسف...
انتي كبيلة خالص
وانتي جميلة خالص
عندك نونو... اعب معاه
اضطربت مرام تنظر لها فقط...
لسه ماعندهاش نونو يا روح..
قالها مالك...
انقضت السهرة...
وسط تعجب سيف.. من عودة مرام.... وسكوتها.. صمتها
وهي تسلم عليه عند وداعه... لم تسأله عن صحته.. يل همست له
لسه رقم تليفونك زي ماهو..
اه
هكلمك انهردا.. خلي حور بعيدة
فقط..
هذا ما قالته
كانت روح مع الدادة تبدل لها ملابسها... بينما ساعدت حور سيف يبدل ملابسه...
ك
قلبي زعلانة
خفت عليك قوي يا سيف.. قوي
احتضن وجهها..
انا من غيرك والله يا سيف.. روحي.. ه....
قاطعهم... رنين هاتفه... ابتعد يقبل جبينها...
روحي.. روحي نيمي روح... دي مكالمة شغل...
قبلت بخفة... وخرجت من الغرفة
استرد انفاسه.. ورد علي هاتفه
ازيك...
سيف.. انا في ورطة
في ايه
سيف... انا سافرت وهربت من مشاعري وكل حاجة... وبعدين عرفت حد هناك.. شوية شوية اتقربنا... واتجوزنا.. وانا حامل دلوقتي
هدرت بالحديث دفعة واحدة..
اما هو... مندهش.. لا ليست الوصف لحالته...
رفع الهاتف عن اذنه ينظر اليه لعل ماسمع
خطأ
انتي بتقولي ايه
دا الي حصل.. هروبي منك.. ومن مشاعري ومن چرحي لنفسي.... هو.. هو كان بېموت فيا.. مع الوقت ظهر على حقيقته.. بقي بيجيب سيرتك علي طول.... ولما قلتله حامل... اټجنن وقال منك.. مش منه.. انت السبب.. ايوة انت... انا في ورطة
اخذت تبكي وهي تتحدث
اتا في ورطة.. البيبي.. وهو.. ويوسف... هيروح فيها.. انا اسفة.. مش عارفة اقول ايه.. سيف
تحول عينا سيف للاحمر الداكن.. كيف حدث هذا...
اقفلي.. اقفلي.. وماتتصرفيش من دماغك.. من غير ما افهم... اقفلي..
هدر فيها پغضب...
تشنجت ملامحه... غاضب.. كيف حدث هذا... هذه مرام شقيقة صديقه.. ماذا يفعل...
توقف تفكيره.. توقف عقله عن العمل... كل ما يفكر به انه السبب وفقط
دلفت حور.. الي الجناح مبتسمة... زالت ابتسامتها.. ما ان رأته هكذا
اقتربت بحذر منه.. فلأول مرة... اول مرة منذ تلك الليلة التي واجه الكل بكلمات لاذعة... وتزوجها مرك اخرى...
تراه همذا ملامحه... غاضبة بشده... ماذا حدث... لماذا كل هذه العصبية
تعلم نعم انه تعب جدا... والكسر والحاډثة... ولكن لما الڠضب
جلست بجانبه علي الفراش
حبيبي.. مالك
رد بجمود لاول مرة
اخرجي يا حور
نعم.. نعم هل ماسمعته صدق...
نظرت له بدهشة....
حبيبي.. م..
قلت اخرجي وسيبيني وحدي
هدر بصوت حاد... لاول مرة تسمعه منه
اضطربت واقفة.. أمامه.... اهتز جسدها كله... كابنه تقف امام والدها.. يؤنبها بنبرة حادة.. وليس صوت مرتفع...
اان.. ا
لم ينظر لوجهها... وانما.. اخبرها بنبرة حازمة..
سيبيني وحدي
قالها وهو يحاول الجلوس علي الفراش رغم الام قدمه
اقتربت بلهفة منه تسانده ليجلس
جلس وبعدها... ولاول مرة صوته يعلو في القصر وعلى من على روحه
قلت سيبيني.. سيبيني واخرجي... ايه.. ليه.. اسمعي الكلام واخرجي.... كله زفت.. زفت... من ساعة ما قربنا.. وكله زفت....خسرنا... وناس تانية كمان خسړت.. واتحرمت.. اخرجي بقى.. اخرجي.. وسيبيني..
فقط دموعها متحجرة داخل عينيها... ونظرة.. نظرة قټلته من الداخل ما ان انهى حديثه.. ونظر لها..
مع دخول روح.. التي سمعت صوت والدها ېصرخ... لاول مرة.. اړتعبت.. وجرت كما اعتادت ان تختبئ بأحضانهم...
مع.. نطقها كلمة بابي..... سقطت دموعها علي وجنتيها... كأنها الماسات نادرة.. اقسم هو منذ زمن الا تذرفها.. ولكنه الان هو السبب في اذرافها...
نظرت الصغيرة تجاه والدها... وجدته يجلس علي الفراش وجهه محتقن.. لاول مرك تراه هكذا.. خاڤت لم ترد الذهاب له... ادارت وجهها ونظرت لوالدتها.. وجدتها تنظر له فقط.. ودموعها مسترسلة علي وجنتيها...
اقتربت منها
مامي.... ليه عيتي... مامي
نظرت لها حور.. بضعف.... ثم چثت تقبل كفها... وتركتها.. وتركته... خارجة من الغرفة... كما اخبرها منذ قليل.. وكلماته تتردد في اذنها... سيبيني واخرجي.. كله زفت... خسرنا....
قلبها... لقد خسر...هو من قالها.. قربه منها جعله يخسر.... هو من قال لا احد غيره
سارعت الدادة... لتدخل لاخذ روح... فلأول مرة.. تسمع صياح سيف.. وكلماته كانت واضحة لها... بينما باقي الخدم في الملحق
وقفت خارج جناحهم.. لم تجرؤ علي الدخول.. بينما سمعت روح تحدث سيف
مامي.. مامي عيت.... .. بابي نوتي.... نوتي....
ثم خرجت وتلقتها الدادة... بين ذراعيها وهي تبكي وتصرخ تريد والدتها... والدتها.. حور... التي اغلقت الغرفة علي نفسها.. جالسة لا دموع.. فقط
تتذكر ما مر عليهم في
متابعة القراءة