صرخات أنثى بقلم آية رفعت
المحتويات
قلبك أسود كده
ضمت يدها لصدرها وقالت بدهشة
_مش عارفة بس تقريبا ده اللي بيسموه هرمونات حمل متعصبة!!
وتابعت بابتسامة رقيقة
_بقولك أيه يا فطوم.
ارتبكت فاطمة من تحولها المفاجئ ولكنها قالت
_قولي!
تنحنحت بارتباك وقالت
_أنا في سر عايزة اقولك عليه بس وحياة علي متعرفيش حد وتستري عليا.
انزوى حاجبيها باستغراب وبقلق قالت
أشارت لها بالقدوم فنهضت وانحنت لاريكتها فاذا بها تهمس
_أنا بتوحم على حاجة غريبة مخلياني خاېفة من نفسي ومن اللي في بطني.
تساءلت باستغراب
_حاجة أيه دي
اابتلعت ريقها بتوتر وقالت
_أنا يعني آآ... بصي مش انا اللي بتوحم دي طلبات البيبي وهو شغله هيطلع ما شاء الله دماغه عالية ومتكلفة.
_ما تقولي يا مايا
رددت بارتباك
برقت الاخيرة پصدمة من طلبها بينما عادت مايا تهز رأسها موكدة لها تمام ما استمعت إليها عادت فاطمة لمقعدها بنفس ملامح الصدمة فلعقت شفتيها ورددت
_أنا بسمع إن اللي بيتوحم بيكون بيتوحم على أكلة معينة ممكن شيء مالح أو حلو
استقامت بجلستها ودنت إليها تلتفت حولها بريبة
ازدادت صدماتها وبنفس الذهول قالت
_نعم!! اساعدك ازاي!! دي مضرة جدا وحرام يا مايا.
صاحت بها بحدة
رمشت بعدم استيعاب وقالت
_بصي هي حاجة مضرة فالافضل تصرفي نظرك عنها وبعدين لو افترضنا اني هساعدك هعملها ازاي! علي مش بېدخن ولا جوزك حتى بېدخن فقوليلي
ابتلعت فاطمة ريقها الجاف بصعوبة وقالت
_بلاش يا مايا دي هتضرك صدقيني.
باصرار قالت
_بالله عليكي يا فاطمة تتصرفي انا عارفة انه هبل بس والله ما اعرف مالي بحب أشم الادخنه الغريبة وحتى حبيت ريحة الدهان الجديدة في الجناح بشمها شبه الهيروين!!
_طيب ما تروحي تكشفي عند دكتور يوسف ليكون الامر خطېر.
زفرت بنفاذ صبر
_يووه بقى يا فاطمة هتحلي الموضوع ولا اتصرف لوحدي.
ضمت شفتيها ببراءة وقالت
_طيب قوليلي هعمل ايه
بمكتب عمران.
الظلام الدامس كان يحيل به بعد ان انصرف الموظفين بأكملهم ولم يبقى سواه يتلاعب بمقعده والابتسامة الخبيثة تحتل شفتيه وها قد أتت المكالمة المنتظرة من الرجل الذي خصه بالمهمة المطلوبة.
_تحصلنا على ارقامهم جميعا سيدي بماذا تأمر
رفع ساقيه لسطح المكتب وارتخى بجسده باستمتاع مرددا
_أرسل موقع سكنها إليهن جميعا واحرص أن تذكرهن بما ارتكبته بعد ان تسببت بطلاقهن لا أريد ان تنالها الضربات زد بالنيران لټحرقها حية إن شئت.
_فلنفعل إذا!
اغلق عمران هاتفه بابتسامة انتصار فحمل مفاتيح سيارته وهبط للاسفل يطلق صفيرا رائق قاد سيارته عائدا للمنزل وهو لا يكف عن الدندنة احتفالا بتفكيره الخبيث بالاڼتقام من أول افعى هاجمته!
ارتدى علي بيجامة من الستان الأسود وخرج يبحث عن هاتفه الذي استقبل للتو رسالة أخيه ردا على رسالته قراها ليجده يكتب له
متقلقش يا علي أنا كويس وفي الطريق لما أوصل هقولك عملت أيه عشان تكون فخور بتفكير أخوك مع كامل تحياتي واحترماتك لشخصية الطاووس الوقح
ألقى الهاتف على الفراش ساخرا بحنق
_مغرور حتى في حل مصايبه!!
اقترب من الشرفة فوجده قد وصل للقصر فهبط علي للأسفل ليكون بانتظاره فلم يحتمل حتى دخوله إليه واندفع للبوابة الخارجية ينتظره فاذا به يلمح فاطمة تخرج من الغرفة المخصصة للحرس تتلفت يسارا ويمينا پخوف ويدها مندثة خلف ظهرها.
نظراتها المريبة تشبه ذلك السارق المتخفي أمرها برمته اثار شكوكه وقبل أن يخطو إليها وجد عمران يقترب إليه قائلا بابتسامة واسعة
_كويس إنك موجود تقرى الفاتحة معايا على روح الحيزبونة ألكس جنازتها بكره الساعة عشرة وعشرة.
اندهش من صمود ملامح أخيه امامه اختفى فضولها عن الأمر وعلى ما يبدو بأن هناك ما يستحوذ على اهتمامه اتبع مسار نظراته فانتبه لفاطمة التي تتسلل على أطراف أقدامها ومازالت يدها تختبئ خلف خصرها.
وقف جواره يهمس له
_هي فاطمة بتتسحب شبه الحرامية كدليه شكلها كانت خارجة من أوضة الحرس!!!
هز علي رأسه مؤكدا وقال
_خوفها وحرصها ان محدش يشوفها قلقني!
هز رأسه هو الاخر مردفا
_أنا كمان قلقت.
وتابع ومازالوا يراقبنها بصمت
_طيب ما تروح تسألها ولا تتصرف مش آنت دكتورها وجوزها لتكون داخلة على نوبة قلبت بسيناريو اللص والكتاب!!
استدار إليه يهدر بعصبية
_تسمح تبلع لسانك ده شوية وتسبني أعرف أفكر!
اشار له مستنكرا هدوئه
_هي دي محتاجة تفكير يا دكتور! اهجم واقفشها متلبسة لتكون سارقة الصاعق الكهربائي أو سلاح من بتوع الحرس مهو ده اللي مالي الاوضة جوه!
وتابع بشك وهو يتعلق بذراعه
_علي انت متخانق معاها!! انا دلوقتي مستحيل اسيبك وأتيتم أنا!!
دفعه علي پغضب
_يا أخي إبعد أنا في أيه ولا أيه
كاد بأن يتحدث مجددا فأشار له بحزم
_اخرس وسبني افكر.
ابتلع جملته ووقف يراقبها في صمت إلى ان وجده يتسلل خلفها بحرص فخشى أن تصيبه فاطمة بما جاب عقله من ظنون مضحكة لذا تسلل خلف أخيه بحذر.
اختبئوا معا خلف احدى الاشجار الضخمة لتتضح لهما الرؤية كاملة فاذا بفاطمة تلقي ما بيدها على مايا المتمددة براحة وهي تصرخ پغضب
_اتفضلي ومتطلبيش مني الطلبات دي تاني أنا مش مصدقة إني بقيت حرامية بسببك!! بقى إنت تخليني أدخل اوضة الحرس! مفكرتيش في منظري لو اتقفشت جوه!!
اعتدلت مايا بجلستها تراقب الغنيمة بلهفة غير مبالية پغضب فاطمة المشتعل وما زاد حنقها حينما تساءلت مايا
_نوعها أيه دي! وبعدين بعد كل النصايح والخطط دي !! حرامية نزيهة ولا بتتقي الله في المسروق!!
كزت على أسنانها بغيظ
نهضت قبالتها تصرخ بانفعال
_ما خلاص يا ستي الطاهرة مصيري هردهالك مهو مش معقول هدخل المطبخ وفريدة هانم تقفشني بيها جوه يبقى مشفهمش وهما بيسرقوا شافهم وهما بيولعوا!!
صفقت كف بالاخر وهي تراقبها پصدمة بينما من خلف الشجرة يبرقان كلاهما پصدمة فردد عمران بعدم استيعاب
_مراتك حرامية ومراتي !!! شيء عظيم تحب نطلب الاحداث ولا نطلب فريدة هانم تنزل تربيهم أحسن.
مازالت الصدمة تؤثر على علي بشكل مقبض لا يعلم أينفرط من فرط الضحك أم يظل متخشبا من فرط صډمته.
تخطى عمران الأمر اسرع منه وخرج إليهما يهتف بسخرية
_مدوخة نفسك ليه يا بيبي ما كنتي طلبتيني عشان تتكيفي صح وتكيفي الواد!!
جحظت اعينهما صدمة ورددت بتلعثم وهي تختبئ خلف فاطمة
_عمران!!! لا انت فهمت غلط أنا آآآ....
ابتسم ساخرا
_أيه السلك لمس ولا دماغك لسه متعمرتش يا بيبي! طيب مش تقوليلي على الأقل متفاجئش لما القى ابني طالب حجرين!
مدت رأسها من خلف فاطمة تبرر
_لا إنت فهمت غلط أنا كنت عايزة اشم ريحتها بس أكيد مكنتش هشربها يعني!!
وتابعت تبعد التهمة عنها
_ابنك اللي عايز كده.
قال وابتسامته المخيفة تزداد
_وماله يا حبيب قلبي هربيه وهربيك معاه أهو أكسب فيكم ثواب.
خرج علي من خلف الشجرة يكتم ضحكاته بصعوبة فتنحنح قائلا بجدية مضحكة
وتابع وهو يشير على زوجته التي تتمنى ان تنشق الأرض وتبتلعها
_وكمان بتحرضي فطيمة الملاك
متابعة القراءة