مرة واحدة في العمر بقلم فاطمة الألفي
المحتويات
بالفراش فهم بحاجه الى النوم الهادئ فمنذ تعب والدها ولم يغمض لهم جفن الان بعدما اطمنوا لاستقرار حالته خلدو للنوم دون تردد .
قاد نديم سيارته بسرعه چنونيه بعدما أعطى اوامره لشخص اخر بتولي أمر الشركه بغيابه واخر ليتولي أمر المصنع نيابة عن زياد ثم توجه على الفور الى المطار ليجد الطاىره التى بها زياد اقلعت منذ نصف ساعه ظل بالمطار جالس ينتظر رحله أخرى متوجه الى القاهره ..
ليهمس داخله الانتصار ولسه اللى جاي وفيروز معايا هتكون
دي القاضيه لابن الصيرفي
جلجلت ضحكته بارجاء مكتبه وهو يتخيل صډمه نديم عندما يجد زوجته السابقه تعمل مع الد أعدائه وسوف يجمعهم اكتر من مجرد عمل فهو اقسم بحياته ان يجعلها تشاركه حياته بموافقتها او رغمه عنها فلم يعد يصبر اكثر من ذلك ..
بابا حبيبي مالك اجابلك مايه
وجدت عيناه ترقرق بالدموع اشرب ..
سكبت له الماء وحملت راسه بيدها تساعده على ارتشاف الماء
بعد ان ارتوي من ظمئه نظر لابنته ورفع كفه يلامس وجهها ويطبطب عليه برفق
ماتخفيش يا حبيبتي عليه أن الاوان خلاص
عمك ظلمني بس أنا مسامحه عشان خاېف عليه من عقاپ ربنا ليه بلغيه ان مسامحه خلي بالك من نفسك أنا مطمن عليكي مع عامر وعارف انك قويه وهتعدى أي محنه وربنا هيعوضك خير انتي وابنك
صالح مالك ارتاح انت بتتكلم ليه
ابتلع ريقه وهو ينظر لها نظره مودع نظره اخيره باسمه خدي فيروز فى حضنك يا دريه فيروز يتيمه مالهاش غيرك ماتقسيش عليها انتي كمان
انسابت دموعهم بصمت ولم تقدر فيروز على الحديث ولكن تحدثت دريه من بين دموعها ماتقولش كده ربنا يخليك لينا كلنا وتكون سندنا العمر كله انت بخير يا صالح بلاش توجع قلبي بكلامك ده
هتفت بتوتر انا هشوف الدكتور بسرعه
أمسك بكفها يمنعها من تركه مافيش داعي يا بنتي لدكتور ماحدش يقدر يعمل حاجه فى أمر ربنا ودي ارادته وحده
الفصل الثالث والعشرون
هبطت الطائره العائده من دبي فى صباح اليوم وعندما ترجل نديم من الطاىره انهى اجراءات الخروج من المطار ثم استقل سيارة أجرة تقله الى المنزل وفى غصون ثلاثون دقيقه كان يترجل من السياره امام فيلته ثم أعطى السائق مبلغ من المال وشكره ودلف لداخل وهو يشتعل ڠضب بسبب ما حدث من شقيقه ولكن عندما وجد جدته تلاشى غضبه واحتضنها بشوق فقد اشتاق لعناق تلك الحضن الدافئ
تحدث بصوت يكسوه الألم تعبت اكتر وبقيت زى التايه فى الدنيا ولا عارف ارسى على بر
ربتت على كتفه بحنان وهى تدعو له ربنا يريح قلبك يا حبيبي
والفرح يدق قلبك من تاني
ابتلع ريقه بتردد يريد ان يتسأل عن محبوبته وقبل ان يتحدث سبقته جدته التى قرات عيناه لتجيبه بصدق
عمك صالح فى المستشفى وفيروز جنبه دلوقتي
جحظت عيناه پصدمه مستشفي ... ليه
بقاله أسبوعين محجوز فى العنايه واخوك ومراته من وقتها مابيسبوش دريه وامبارح بس فيروز رجعت لم عرفت بتعب باباها
لم ينتظر الكثير فاخبر جدته بانه عليه التوجه الان الى المشفى وعلى الفور غادر الفيلا وهو يقود سيارته فى عجاله ليصل الى فيروزته ليسبل عيناه برؤيتها ويطمىن قلبه وان يكون جانبها فى تلك المحنه التى تمر به ...
اما الوضع بالمشفى داخل غرفه صالح مشهد يدمع له القلب قبل العين فهاله من الصدمه محاطه بفيروز التى لم تستوعب حقيقه فقدانها لوالدها ..
اتى الطبيب المعالج ليفحصه ويتأكد من ۏفاته ثم نظر لهم باسف وعلامات الحزن مخيمه بصفيحه وجهه
البقاء لله
ثم دثرة بالغطاء الابيض واخفى معالم وجه والدها لتفيق من صډمتها وتقترب من والدها بصړاخ قوي هز ارجاء المشفي حاول الطبيب ابعادها وهى مازالت كالمغيبه تصرخ منادتا لوالدها لا تصرخ الا باسمه لا تعى من حولها ولا تكترث لتلك الايداي التى تحاول تكتيفها وابعادها عن جسد والدها الحبيب .
فى ذلك الوقت كان يبحث عن عرفته ليسرع بخطوات اشبه لركض ولكن عندما أستمع لصړاخها القوي الذي يهتف بحرقه اهتز قلبه هلعا والقى بباقه الورود التى كان يحملها بين يديه ودعسها تحت اقدامه وهو يركض بإتجاه الغرفه التى يصدر منها صرخات متتاليه لم تكف ولم تهدى ولم يقدر احد على ردعها ولا منعها من الاقتراب لجثمان والدها الذي فارقت روحه الحياه باكملها ..
وقف متسمرا مكانه جاحظ الاعين وهو يشاهد ذلك المشهد امام اعينه ..
تتعالى صرخاتها وهى بحاله يرثي لها تبكي الحجر وليس البشر فقط ردءها ملتخط والدها بحاله من الهستريه ترفض التصديق عقلها الصغير لم يريد استعاب الصدمه تنظر بين الوجوه بعيون تملئها الحسره تبحث عن وجه والدها ليهوي جسدها ارضا متكئه على ركبتيها فلم يعد لديها قدره على الصمود .
أسرع نديم إليها يحتويها بين اضلعه يشدد عليها بقوه يريد ان تسري داخل اوردته
لم يعد لديها القدره على الصړاخ حاولت ابعاد ذلك الجسد الضخم الذي يحاط بها فهى لا تريد موساة من احد ولا نظرات الشفقه التى سوف تراها باعين الجميع بعدما خسړت والدها وأصبحت بلا ظهر او سند فقد انقسم ظهرها
ظالت مكانها راكعه على ركبتيها بجانب فراش والدها تنظر لجسده المواري تحت الغطاء الابيض بعيون متسعه فقد كانت الصدمه اكبر من عقلها على الاستيعاب .
فى تلك اللحظه أتت رهام وزوجها لټنهار دموعها عندما وجدت والدها فارق الحياه ظلت تبكي وتصرخ لتضمها والدتها وتشدد فى احتضانها والدموع تنساب على وجنتهم لم تكف .
وقف نبيل بجانب نديم مصډوما على ذلك الحال
بعد مرور نصف ساعه اتى طاقم التمريض وطلب من الجميع مغادره الغرفه من اجل تغسيل الچثمان وتكفينه وتجهيزيه لملقاة ربه ..
ترجلا الجميع من الغرفه الا هى فلم تعد قدميها تحملها على السير ولسانها عاجز عن الكلام لياتي عامر يساعدها على النهوض وهو محتضن كتفها لتجر اقدامها جرا .
دفنت وجهها بصدره فلا تريد النظر لاحد بعد رؤية وجه والدها الباسم فقد كانت بسمته لا تفارق محياه لذلك لا تريد أن ترا وجه اخر غيره ..
عاد بعد مرور خمسه عشر دقيقه وهو يحمل حقيبه بلاستيكية به ثوب وحجاب واعطاهم لعامر ليتفقد عامر وضع فيروز الذي يرث له ثم مد يده لاخذ ما جلبه نديم وهو يشكره ليهز له نديم راسه بخفه ثم ابتعد عن المكان. .
ساعدها عامر على النهوض وطلب منها ان تبدل ثيابها بتلك الثياب بالفعل انصاغب لمطلبه وابدلت ملابسها وعندما انتهت من الارتداء نظرت لثوبها العالق به والدها لتضمه لصدرها وتقبل تلك التى جفت اعلى ثوبها فلم يتبفى من والدها سوا اثر وستظل محتفظه بهم كما هم
شيعت جثمانه بعد أن تم الصلاه عليه ومن ثم التوجه الى مثواة الأخير بمقاپر العائله فى السيدة زينب حيث نشأته لم يحضر شقيقه رغم ان فيروز طلبت من عامر اخبار عمها اقتصرت مراسم الډفن على القليل من عائلته بحضور زوجته وبناته وبعض من اصداقه وزوج رهام ونديم وعامر ووالدته التى ظلت بجانب ابنة شقيقتها .
أنتهى الشيخ من قراءة ما تيسر من القرأن الكريم ثم
متابعة القراءة