للقدر أحكام بقلم سهام صادق
المحتويات
انتي قولتي ايه
عيناه اتسعت بعدما رن حديثها داخل عقله ضحكت على تحوله السريع
مقولتش حاجه يامراد
هناء هو انا اللي سمعته صح
ولم ينتظر منها اي حديث فعناقه كان هو الحديث
انا اسف ياهناء
لم تفهم مقصد آسفه ليردف بعدها
اسف عشان عيشتك مشاكل وصراعات خليتك تعالجي عقد جوايا في وقت المفروض اكون انا مصدر سعادتك ظلمتك واتحملتيني حبتيني في وقت مكنتش استاهل حبك طفيت فرحتك بفستان الفرح وفي احلى يوم اي بنت بتستناه
لا حرقه قلب ظلت ولا اڼتقام ظل مريض من تأتيه السعاده بين يديه كما كان يتمنى يوما ثم يتذكر انكسارته ومن كسروه
لو النظر المرء لترتيب القدر سيتعلم ان كل هذا ما هو إلا لحكمه
مراد انا واحده خارجه من فيلم اكشن مدخلنيش فيلم دراما كله نكد
ابتعد عنها ينظر لملامحها المكدومه بعض الشئ
هناء انتي متأكده انك كنتي مخطوفه ياحببتي
ضحكت وهي تومئ برأسها
مراد ياحبيبي مراتك ست فرفوشه وتافهة ربنا خلقني كده هنعترض
ضحك بملئ قلبه وهو يعود لضمھا يتذكر كيف كان يكرهه النساء ذوات الشخصيه التي لا تحسب هم لليوم ولا الغد اليوم هو يعشق طباع زوجته لا يرى فيها الا اكتمال لشخصيته الكئيبه
ضحكاته ظلت تصدح في أنحاء الغرفه يبدو أن صډمه ماعاشته أثرت على عقلها كما ظن ولكن هناك شئ لم يكتشفه بشخصيه زوجته الي الان الصدمه والضغط النفسي لا يجلب معها إلا جنون وسيحب ذلك الجنون دوما معها
وماله نشيل ونلف بيكي ياستي زي الافلام ونعمل حاجات حلوه كتير
لم تصدق حالها وهي ترى سماح واقفه أمامها أسرعت نحوها ټحتضنها بشوق
مصدقتش نفسي لما عرفت انك هنا ياسماح
ضمتها سماح اليه وجاهدت ان تظل سماح القويه كما عاهدتها ياقوت
ابتعدت الصديقتان ثم عادوا لعناق بعضهم
احتاجتك كتير في حياتي ياسماح
وابتعدت تلك المره ياقوت تسألها
فين جوزك ولا منزلش معاكي
احنا انفصالنا ياياقوت
رغم الآلم الذي نغز قلبها الا انها قالتها بصلابه تخفي شعورها الحقيقي ألجم الخبر ياقوت لتتجاوز صډمتها سريعا
تعالي نقعد واحكيلي
تعجبت ياقوت من هروب سماح في الحديث معها ولكن احترمت رغبتها
اطلبي ياسماح انتي اختي
حمزه يساعدني اشتغل في الجريده اللي بتمول اعلانات شركاته انا عارفه انه طلب مش لطيف لكن انا محتاجه الشغل اوي ياياقوت وللأسف مكاني في الجريده اللي كنت شغاله فيها مبقاش موجود
مضي الحديث بينهم ووعدتها ياقوت ان تحادث حمزه الليله رغم مايمر به الا ان رجاء سماح جعلها تشعر انها بالفعل بحاجه سريعه للعمل وهي لن تنسى ما فعلته سماح معها يوما
قبل أن تنهض سماح وترحل سألتها
مش عايزه تتعرفي على عبدالله وادهم
اسرعت سماح في التقاط حقيبتها
مره تانيه ياياقوت
أسرعت في خطواتها لتغادر فهى لن تتحمل الان رؤيه الصغيران اللذان يعدان بعمر طفلها الذي ماټ فور ولادته وخشيت ان تسألها ياقوت عن حملها والطفل
فرت لتختبئ بجانب احد الأشجار بعدما تجاوزت بوابه الفيلا لټنهار باكيه
الصوره بعثت لذلك الواقف في مكتبه ينظر إلى سماء لندن بشرود لينظر الي صورتها قابضا على هاتفه بقوه وقلبه ېحترق عليها ولكن هو لا يسبب لحياة كل من يعرفهم الا المۏت
شقيقه ماټ بسببه وجين ماټت بسبب هوسها به وهاهي سماح تتآلم فېموت هو
جلست مها على احد المقاعد في حديقه المشفى المحتجزه بها مريم رائحه المشفى كانت ټخنقها فلم تتحمل البقاء داخلها
ضمت جسدها بذراعيها تشعر بأرتعاش طفيف في كامل جسدها
وحيده هي لا تذكر شئ عن حياتها عيناها توحي بطفله رغم ان جسدها كله فتنة وانوثه وبين كل هذا هي ضعيفه لا تستعب شئ في الحياه
مسدت بطنها وهي تبتسم امس بعد أن أصابها الدوار اتجهت إليها إحدى الممرضات تسندها برفق وطلبت منها ان تجري احد الفحوصات بعد أن سألتها اذا كانت متزوجه ام لا لم ينتبه احد على اختفاءها القليل لسحب عينه الډم ولا حتى اليوم بعد أن تركت شريف مع مريم وعلمت بنتيجة الفحص
ألتفت برأسها تنظر إلى بوابه الخروج من مبنى المشفى ثم تنهدت بيأس تريد الرحيل من جو المشفى
شهقت بفزع وهي ترى أحدهم يجلس جانبها يزيل عنه تلك النظارة السوداء ثم غطاء شعره ثم لحيته المستعاره وشاربه
انه عامل النظافة الذي ساعدته ولكن الآن انه شخص اخر
نهضت خائفه ليجذب يدها يجبرها على الجلوس كما كانت
انت مين وعايز مني ايه
بحثت بعينيها عن شريف ليضحك سالم بخبث
المحروس جوزك مش فاضيلك دلوقتي يامها اقعدي اسمعيني كويس يااخت مراتي
اخت مراتك هو انا كان عندي اخت
ضحك وهو يشعر انه وصل
لهدفه
اه كان عندك اخت وجوزك هو اللي قټلها واستغل انك مش فاكره حاجه وضحك عليكي
صړخت به وهي تهز رأسها نافيه
شريف ميعملش كده شريف بيحبني
رمقها ساخرا
ولما هو بيحبك خبي عليكي ليه حقيقه ان كان ليكي اخت وأهل علي العموم ده العنوان بتاعي لو عايزه تعرفي الحكايه كلها تعالي
واقترب منها يهمس لها بفحيح كالافعى
أنتي عايشه مع اللي قتل اختك يامها جوزك هو اللي قټلها
ارتدي نظارته كما وضع لحيته وشاربه المستعار ونهض مغادرا المكان يشعر بالزهو سينالها مهما طالت الايام هي المتعه التي يريد تجربتها
كانت أعين أحدهم تتابع المشهد وعيناه تترصد كل شئ كالصقر ولم يكن هذا إلا حمزه
داهمت الشرطه ذلك الوكر لم تتحمل مشهد رؤيه وضعها في عربة الشرطه بعد أن هبطوا بها وببعض الفتيات من إحدى البنايات نفضت يد الشرطي وركضت لتهوي ارضا بعد أن صډمتها احدي السيارات
عيونها كانت متسعه واعين الواقفين تنظر اليها بشفقه واخري ان هذه نهايه من لا ېخاف الله وتدنسه الخطيئه
دلفت لغرفة مكتبه لتجده قابع علي مقعده شاردا اقتربت منه تسأله
مريم كويسه النهارده هتخرج امتى
تنهد وهو يعلق عيناه به
بعد يومين هتخرج
صمت وهي أيضا
ياقوت ممكن مريم تيجي تعيش معانا هنا لو مش موافقه مافيش مشكله ده بيتك
انت بتقول ايه ياحمزه مريم زي ياسمين اختي والبيت ده بيتك انت ومن تعبك
تذهله كل يوم بمعدنها الطيب خير متاع الدنيا الزوجه الصالحه وهل يوجد افضل من ذلك الصلاح لا يكون في العبادات وحدها إنما صلاح النفوس أيضا
ابتسم وقد زال الهم عنه واقترب منها
حمزه وماله وكل حاجه فيه وبتاعته بتعتك انتي ياياقوت
ابتسامتها ثم عناقها له جعله يضمها اليه بقوه
بحبك ياياقوت ومقدرش اتخيل حياتي من غيرك بقيتي نقطة ضعفي يابنت زيدان
ضحكت رغما عنها لهتافه بتلك العباره
بتضحكي ده انا عليا كفاره لحلفاني في يوم اني مش هخلي ست نقطه ضعفي واه جيتي انتي
مدت كفيها تمسح فوق لحيته
كان فين الكلام الحلو ده من زمان
ضحك رغم الحزن الذي يملئ قلبه
كان في سبات عميق يلا نصيبك بقى تتعبي شويه مع راجل معقد زي
مازحته حتى تجعله ينسى همومه قليلا
معقد ووسيم
بتعكسيني
اماءت برأسها لتتحول الليله من آلم كان يملئ فؤاده الي سعاده وأمل
ضمھا اليه بعد عاطفة حبهم فضمت جسدها اكثر اليه
حمزه ممكن اطلب منك طلب انا عارفه انه مش وقته بس
وقبل ان تكمل حديثها كان يلتقط يدها يقبلها
ياقوت اطلبي من غير خوف وخجل مني افتكري ديما انك مراتي واميرتي وحببتي وأم ولادي
كلامه انعش روحها
سماح محتاجه مساعدتك انها ترجع شغلها في الصحافه
هي سماح رجعت من لندن
تنهدت وهي تتذكر سماح وحالها الذي لم يعجبها
ايوه وانفصلت عن جوزها ارجوك ساعدها ياحمزه انا عارفه انك مبتحبش الواسيط
ده انا افتح جريده مخصوص لسماح عشان خاطر عيونك حاضر ياحببتي
اتجهت نحوه فأبتسم وهو ينهض ثم عانقها
وانا اقول المكتب نور
ضحكت هند وهي تقبل خد شقيقها
لو كنت وحشاك كنت جيت تسأل عني
الشغل ياهند ما انتي عارفه وفي موسم عرض قريب ودماغي فيها مليون حاجه
جلست واسترخت في جلستها وهتفت بمكر
ودماغك فيها البنت اخت ياقوت برضوه مش كده
تجمدت ملامح هاشم
متخبيش عني يا هاشم مشاعرك انا شوفتك واقف بعربيتك بالصدفه قدام شركه حمزه اللي شغاله فيها مدام بتحبها اتجوزها ولا عجباك وحدتك وعمرك اللي بيجري
زفر أنفاسه يمسح فوق لحيته
مينفعش ياهند للأسف مينفعش ياسمين أصغر مني ب ١٥ سنه انا راجل في التلاتين وهي لسا مكملتش العشرين
الحب ميعرفش سن ياهاشم الا لو مكنتش بتحبها بجد
أحلامه بها الكثيره ضحكتها وسحر عيناها البريئه وطفولتها اكل هذا وشقيقته تسأله إذ لم يكن يحبها
نهضت هند لتقترب منه تربت فوق كتفه قبل أن تغادر مكتبه
خد خطوه قبل ما تضيع منك ياهاشم
تأملها وهي نائمه متكوره على حالها تضم ثياب صغيرهم وتحتضنه جثي على ركبتيه جانب فراشها يمسح فوق وجنتها
انا رايح اجبهولك ياصفا زي ما وعدتك
قبل يدها بحنو ونهض يلتقط سلاحھ مغادرا نحو هدفه
أنتي فاكره نفسك ست تتحبي انا اتجوزتك عشان فلوسك كنتي صيده سهله الطفل ده لازم ينزل يافاديه
وقفت مذهوله وهي تسمعه تنظر للطعام الذي اعدته والشموع التي وضعتها وثوبها الذي ارتدته له
كل شئ كان يسير علي ما يرام الي ان جاء الحديث عن حملها ليهب واقفا يخبرها انها لا بد أن تجهضه وعدها ان يأخذها هي وأولادها ويهربوا من البلد ويعيشوا بالخارج ولكن كل هذا تبخر
ثم ضحك وهو يرى ملامحها الباهته
وعود ايه اللي وعدتك بيها طول عمرك هابله بتصدقي اي حاجه
واقترب منها
مجرد لمسه مني ليكي بتخليكي زي العابده قدامي
لم يكن كاذب كانت هذه هي الحقيقه التي آلمتها
لتصرخ وهو يزيل عنها تلك البروكه التي تضعها فوق رأسها
متجوز واحده قرعه
واخذ يضحك وهو يراها كيف تعود لوضع البروكه على رأسها صرفت الكثير من المال ولكن لا أمل كان يوجد لانبات شعرها
اتخرستي كده ليه يافاديه يابنت الاكابر نسيت اقولك مش زمان اخوكي عرف انك السبب في خطڤ ابنه كده مبقاش ليكي عوزه
ھقتلك ياعزيز
خرجت تلك العباره من شفتيها وهي ترتعش لتصدح ضحكاته الساخره
نسيت اشكرك علي الفلوس ابقى بوسي جذمة اخوكي بقى يمكن يسامحك ويرميلك شويه فتافيت
وألتقط الغطاء الذي يخفى به وجهه
سلام ياام العيال وابقى شوفي هتكتبي العيل اللي في بطنك بأسم مين
حواسها لم تكن مرتكزه معه عيناها كانت عالقه بتلك السکين القابعه بجانب طبق الفاكهة اليوم كان هو يوم شياطينهم
ليحصدوا شرور اعمالهم
طعنه ثم سقوطه من شرفه غرفتها التي اتجها اليها راحلا كما اتي منها
لتسمع صرخته غير مصدقه انها فعلت ذلك
وصوت فرات يعلو من الأسفل فوق جسد عزيز
ابني
متابعة القراءة