رواية كاملة بقلم منه

موقع أيام نيوز

المطبخ سريعا بينما بقيت الفتاتان مذهولتان.. ترمقان شهد بنظرات الدهشة من تلك التي لم يلحظن و جودها اساسا من تلك التي يهتم يوسف بصحتها و طعامها.. و يمسك بوجهها و يتحدث عن ما حدث بالامس..وعن حمله لها من هي
قالت سمر بفخر عن صديقتها شهد دي شهد..ضيفة عند يوسف واضافت لتكيد العواذل وصاحبتي
وهنا بدات الفتاتان تدققن في شهد.. كيف لم يلحظن و جودها كيف غفلتا عن تلك الفتاة الجميلة المغطاه باوساخ المطبخ.. لو رأتها زوزو لماټت بغيظها..
ابتسمت لهم شهد في توتر.. كانت تخشي من انتشار اسمها حتي لا يصل الي الي ما يتسمي
عاد جو حاملا طبقا مليء بما لذ و طاب و ووضعه علي منضدة المطبخ و جذب شهد من يدها و اجلسها امام الطبق و قال بحزم كلي!.. انا مش ناقص مصايب زيادة الليلة دي!
وقال مندو جري ايه يا جو.. انت مش شايف انها في وسط الشغل متقدرش تعد تاكل..
الټفت جو الي مندو وقال صح عنك حق.. متقدرش تاكل و سط الشغل.. عشان كده اعتبرها اجازة الليلة دي.. 
ثم حمل الطبق و اخذ شهد من يدها وقال و هو خارجا لسمر معلش يا سمر.. شهد تعبانة الليلة.. مردودالك
ابتسمت سمر في سعادة.. كما تبتسم
كلما وجه جو لها كلاما..
واخذ هو شهد و الطعام و خرج الي الصالة..
قالت شهد ايه ده رايح علي فين
فقال انا اجازة الليلة دي.. الخاوجة قالي اريح.. تعالي اعدي معايا برة و ريحي انتي كمان..
شهد وعطا!
يوسف عيب بأة الكلام ده.. سيبيه عليا
شهد و انا بس هعد كده ازاي بمنظري ده
وقف ينظر اليها وقال مانتي حلوة اهه مالك خشي بس الحمام اغسلي و شك و انتي تحسي انك فوقتي.. وتعاليلي برة
دلفت شهد الي الحمام نظرت في المرآة .. ضايقها ان تبدوا كذلك.. اتت بحقيبتها التي لا تمشي بدونها من دولاب العاملين بحثت فيها عن اي شيء يحسن من مظهرها.. للاسف ان الحقيبة بمحتوياتها كما هربت بها من عند المعلم مرعي لم تنظر بداخلها و هي تسحبها و تنطلق . . ماهذا انه شيء وسط بين الملابس الداخل ية و ملابس السهرة.. بلوزة تميل الي المعان لربما كانت قد جلبتها يوما لاداء مهمة ما .. وقد اندست بين ملابسها
الداخ لية لتشابها بهم.. ولكنها علي كل حال تفي بالغرض.. تتشابه مع ما يرتدينه الفتيات الجميلات بالخارج.. ارتدتها في حماس و هي تتخيل رد فعل جو..مؤكد ستثير اعجابه مقارنة بمظهرها الحثالة
الذي اعتاد ان 
خرجت الي الصالة و توجهت مباشرة حيث يجلس جو.. كان يجلس مع بعض الاشخاص لعلهم اصدقاء الټفت اليها عندما اقتربت كان يتحدث و لكنه توقف فجأة عن الكلام في منتصفه و بقي ينظر اليها و هي تقترب.. لم يبتسم كما توقعت بل ظل صامتا ثم دفع شخصا كان يجلس بجواره لينهض وقال و عيناه مثبتة عليها اتفضلي.. و اشار الي المكان الخاوي بجواره
جلست وهي تنظر اليه محاولة فهم سر النظرة الغامضة علي و جهه..
اقترب منها و قال همسا دون ان ينظر لها الواد عدوي ليه حق..
اشمئزت بوجهها و قالت ايه السيرة دي!! ليه حق في ايه
لم يرد.. بل قرب صحن الطعام اليها و قال بصوت خفيض كلي بأة متقرفنيش.. ده ولا اما يكون ربنا رزقني بعيل رذل
ثم وجه انتباهه للمجموعة التي يجلسون وسطها و انشغل معهم في الحديث..لاحظ ان الرجال منهم بين الثانية و الاخري يلقون نظرات سريعة علي شهد و الفتيات يحدقن بها بطريقة تفحيصية استكشافية
جو ناحية المعلم مرعي.. جاتكوا البلا كلكوا عالم سو
شهد پغضب اسم الله علي ناحيتكوا النضيفة قوي.. ده الخواجة و السنهوري 
اخيرا افرجت شهد عن ابتسامة صغيرة
فقال باهتمام و حنان بالغيين كلي بقي.. عشان خاطري..بلاش خاطري انا واد رخم.. عشان خاطر الكلمتين الحلويين اللي خلوكي تضحكي
وجدت شهد نفسها و لأول مرة قادرة علي الاكل في حضور كل هؤلاء.. كان الاكل شهيا بحق..
كانت تتناول الطعام و هو يجلس بجوارها راض وهو يراها تأكل.. وكانها حقا ابنته الصغيرة.. عاد ينظر للمجموعة مازالوا ينظرون لها حتي انه بدأ يشعر بالضيق من نظرات اصدقاءه برغم انها كلها كانت نظرات مختلسة و سريعة.. وبرغم ان اغلبهم يجلس مع صديقته كانت النظرات تحمل تلمي حات علي غرار ايوة يا عم هنايالك وكانه يجلس مع زوزو .. لم يرغب في ان يضع شهد في تلك الصورة زوزو في نظره كانت منحلة حتي و ان اعجبته كان ثي واحترم كفاحها في تلك الحياة القاسېة
. هو يشعر ان مسؤليته عن شهد الان تجبره ان يتوخي الحذر من افعاله التي قد تؤثر عليها بشكل او باخر.. وخصوصا انه يشعر انها مختلفة عن الفتيات امثال زوزو..
رن الهاتف في جيبه.. انه هاتف الخواجة.. نظر في الرقم و خبط بيده علي رأسه كانه نسي شيء ما ثم قام بالرد..
يوسف الو..
المتصل هنا مكتب المعلم مرعي ..مين معايا
يوسف بامتعاض وقد ميز الصوت جيدا انا جو..
المتصل المعلم مرعي زعلان قوي يا جو عشان الخواجة متصلش بيه.. انت مبلغتوش و لا ايه..
يوسف و انت من امتي ياله يا عدوي بتشتغل سكرتير للمعلم مرعي
كانت شهد بجواره و ما ان سمعت اسم مرعي و عدوي حتي قفزت من ماكانها وبقيت تنظر پذعر لجو لاحظ هو ذلك فقام من مكانه و ابتعد حتي لا يزيد من ذعرها ..فهو لا يعلم
بعد فحوي الكالمة..
عدوي لا ابدا اصلي كنت قاعد معاه و هو بيتصل فقلت اكلم انا امسي عليك عشان عارف انك انت اللي بترد..
سمع يوسف صوت المعلم مرعي ينهرعدوي اانت فاتحها محتتة.. الخاوجة متصلش ليه
عدويفين الخواجة
يوسف ساخرادانت يتشبشبلك كمان!.. عايزينه بخصوص ايه
عدوي وانت مالك .. من امتي بتسأل وصله التليفون و قله المعلم مرعي عايزه ضروري
يوسف ماشي ..متسناش تبقي تعمل لمعلمك الجديد القهوة و ترصله الشيشة احسن يلبك
وضحك ليستفزه..
توجه حيث يجلس الخواجة و اعطاه الهاتف قبل ان يشرح له بايجاز انها المكالمة الثانية و انه لم يتسني له اخباره عن الاولي حيث انه نسي و انشغل في مسألة السنهوري..
اخذ منه الخواجة الهاتف وقال له معاتبا ده كلام امال انا سابيلك ان الموبيل ليه طيب معلش انهارده كله سماح...
في هذه الاثناء كان قلب شهد عي وشك التوقف امتلأ راسها بالتساؤلات عن سبب مكالمة مرعي لجو.. هل اكتشف مكانها ما كان عليها ان تخرج من المطبخ.. اكيد من اخبره هو احدي الفتاتين..لقد كانتا تتفحصانها بدقة.. او ربما احد الجالسين معها الان .. هل سيسلمها جو هم اصدقاء منذ زمن.. لم ظنت ان ولائه قد يكون لها بأي حال من الاحوال.. ولكنه ذكر انه لا يطيقه.. كما انه اظهر معها رجولة عجيبة.. ولكن لما ابتعد بالهاتف ماذا يريد ان يخفي عنها لن تدع اي مجال للشك .. الموقف لا يحتمل اي مجازفة.. قامت بسرعة من علي الطاولة دون ان يراها جو وتوجهت بخفة و سرعة الي حقيبتها و اخذتها و رحلت من المكان.. يجب ان تبحث عن مخبأ اخر حتي يعود الريس عبود..
خرجت الي الشارع في الظلام تجري يملائها الخۏف.. هل الخۏف ما يملائها ام احساس اخر! ..خسارة يا جو.. خسارة ..
الفصل السادس. 
وقف يوسف بجوار الخواجة و كله اذان صاغية لتلك المكالمة المريبة و كان هذا ما سمعه..
الخواجة باقتضاب و برود اهلا يا معلم. ..انا تمام.. اطلب.. بنت! مكلمني يا مرعي عشان بنت! ... مممم ..... ممم ... خلص يا مرعي فهمنا انها مهمة بالنسبالك.. المطلوب .... شوف يا معلم مخبيش عليك الدنيا عندنا اليومين دول فيها لبش.. بس و عد مني انا هخلي الموضوع في دماغي.. انت برضه ياما خدمتني.. خد جو معاك قله كل حاجة عنها .. سلام
اخذ جو الهاتف وما بداخله يختلف تماما عن الامبلاة التي تبدو عليه
وضع الهاتف علي اذنه ليسمع صوت المعلم
مرعي يحدث عدوي قائلا جو ايه ده اللي هكلمه!! خد انت فهمه كل حاجة.. وابقي قولي عملت ايه..
اخذ الهاتف يوسف و ابتعد مشيرا للخواجة بالابهام ان كله تمام ثم جاءه صوت عدويايوة يا جو..
جو ايوة يا نيلة.. انتوا لسة في الهيافة دي.. برضه بتدورا علي البت اياها.. حتي معلمك هايف زيك
عدوي وكانه لم يسمع السباب اسمع هديك اوصافها.. هي قلة كدة شوية و شعرها غامق و ...... 
كان جو متظاهرا بالاستماع بينما كان يبحث بعينه عن شهد في المكان فقد اندهش عندما نظر الي الطاولة و لم يجدها..
هي حلوة اوي .. يعني شكلها ملفت.. و جسمها..
دار بعينية في كل الاتجاهات.. اين انت يا شهد
هي يوم ما طفشت كانت لابسة جاكتة رمادي.. بس ممكن تكون غيرت.. وكان معاها شنطة كده و..
توجه للطاولة و اشار لاحدهم متسألا عنها.. فرد عليه بانها اختفت فجأة.. اين انت يا شهد
هي تبان غلبانة خلي بالك ..بس هي شرسة اوي.. انت شف دراعي
توجه للمطبح و مازال الهاتف علي اذنه و عدوي مستمر في الحديث فتح الباب ليجد سمر مبتسمة في بلاهة و مندو و الطاهي.. و لكن لا وجود لشهد.. اين انت يا شهد
هي شكاكة جدا ومبتأمنش لأي حد..لو لقيتها خلي بالك علي حاجتك دي بنت حرامية.
وقف امام

الحمام لبرهة و لكن خرجت منه فتاة تاركة الباب مفتوح و لا احد بالداخل.. اين شهد
اوعي لما تشوفها..تطمع فيها لنفسك..دي تطير فيها رقاب!
اين انت يا شهد!!
جو فجأة اقفل يا عدوي!
عدوي انت مستهتر
بكلامي عشان بس متعرفهاش.. لما تشوفها هتعرف انا ليه هتججن عشان مش لاقيها..
جو بعصبية خلاص ..عرفت! اقفل بأة
واغلق الخط.. خرجت منه تلك الكلمات العصبية
التلقائية تحمل معني حرفي مختلف عن ما وصل لفهم لعدوي..
قام بسؤال اكثر من شخص عليها و كانت الاجابة بالنفي .. فكر في انها قد تكون عادت للمنزل فانتظر علي ڼار حتي قرر الخاوجة ان يرحل ثم توجه للبيت سريعا بعد ان امن الخواجة لمنزله ولكن لم يجدها.. اين ذهبت لولا ان عدوي كان معه علي الهاتف بيدلل عليها لتأكد انه تمكن من العثور عليها و اعادها ..
جلس يفكر.. حسنا هي ليست مع عدوي.. هذا في حد ذاته جيد.. ولقد اوكل الخواجة مهمة البحث عنها بناء علي طلب المعلم مرعي له هو شخصيا و هذا ايضا ممتاز.. فهي ليست في خطړ محدق في هذه اللحظة.. ولكن مازال السؤال اين ذهبت و هل من المنطقي ان تذهب بدوان اي مقدمات او حتي وداع! طب كلمة شكر..
شعر انه متوتر ازيد من اللازم و انه يجيب عليه الهدوء.. فلتذهب اينما ارادت..
تم نسخ الرابط