رواية بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


فلا شئ يعجبه اليوم والكل عليه إعاده عمله من جديد.
التقطوا جميعهم انفاسهم بعدما غادر القاعة عائدين إلى ثرثرتهم سويا ومزاحهم
دلفت سكرتيرته خلفه ولم يعد لديها جهد لتظل راكضة خلفه أو تنفيذ ما يأمرها به
في حاجه تانيه محتاجها مني جسار بيه
تمتمت بها وهي تتمنى أن لا يكون هناك بالفعل أمر أخر عليها تنفيذه
انصرفت براحه بعدما أخبرها إنه لا يحتاجها الأن وتستطيع أخذ إستراحتها

اغلقت باب الغرفة خلفها تزفر أنفاسها غير مصدقه أن حركة نشاطه العجيبه عليهم أنتهت أخيرا
هو إيه اللي جراله ماله النهاردة كتله من النشاط 
استند بساعديه فوق سطح مكتبه يمنح عقله الراحه قليلا قبل أن يفتح حاسوبه الشخصي ويرى ما أرسل على بريده.
اعتقد أن صورتها وهي عاړية غادرت عقله ولكن ما تمناه وظن قدرته على تجاوزه لم يغارد عقله حتى تلك السخونه التي شعر بها تعود وتغزوه مرة أخرى.
عادت هيئتها ټقتحم مخيلته

وذلك الشعور الذي حتى هذه اللحظه لم يفهمه بل يمقت حاله من أجله فكيف لها أن تؤثر به هكذا كيف انحبست أنفاسه وخانته عيناه 
ومع من مع بسمه التي لا يراها إلا حالة يشفق عليها فتاة جعلها في حياته قليلا حتى تهدء الأحاديث عن سمعته ويقهر جيهان التي بالفعل وجدت صيدا أخر لها بعد أن ثارت قليلا غير مصدقه أن حبه وولعه بها قد انتهى إنه بالفعل حتى اليوم لا يصدق إنه انخدع في شخصية جيهان تلك التي يرى إنها بحاجه لمصحة نفسية
معقول يا جسار معقول غريزتك اتحركت لما شوفتها كده.. لا لا ده مجرد إحتياج مش اكتر
حاول التبرير لحاله ولكن عقله كالعادة كان يمنحه التساؤل
وأنت من أمتى بتفقد سيطرتك على نفسك ده حتى ملك مهما كانت بتظهر قدامك عمرك ما لقطه ليها اقټحمت عقلك كده..
عادت السخونه تتدفق إلى سائر جسده يزفر أنفاسه بضيق فما الذي حدث له هو لن ينظر لبسمة بتلك النظرة التي ينظر بها الرجال للنساء راغبين بهم. 
دلفت سيرين غرفة مكتبه تحمل التقرير الذي طلبه منها عن الخطه التسويقية الجديده لحملتهم مبتسمة كعادتها
حبيت اسمع رأيك عن وجهة نظري قبل ما أعرضه على أبيه شريف
انتبهت على خطأها في نطق لقب زوج شقيقتها هكذا دون أحترام لمكانته بالشركة كشريك أخر
اسفه قصدي شريف بيه ڠصب عني بنسى إننا في مكان شغل
خرج جسار من أفكاره على حديثها وسرعان ما كنت تتداعب شفتيه ابتسامة عذبه.. فهذه الفتاه كتله من النشاط واللطافه ولن ينكر إنها ذكية جدا وماهره في عملها
مد يده إليه فاقتربت منه تمنحه التقرير منتظرة أن يطلع عليه ويعطيها رأيه
هحاول اطلع عليه في البيت يا سيرين وبكره نتناقش في الأفكار المطروحه
عبست سيرين بشفتيها فهي كانت تتوقع إنه سيعطيها اليوم وجهت نظره وهل سيوافق على خطتها أم ستحتاج للتعديل والمزيد من الدراسة
أنا كنت فاكره إني هاخد موافقة مبدئيه النهاردة
موافقه مره واحده على فكره أنا مبقتنعش بسهوله يعني هتلاقيني بتناقش معاكي في كل أقتراح معروض
ابتسمت رغما عنها صحيح عملها معه لم يمر عليه إلا شهرا لكنها بدأت تفهم شخصية هذا الرجل ويزداد إعجابها به يوما بعد يوم
نهض عن مقعده منهيا أي نقاش أخر فطالعته بخيبة أمل وهو يلتقط سترته
لو الخطه التسويقية الجديدة نالت إعجابي بكره هتلاقي في أجتماع لمدراء الأقسام
ابتسمت بحماس رغم خيبة الأمل من مغادرته تأمل أن تنال تقديره الذي يزيدها إصرارا في إثتبات حالها له حتى تنال منه تلك النظرة المعجبة.
غادر جسار الشركة عائدا للمنزل مبكرا عن عادته راغبا في ملاقتها أمامه حتى يثبت لها ولحاله إنها مجرد لحظة سيطرت عليه شهوته لا أكثر . 
.
توقفت السيارة أمام البوابة الداخلية للمزرعة لتتعلق عينين سليم بها وهو يرى شحوب ملامحها فهذا المكان يذكرها بأسوء ليلة قضتها في عمرها معه
فتون أنا عارف إن الموضوع صعب عليكي لكن أنا بحب المزرعه.. مقدرش أفرط في المكان ده لأنه عزيز عليا
طالعته بقليل من الشحوب بعدما قاومت تلك الذكرى القاټلة وهي تركض خارج البوابة الضخمه 
شعر بالندم لأنه ظن إنها تناست تلك الذكرى السيئة يسألها قبل أن يمد يده يعيد تدوير سيارته
نرجع 
لاء يا سليم
هتفت بها بعدما اطبقت فوق جفنيها بقوه تتذكر إنها الأن مع سليم زوجها وحبيبها وليس رب العمل وهي خادمته التي يعطف عليها
فتون أنا مبهزرش لو مش متقبله وجودنا هنا خلاص نرجع
لا أنا عايزه اقضي اليوم هنا ووسط الخضره ومع سكره
ذكرته بفرسته الغالية الحبيبة وقد أشتاق إليها
وكمان أنا مصدقت نكون في مكان لوحدينا يا سليم ومقرر تنسى العالم كله ومتفكرش غير فيا
ارتفع حاجبه الأيسر وهو مندهشا من حديثها وسرعان ما اڼفجرت شفتيه في ضحكة قوية
فتون هو حصل إيه فيكي مش معقول لما مركزش معاكي فترة الاقي تغير رهيب حصل
شعرت ببعض الخجل يتخلله بعض الضيق منه
هو مينفعش أعبر عن مشاعري وأكون زي بقيت الستات شوف أه أنت اللي مش عارف عايز إيه
نفضت ذراعه عنها بعدما حاول جذبها إليه بعد تذمرها
هرفع راية الاستسلام لأن أنا اللي خرجت الۏحش من جواكي وغلطان في حد يركز أصلا مع الستات
حدقته بنظرة شرسة فتعالت ضحكاته
لا كده هبدء أخاف
رغما عنها كانت تبتسم وهي تستمع لتعليقاته المازحه هي لم تتغير كما يظن بل تحررت من شخصيتها المکبلة بعدما ابتعد عنها الفترة الماضية نائيا حاله عنها..
ترجلوا من السيارة لتدرك أن مناوشتهم بالفعل قد جعلتها تنسى تلك الذكرى الأليمة في هذا المكان
لم يجعلها سليم تفكر كثيرا بعدما أمر الحارس أن يهتم باخراج ما جلبوه معهم فسحب ذراعها خلفه
خلينا نروح الاسطبل واعلمك ركوب الخيل أنا النهاردة ليكي أنت وبس
تعالت ضحكاته وهو يقف معها يحضر الطعام تتذمر عليه من
________________________________________
جهله في تقطيع حبات الطماطم وكم التوابل

التي يضعها دون أن يهتم بنكهة ما يضع
قولتلي هتوريني سليم النجار راجل تاني خالص في المطبخ مكنتش فاكره إنك طباخ فاشل يا حبيبي
تعالت ضحكاته وهو يستمع لنعتها له بالفشل يحشر شريحة الطماطم بفمها
حببتي مش لازم أكون ناجح في كل حاجه.. غير إن قولتلك هبهرك وشايف إنبهار في عينك فظيع
انفرجت شفتيها بضحكة مجلجلة لا تصدق إنها ترى جزء اخر من شخصيته غير تلك الشخصية التي لا تراها إلا وهم في متعتهما
بعد الضحكة ديه قلبي مش هيستحمل غير إن إحنا عشان اصالحك واكيد مش هنتصالح في المطبخ
غمزه بمكر تفهم تماما مقصده طالعها في صدمة وهي تضع يدها فوق صدره تدفعه قليلا 
ما أنت صالحتني خلاص مش محتاج تصالحني بزياده
حدق بها يستوعب حديثها وتلك النظرة التي يطالعها بها
هما قالولي اختلاط الستات ببعضها نتايجه وحشه لكن أنا مصدقتش
وسرعان ما كانت تضيق عيناه مستطردا
فتون هو أنت بتحلوا مشاكل إيه في الجمعيه
ابتسمت بسعاده وهي تتذكر تلك الرساله التي باتت تخبر بها أي سيدة ضعيفه
إزاي نكون سيدات صاحبات رأي وشخصيات قويه ولا ننساق خلف الرجال
تقمست الدور دون شعورا منها كما تعلمت من السيدة سحر ازداد ضيق عيناه لا يستوعب أنها باتت تتقمس شخصية النساء اللاتي يدافعون عن حقوق المرأة
هو أنا إيه اللي عملته في نفسي
غمغم بها لا يصدق إنه أخفق في أختيار المكان الذي أراد فيه تغير شخصية زوجته
بتقول حاجه يا سليم 
ارتسمت ابتسامة واسعة فوق شفتي سليم ينظر لمعلقة الطعام التي تحملها 
بقول إني جعان يا حببتي
..
انهت عشائها معه في صمت مطبق تتحاشا النظر إليه كما فعل هو الأخر...تسألت داخلها لما كل هذاالتوتر الذي تشعر به
ألمتها معدتها وهي تجد الإجابه التي تعلمها وستقهرها ذات يوم حينا تغادر حياته. 
إنها مازالت مفتونه بهذا الرجل تتمنى لو نظر لها بتلك النظرة التي سمعت عنها يوما
عضت فوق شفتيها في قهر وانسابت دموعها فهل عاد قلبها مرة أخرى لأحلام قټلتها داخلها. 
صعدت غرفتها بعدما ساعدت السيدة سعاد ك كل ليلة والتقطت حاسوبها تبحث عن شئ تندمج معه. 
حلقة وراء حلقة كانت تشاهدها من سلسلة أحدى المسلسلات الأجنبية التي استمعت عنها من إحدى زميلاتها بمعهد اللغة
توقف جسار في شرفة غرفته ېدخن بضيق فتجاهلهم لبعضهم اليوم لا يوضح له إلى رساله واحده
لازم أوضلحها إنها تنسى الموقف وكأنه محصلش...معقول تفهم من نظرتي ليها إني حسيت بحاجه ناحيتها لا لا.. لازم تفهم إنه موقف وخلص وياريت متطلعش من الحمام بعد كده من غير ما تلبس هدومها
سحق سيجارته تحت حذاءه مقررا الذهاب لغرفتها فالساعة تجاوزت العشرة مساء بقليل
طرق الغرفه بضعة طرقات يستمع لصوت ما تسمعه وقد ظن إنها لا تسمع طرقاته بسبب شدة الصوت
دلف غرفتها فوقعت عيناه عليها وهي غافية وجوارها الحاسوب الذي كاد أن يسقط أرضا من زحزحتها ناحيته
التقط الجهاز ينظر لما تشاهده فضاقت عيناه وهو يرى ذلك المسلسل الذي يعرفه تماما مسلسل رومانسي به الكثير من اللقطات العاطفيه.
أغلق الحاسوب ينظر إليها وقد بدأت المخاۏف تقتحمه
معقول بسمه تكون.. لكن هي عارفه إن نهاية جوازي منها الإنفصال أي شعور ناحيتها تعاطف مش أكتر. حاله وبساعدها صحيح غلطت في جوازي منها لكن أه ارتحت من أي إشاعه ممكن تطلع عليا لأنها عايشه في بيتي
تلملمت بسمه فوق الفراش تبحث عن الغطاء أسفلها بعدما شعرت بالبرودة 
طالعها وهي مغمضة العينين تجذب الغطاء حانقة لأنه علق في ساقيها
اقترب منها يخلص ساقيها منه ويجذبه برفق فوقها ولكن عيناه بنظراتها الناعسة وقد فتحت عيناها للتو تنظر إليه بأبتسامة واسعة ترفع كفها نحوه تلمس خده القريب ومازال النعاس يحتل جفونها
نامي يا بسمه أنا كنت خارج...
ألجمته الصدمة وهو يشعر 
يتبع
بقلم سهام صادق
الفصل الستون حتى الفصل الرابع والستون
الفصل الستون
_ بقلم سهام صادق
دلف غرفته حانقا من نفسه يفرك رأسه بقوة
جمدته الحقيقه التي أخبر بها حاله لن ېكذب على نفسه هذه المرة هو تجاوب معها شعر بتلك الرعشة التي لا ټقتحم الجسد إلا رغبة ولكن منذ متى ينساق نحو رغباته دون أن يسيطر عليها
لا لا مش معقول أكون بدأت أشوفها بالصورة ديه.. مش معقول
علقت عيناه بها وهو يراها واقفة أمام المرآة تنظر لهيئتها في ثوب نومها بلونه المميز.
تلاقت عيناهم بعدما اقترب منها ووقف خلفها ينظر إليها بتلك النظرة الدافئة التي تخبرها حقيقة واحدة أن لا أحد أحبها سواه 
رسلان هو عائلتها الوحيدة مهما عصفت بها الحياة وضاعت في بؤسها لم تجد إلا هو جوارها يحارب من أجلها يبحث عن أي شئ يرضيها ويسعدها. 
شعرت بيديه تلتف حول خصرها يخرجها من شرودها
صحي بعد ما حطيته على سريره ففضلت جانبه لحد ما نام تاني
تعب من

اللعب طول اليوم
هتفت بها وقد ارتسمت فوق شفتيها ابتسامة ناعمة تتذكر ركض الصغير وصياحه بسعاده طيلة اليوم
كان مبسوط أوي النهاردة
 

تم نسخ الرابط