حب ضائع

موقع أيام نيوز

 

لينطلق بعدها بسيارته نحو مكتب أقرب مأذون..

كان الصمت يسود السيارة إلي أن قطعه صوته القوي و هو يقول 

 فكرتي كويس يا رسل !

أجابت و هي مركزة نظرها علي الطريق أمامها 

 فكرت يا ليث و كويس أوي كمان !

 متأكدة أنك عايزة كدا !

 أيوة متخافش مش هتقل عليك أصلي مش بحب أفرض نفسي علي حد !

قالتها ببرود ليزفر الأخر بحنق دقائق و قال بجمود 

 نسيت أجيب الباسبور هنروح الڤيلا عشان أجيبه !

أشارت برأسها نحو التابلوه و هي تقول بجبين معقود 

 ما أهه !

ردد بسخرية 

 دا الأمريكي أنا أتجوزتك ب الباسبور المصري و دا اللي أفتكرته حالا !

تنهدت بضيق ثم نظرت بجانبها للطريق غافلة عن نظرات الأخر المسروقة نحوها..

 

كانت تجلس بغرفتها و قد غطي وجهها معالم الحزن بجانبها مريم التي تردد بلوم و عتاب 

 ليها حق تزعل منك و متكلمكيش كمان بقا تروحي يا مرام تسمعي كلام صهيب و تبهدلي رسل كدا دي رسل پتخاف علينا أكتر ما پتخاف علي نفسها !

قالت مرام پبكاء 

 أنا معرفش أنا قولت كدا إزاي يا مريم معرفش و الله الصدمة كانت مغيباني خصوصا صور إياد !

 مشكلتك أنك بتصدقي أي كلمة يا مرام و أديها رسل مبقتش تكلمك و زعلت منك و إياد كمان !

جال بخاطر مرام جملته التي قالها پغضب الدنيا كلها عندما علم السبب الرئيسي للشجار بينها و بين رسل 

 كنتي بتشكي فيا يا مرام أنا أه كنت ممكن أعرف بنات و أصاحب لكن معملش الزفت اللي كان في الصور دا بس خلاص مدام أنتي صدقتي واحد زي دا يبقي هعرف ستات و هعمل من اللي كان في الصور دا !

هزت رأسها بضعف فمنذ أن عادوا من عند خيرية و هي لم تري وجهه البته حتي و لو مصادفه ذهبت لتقف بالشرفة قليلا علها تزيح ذلك الثقل الجاثم علي صدرها تنشقت الهواء بقوة و هي تقبض علي سور الشرفة فهي منذ مكالمتها الأخيرة مع صهيب و هي تشعر بشعور سئ للغاية فسرته علي أنه خوف..

 فلاش باك 

 أزيك يا مرام !

صړخت بحنق 

 عايز أية مش كفاية اللي عملته فيا !

أجاب ببراءة مزيفة 

 أنا يا مرام هو أنا عملت حاجة !

هتفت بإزدراء 

 الشغل دا مش هيخيل عليا عشان أنا متأكدة أنك مخطط لكل دا !

ضحك قائلا بإستفزاز 

 براڤو يا مرام دلوقتي يا حبيبتي عرفتي بقاا أنك ملكيش غيري !

 أنت ژبالة !

 هتغاضي عن الشتيمة حاليا و دلوقت يا حبي أستعدي عشان تيجي معايا !

 ميشرفنيش أصلا أني أتكلم ما واحد زيك ما بالك أروح معاك !

قالتها بإزدراء واضح ليتحول صوت صهيب للقتامة و هو يقول 

 ما هو يا أنا يا المۏت يا مرام مفيش أختيار تالت !

ردت بقوة 

 يبقي المۏت يا صهيب !

ثم أغلقت الخط بوجهه و هي تقبض علي الهاتف بقوة..!

 باك 

أتت مريم لتقف بجانبها بهدوء لتلمح مرام سيارة ليث و هي تصف علي بعد أمتار من باب الڤيلا دققت بها جيدا لتجد رسل تمكث بها و ليث يترجل بوجه جامد منها تهللت أساريرها بسعادة لتدلف سريعا لغرفتها و تلف حجاب حول وجهها قالت مريم بذهول 

 في أية يا مرام !

قالت بلهفه و هي ترتدي چاكت من الچينز 

 رسل تحت !

ثم أنطلقت بعدها للأسفل ك القذيفة...

بينما علي الجانب الأخر كانت تجلس رسل بالسيارة بشرود إلي أن شعرت بيد تطرق علي الزجاج الذي بجانبها نظرت سريعا لتجد مرام تطالعها بلهفه بادلتها بنظرات باردة و هي تشيح بوجهها بعيدا عنها ليزيد طرق مرام فتحت الباب بنفاذ صبر و هي تترجل من السيارة قالت بقسۏة و هي تخلع نظارتها الشمسية بقوة 

 عايزة أية !

رددت مرام و هي علي وشك البكاء 

 رسل سامحيني أنا عارفة أني غلطت بس و الله معرفش أنا قولتلك كدا إزاي !

تشدقت و هي تجز علي أسنانها 

 أتفضلي أمشي عشان ممسحش بكرامتك الأرض حالا !

هتفت مرام و هي تبكي 

 و الله ما هعمل كدا تاني يا رسل بس عشان خاطري سمحيني !

 أنتي أصلا معنكديش خاطر عندي و أمشي يلاااا !

 رسل !

سقطتا علي الأرض لتشعر حينها رسل بثقل شديد في رأسها أغلقت عينيها ببطئ و هي تجاهد لتأخذ أنفاسها لتصرخ حينها مرام بفزع شديد و هي تبكي پعنف 

 لأ رسل متغمضيش عينك لأ يا رسل !

صړخة رجولية صدحت بالمكان و هي تنادي بإسمها و كان هذا آخر شئ سمعته قبل أن تغمض عينيها بضعف..

_ يتبع _ الفصل الثاني و العشرون 

الجميع يجلس في ذلك الرواق و هم يتمتمون ببعض الآيات القرآنية راجين أن تنجو تلك الماكثة بغرفة العمليات لأكثر من ثلاث ساعات منهم من يبكي بأنهيار و منهم من هو صامد لكن هو يجلس علي إحدي المقاعد الحديدة البعيدة يدفن رأسه بين كفيه و هو ضائع لأبعد حد..

لن ينسي تلك اللحظة التي مرت عليه ك السنوات لحظة كانت بين يديه بدمائها المراقه و جسدها المرتخي كليا حينها فقط أدرك معني فقدها و مرارته أدرك أن الحياة لا تستحق أن نعيشها پألم و أعمارنا بها ليست محددة قد يخطفنا المۏت بلحظة من بين أحبائنا و عائلتنا و نحن لا نعلم قيمة بعضنا..

سقطت دمعة من عينيه فمسحها سريعا حتي لا يلاحظ أحدهم فهو لم و لن يظهر ضعفه أمام أحد سيبقي صامد لأجلها ف هو قد أقسم أنها فور أن تعود مرة أخري سيخبئها بين أحضانه و لن يتركها أبدا سيأخذها و يبتعد يبتعد عن أي شئ يعكر صفو حياتهم...

مرت نصف ساعة و هو علي هذا الحال إلي أن أفاقه صوت فتح باب غرفة العمليات لينتفض حينها متوجهها نحو ذلك الطبيب الذي خرج و هو يخلع الكمامة من علي وجهه سأله بلهفه 

 رسل..رسل عاملة أية !

أجاب الطبيب بعملية 

 الړصاصة كانت موجودة في منطقة خطړ يدوب كانوا 2 مللي بينها و بين القلب و للأسف وقف أثناء العملية بس نشطناه تاني هي دلوقت هتروح علي العناية المركزة عشان نتابع حالتها..

صاحت مريم بصوت باكي 

 يعني..يعني

 

تم نسخ الرابط