حب ضائع

موقع أيام نيوز

 

عايزة أستأذن عشان ضروري أني أمشي دلوقتي !

قال بهدوء و هو يشير إليها بيده 

 خدي بس نفسك الأول معنديش مانع أنك تمشي بس لازم تعرفي أننا هنروح رحلة !

قطبت جبينها قائلة بسخرية 

 رحلة لية هو أحنا في مدرسة السعدية الإبتدائية !

فرك جبينه بنفاذ صبر لتحمحم و هي تقول بهدوء 

 امممم و يا تري علي فين العزم !

 هنروح رحلة سفاري !

 تمام يبقي أنا مش رايحة .

قالتها بلامبالاة و هي تنهض ليهتف جلال بنفاذ صبر 

 بس دا إجباري !

تشدقت ببعض الحدة 

 بس أنا مينفعش أروح و أسيب أخويا و عبدالرحمن لوحدهم في البيت !

 ينفع تاخدي مرافق واحد علي فكرة !

حكت شعرها بحيرة لكنها ما لبست حتي قالت بتعجل 

 ماشي يا أستاذ جلال ألحق أمشي أنا بقاا !

أومأ لها لتخرج هي مسرعة من المكان بعدما أخذت الورود و هناك فكرة واحدة تجوب برأسها أن ليث هو من وراء ذلك الموضوع..

_ يتبع

 الفصل التاسع و العشرون 

 كدا تمام..!

هتفت رسل بها و هي تملس علي خصلاتها البنية تطلعت بتمعن ل إنعكاس صورتها في المرآة ثم أبتسمت ب رضا ألتقطت حقيبتها الصغيرة السوداء ثم خرجت من الغرفة تزامن خروجهما من الغرف مع بعضهما ليتسمرا الأثنين معا تطلع لها ليث بشغف من رأسها لأخمص قدميها ف هي كانت تبدو ك الحورية بحق ب فستانها الزيتوني القاتم من الچينز الخفيف يصل لبعد ركبتيها ب بعض الإنشات ل يبين جزء من ساقيها المصبوبتان مجسم من علي جذعها العلوي ثم ينسدل بعدها علي جسدها معطيا بعض الوسع و يطوق خصرها حذام رفيع أسود كما أزرار الفستان في النصف العلوي..

أنتعلت حذاء مقفول ب اللون الأسود من الشمواه و صففت شعرها بطريقة جذابة مع وضع القليل من مساحيق التجميل علي وجهها..

أما هي ف كانت تناظره ب بلاهه ف هي لا تصدق أن كتلة الرجولة تلك يكون زوجها عذرا كان زوجها لكنه يظل حبيبها حتي لو كابرت..

تطلعت ل ملابسه الشبابية التي تبين سنه ب شكل جذاب ف كان يرتدي بنطال رمادي قاتم من القماش يضيق قليلا علي الساق و فوقه قميص ب اللون الأسود يعلوه بليزر رمادي قاتم اللون و يصفف شعره بطريقه رائعة مرجعا إياه للخلف لكن تمردت بعض الخصلات لتسقط علي جبينه !

كانت هي أول من أفاق من تلك ال.. لا تعلم ماذا تسميها لكن تلك اللحظات التي شردا بها في بعض كانت من أجمل اللحظات حقا حمحمت بنعومة و هي تقول 

 مش يلا !

أبتسم بإتساع و أومأ لها بخفة تقدما من الباب لتقول بتساؤل 

 هو عمار مش هيجي !

 دا غرقان في سابع نومة أصله فضل سهران لغاية العصر و بعد كدا نام !

هزت رأسها بتفهم ثم فتحت الباب و هبطا هما الأثنين أستقلت السيارة معه ثم أنطلق بها نحو مدرسة عبدالرحمن دقائق دامت من الصمت قطعها بقوله الهادئ الشغف 

 تعرفي أنك حلوة أوي !

أبتلعت ريقها بتوتر و هي تنظر من خلال زجاج نافذتها ف ذلك الوسيم بحاول اللعب علي أوتار قلبها ربعت زراعيها أمام صدرها و هي تقول ب إيجاز 

 شكرا !

حك ليث شعره ب حيرة ف أنت و يفتقر ل كلمات الغزل التي كان يمطرها علي حورية الأن كأنه لم يغازل فتاة قط يهذي فقط بكلامات لا معني لها من وجهه نظره !

غمغم بتحسر 

 طب أقولها أية أبو شكلك يا رسل كان مالي و مالك الواحد مش عارف ينطق بحرف معاكي و أنا اللي حبست عمار في البيت عشان نبقي لوحدنا و في الأخر كل دا راح في الهوا !

تشدقت فجأة بإهتمام 

 هو أنت راجع أمريكا أمتي !

قلص وجهه بإستهجان قائلا 

 أية السؤال الرخم دا !

رفعت كتفيها هاتفه بلامبالاه مصطنعة 

 عادي يعني أصل أنا أعرف مثل بيقول يا بخت من زار و خف !

حسنا لم تصدمه كثيرا لأنه يعلم أنها تفتقر للذوق و أن لسانها قد أعتاد علي الدبش 

قال بإبتسامة سمجة 

 مټخافيش يا رسل هفضل طابق علي نفسك !

تنهدت بخفة و هي تتدعي الضيق لكن داخلها يتراقص فرحا من كلماته..

ترجلا من السيارة ثم خطا تجاه بوابة المدرسة و قبل أن يدلفا منها كان يحاوط خصرها بذراعه و يضمها له بخفة شهقت بجزع من حركته المباغتة ليقول من بين أسنانه 

 أتعدلي كدا و أركزي مش عايزين فضايح !

تمتمت بغيظ 

 مستغل حقېر !

إبتسم بإصفرار و هو يردف 

 لينا شقة تلمنا يا رسل !

تأففت بحنق ثم أستأنفا تقدمهما وصلا ل مسرح المدرسة ثم أتخذا مقعدين في الصفوف الأولي لكنه لم يفلتها بل أبدل مكان ذراعه فقط فقد حاوط كتفيها و هو يضع ساق فوق الأخري يراقب ما يحدث حوله ب عيون ثاقبة غمغمت بحنق و هي تتململ في جلستها 

 يا عم أنت لو في تار ما بينا أو خدت منك فلوس و مرجعتهاش قولي و أحنا نتصافي لكن الإحراج دا ما ينفعش !

نظر لها بطرف عينه ثم قال بجمود 

 استحملي عشان أنتي حرامية !

تشدقت بذهول و هي تشير لنفسها 

 أنا و يا تري سړقت أية حضرتك !

أبتسم بإتساع لتظهر غمازتيه ثم قال بدراما و هو يضع يده علي موضع قلبه 

 سړقتي قلبي يا حرامية القلوب !

زمت شفتيها و هي تطالعه بغيظ كادت أن ترد لكن صوت المديرة و هي تفتتح الحفلة جعلها تصمت و تنصب تركيزها عليها..

ظلت المديرة ذات المظهر المنمق تتحدث ل دقائق ثم قالت بإبتسامة هادئة 

 و هنفتتح الحفلة ب أداء kids grade 1

 kg 1 

هبطت المديرة من علي المسرح و ما هي إلا ثواني حتي فتح الستار ليظهر عبد الرحمن و بعض الأطفال الآخرين تعالي التصفيق من الحاضرين و كان أكثرهم ليث الذي تخلي عن ثباته و أخذ يصفق بحماس و قوة ل صغيره و معه رسل الذي أخذت تصفر هي الأخري مما لفت الأنظار لهما..!

أشار لهم عبدالرحمن بيده بإشارة ترحيبية و هو يبتسم بإتساع لتبعثله رسل قبلة في الهواء بدأت موسيقي هادئة و طفولية ب آلة الإكسليفون دامت لثواني ثم بدأ عبدالرحمن ب الغناء بصوت طفولي جميل..

أما رسل فكادت أن تطير فرحا بصغيرها الجميل ذا العيون الزرقاء ف كم هي فخورة الأن به و هي تري يقف أمام العشرات و يغني أمامهم بكل ثقة..

أنتهت الأغنية ليمسك عبدالرحمن الميكرفون و يقول بصوت متقطع يقطر براءة 

 seni çok seviyorum Annem

 أحبك كثيرا أمي 

ضحكت بسعادة جلية و قد أدمعت عيناها بعبارات الفرحة ل يغمز عبدالرحمن خفية ل ليث الذي بادله الغمزه بمرح !

تعالي التصفيق مرة أخري ليغلق الستار و يفتح بعد دقائق ليطل منه أطفال آخرون لكن من صف آخر خرج عبدالرحمن من باب جانبي يوصل لخشبة المسرح منطلقا

 

تم نسخ الرابط