ضروب العشق بقلم ندى محمود
المحتويات
ابتسامة واسعة وقال بمشاكسة
عايزة الحق ! أصل أنا لقيت نفسي زهقان فقولت آجي اټخانق معاكي شوية
ضحكت بعفوية ولم تتمكن من كتم ضحكتها وأجابته مستنكرة
وهنتخانق قدام الناس هنا !
قال مصححا ومؤيدا لكلامها في نبرة كانت شبة جادة
اممم عندك حق طيب قومي نروح البيت عشان نتخانق على راحتنا
هزت رأسها مغلوبة منه وهي تضحك وقررت مسايرته في مشاكسته الجديدة وتمتمت متصنعة الجدية هي الأخرى بعد أن استندت بمرفقيها على سطح الطاولة وانحت للأمام قليلا حتى تقرب وجهها منه في حركة تلقائية تدل على اهتمامها بالموضوع
استند هو الآخر على مرفقيه مثلها وقال وهو يزال يرسم الحدية المزيفة على محياه
ياسلام ده مفيش اسهل من الخناق !! كلمتين وقحين مني على كلمتين مستفزين منك وندبها خناقة عادي جدا الموضوع أسهل مما تتخيلي
خرجت منها ضحكة شبه مرتفعة ثم قالت مستهزئة
شكلك فايق ورايق النهردا !
عاد لطبيعته
إنت شايفة إيه !
اكتفت بابتسامتها وعادت ترتشف من قهوتها من جديد حتى سمعته يهتف في جدية حقيقية هذه المرة
جهزي نفسك عشان ماما عزمانا على العشا النهردا وممكن نقضي الليلة هناك
اماءت له برأسها في وجه لا يبدو عليه أي اعتراض وعادت تكمل قهوتها ويدخل هو في فقاعة الصمت ويكتفى بمتابعتها في شرود !!!
كانت يسر مستعدة ومتنظرة عودته حتى ينطلقوا ويذهبوا لمنزل عمها وبينما هي تجلس على الأريكة تنتظره سمعت صوت طرق الباب فهبت واقفة واتجهت ناحيته لتفتح ظننا منها أنه هو الطارق فقبضت على مقبض الباب وفتحت لتتفاجىء بتلك الساقطة المدعوة برحمة !! هل جائتها الجراءة التي مكنتها من القدوم إلى منزلها بقدمها !! ولكنها على عكس العادي ضحكت يسر وقالت في سخرية
دفعت رحمة الباب بيدها في عڼف لتفتحه جيدا ثم دخلت ووقفت أمامها مباشرة صائحة في غل وسخط
أنا عارفة كويس إن إنتي اللي قولتليه عشان تكرهيه فيا
مازالت هادئة ولم تفقد زمام نفسها حيث قالت بابتسامة مستنكرة
ده على اساس إنه كان بيحبك مثلا قبل ما يعرف اللي عملتيه فيه !!
اسمعي يايسر حسن ليا من قبل ما يكون ليكي ومش هيكون غير ليا فالأفضل إنك تطلقي منه وتصلحي اللي عملتيه بينا لأني أساسا مش هخليكم تتهنوا مع بعض ولا يوم
اطلقت ضحكة متأججة
إيه ده إنتي جاية ټهدديني وفي بيتي كمان لا وواثقة من نفسك أوي ! عجبتني الثقة دي الحقيقة شابو بجد
قررت رحمة أن تشعل فتيل النيران
وهي غير مدركة لعواقبه التي ستعود عليها فقد اشعلت الفتيل بجانب قنبلة إن اڼفجرت ستفجرها إلى أشلاء وهتفت في ثقة حقيقية هذه المرة ونبرة متشفية ولئيمة
بالظبط زي ما أنا واثقة بظبط إنك عايشة معاه زي الأخوات وكمان عارفة إنكم متفقين على الطلاق وعارفة إن الجواز ده اتفاق من البداية يعني حسن لا بيحبك ولا نيلة ده مبيطقكيش أصلا !!
نهاية الفصل
الفصل السابع عشر
قررت رحمة أن تشعل فتيل النيران وهي غير مدركة لعواقبه التي ستعود عليها فقد اشعلت الفتيل بجانب قنبلة إن اڼفجرت ستفجرها إلى أشلاء وهتفت في ثقة حقيقية هذه المرة ونبرة متشفية ولئيمة
بالظبط زي ما أنا واثقة بظبط إنك عايشة معاه زي الأخوات وكمان عارفة إنكم متفقين على الطلاق وعارفة إن الجواز ده اتفاق من البداية يعني حسن لا بيحبك ولا نيلة ده مبيطقكيش أصلا !!
نجحت في اشعال فتيل النيران والآن هي في الثواني الأخيرة قبل الانفجار لا يهمها الآن من أين عرفت ولكن كلماتها أثارت چنونها من هذا الجنون لتعيدها إلى رشدها وتذكرها بقيمتها و
بقولك إيه ياحلوة خليكي بعيدة عني وعن حسن احسنلك لإن إنتي مش قد الكلام ده ولا قدي أنا ممكن امحيكي مش غير ما يرفلي جفن متحاوليش تستفزيني وتخليني احطك في دماغي بجد عشان صدقيني هتندمي
بدأت الأخرى تختنق بالفعل وأصفر لون وجهها وهي لا تقوي على أخذ أنفاسها فتركتها على آخر لحظة وجذبتها من ذراعها إلى الخارج ثم القت على الأرض هاتفة بقرف
مش عايزة اشوف وشك تاني ومتنسيش كلامي هاا
ثم أغلقت الباب پعنف في وجهها واندفعت نحو غرفتها وهي تترنح من شدة الغيظ فجلست على الفراش واخذت تهز قدمها بشكل متتالي كدليل على فرط سخطها ثم هبت واقفة من جديد وأخذت تتحرك ذهابا وإيابا في الغرفة وتهتف محدثة نفسها في نفس ثائرة
طبعا هيحبني اللي هتطلع في نص القصة وتفرق بين العشاق أها بقى ما أصل أنا يسر المستفزة والحيوانة والقڈرة والبيئة وهي ياعيني الملاك الطاهر النقي اللي نزل من السما لا وهو واثق من نفسه أوي ومغرور هي مين أصلا اللي هتحبك غيري ياعديم الاحساس لتكون فاكر نفسك توم كروز ده إنت تحمد ربك إنك لقيت واحدة تحبك وياريت بيطمر فيك ي
توقفت عن الكلام عندما انتبهت له فقد عاد للتو ودخل لها على أثر صوت تحدثها المرتفع من نفسها وكان يقف يستند بكتفه على الحائط ويعقد ذراعيه أمام صدره وعندما لاحظ توترها قليلا حين رأته فأشار لها بيده أن تكمل وهو يبتسم بزيف متمتما
كملي كملي متخليش حاجة في نفسك لتجرالك حاجة وابقى أنا السبب !
اخفت ابتسامتها بصعوبة ثم تحركت ووقفت أمامه هاتفة في صرامة واستياء
إنت كنت عند رحمة قبل ما ترجع البيت يوم لما كنت مش في وعيك صح !
استرجع ذكريات ذلك اليوم محاولا تذكر ذلك الجزء وهل ذهب إليها أم لا ولكنه لم يتذكر أي
شيء حول ذهابه لها ليمط شفتيه للأمام بعدم حيلة هاتفا في صدق ونبرة عادية
مش فاكر بس معتقدش إني روحت ليه !!
أغضبتها إجابته ب مش فاكر فإذا لما يذهب ولم يخبرها هو إذا من أين عرفت !!!! بالتأكيد هو ذهب لها وأخبرها بكل شيء بينما هو ثملا والآن ستقع المصائب فوق رأسيهما بسبب إهماله
وجدت نفسها تهدر في اغتياظ جلي
أهاا مش فاكر !! بس فاكر اللي حصل بينا بالتفصيل مش كدا !
لم يأخذ حديثها على محمل الجد مطلقا حيث قال بابتسامة لئيمة ونظرات تضمر خلفها معاني منحطة
أكيد طبعا هي حاجة زي كدا تتنسي برضوا تحبي احكيلك !
رمشت بعيناها عدة مرات في ذهول على آخر كلماته وشعرت بالحمرة تصعد لوجنتيها ولكنها أبت إظهارها له وتصنعت الثبات أمامه وهي تقول بازدراء يخالطه ابتسامة مستنكرة
هو مينفعش اتكلم معاك في مرة وتتكلم باحترام من
غير وقاحة !
غمغم في خفوت ونظرة أشد لؤما من سابقها مما زادت من اضطراب نفسها الخجلة
إنتي تعرفي عني إني محترم !
هزت رأسها بالنفي وهي تحت تأثير نظراته واقترابه منها لتسمع منه الرد بعد أن حصل على الرد منها بالنفي
بس يبقى منتظرة مني اتكلم باحترام ازاي !!
قالت مؤيد كلامه في ابتسامة عريضة
اممممم في دي عندك حق الصراحة
بادلها الابتسامة ثم عاد لطبيعته وهتف في جدية تامة
طيب يلا عشان منتأخرش لإن ماما مستنيانا
التفتت وجذبت حقيبة يدها وهاتفها ولحقت به وارتدت حذائها عند الباب ثم غادرت واستقلت بالسيارة بجواره لينطلق هو محدد وجهته نحو منزل أبيه
في مساء اليومو قفت أمام الباب مترددة تنظم الكلمات التي ستقولها بل هي لا تعرف ماذا تقول ولكنها سئمت من الجلوس بمفردها منذ الصباح وتريد الجلوس معه أخذت نفسا عميقا ثم طرقت برفق على الباب ليأتيها صوته يسمح لها بالدخول ففتحت الباب وادخلت نصف جسدها ونظرت له
لتجده يباشر
أعماله على الحاسوب النقال وأمامه اوراق خاصة بالعمل على المكتب وبيده قلم ينظر إلى الحاسوب ثم يعود للورق ويسجل أشياء ولكن كل هذه تفاصيل لا تهمها فقد ثبتت تركيزها على نظارته الذي يرتديها ولأول مرة تراه يرتديها ليس هذه المشكلة بل يكمن عمق المشكلة أنها زادت من وسامته أضعافا فجذبها من هيامها به صوته الغليظ وهو يهتف دون أن يرفع نظره لها
ادخلي ياشفق !
هزت رأسها بحركة منفرة لتخرج أفكارها الحمقاء من ذهنها وفرت الكلمات من عقلها وتوترت وانعقد لسانها فلم تعرف ماذا تقول ولكنها استدعت شجاعتها وتحلت بالجراءة المزيفة لتقول في صوتها الطبيعي الذي به بحة انوثية رقيقة وهي تبتسم ويداها تلفها خلف ظهرها
أنا كنت قاعدة برا ومش جايلي نوم من الملل فحبيت اقعد معاك لو مش هعملك إزعاج يعني
رفع نظره لها وطالعها بابتسامة طاحت بها إلى أعمق نقطة وجعلت الأمر يزداد سوءا بالنسبة لها وأشار لها بعيناه أن تدخل وتجلس على الأريكة المتوسطة فسيطرت هي على عواطفها وابدت عن سعادتها ثم اغلقت الباب وتوجهت لتجلس على الأريكة المقابلة لمكتبه وتتابعه بعيناها الذي تبتسم قبل شفتيها كانت تشاهد الأفلام والمسلسلات وترى الأبطال ولا تصدق بوجود هذا النوع من الرجال في الحقيقة والآن هي مع أحد الرجال الذي لا يختلف عن شخصيات الأبطال المذهلة في كل شيء وأحيانا كثيرة تشعر أنها داخل حلم جميل وستستيقظ منه قريبا وأن كل هذا ماهو إلا حلم رائع !
خرج صوتها الناعم وهي تسأله في لطف
تحب اساعدك في حاجة !
ياريت بس للأسف مش هتعرفي
هدرت في ثقة وابتسامة واسعة
جربني الأول وبعدين احكم
تمتم في ضحك خفيف بإيجاب
طيب تعالي
استقامت وجذبت مقعد لتجلس بجواره فيمسك هو بدفتر كبير نسبيا وورقة ووضعهم أمامها هاتفا في خفوت ساحر
بصي انقلي اللي في الورقة دي في الدفتر بنفس الطريقة وافرزيهم بشكل منظم هاا هتعرفي
أماءت له بالإيجاب ثم التقطت قلم وبدأت بإنجاز المهمة التي كلفها بها وهو بجانبها يحاول إنهاء شيء آخر ليأتيه سؤالها المتعجب
هو حسن أو زين مش موجودين ولا إيه أصل إنت من الصبح في الأوضة وبتشتغل
أجابها بهدوء تام
موجودين بس أنا اللي مسكت المشروع ده لإني أفضل من زين وحسن في الحسابات والهندسة والحجات دي يعني احنا بنقسم الشغل بينا وكل واحد فينا متميز في حاجة ولما بيكون في مشروع أو صفقة زي كدا بيمسكها المتمكن فينا في الموضوع ده
اكتفت بهز رأسها بتفهم ثم عادت تكمل ما بيدها وبعد مرور دقائق بسيطة رفعت نظرها عن الدفتر ونظرت له خلسة تتأمله عن قرب فهذه هي المرة الأولى التي سنحت لها الفرصة بالنظر له عن قرب ولن تكون الأخيرة تأملت تفاصيل وجهه بنظرات عاشقة ذقنه الخفيفة وشعره الناعم والجميل الذي يعطي لمسة كستنائية بسيطة بشرته التي تنضج بالشباب والساحرية وعيناه الرمادية التي بمثابة مغناطيس تجذبها
إليها كلما أبت الخنوع لعشقه اجمل ابتسامة رأتها من قبل وبينما هي منشغلة بتأمل
متابعة القراءة