رواية بقلم لادو غنيم

موقع أيام نيوز

 


الخاصه بالچروح هي والخيط. وبدأت بتخيط الچرح برفق فكان جسد جبران يهتز معا كل غرزه تغزوها داخل أنسجته.. ورغم أنها لم تكن قد فعلت ذلك الأمر من قبل.. الا أن أستعدادها لمساعدته كان الدافع لها لتخيط جرحه ببراعه وكأنها طيبيه.. وبعد الأنتهاء وضعت كريم حول الچرح ولفت ذراعه بالقطن والشاش.. من ثم نهضت وأحضرة كوب الماء.. وقرص مضاد حيوي.. وجلست بجواره بالفراش.. وحملت رأسه برفقه ووضعته فوق صدرها.. واعطته القرص داخل فمه بعدما كسرته لقطع صغيره حتي يستطيع أن يبلعهم.. من ثم امسكت بكوب الماء.. وناولته بعد الرشفات.. ووضعت الكوب عالدورج من ثم وضعت رأسه برفق فوق الفراش

ونهضت وأحضرت الصحن بالثلج والماءومعهم تيشرت خاص بهي.. وجلست بجواره وبدأت بعمل الكمادات علي جبينه لتخفض حرارة جسده 
اما داخل الشركةفكان يقف عمران أمام طاولة مكتبة مرتديبدلة عصرية بالون الأسودمكونه من بنطال وجاكت من ذات الون وتيشرت أبيض.. وامام عيناه بعض الملفات التي يحتاج آلي أمضائها.. وبجوارة تقف السكرتيرةسهر.. تلك الفتاة ذات الشعر الأسود الكيرلي. والوجه الأسمر لكن عيناها الخضراء كانت تجعلها جذابة.. كانت ترتدي بنطال أبيض ضيق وفوقة بليزر بذات الون أسفله توب أبيض بالكاد يخفي شق نهديها
مش واخد بالك يا عمران باشا أننا لابسين زي بعض يصراحة صدفة غريبه أوي كاننا ثنائي
حاوطته بكلماتها ذات البحة الأنثوية الناعمه.. لكن كامل تركيزه كان بالعمل فقال
مخدتش بالي وياريت نركز في الشغل.. قوليلي جبران باشا وصل الشركة والا لسه
أحرجها فقالت
أحم لاء يافندم لسه موصلش.. هو حضرتك زعلت من كلامي أنا مكنتش أقصد أزعلك
كلامك أنا مسمعتوش .. ياله خدي الأوراق سلميها لعاصم بقسم الهندسة. 
تجاهله لها كان بمثابة تحطيم أنوثتها.. وأثار غيظها لكنها لم تمل من المحاولات لتوقعه بشباكها..فامسكت بالملفات وذهبت لكن قبل أن تصل إلي الباب.. اوقعت الأوراق من يدها وأدعت الألم وجلست علي الأرض تمسك بجنبها الايمن متألمه بادعاء
ااه بطني لاء أنت رجعت تاني ليهااه !
ذهب إليها بقلق ومال إليها سائلها 
مالك فيكي ايه 
تعبانه كل كام يوم  ليه بيحصلي كده وايه سببه ياربي أرحمني بقي منه
لمساتها له كانت تجعل جسده يشعر بالقشعريرهلكنه حاول تجاهل الامر وقال
اتحركي معايا وتعالي أوصلك لمكتبك وهبعت لدكتور الشركة يفحصك
لاء مفيش داعي أنا متعوده عالوجع كلها خمس دقايق ويروح
نظرت داخل عيناه بصعبانية وهي تقطم علي شفاها السفليه لتستطيع أغرئه وكأنها تتألم.. لكنه اشاح عيناه عنها وتنهد ببعض الرسميةوفي ذات الحظة وجد هلال تدلف آليه ببسمة مشرقة لكن سرعان ماختفت البسمة وتحولت لضيق
خير جأت في وقت غلط والا ايه
حاول عمران تمرضهاوبعدين مالها لزقه فيك كده أبعدي عنه بلاش وقاحة
ذهبتهلال بغيره عامره وابعدتها عن حضڼ عمران وأكملت بقول
بعد كده لما تبقي تتعبي أبقي روحي أترمي في حضڼ حد من البنات والا حضڼ عمران مغري أوي كده
تصنعة البكاء بذكاء
حضرتيك بتقولي ايه يا هلال هانم أنا مسمحش بالأهانة دية.. وعالعموم أنا هستقيل لأني مقدرش أشتغل في مكان أتهانة فيه
ااه بس تقدري تشتغلي في مكان بتتحضني فيه مش كده
عقدت ذراعيها بغيره سيطرة علي كيانها.. لكن كلماتها أضاقة صدر عمران الذي قال پحده
بس كفاية كلام الحد كدهسهر روحي علي مكتبك مفيش أستقاله والكلام اللي قالته هلال هانم هتسحبه وتعتذر عنه 
حدقة هلال عيناها بدهشة قائلة
نعم أعتذر ليها
قابلها برسمية
أيوة لأنك غلطانه يا هلال هانم وواجب عليكي الأعتذار
قالت بتحدي
مش هعتذر يا أستاذ عمران لأنها تستاهل كل اللي قولته .. عن أذنك
هلال بقولك أعتذري
أسفه مش هعتذر مش هلال العطار اللي تعتذر لوحده مفهاش حاجة من الأنسانية زي المخلوقة ديه
ذهبت هلال والڠضب مرافقها اما عمران فتركته في حالة من الضيق وقبض علي اصابعة كأنه يخرج غضبه بتلك الحركه.. اما سهر فستغلت الأمر وشهقت باكية بقول
عشان خاطرك أنت بس مش هستقيل يا عمران باشا بس أحب أقول ياريت تبلغ الهانم أني محترمة جدا وعارفه أنا ايه كويس والأهانه اللي وجهتها ليا مكنتش هتنازل عنه غير باعتذار لوله محبتي لحضرتك هي بس اللي هتخليني اتنازل عن الأعتذارعن أذنك هرجع أشوف شغلي
غادرت سهر بعدما أصارت غضبه أكثر تاركه أياه ېحترق صدره من الضيق.. وهو ينوي أن يلقن هلال درسا حينما يعود للمنزل في المساء 

يتبع
تطايرت دقائق النهار وغابت الشمس وطل القمر بسكونه المظلم في الأرجاء. وداخل حجرة عمران الذي عاد للتو من العمل وجدا هلال تجلس علي الأريكة وبيدها بعض الاوراق تتابع عملها ويبدو عليها الضيق.. لكنه لم يهتم
 

 

تم نسخ الرابط