رواية رائعة بقلم الكاتبة سارة منصور

موقع أيام نيوز

بقولك يارامى كنت نسيت شنطتى هنا 
_ مشفتش شنط أبقي أسأل عليها فى المكتب 
أملت ياسمين برأسها إيجابا وذهبت لتستعد للعب الكرة 
أستمر التدريب ساعة كاملة كلما تنظر ياسمين الى رامي ترى الضيق على وجهه حتى أنه يلعب بالكرة پعنف 
حاولت أن ترطب الجو قليلا فأقتربت منه لتأخذ الكرة لم يعطيها لها كلما تشير اليه لا يستجيب فتولد الحماس داخلها للعب وأقتربت منه مسرعة لټخطف الكرة لكن رامي لم يتركها
وأسرع حتى أخذها منها بقوة مما ادى الى سقوطها على الارض فلتوت قدمها 
كتمت الصړخة داخلها برغم قوة الۏجع الذي أدى الى أنفجار عيناها بالدموع 
_ أنا أسف يااسلام مكنش قاصدي 
قالها رامي لتبسط ياسمين يدها وتدفعه بعيدا عنها پغضب 
وقامت بمفردها من على سطح الملعب بصعوبة رافضة أن تأخذ يد المساعدة 
ولم ترد على رامي الذي أعتذر عدة مرات وطلب منها الذهاب إلى الطبيب وظلت ترفض وتخبره أن يبتعد عنها فأخذ الفريق راحة لمدة ساعه
كامله 
جلست ياسمين فى أرضية الملعب تفرد
قدمها أمامها وتنظر اليها شاخصة البصر لا تريد أن تجلس معهم حتى لايروا دموعها وشهقاتها التى كانت كالقنبلة على وشك الانفجار وأنفجرت فى وقت غير مناسب أبدا 
وظل رامي يراقبها ويرمقها بنظرات غريبة وهو جالسا على المقاعد الخاصة بالنادي 
تنهدت وحاولت أن تتماسك حتى تكمل بقية اللعب وعندما وقفت بصعوبة لمحت سيف ينظر اليها من بعيد ويمسك كرة قدم ويركلها بأقصي قوته لتتجه اليها 
كانت تتابع الكرة وهى قادمة بسرعة رهيبة اليها وقد تركت الدموع أثرا على وجنتيها فأغلقت عيناها بسرعة لعدة ثوانى 
لتشعر أنها بين زراع أحدهم ويتآوه فتحت عيناها بسرعة لترى أنه رامى !!!
فقد منع الكرة من الوصول اليها لتأتى مندفعة فى ظهره 
لم ترى عيناه من قبل بهذا القرب زيتونية بداخلها عسلا رطبا تحت رموش كثيفة 
شعرت بالتوتر أكثر من إقترابه فقامت بدفعه بعيدا عنها 
لم يعطي لها كلمة واحدة وذهب
مسرعا الى أخيه يدفعه من صدره العريض ليرجع سيف عدة خطوات الى الوراء 
_ أنت كمان عارف وأنا بقول أنت مقرب منه كدا ليه دايما هتف بها سيف بنظرات خبيثة
_ بطل بلطجة وابعد عنه 
_ متحولش تعيش دور الغبي عشان عنيك كشفاك 
لمح رامي إقتراب بقية الفريق منهم فترك سيف بدون كلمة وابتعد من أمامه 
ليخطوا إلي إسلام ويتذكر ما رأه مؤخرا عندما وجد سيف يسرع وراءه منذ أيام فتابعه خوفا عليه 
تساءل ما سر هذا الرباط فقرر أن يذهب الى الحزانة ليبحث فى محتوياتها فلم يجد سوى ملابسه 
_ عاوز أتكلم معك هتف بها رامي لياسمين وهى ترمقه بنظرات خائڤة تارة والى سيف تارة أخرى 
لا تعلم أن بتوترها هذا وارتعاش شفتاها يلقى داخله افتراضات غير معقولة 
مالت الشمس الى الغروب وأقبل الظلام تحت ضوء البدر والاضاءة التى بعمود أنارة الملعب تسير الى رأسها 
جلست على الارض حتى أفترشت أرضية الملعب تريح جسدها وعندما سمعت صوت خطواته جلست مسرعة تترقبه 
تنهد وهو يجلس على الارض بجانبه ويرجع يديه الى الوراء ويرفع بصره الى السماء 
_ عملت إيه بالفلوس اللى أخدتها يا إسلام 
التفتت اليه بوجهها منتبهة له وتقول بتوتر بعد صمت دام عدة ثوانى 
_ أيه !!! إشتريت حاجة كنت محتاجها ليه 
_ أشتريت ايه قالها رامي وهو يدير رأسه اليه يتفحص لغه عيناه المتوترة 
أدارت ياسمين وجهها الى الامام بسرعة حتى لا يرى ضعفها الذي سكن عيناها 
_ هقولك فى الوقت المناسب 
_ أتمنى ميكونش حاجه تخسرنا بعض 
ازدردت ريقها بصعوبة وقد بدأت يديها ترتعش فوضعتها على عشب الملعب تمررها ببطئ وهى تقول 
_ اااه 
أنتفض رامي واقفا بخطوات مسرعة الى نهاية الملعب بعد ان اخبره ان ينتظره فوقفت ياسمين تتابعه وهو يذهب الى نهاية الملعب 
وعندما رجع وجدته يمسك بكرة قدم ويأتى اليها مسرعا وعندما بقي بينهم عدة خطوات قام رامي بركل الكرة الى ياسمين متستغلا عدم تركيزها فجاءت الكرة فى أسفل بطنها بقوة 
_ ايه يابنى مش تاخد بالك وأنا بشوحلك الكرة 
_ مختش بالي 
صدم رامي منه وهو لايرى أنه يشعر بأى ألم فالطبيعي أن يشعر مثل الرجال 
ابتلع رامي ريقه وقد تقين من بعض الاشياء التى تسمح له بالشك 
صاد الصمت بينهم لدقائق حتى قټله بكلمة 
_ مراتى اللى كنت بحبها وكانت بتحبيني زى ماكانت بتقول سمعتها بتكلم راجل فى الموبايل 
التفتت ياسمين تنظر اليه مرة أخرى پصدمة فنبرته تغيرت الى الحزن 
_ تعرف كانت بتقوله ايه 
أنى مش مكفيها وأنى وأنى 
حاجات كتير أوووى يا اسلا 
زفر بشدة وأردف 
_ رميتها فى الشارع وطلقتها 
تعرف العجيب ايه أنى أهلى عرفوا وعوزين يرجعوها اللى قهرني أكتر عاوزين يرجعوها بعد ماعرفوا أنها زورت فى الاختبار الخاص بيا وقالت أنى مبخلفش 
محدش بص لصډمتى كله
همه الصفقة بتاعت الشركة كانوا مجوزينى ليها عشان المصلحة حتى هى قالتها بس أنا أتجوزتها عشان بحبها 
أنا بكره الكذب وبكره اللى واخدينه كدرع حماية 
قال رامي كلمته الاخيرة لتنتشل ياسمين من الصدمة الى حياتها التى كانت عبارة عن كڈبة 
وضعها والدها فيها وتركها وهى فقط لا تستطيع أن تكشف حقيقتها للخوف من ردة الفعل 
فقالت بتوتر 
_ الكذب ساعات بيبقي ڠصب عن الواحد يمكن خاڤت تطلقها لما تعرف أنها مش بتخلف 
_ ومين قالك أنها مش بتخلف 
قالها رامي وهو يتفحص عيناه 
فدهشت ياسمين عندما وصل اليها أنها لاتريد أن تحمل منه فصمت لاتعرف ماذا تقول فى تلك الحالة 
بقت تبحث عن بعض الكلمات لكن لاشئ يجول بخاطرها 
فأردف رامي وهو يتابع صمته 
_ أنت ايه رايك أرجعها ولا اطلقها 
رد عليا يااسلام اطلقها ولا أرجعها 
وقفت ياسمين على قدميها
وقد شعرت بالآلم فيها فوقف
رامي مقابلا لها وهو يقول 
_ اللى هتقول عليه هنفذه 
رد عليا متبصليش كدا 
_ دى حياتك وأنت حر مدخلنيش فيها 
_ ايه 
رجعت ياسمين الى الوراء وهى تراه ينظر اليها بغرابة حتى شعرت بالخۏف منه نظرت حولها لتجد أن النادى فارغا فالتفتت مسرعة تخرج 
_ لو فى حاجه قولى متخبيش عليا إحنا مش أصحاب يأاسلام 
بدأ يوم جديد محملا بالهموم قامت من الفراش لتقف على قدمها لتصيح پألم منها 
فقد تورمت كثيرا من تأثير الوقعة مررت
يدها عليها لتشعر پألم أكثر وعقلها يذكرها بما حدث البارحة من فعل رامي 
تسألت مع نفسها 
_ سيف قاله انا حساه عرف ولا أنا اللى مكبرة الموضوع ممكن اقوله أنه رباط لۏجع الظهر 
تنهدت ومن ثم جحظت عيناها وهى تتذكر تلك الكرة التى دفعها رامي اليها لتصيب أسفل بطنها وضعت يدها على فمها وتتذكر أنها لم تبدي أى ردة فعل فشهقت وأقبلت تصيح 
_ زمانه عرف أنا غبية ازاى مخدتش بالي طول عمرك أصفر يا رامي 
فى تلك اللحظة علا صوت رنين الهاتف ينبأ برقم رامي 
فرجعت على الفراش تتقلب من الخۏف والتوتر 
_ أقوله أيه فكري 
زفرت بشدة وقامت بفتح الاتصال 
_ الو نعم أأأه 
_ انت كويس 
عضت على شفتياها وهى تسب نفسها وقالت بسرعه مش كويس ابدا أنا تعبان جدا من كل اللى حصل امبارح 
_ بجد 
_ ايوة بجد 
قامت ياسمن بغلق الاتصال لتسب كل شئ حتى وقفت امام الباب لترى أن اليوم هو يوم الاجتماع عند طبيب النفسي وأنها تأخرت ساعتين 
ذهبت وهى تتسأل هل هذا الاجتماع سيترك أثر أيجابي مثل ماقال الطبيب أم لا 
وعندما دخلت الى تلك الغرفة الكبيرة وجدت تسع فتيات وشاب يجلسون مقابلا لبعضهم 
أشار اليها الطبيب أن تأتى وتجلس معهم 
يظهر أنها جلسة تعارف 
وكان الدور على هذا الشاب فوقف يقول 
_ أنا هالة عندى عشرين سنة طلعت من المدرسة وانا عندى 15 
طبعا زمانكم مستغربين منى عشان شكلى زي الولد وصوتى مش ناعم زيكم بس أنا مريضة باضطراب الشخصية ولو محدش يعرفه فأنا هقولكم 
وأنا جيت هنا عشان عاوزة أتعالج وأعيش طبيعي زي بقيت البنات أنا نفسي أخف بجد عشان تعبت وتعبت من كل الناس اللى ضدي ومش عرفين أن دا مش بايدى وأن زيادة الهرمونات دا بيبقي عيب خلقي كان نفسي أهلى يكونوا معايا هنا عشان يشجعونى بس للأسف أهلى أتبروا منى محتاجة منكم تدعمونى عشان أكون كويسة 
كان الجميع ينظر الى تلك الفتاة بعجب الا ياسمين كانت تنظر اليها پألم 
وعندما جاء الدور الى ياسمين توترت كثيرا 
وابتلعت ريقها وقصت عليهم حياتها بالكامل والدموع تظهر لهم الدليل 
وبعد انتهاء التعرف على كل شخصية منهم 
كان كل شخص منهم يخبرهم باموره وحياته المعقدة والاخرين يعطوا لهم حلا والطبيب يصفق 
كانت ياسمين تضحك وتبكي مع كل كلمة تخرج من أحدهم شعرت أنهم عاشت معهم وشعرت بالآمهم من جلسة واحدة فقط 
وعندما خرجت من هذا الاجتماع وعلمت أن الجميع لديهم فجوة وأن كانت تتفاوت فى أحجامها الا أن الجميع يحزن ويبكي 
وأن السعادة تأتى وتذهب كما الحزن تماما 
كانت ياسمين الأكثر تأثرا بحاله هالة فهى وحيدة مثلها تتشابهم ظروفهم 
قصدت ياسمين الموقف الخاص بالحافلة حتى تذهب الى البيت فصعدت الى أخر كرسي تميل برأسها الى الشباك وتفكر فى
كلمات الفتيات لها بأنها يجب أن تعطي نفسها
فرصة 
فهى تستحق أن تكون فتاة وليست كأى فتاة فهى تملك قدرا من الجمال والبراءة فى عيناها تجعل الجميع يعترف بأنها أميرة 
كانت تتابع أشعه الشمس والمارة حتى وقفت الحافلة لترى فتاة تعرفها جيدا ولم تنسي ملامحها فهى تشبهها فقد رأتها منذ عدة سنوات عندما ذهبت مع والدها الى الطبيب 
نظرت ياسمين لها عن قرب لترى أنها ليست سوي فتاة جميلة رقيقة رأت أيضا بجانبها رجلا وفتى صغيرا 
يظهر أنهم كانوا فى نزهة 
تتابعتهم بعيناها وهم يجلسون فى الحافلة وتتابع نظرات هذا الرجل الي تلك الفتاة التى تقطر حبا الذي عرفت أنه زوجها من خاتمه الذي يتشابه مع خاتمها 
وعند نزولهم الى الطريق نزلت وراءهم ياسمين واستمرت تتابعهم فى الخطى 
حتى شعرت تلك الفتاة بأن ياسمين تتابعها فالتفتت تذهب اليها فوقفت ياسمين كالرمح تنظر الى تلك الفتاة وهى تأتى اليها 
_ فى حاجة 
مالت ياسمين رأسها بالنفي 
_ أومال ماشية ورانا ليه لو سمحتى روحي لحالك 
صمتت ياسمين لدقائق
ثم ذهبت اليها توقفها وتقول بتوتر 
_ أنا زيك 
_ زي ازاى يعني مش فاهمه 
أخذت الفتاة وقتا وهى تنظر الى عين ياسمين التى تتشابه كثيرا مع عيناها فى الماضى بالحزن والانكسار 
فأردفت ياسمين 
_ عاوز اسالك حاجة واحده بس 
أمالت الفتاة رأسها اليها وهى تبتسم فقالت ياسمين 
_ أنت سعيدة 
ابتسمت الفتاة وقالت و يدها تربت على كتف ياسمين 
_ جدا 
أنا معرفتش السعادة غير لما وجهت كل اللى حوليا بحقيقتي وحسيت بيها أكثر لما أديت فرصة لنفسي وحبتها 
أحفرى حياتك وشكليها بالطريقة اللى أنت عوزاها لان لو سكتى هتتشكل غلط وهتندمى 
هتندمي على عمرك اللى ضاع و على فكرة اللى واقف هناك دا جوزى رجل اعمال كبير ودا ابني 
وصلت الي ياسمين لغة عين الفتاة وتشجيعها لها 
بأنها أنسانه مثل كل البشر وعليها أن تتقبل ماضيها بكل مافيه وترسم حاضرها ومستقبلها بيدها 
ذهبت ياسمين الى البيت وجلست بغرفتها صامتة تنظر الى السقف 
حتى جاءها عمها ناجي يخبرها
تم نسخ الرابط