عينيكي وطني

موقع أيام نيوز


الحړام انا اتبرجلت من الرسالة دي ومكنتش مصدق بس لما اتصلت بامي أكدتلي ان البنت هربانة من أهلها بقالها يومين انا برج من عقلي كان هايطير مني من الكلام العجيب ده وڠصب عني لقيت نفسي مقدم على أجازة وادعيت فيها مرض والدتي وبمجرد ما نزلت على بيتنا عشان استفسر وصلتني رسالة على فوني من رقم مجهول واحد بيستهزأ بيا

وبيبلغني بوجود حبيبتي مع عصام في شقته وخيانتهم ليا

فيها وبعدها روحت وشوفت بنفسي وحصل اللي حصل انتوا لو كنتوا مكاني كان هايبقى إيه تصرفكم ساعتها 
على مقعد خشبي صغير خاص بالقهوة الشعبية داخل الحارة كان 
ېدخن الأرجيلة ينفث داخانها المتصاعد عاليا بشرود في الهواء وعيناه على المنزل الكبير والذي يشغل مساحة واسعة من حارتهم لمحها بشرفة غرفتها وكأنها خرجت تبحث عن شئ ولكنها عادت حانقة تزفر بضيق حينما رأته أمامها بابتسامة جانبية خبيثة وحدها هي من تعرف مغزاها غمغم بصوت خفيض
واللله وبقى ليكي بلكونة عالية ياست نيرمين تبصي فيها على الخلق اللي تحت من فوق وتقرفي كمان منهم هه الله يارحم 
بتقول حاجة يا أستاذ سعد 
ها انت بتقول إيه
اجفل منتبها على سؤال صبي القهوة وهو يضع امامه كوب الشاي ومعه كوب اخر زجاجي للماء فعاد الصبي قائلا
اصل افتكرتك بتكلمني بس شكلك كدة كنت بتكلم
نفسك
قال بصيحة أجفلت الرجال الجالسين بقربه 
وانت مالك انت اكلم نفسي ولا اكلم خيالي حتى انت اخرك تحط قدامي الشاي وانت ساكت فاهم ولا لأ
مط الفتى شفتيه بنظرة أثارت حنق الاخر 
فاهم طبعا يا أستاذ سعد بس انت ما تزعلش نفسك 
قالها وتحرك ذاهابا امامه فجز سعد على أسنانه ينوي إيقافه بوابل من الشتائم ولكن نظرة واحدة نحو السيارة الأنيقة التي دلفت داخل الحارة ألجمته فتابع بعيناه حتى توقفت السيارة امام المنزل الكبير وترجل منها الشاب الانيق بحلته الرائعة وحذائه الامع شعره الكستنائي المصفف بعناية على بشرته الخمرية ونظارته السوداء والحاجبة لون عيناه الخضراء لفتت كالعادة نظرات الفتيات نحوه من أهل الحارة بأعجاب واضح لوح بيده ناحية الجالسين بالقهوة فهلل الرجال مرحبين بأصواتهم العالية بمرح وعلى رأسهم كان صوت صبي القهوة 
يا الف مرحب يا حسين باشا مساء الفل على عيونك 
تنفس بعمق ليجلي عن قليلا هذه النيران المشټعلة بداهله وهو يرى تجاهل هذا المتعجرف بتحية خاصة له ليساويه بالبقية تمتم داخله وهو يتناول الهاتف
ماشي ياسي حسين خليك كدة فرحان بنفسك 
بحث قليلا داخل صفحته الخاصة بإحدى وسائل الاجتماعي فتبسم بانتشاء حينما وصل لمقصده 
وهي كانت صفحتها !
يغتلس نحوها النظرات وهو يقود سيارته لا يصدق انها بجواره الان باختيارها جالسة في المقد الأمامي ساندة رأسها المائلة على خلف المقعد بأسترخاء مكتفة ذراعيها وهي تنظر من نافذة السيارة في الخارج بشرود يؤلمه حزنها هذا وهو يشعر بالعجز في التصديق او التكذيب لما قد
قاله عصام منذ لحظات يفتقد الراحة التي كان ينشدها بعد اكتشاف الحقيقة 
حتى لو كانت ناقصة او مزيفة ولكن وضح امامها جليا الان صدق حديثه معها ولكن اين ستأتي الراحة لو صدق فعلا ما قاله عصام ولم يكن كاذبا 
أجلى حلقه قبل ان يخاطبها قائلا
تفتكري الكلام اللي قالوا عصام النهاردة دا كان صح 
ردت بصوت هادئ على نفس وضعها برأسها المائلة نحو نافذة السيارة 
وإيه اللي هايخليه يكدب 
هز أكتافه باضطراب 
يعني يمكن عايز يفتح مجال للحديث معاكي ويظهرلك برأته 
اعتدلت رأسها لتنظر اليه بإجفال 
أفندم! يعني إيه كلامك دا بقى
مط شفتيه فقال 
انا بفترض يعني عشان بصراحة الكلام دا لو صح هايبقى الوضع خطېر اوي 
ضيقت عيناها تهز رأسها باستفسار فتابع مستطردا 
اصل معنى كلامه ان الخېانة جات من حد قريب مننا أوي وكان على علم بعلاقتي انا وفاتن وعلاقة عصام بيا 
اومأت صامتة فا أكمل
بس المهم بقى هو انك عرفتي واتأكدتي بنفسك من براتي من كل التهم اللي اتهمتيني بيها 
اطرقت رأسها مسبلة عيناها فقالت بصوت خفيض
هاتصدقني لو قولتلك إني كنت افضل اني معرفش 
سألها باندهاش 
ليه بقى 
أجابت بحزن 
اشاحت بوجهها عنه حينما شعرت بالخط السائل لدمعاتها التي تدفقت مرة أخرى على وجهها تنهد هو بثقل وهو بكفه على مقود السيارة لاعنا عجزه عن كشف الحقيقة بوقتها ساد الصمت بينهم في محيط السيارة لعدة لحظات قبل ان يقطعه هو قائلا
طب انا مش عايز افكر عليكي المواجع بس انا عندي فضول اسألك هي ماټت ازاي
التفتت إليه قائلة بغموض
تصدق معرفش 
نعم !!
حقيقي معرفش هي سافرت مع عمتي ووالدها وانقطعت اخبارهم وبعدها وصلنا خبر مۏتها عمتي ادعت انها ماټت بحمى شديدة وأهلي طبعا صدقوا لكن انا بما إني كنت عارفة بخبر حملها فا انا كنت متأكدة انها ماټت بسبب تاني خالص ان ماكنوش ډفنوها بإيديهم 
انزاحت عيناه عن الطريق

فالټفت الى عيناها الجميلتان وهي تنظر اليه بصفاء رغم حزنها فقاوم هذه المشاعر التي انتابته في هذا الوقت الصعب قائلا
على فكرة مدام ماشوفتش بنفسك يبقى مش لازم تكون فكرتك صح عن قټلها 
اجفلته سائلة
اجابها وهو يلتفت للطريق
العلم عند الله وحده 
بداخل غرفتها كانت شروق مستلقية على فراشها تتحدث في الهاتف مع صديقتها ايمان وتتلاعب بخصلات شعرها بدلال
يابت يامتخلفة انتي افهميني بقى مابيعرفش يقول كلام حلو دي طبيعته اعمل إيه انا بقى
وصلها الصوت الساخر 
والنبي إيه بقى الحليوة ده اللي عامل زي نجوم السيما مش عارف يقول كلام حلو بطلي كڈب بقى وافترا بقى ماحدش ياختي هايقر عليكي اطمني 
قالت بابتسامة مرحة
يعني
بعد دا كله وتقولي مافيش قر والنبي انا خاېفة لتحصلي حاجة من عيونكم الفقر دي يافقر 
بقى انا فقر يا شروق وهان عليكي تقوليهالي في وشي كدة دا بدل ما تظبطيني وتجوزيني اخوه حتى عشان نبقى سلايف 
على صوت ضحكاتها وهيبكف يدها على جبهتها بيأس 
هههههههه انا عارفة والنعمة كنت متأكدة انك بتلفي وتدوري مع في الكلام عشان توصلي في الاخر للكلمتين دول 
طب اعمل بس يابت ياشوشو اصل الجدع اخوه ده من ساعة ما شوفته في خطوبتك وانا عاملي جنان في عقلي اصله حليوة اوي 
ردت عليها بدلال 
اممم بس برضوا مش احلى من حسين 
قالت خلفها معترضة 
لا بقى في دي انا اخالفك بالقوي اينعم خطيبك حليوة لكن أستاذ علاء يااختي عليه رجولة كدة وعضلات حاجة كدة من الاخر مزيج بين الحلاوة والخشونة
صاحت فيها بمرح 
اه يافاشلة يامستهترة بتوصفي في الراجل من غير خشيا ولا حيا طب الټفتي لمذاكرتك الاول واحنا في اخر السنة وقربنا من الامتحانات 
شهقت صديقتها متذكرة 
فكرتني صحيح 
ليدر الدفعة نزل في جروب الكلية جدول المحاضرات الجديد انتي شوفتيه
اعتدلت بجزعها على الفراش تتناول شروق من على الكمود الحاسب الآلي المحمول الاب توب تفتحه وهي ترد على صديقتها 
لا لسة ما شوفتوش خليكي معايا بقى عشان اشوف النظام إيه إيه ده 
إيه في إيه 
استني يا إيمان اشوف الرسايل دي اللى وصلتني من حساب غريب 
هتفت إيمان عليها محذرة 
حساب غريب طب اوعي احسن يكون هاكر ولا حاجة 
يابنتي انتي كمان انا مافتحتش لينك ولا فيديو دي مجرد صور بتحمل وو يانهار اسود 
إيه في آيه
هتفت شروق پغضب 
دي صور لحسين يا إيمان 
حسين خطيبك ياشروق 
ايوة هو زفت متصور وهو حاضن واحدة اجنبية بكل جرأة وهي قالعة اكتر ما لابسة الساڤل الخاېن قال وعاملي فيها شيخ وديني لاطين عيشته 
تقدم بخطواته داخل الشقة متعجبا من حالة الصمت التي تسود المكان في هذا الوقت من اليوم رمي سلسلة مفاتيحه على المنضدة الصغيرة والتي توسطت الصالة مناديا بصوته 
يا ام علاء ياما انتي فين يام علاء
قال الاخيرة وهو يتجول داخل البيت باحثا عنها حينما لم يجدها في المطبخ اكمل بحثه عنها داخل غرفتها فلم يجدها ايضا ساوره الشك فبحث في باقي ارجاء الشقة بقلق وقلبه يحدثه بالأسوء حتى تفاجأ بها
تدلف من الباب الخارجي وابتسامة جميلة تزين محياها
حمدالله عالسلامة يامعلم علاء 
تنهد ارتياحا بصوت عالي قائلا بتعب 
انتي كنتي فين بس ياما قلقتيني عليكي 
ازداد اتساع ابتسامتها وهي تخطو بخطواتها البطيئة قائلة
سلامتك يانور عيني من القلق ولا اي حاجة تعكنن مزاجك حتى 
يدوملي يارب لسانك الحلو ده اللي بينقط عسل زيك ياعسل انتي 
قوليلي بقى كنتي فين ياقمر
كنت في السطح ياعيون القمر 
بتعملي إيه في السطح ياما
حاجة بسيطة ياحبيب قلبي طلعت انشف سجادة المطبخ بس على سور العمارة بعد ماغسلتها 
تغير لون وجهه فقال بتوتر 
نعم!! انتي ازاي تعملي كدة بس ياما هو انت حمل رفع سجادة ولا حتى غسلها انتي عايزة تتعبي وتتعبيني معاكي ياست الكل 
قالت بمهادنة 
براحة شوية يابني براحة وسيبني اكمل كلامي اولا انا مطلعتش لوحدي انشرها انا كان معايا جارتي وحبيبتي ام ابراهيم دي شالتها لوحدها تطلع بيها السلم وانا كنت بساعد معاها على الخفيف كدة 
نظر اليها بلوم قائلا 
لكن غسلتيها الاول ياما وتعبتي فيها دا غير انك تعبتي معاكي جارتك كمان وانا منبه عليكي من الاول ماتتعبيش نفسك في شغل البيت مش كفاية انك رافضة موضوع اجيبلك خدامة مخصوص 
يابني وانا مالي بس بالخدامة المخصوص ما الست اللي بتيجي في اخر الأسبوع بتقلب البيت من فوقه لتحته تنضيف ودي سجادة

المطبخ يعني حاجة خفيفة قوي ومكنش ينفع اسيبها لاخر السبوع بعد ما اتدلق عليها كوباية اللبن كانت في إيدي من غير قصد 
نظر اليها بحنان معاتبا 
كمان ياما طب كنتي استنيني على ما ارجع واعملك كل انتي عايزاه ياإما بقى توافقي على موضوع الخدامة وماتتعبيش قلبي معاكي ياشيخة دي نيرمين ال استغفر الله العظيم يارب عندها بدل الخدامة اتنين 
تغير وجهها فجاة من
لفتته قبل ان تغير دفة الحديث لناحية أخرى
انا ماليش دعوة بحد يابني المهم بقى انت كنت راجع مع الأبلة فجر منين
رفع رأسه مجفلا 
هااا
تبسمت زهيرة بمرح قائلة
إيه هو اللي هاا بسألك كنت راجع مع الأبلة من فين هو السؤال صعب قوي كدة معاك لدرجادي
بابتسامة مستترة هز رأسه 
بقيتي خبيثة قوي ياحجة زهيرة وعفريتة كمان في كلامك يعني البنية قابلتها صدفة ووصلتها بقى معايا فيها حاجة دي 
امممم لأ ياحبيبي مافيهاش حاجة دا احنا حتى أهل ونسايب ولا إيه يامعلم علاء 
نهض فجاة من جوارها يقاوم رغبة ملحة للأبتسامة فقال 
انا قايم اريح شوية عشان انا حاسك كدة بتلمحي لحاجات 
ضحكت وهي تنظر لأثره مرددة
قوم ياخويا قوم على العموم مش انا بس اللي خدت بالي امها كانت معايا وخدت بالها هي كمان 
بعد أن بدلت ملابسها وارتدت بيجامة منزلية مريحة توجهت فورا لغرفة شقيقتها فطرقت بخفة على باب الغرفة قبل ان تفتحه وتدلف لداخلها مرددة
مساء الخير ياشروق كنت عايزة الشاحن بتاعك عشان انا تليفوني فصل شحن والشاحن بتاعي مش شغال 
ردت عليها بتمتمة 
الشاحن على المكتب عندك خديه 
همت تتناوله وتخرج ولكن لفت نظرها وجه شقيقتها العابس وجلستها الغريبة على تختها وهي مريحة ذقنها على قبضتيها المضمومتين وساندة بمرفقيها على
 

تم نسخ الرابط