منى أبو زيد
المحتويات
شغلي هصرف منين دلوقتي
استغل هو الفرصة يري أنها الوحيدة الشيء النظيف الذي ليس عليه غبار في حياته على الرغم من معاملته السابقة لها لكن نظرة منها تشبعه وقار واحترام لذاته ولو للحظات بسيطة فهتف
هديكي فرصة أرجعك لذمتي
وكزته بصدره بخفة عكس ما تريد من داخلها تود أن تقتله على كل لحظة مرت فيها من أسي وحزن رقرقت عبراتها بالعبرات ردت بصوت مكتوم من أثر البكاء
كاد أن يصفعها على وجنتيها لتظهر علامة تفكرها به تخلي عن تلك الفكرة استدار بجسده للخلف دفعة واحدة پألم يعتريه كليا تتمني أن ترجع له مرة أخرى غادرت هي المكتب فقد أطلقت بعض الكلمات المكبوتة داخلها
........
اختلج وجه مرام بفرحة مزيفة حين سمعت ما يريده أصيل حاولت مع لسانها العثور على الكلام المناسب في هذه اللحظة مشاعرها كانت لها سيطرة الأكبر على عقلها فلم تجد غير كلام يعرقل طلبه فقالت
الحي أبقي من المېت وأنت عارفة جوازنا ليه لأزمة نعرف أزاي حصلها وحصل لأبننا كده وليه
تلك المرة الأولي التي تري فيه الحزن واضح بشتى وجهه کرهت نفسها اللعېنة أرادت أن تكون القتيلة ليست القاټلة كل ما فعلته دموع هبطت من مقلتيها پعنف لا أحد يستطيع كبتها ومنعها ڠرقت في نوبة من اللوم والعتاب لأول مرة منذ أن عرفت الحقيقة كاملة رفضت تلك الزيجة لم تجد غير هذا الحل الوحيد فاقت من عالم البكاء إلي عالم الحقيقة نزعت الحلقة الذهبية من أصبعها عينيها تشع راحة بال وقالت بنبرة عادية عكس ما في داخلها من فرحة تغمر قلبها بالسعادة
باغتها بسؤاله
ليه
لم تجد غير إجابة واحدة يستطيع من خلالها التهرب من قول الحقيقة حتى تستطيع المواجهة
مش هقدر أخد مكان أختي في يوم من الأيام هساعدك من غير جواز
دب الفرح يغلغل قلبه ويفرش ملامح وجهه لا يعرف السر لكن الأكيد أنه لم يحبها ولا يريد من زيجتها سوي أخذ الحق فالحصول على الحق بينهما مشترك لأبد من المشاركة في العهد أن يستمرا سويا وليس مشروط بعهد زواج الخطبة كانت خطأ من الأول الآن تم إصلاحها ليعاد كل شيء مثل السابق
شعور بالعطش سيطر على جوهرة في منتصف الليل مدت يدها على الكامود لتلتقط زجاجة المياه تذكرت أنها لم تجلبها معها قبل النوم نهضت عن الفراش بخطوات ثقيلة نظرت على والداها النائم في ثبات عميق قبل خروجها إلي المطبخ روت عطشها الشديد ثم خطت خارج المطبخ لمحت طيف شخص يسير بعد دخوله من البيت ظلت تراقبه حتى أيقنت أنه أصيل لم يعود اليوم مبكرا وطلب أن الجميع ينام في موعدهم إذا تأخر
ليه قلعت الدبلة شفتك وأنت بتقلعها
بحاول أصلح كل حاجة وأرجع زى زمان
تعمق الأمل كيانها تلون قلبها كالفراشات الملونة الطائرة حول الزهور بحرية وقالت بحماس
هتلون حياتك
رده عليها كانت ضحكة ساخرة من حديثها ثم هتف
مش قبل ما أثار الډم تروح ده لو لونت أصلا
لغز يتفوه به فشلت في الفهم الجميع لا يخبرها بالحقيقة لكن لما لا لو تعلم سوف تنقذ حياة والدها إلي متى تظل حمقاء وتنخدع في الجميع نطقت بعدم فهم
يعني إيه
نهض عن المقعد وهو يسند على مسنده الضخم تفوه پألم
قولت لك قبل كده بلاش تفتحي في چروح قديمة لو على الألوان لو على اللون الأسود هو بقي جزء من حياتي مش هلبس غيره وهيفضل لون حياتي
عقدت مرفقيها أمام صدرها بتحدي وضعت نفسها في فخ كبير ويبقي السؤال هل هي تستطيع الانتصار أم لا هتفت
أنا هقدر أخلي حياتك ألوان
ابتسم ابتسامة عارمة قال وهو يصعد السلم
هنشوف مين هيكسب
أعلن موافقته على تحدى اليأس لم يتملك منها في يوم من الأيام سوف تحاول مرارا وتكرارا حتى تنجح في تحول حياته من الأسود إلي شتي الألوان
تطيل الحياة بنا في ألم وقسۏة هيهات نعاد لمرحلة الطفولة المبكرة كما كنا لنبتسم بأقل الأشياء لا نشعر بقلة المال عكس ما يحدث بعد ذلك الشعور بالحرمان يدفع البعض لفعل أشياء محرمة فيما بعد
عاد سنان إلي شقته بعد عمل شاق الشقة مظلمة خالية من الحياة والروح سكنتها الشياطين بدلا من الملائكة دخل أحد الحجرات الملونة بزخرفة الأطفال كل شيء بها يدل أنها حجرة أطفال مدد جسده على الفراش حوط أحد لعب الأطفال المصنوعة من القطن من داخلها خارجها يكسوه قماش بلوندب
هطلت العبرات بغزاره من عينيه اشتاق لابنه الذي حرم منه بسبب أفعاله تذكر ما حدث بالسابق
أمسكت حنان الهاتف المحمول لتجري اتصالا بأهلها انتهت من المكالمة كادت أن تضع الهاتف المحمول مكانه مرة أخرى باغتت بإرسال رسالة أتيت له استحوذ الفضول عليها أن تفتحها لتطمئن من عدم خيانته صړخت صړخة خفيفة لكنه استطاع سماعها لم تصدق ما مكتوب علمت أنه تاجر وسبب في قتل زوجة أصيل حتى لا ينكشف أمره
وقف أمامها عندما اخترق أذنيه صوت صياحها فرشت تعبيرات وجهها بالقلق قائلا
في إيه
تجمدت عروقها من الفزع أوصالها ترتعد من الخۏف تراجعت للخلف بجسدها إراديا تهاب منه الشيطان أمامها في صورة بشړ الأفكار البشعة سيطرت على عقلها فشلت في النطق عدا كلمة واحدة كلمة تعني الفرار واسترداد حريتها مرة أخرى
طلقني
أخرجت تنهيده من صدره عندما عاد للواقع لم يبقع كثيرا في الألم والذكريات رن هاتفه المحمول ليعلن عن فتاة لا يحبها لا يريدها استمر في الحديث معها حتى يحصل على ما يريد منع أن يطوله السواد ها هو في أمان فكانت هي مرام هتف
الو
عامل إيه
كويس
بقيت بترد من تحت لسانك من وقت ما دريت عليك
يوه بقي أنجزي يا مرام
أنا فسخت خطوبتي على أصيل
أنت أتجننت أزاي تعملي كده
مش هقدر يا سنان مش هقدر
ولو وصل وقتها هتروحي في داهية أنا مش عليا حاجة
اطمئن مش هيعرف
صحيح عملتي إيه مع البت الطباخة
جوهرة
أيوة جوهرة هتجيلي أمتي
ما بلاش يا سنان قلبي مش مطمئن
بكرة تبقي عندي مفهوم
يا هتشوفي الوش التاني
مفهوم
........
الفائز ما يستطيع الانتصار على الطرف الآخر لأبد أن يلجأ في بعض الأحيان إلي المعاونة التي من خلالها يتغلب عليه بات عقل جوهرة مشغولا كيف تنجح في الانتصار هرولت خارج المطبخ بعد أن أصبح كل شيء جاهز حركت عينيها في جميع الاتجاهات جاب بصرها كلاهما سعد ومحمد يجلسان بجوار بعضهما البعض اقتربت منهما ألقت سؤالها على الفور دون تردد
هو أصيل ممكن حياته تتلون
قوسا فمهما بابتسامة عارمة على ثغرهما هذا ما كان يريده محمد الشاذلي لذلك طلب من سعد أن تأتي جوهرة وتنجح
في تلوين حياته لكن من جانب أخر اندهش من سرعتها في أخذ القرار لكن سعادته كانت أكبر من الاندهاش فباح قائلا
طبعا بس الموضوع هياخد وقت
فركت يدها من التوتر وهي تلقي سؤال أخر هذا ما تريد إجابته من قبل سابق
طب ليه حياته بقت سوده
توقع محمد أن هذه خدعة لتعرف المزيد اندرج في قول كلام أخر تقتنع به دون أن يبوح في نفس الوقت
أنا مش صاحب الشأن عشان أقول هو اللي يقول
طردت تلك السؤال من رأسها لأن هدفها تغير حاليا أصبح الآن تلون حياته إلي الألوان وضعت إبهامها في فمها تفكر ماذا تفعل لتطلب منه أن يلون ملابسه ڠرقت في بحر من الأفكار حتى وجدت الحل المناسب فقالت على الفور
في كوتشينه هنا
مط محمد شفتيه للأمام هز كتفه بعدم المعرفة برزت ملامحه اليأس لكنه جاء في ذهنه فكرة ما هتف بسرعة
مش عارف بس هقول لحد من الحرس يشتري وخلاص بس ليه
تجاهلت سؤاله قيدت تعبيرات وجهها بالحماس الزائد عينيها تشع التحدي لتنتصر عليه تلك الفتاة الضعيفة اكتفت أن تقول
لازم نجيب دلوقتي ونلعب كلنا ونخليه يلعب معانا
بعد فترة من الوقت قد بدأ اللعب صوت الضحك والفرحة يصل للخارج وصل إلي مسامع أصيل بعد أن أستقر بالسيارة داخل القصر في المكان المخصص لها احتقن وجهه بالڠضب لا يجوز في عهده الفرح السعادة المرح والضحك خاصة بعد ما حدث لزوجته وأبنه توجه داخل القصر من الباب الخشبي وعينيه تشتعل كجمرتين من النيران تلهب كل شيء أمامه فتح الباب بقوة اندفع للداخل يهدر بصوت صاخب زلزل المكان من حوله
انتوا بتعملوا إيه
ردت عليه جوهرة في هدوء لكي تستفزه
بنلعب تعالي ألعب معانا
لو تعلم ما يحل لها من قول تلك الكلمات التي أدت إلي نتيجة عكسية قد أغلق باب الرحمة الذي مازال يميزه ما كانت نطقت هدر پعنف
ألعب.. ألعب إيه واضح إن عشان بعدي حاجات كتير وأقول مغلش لسه مش واخده على نظام يبقي تسوقي فيها لا من هنا ورايح مفيش لعب وهيبقي اللون الأسود أكتر من الأول لو بتعملي كده عشان حياتي تتلون تبقي غلطانة
صمت لبرهة ثم أضاف بتأكيد
أنا مش غبي أنت كنت عايزاني ألعب وتكسبي وتطلبي مني ألون جزء من حياتي عشان كسبتي كان غيرك أشطر
اقترب من الطاولة بعثر الورقات قليلا وأخذ البعض يدسه على الأرض بكل قوته همس بفحيح الأفعي موجه كلامه لها
مش شوية ورق هيطفوا الڼار اللي جوايا
..........
جلس حمزة على مقعد مكتبه يسب نفسه ويوبخ ضميره أنه طرد حنان دون مقدمات لا يعرف ظروفها تسرع في القرار اتهمها بعدم الثقة في أي شيء بالإضافة أنها لم تقصر في عملها قط كل ما فعلته كذبه في حياتها لا تؤثر على عمله عقله مشغول لم يشعر بخطي وليد عاد إلي رشده حين هز كتفه والتقطت أذنيه صوته يقول
وبعدين بقي معاك
فرك عينيه ليعلم أين هو حول بصره في جميع الاتجاهات حتى تيقن من وجوده في المكتب قال بعدم استيعاب
في إيه
جلس وليد على الكرسي المقابل له رمقه بنظرات غير محبة لهيئته قائلا
من وقت ما هي مشيت وأنت مش طبيعي
نهض من مكانه خطو بعض حركات في المطبخ باح بما في قلبه
حاسس إن ظلمتها هي مأثرتش في شغلها عشان أمشيها وقتها قولتلها تمشي عشان كنت مصډوم مش بفكر كويس
أخذ وليد قلم عبث فيه أظهر عدم اهتمامه لما يقول وهتف
محدش قالها تكدب ولو فارقة معاك أتصل بيها
حرك رأسه بالنفي كسي ملامح وجهه بالحزن باح بالندم
ياريت ينفع بس للأسف
متابعة القراءة