بقلم مروة البطراوي
هيبوظ أخلاقك...بقيتي بيئه يا ميار.
ردت ميارا يتذمر طفولي قائله
أنا بيئه
ردد حليم بمرح قائلا
أينعم يا أختاه .
وهنا دافعت هاجر عن ميارا قائله
لا يا حليم حرام عليك.
ليبتسم حليم قائلا
مش دي اللي كانت بتهزقك من شويه
ردت ثريا قائله
أخوات بقي وكفايه انهم ولاد ثريا.
هي بالنسبه لهم الغصن الذي يتمسكون به...والذي لو اهتز فقط يرتجف نفسي بسبب هذه الهزه...أما هي تعتبرهم حياه...اهتمت بكل شئ لديهم...لكن حدث اهتزاز وليس بسبب اهتزازها ..هنا اهتزاز بسبب السر في جذورهم...جذورهم المريرة...كانت تسمع كثيرا عن زوجه الأب وكيفيه معاملتها لأولاده وأحمد ربي أنا لم تتعرض لذلك الموقف ولكنه تعرضت له بالعكس أصبحت هي زوجه أب ولكن بنكهة مختلفه...بدلا من أن تأخذهم بذنب والدتهم تعاملت معهم كأنهم من رحمها..لم تنظر يوما في وجههم علي أنهم أولاد أخرى...أقسمت بين نفسها أن تخلق بداية حياة لهم بحبها لهم.
بعد محاورات بين زياد و قدرى استطاع اقناعه أن يذهب معه وبالفعل أخذ زياد ميعاد من حليم وقاموا بزيارتهم هبط حليم لاستقبالهم و تفاجئ من وجود قدرى وبدأت الأسأله تدور برأسه لما جاء قدرى...جلس معهم يتفحص قدرى بدقه قائلا
خير يا قدرى
نظر قدرى الي زياد ليتحدث زياد قائلا
قدرى جاي طالب القرب منك في هاجر.
هاجر...كيف هاجر...وماذا هن وئام...أكذبت عليه لتزويدها لغيرته عليها..ومن كثرة شروده انتبه علي زياد الذي يشير نحوه لتنبيه منه لتخرج الكلمات غير مرتبه
مفيش حد من أهلك معاك....
تعالت ضحكات زياد مما أثار توتر قدرى ولكن سرعان ما كبت ضحكته قائلا
تجاهل جليم رد زياد وظل مسلطا أنظاره علي قدرى المتوتر فيضطر قدرى أنا يجابه قائلا
انت طبعا عارف ان أهلي ناس كبار وخروجهم قليل فقلت لما تبقي قرايه فاتحه ان شاء الله هجيبهم.
ابتسم حليم بسعاده حيث تأكد أنه مجرد اثارة غيره من وئام له فرد قائلا
وأنا عن نفسي مش معترض...ولا نور ولا ماما ثريا أكيد هيعترضوا ..القرار قرار هاجر.
ابتسم قدرى ببشاشه قائلا
تمام..أنا كفايه عليا انكم موافقين علي مبدأ ارتباطي بيها.
جائتهم ثريا لترحب بهم قائله
ثم زادت من ابتسامتها قائله
.وأكيد هنبسط جدا لو وافقت عليك.
ابتسم حليم لها قائلا
قولتلك يا ماما ثريا أنا حاسس ان في فرحه هتهل علينا قريب...وسبحان الله طلعت هاجر.
ربتت ثريا علي كتفيه قائله
ما هو الفرح بيجي ورا بعده يا حليم عقبالك انت ونور.
كانت في تلك الأثناء ميارا تهبط الدرج بمرح لا تعلم من بالأسفل لتتفاجئ بوجود زياد يجلس أمامها لتواليهم ظهرها وتصعد مرة أخرى ليستوقفها زياد قائلا
ميارا استني.
التفتت اليه ميارا علي مضض تتجاهله قائله
ثم تخطته وذهبت نحو قدرى ترحب به قائله
مش تقول يا زياد ان قدرى معاك...أهلا يا قدرى ازيك
ثم التفتت الي حليم قائله
حليم أنا زهقانه وعايزة أخرج..قول لهاجر تخرجني...لأحسن حاطه المخده في دماغها ومش راضيه تصحي.
نظر اليها حليم بخبث ثم توجه ببصره نحو زياد الواقف يتأكله الڠضب ففهم أنهم علي خلاف ليتحدث بخبث قائلا
أنا بقول لو نفسك تخرجي اخرجي مع زياد...وأنا وهي نبقي نحصلكم.
وعندما تذمرت برر لها قائلا
..ازاي عايزاها تسوق وهي مطبقه ليله امبارح بسبب كتب كتابك.
تنحنح قدرى قائلا
بقول أجي مرة تانيه تكون الأنسه هاجر صحيت...
ابتسم حليم بخبث قائلا
انت جايه تطلب ايدها ولا تشوفها...أنا رأيي تقعد معانا شويه...هي أكيد هتصحي وتنزل بعد ما ميارا تخرج .
تذمرت ميارا و دبت رجلها في الأرض پغضب طفولي ليأتيهم نور من الخارج ينظر اليهم والي الضيف قائلا باستغراب
خير احنا عندنا ضيوف
زفر حليم قائلا
انت قافل موبايلك ليه يا ابني وكنت فين
ثم تدخل زياد قائلا
ده صاحبي قدرى جاي يطلب ايد هاجر ...قلتله يستني أمهد ليكم الموضوع استعجل اتصلت علي حليم وجبته وجيت.
ابتسم نور الي قدرى ورحب بيه ثم نظر الي ثريا وجدها مسرورة... لما كل هذا السرور... أيعقل لأنها ستعطي ابنتها لقدرى لم تكن بتلك الفرحه يوم طلب زياد ثم نظر الي حليم وجده منتظر اجابة أسالته ليرد ببلاهه مصطنعه قائلا
هو الموبايل مقفول ازاي ..ده أنا لسه شاحنه الظاهر انه بدأ يهنك.
شعر حليم أن نور ېكذب عليه فنظر الي الهاتف قائلا
انت مش كنت مع ماما ثريا في النادي...هي رجعت لوحدها...انت مرجعتش معاها ليه..ولما مكنتش ناوى ترجعها ليه تسيبها تروح لوحدها.
ثم استطرد وهو يجز علي أسنانه بغيظ قائلا
.أنا قلت مېت مرة لو خطوة جمب البيت متبقاش لوحدها.
وجد قدرى أن الوضع يبدو مقلق فاعتذر منهم وانصرف علي وعد بالرد علي مطلبه لينصرف معه زياد متوعدا بعينيه لميارا ...بعد انصرافهم نظرت ثريا الي نور برجاء عدم سرد الحديث بينها وبين ذكرى بالنادي فتنهد نور قائلا
طب ممكن تسمعني...انت شفتها جت لوحدها...لا طبعا.
استطرد حديثه ليزيد الأمر قائلا
.طنط ذكرى أصرت توصلها لحد هنا وأنا لقيتهم عايزين يبقوا مع بعض زى ميارا وهاجر.
تضايق حليم عند سماعه لاسم ذكرى فرد قائلا
ذكرى مش خالتك علشان تشبها بميارا وهاجر...أنا أو انت أو هاجر أو ميار اللي نوصل أمك.
نظر نور لثريا بلوم وعتاب لتستكمل بعيونها رجائها فزفر قائلا
بصراحه كده ماما ثريا هي اللي أصرت تروح معاها.
كاد أن يرد عليه لولا تدخل ميارا قائله
متكبرش الموضوع يا حليم ...عادي بتحصل ودي مش أول مرة.
وجدت هاتفها يبعث رسائل من زياد مضمونها
متخرجيش.
ردت بضيق
وانت مالك.
بعث لها رساله پحده
أنا جوزك.
رد ت بأسي
بس مش صريح معايا.
سألها قائلا
انتي عايزة واحد فتان
تنهدت قائله
الحاجه اللي تخصني لازم أعرفها.
و تفاجئ من اتصالها بعد هذه الرساله ليغلق خطه تماما ..كل هذا وهو متوجه الي السياره مع قدرى
مروة_محمد في جروب موكا_سحر_الروايات
نظر قدرى الي زياد وجده في حاله ضيق فسأله قائلا
مالك يا زياد
تنهد زياد بتعب قائلا
ميار يا قدرى تعباني أسأله خاېفه لما تخلفش وأروح أتجوز عليها...لأن أبوها عملها قبل كده و اتجوز أمها علي طنط ثريا وعماله تقولي تفتكر اللي عمله بابا صح ولا غلط .
ثم سأله ليشهده عليها قائلا
..طب بزمتك أنا مالي...وبعدين أبوها راح اتجوز خاف لأبويا يورثوه...أنا بقي هخاف علي ايه ..انا ينطبق عليا المثل يا وارث مين يورثك يا باكي مين هيبكي عليك.
واستطرد ييأس قائلا
..حتي أبوها محدش ورثه لأنه ماټ علي الحديده بعد ما أمها أخدت اللي وراه واللي قدامه...و الوحيده اللي بكت عليه هي ثريا...حتي ولاده ملحقوش يعرفوه علشان يبكوا عليه.
وتعالي صوته قائلا
.المصېبه التقيله بقا طالبه الصراحه في كل حاجه...و المصېبه في حاجات متنفعش فيها الصراحه يا قدرى...و قالبه عليا زى ما انت شايف.
ثم تنهد بتعب قائلا
..ومش عارف أعمل معاها ايه بتلوى دراعي..لكن أقسم بالله كده ما ينفع أبدا ومش هلجأ لأمي تكلم أمها أنا هتصرف معاها عاجبها كان بها مش عاجبها بالسلامه.
و أضاف بصرامه قائلا
...أنا بحبها أه بس مقدرش أفضل عايش أفكر في الماضي زيها..الماضي يا نهرب منه يا نتعلم منه...هي حرة بقي.
ربت قدرى علي كتفيه قائلا
اهدي يا زياد... يا سيدي هما البنات كده لازم مسايسه..ايه يعني.
واقترح عليه قائلا
.اضحك عليها بكلمتين حلوين قولها حاضر... كلمه حاضر بتريح جدا والله.
عاد قدرى الي منزله وجد والدته تنظر له بوجه بشوش وهو ينحني يقبل يدها قائلا
متقلقيش.
سألته قائله
طلعت بنت ثريا صح
أماء برأسه قائلا
أه الحمد لله.
ردت عليه بارتياح قائله
متتصورش كنت قلقانه قد ايه.
سألها قائلا
بابا عرف اني روحت ليهم
ردت عليه قائله
أه و منتظرك في المكتبه تعطيه التفاصيل..ادخله علي بال ما أحضر العشا.
حب_خلق_بدايه بقلمي مروة_محمد
عوده الي نور وحليم تضايق حليم من رد ميارا ونظر الها نظرة استياء فهربت من أمامه وتبعتها ثريا في خلسه ليواجه نور قائلا
انتم كده شايفين مكبر الموضوع ...صح...أنا اللي عندي قلته...لازم أمنا تروح وتيجي معانا احنا بس
وزاد من غضبه قائلا
...انتم مش فارقه معاكم ...هتولي أمر الموضوع ده.
أغمض نور عينيها يبدو أنه علم لماذا كل تلك الاحتياطات ليفتحهم ويرد عليه قائلا
حليم ايه اللي انت بتقوله ده...والله احنا مهتمين بيها زيك بس هي من حقها تاخد راحتها هنحجر عليها يعني
ثم أشار برأسه قائلا
.وبعدين علي رأي ميارا من امتي
زفر حليم بحنق قائلا
انتم مصرين تحسسوني أن في حاجه للي بقوله...مفيش حاجه...أنا حابب كده...أنا حابب ان أمي تبقي بتاعتنا لوحدنا...اللي فنت عمرها وشبابها علشان راحتنا.
ثم ذكره قائلا
..فاكرين كانت پتخاف تودينا وتجبنا عن طريق سواق رغم انها مقتدرة...أنا كمان عايز أكرمها بنفس الكرم ده..
وبصوت غاضب قال
.ومحدش يعارضني...ريحوني وبس.
ثم تركه حليم وخرج يتنفس الهواء بالخارج..خرجت ثريا من غرفتها ناظرة الي نور بامتنان قائله
شكرا يانور...بس أنا حاسه ان حليم عارف...ياريتني كنت أقدر أقوله دي كمان.
ثم تنهدت بحزن قائله
..أنا في حاجتين لغايه النهارده مش قادرة أقولهم دي ...وحاجه كمان.
عقد نور ما بين حاجبيه قائلا
انتي لسه عندك حاجه كمان...ده كده صعبت أوى يا ماما...عموما سيبي كل حاجه لوقتها.
تنهدت ثريا قائله
أه يا نور لسه في حاجه بس صعبه أوى...لدرجه اني مش عارفه اقولها...بس كل ده بسبب أبوك...اللي دفعني أقوله لا...باباك جاب حليم وميارا هنا من 23 سنه.
لوت قائله
..كان متوقع اني أقوله هاخدهم أربيهم...بس انت وهاجر كنتوا لسه صغيرين...مقدرتش أقوله موافقه...رغم اني شيلت حليم وحسيت معاها بعاطفه أمومه.
وأضافت بحزن قائله
..وكنت خلاص هقوله ماشي يا سراج هربيهم...بس أنا كنت محتاجه حد يطبطب عليا وأنا حامل ومش لقيت حتي جوزى.
ثم عضت علي شقتيها بعتاب قائله
..ومن زعلي... أنا رفضت حليم وميارا.
جحظ نور بعينيه غير مصدق ما تقوله وابتلع ريقه قائلا
مش ممكن...مش معقول...ماما اللي انتي بتقوليه
ده استحاله حليم وميارا يصدقوه ...ده انتي حاربتي الدنيا علشان ميعرفوش انك مش أمهم..
واستطرد بذهول قائلا
.ماما انتي حرجتي علي اللي عارف الحقيقه انه يقولهم...ده حتي نظراتك ليهم كلها أمومه مفيش أي نظرة انك شايفاهم اولاد واحده تانيه..
واستكمل قائلا
.ماما انت عمرك ما بينتي لحد انك مجبرة علي تربيتهم...هي خلفت ورمت وانتي أخدتي ورضعتي وكبرتي وعلمتي...اللي بتقوليه ده لو كان حصل كان عم خطاب أول واحد قاله ليهم علشان يبعدك عنهم.
واستطرد بنبرة ترجي قائلا
..ماما أرجوكي قولي انك بتضحكي عليا...أنا فعلا حسيت النهارده انك فرحانه بهاجر أكتر من فرحتك يوم ميارا...بس قلت ان ده علي اعتبار ان زياد بن خطاب.
ثم نصحها قائلا
..بس يا ماما
لو كده...قولي لحليم...انتي متعرفيش خطاب ممكن يعمل ايه...انتي عارفه انه عينيه منك...وانتي مش موضوع ان طنط ذكرى صاحبتك رفضتيه.
واستطرد وهو بهز رأسه مؤكدا لها وقال
.لا انتي علشان رافضه
المبدأ...لو فضل حليم يعامله وحش...هيوقع ما بينكم.
هزت ثريا رأسها برفض قائله
لا...مش هقدر يا نور.
لوى نور شفتيه بتفكير قائلا
يبقي أقوله أنا...اللي انتي مش قادرة تقوليه...وأنا أتحداكي انه هياخد الموضوع عادي...انتي زمان كان ليكي الحق ترفضيهم..
واستطرد بضيق قائلا
.انتي مش مجبرة تبقي محطه...انتي صبرتي كتير...ماما