بقلم عائشة

موقع أيام نيوز

الفصل الأول 
قصي الجبالي 
هبط من علي فرسته بمهارة وبراعة ظل يسير بين ثنايا الجبال في سرعة شديدة راقت له يعشق هو كل شئ صعب وكل شئ به مجازفة ويعرضه للخطړ يمكننا ان نقول ان تلك الصفات هي التي دفعت القدر ليلقي به في ذلك العالم 
انه لعالم آخر حقا عالم متناقض تماما مع عالم يوتوبيا عالم خيالي مثالي يسوده الخير ولا ومكان للش ر فيه ويعمه السلام والعدل عالم به كل شئ مباح !

اتأخرت ليه يا قصي 
رد ببرود وهو بهم بالجلوس قائلا
كنت بشوف مزا جي !!
رمقه في عصبية ثم هتف واجما 
هو انت مش هتبطل مزاجك ده بقي 
اجاب بنفس نبرته الباردة بعد ان سحب كوبا من المياة وارتشف منه القليل 
لما تبطله هبقي ابطله انا كمان !
ايوة بس مش وقت الشغل  
كان ذلك رد حسن علي قصي بعد ان حدجه پغضب عات فأسترسل قصي حديثه قائلا 
براحتي  
وتابع لتغيير الموضوع 
ها كنت عايزني ف ايه 
نظر حسن للجهه الخلفيه تبعه قصي ليجد شابا ينظر له نظرة مبهمة وغامضه فأشار عليه بإصبعه موجها حديثه لحسن وهو يهتف بتساؤل 
مين ده !
تقدم الشاب منه وقام بتعريف نفسه له والدهشه ترتسم تدريجيا آخذه طريقها علي وجه حسن وقصي هتف قصي في انفعال استنكاري 
انت فاهم انت بتقول اية !
رد بصوت هادئ متراخ يشوبه شئ من الثقة 
وإلا مكنتش تعبت كل ده عشان الاقيك !
ساد صمت قاټل بينهم فبدأ الشاب حديثه متمهلا يقص لهم الأحداث والجميع تحت تأثير الصدمة !
كيف لذلك ان يحدث ولماذا اكتشف الأمر في ذلك الوقت تحديدا كيف سيتصرف كلا منهم بعد ان تظهر الحقيقة وتصبح علي الملأ هل كان جميعهم علي علم بذلك الأمر من قبل ولكن كلا منهم ينتظر الوقت اللازم للإنتقام ام الجميع اكتشفها عن طريق الصدفة البحته ! ماذا ان لم تكن صدفة وتلك الخطي مرتب لها من قبل ! جميعها الغاز دارت في أذهانهم ولكن لن نختلف علي ان الحقيقة مهما طال اختفائها ستظهر يوما ما حتما !
انهي الشاب حديثه معهم ثم خرج من داخل الكوخ بل من الصحراء بأكملها تاركا إياهم لازالوا تحت تأثير الصدمة 
هتف قصي مندفعا 
ده الوقت اللي هن تقم فيه لحياتي اللي ضاعت بسببهم يا حسن هن تقم ! 
وتابع بنبرة قا تمة ورحمة أمي وابويا ما هسيب حد ! 
احتجزت الدموع متحجره في عينيه أطلق زفيرا طويلا وتنهد في ثقل تأمل حسن انقباض عض لات جس ده وحركاته التي تنم عن بركان ثائر بداخله لذا اقترب منه وربت علي كتفه هاتفا بصرامه بعد ان ضيق عينيه 
انا معاك يا صاحبي وحقك هيرجعلك 
وتابع في قوة ومن دلوقتي لو حبيت !
قبل ثلاثة أشهر من ذلك اليوم 
كانت الشمس قد بدأت في المغيب والإستتار عن الأعين واصطبغت السماء بلون الشفق حين وصل قصي الي حسن وفتح الستار ليدخل إليه في عصبيه ويجلس بجانبه اخرج سيجارته واشعلها وظل ينفث دخانها في توتر وحسن يراقبه قال حسن بهدوء 
خلصت عصبيتك وتوترك اللي انت فيه ده 
واسترسل حديثه مكملا مالك بقي 
جال قصي ببصره في أرجاء المكان ثم رفع رأسه للأعلي وسحب نفسا عميقا وهو ينزل رأسه للأسفل ويزفره محاولا الهدوء ثم قال لحسن متجاهلا سؤاله 
تيقن حسن من ان قصي مهما حاول معه في أن يحصل عن سبب عصبيته او توتره لن ينول شرف المعرفة مطلقا لذا هتف بنفاذ صبر 
ماجد اتفق معاه علي كل حاجة وهو عارف هيعمل اية كويس 
أوعي يكون حد عارف ان احنا لينا علاقة بالموضوع ده غير ماجد 
كانت تلك الجملة التي خرجت من فم قصي بعد ان سحب نفسا آخر من سيجارته فرد حسن نافيا
لا متقلقش دياب وكل الناس دي عارفين ان الريس او الراجل الكبير محدش شافه قبل كده ولا حد هيشوفه غير ماجد احنا في السليم وزمان ماجد علي وصول اصلا 
لم تمر دقيقتين وكان ماجد امامهم وبين يديه حقيبه كبيرة الحجم سوداء اللون تقدم منهم هاتفا بهدوء 
البضاعة استلمها دياب ودي الفلوس 
ثم وجه حديثه لقصي قائلا في لطف متقلقش انت محدش يعرف عنك حاجة انا عشان قديم في الشغل ده بعرف اصرف نفسي ومن زمان والريس محدش يعرف عنه حاجه حتي بعد ما خدت انت مكانه وفهمت الشغل كويس 
اومأ قصي برأسه قائلا عارف 
وتابع في تساؤل خدت نصيبك 
رد ماجد مؤكدا حصل يا باشا والرجالة كمان خدوا كل حاجه زي ما أمرت انت وحسن باشا 
قال حسن في هدوء تقدر تتفضل انت يا ماجد 
رحل ماجد فنهض حسن قائلا انا ماشي 
رد قصي بتساؤل رايح فين 
غمز حسن بعينيه قائلا الكهف !
وقبل أن يذهب منعته يد قصي وهو يقول رافعا حاجبيه رايح قبلك !!
ضحك كلاهما واتجها صوب الكهف حيث الحسناوات !
في تمام الساعه الثانية بعد منتصف الليل جلس هو بداخل قسم الشرطة علي مكتبه وظل يتابع بعينيه الساعة المعلقه علي الحائط نهض هو في سرعه بعد ان اشارت الساعة علي الثانية والنصف وهو يرتدي بدلته والواقي العسكري ثم هتف وهو يسحب مسدسه ويضعه في جيبه الخلفي بنبرة حادة يلا يا سمير اجهز هنتحرك دلوقتي !
سحب زميله سمير هو الآخر بعد ان اومأ له برأسه موافقا ثم خرجا ومعهم قوة من الضباط الجميع علي استعداد السيارات في انتظار القيادة العتاد مجهز وفي ارتقاب الھجوم 
جلس الجميع ف السيارات التابعه للشرطة وانطلقوا بها متجهين صوب إحدي الحواري القديمة بداخل المناطق الشعبية  
عيونه العسليه ونظرته الحاده ورصاصته التي انطلقت في قوة وشدة وقفته الواثقه والقوية اخافت الجميع واجبرتهم علي الخضوع رد رجلا منهم قائلا بدهشه وهو يبتلع ريقه 
سيف باشا !! سيف ببسمه مخيفة اية كنت فاكرني مش هعرف امسك عليك حاجه !
ثم بصوت عال وحازم قال حطهوملي كلهم ف البوكس يلا 
ونظر للرجل قائلا في تهكم واستهزاء نتقابل في السچن يا يا حبيبي ما هو اصل مش العقيد

سيف دياب الشاذلي هو اللي بېخاف وبيخلف وعوده !
يتبع 
الفصل الثاني 
سيف دياب الشاذلي 
شاب في الثانية والثلاثين من عمره وسيم ذو عيون عسلية حادة وجسد رياضي صلب وخشن يمتلك شعر بني كثيف وقامة طويلة ومنكبين عريضين وشخصية فولاذية شديدة القوة والصلابة 
انهي هو مهمته علي اكمل وجه كما اعتاد دوما وقاد سيارته ببسمه نصر أثر اعتلاء عدوه فإن لم يربح هو ف لمن الإنتصار إذا ! 
عوده 
عند قصي وحسن بداخل الصحراء 
استعد كلاهما للخروج من ذلك الجحر اللذان كانا يعيشان بداخله والخروج إلي حيث هدفهم الإنتقام !
تحرك كلا منهم نحو السيارة جال قصي بعينيه في ذلك المكان ببطئ ونظرة شديدة الجدية بينما تفرغ حسن لمراقبة تصرفاته لم يروق لقصي ما يفعل هو لن يودع ذلك المكان وداعا كاملا إلا اذا عاد إليه وهو منتصرا هي ليست بالمعركة بل اڼتقام ! واحيانا يكون الاڼتقام من الأشخاص شديدي القرب منك أقوي ألف مرة من معركة ضارية يعتلي فيها العدو ! 
مسح قصي علي وجهه ثم اتجه بالقرب من حسن اطال حسن النظر له بينما مد هو يديه وربت بقوة وتمسك علي كتف قصي قائلا 
حقك هيرجعلك يا صاحبي كلنا جنبك !
اومأ هو بوجهه لحسن ثم ركبا السيارة مسرعين خارج ذلك المكان الذي ترعرع كلاهما فيه وتعلما كل شئ بداخله 
قبل ثلاثة اشهر 
فوق متن إحدي السفن الكبيرة يستعد الجميع لحفل اقامه جمع من رجال الأعمال الكبار دخل عليهم سيف بعد ان انهي مهمته بزيه العسكري وبشرته البرونزية وكاريزمته الفائقة لفت نظر الجميع رجالا ونساء الجميع تهافت عليه وغار منه وعليه ! وسامته وزيه ومسدسه الموجود في جيبه الخلفي وخصلات شعره الثائره التي قام بإرجاعها للخلف في حركه لافته للأنظار جلس علي إحدي الطاولات ثم همس في أذن احدهم قائلا بخفوت 
دياب باشا ما اتأخرتش عليك 
الټفت له دياب وبنفاذ صبر هتف اتاخرت ليه يا سيف 
رد بلطف كنت في مهمه يا والدي ولسه مخلصها 
نظر له بتمعن قائلا عشان كده لابس البدله 
عدل من هندامه بثقة خرج صوته المرح هاتفا عامله شغل مش كده 
قهقه والده وقال وهو يشير لفتاة ما إلا معاها 
تنهد سيف وهتف بنفاذ صبر يشوبه حزن دفين مش هخليها تتجوزني عافيه يا والدي 
دياب بنبرة خبيثة اتجوزها لان دي بنت عمك ومينفعش تبقي لحد تاني ولا أيه يا سيف باشا هتسيبها للواد السيس التاني وانت اللي أولي بيها !
جهااااااااد انا بكلمك !
نظرت له ثم أدارت رأسها متجاهله اياه مره اخري نفذ صبره وامسكها من ذراعها في قوه قائلا بنبرة خشنة 
لما اكلمك تتزفتي تلفي وتردي عليا ! وايه القرف اللي انتي بتعمليه ده !! 
قالت پألم سيف ايدي !
شدد من قبضته علي يدها حتي تآوت وصړخت بصوت خفيض متألمه فأسترسل قائلا وهو لازال علي نبرته 
اقسم بالله يا جهاد لو ما بطلتي اللي بتعمليه ده واتعدلتي ل هتشوفي مني ايام اسود منها مفيش !
واكمل ضاغطا علي اسنانه في عڼف شديد ونبرة باردة زادت من رعبها 
اتلمي عشان احنا وسط ناس وتعالي معايا بهدوء كده وإلا قسما بربي اشيلك وارزعك في العربية وانتي عارفة اية اللي هيحصلك !
اخافتها نظرته القاتمة ونبرته التي اشتد فزعها منها فهتفت بصوت يشوبه الإرتعاش والخۏف ح حاضر 
ثم ذهبت تجلس بجابنهم علي الطاولة 
جلس والده دياب الشاذلي إلي جانب صديقه ومحاميه الخاص رأفت الحسيني وظل يتحدث معه في حوار دار حول العمل الواضح أمام سيف ! وامام الجميع 
ذهب دياب و رأفت علي جانب من إحدي جوانب السفينة وقفا يتحدثان حول عملهم الخفي والمبهم الجميع 
رفع دياب كأس الشامبانيا بين يديه واستند بمرفقه علي جانب السفينه ثم اداره بين يديه ببطئ وهو يهتف متسائلا بهدوء 
اية الأخبار يا رأفت 
اخرج رأفت سيجارته من جيب بدلته الثمينة ثم اشعلها وسحب نفسا ثم الآخر وقال مطمئنا دياب 
ماجد أخد الفلوس ورجالتنا استلمت البضاعة وزمانها دلوقتي بقت في المخزن 
وأردف مكملا 
اتطمن ومتقلقش طول ما انا معاك وبعدين انت ابنك ظابط هتخاف من اية سيف يقدر يسلكلك امورك كويس أوي 
رد دياب متهكما 
انا مش قلقان اصلا غير من سيف !
واسترسل قائلا 
سيف لو حس بحاجة زي كده هيفضل ورانا لحد ما يبقي الكلبش في إيدينا !
قاطعه رأفت بنبرة مندفعة يشوبها الإندهاش 
لكن هو ابنك وميقدرش يسجنك 
ارتسمت بسمة ساخره علي شفتيه ورد قائلا في تهكم لاذع 
سيف في شغله يا
 

تم نسخ الرابط