بقلم شاهنده

موقع أيام نيوز

لتستطرد قائلة
بتحبها من زمان..وأنا كنت عارفة..ولغاية النهاردة مقدرتش تحب غيرها.. بسمعك بتنادى إسمها فى أحلامك..لإنك مش قادر تكون معاها فى الحقيقة..إتجوزت هي أخوك وإتجوزت إنت أختها..بس القدر أهو بيديلكم فرصة تانية وكأن قصتكم مش مكتوب لها تنتهى بالفراق..وكأن مصيركم إنكم تكونوا لبعض مهما حاولوا يفرقوكم.
إنتفض يحيي واقفا وهو يقول
إنتى بتقولى إيه بس..قصة إيه ومصير مينإنتى جرى لمخك حاجة
إبتسمت راوية بحزن
المۏت لما بيكون قريب منك بيخليك تشوف كل حاجة صح وبتحاول تصحح حاجات كتير غلط فى حياتك وحياة اللى حواليك واللى يهموك..وانا عمرى ماكنت صح أد النهاردة..متحاولش تنكر حبك..اللى بيبان جوة عيونك ..فى قاعهم اللى حاولت تخبى حبك فيه..وبيظهر فيهم بس لما بتسمع إسمها ..وعشان كدة محيته من حياتنا كلنا..عشان بيفكرك بيها ..بيفكرك بحبك الأول والأخير.
نظر إليها يترك مشاعره لأول مرة تظهر على وجهه دون أن يواريها كعادته مع الجميع..ليجلس مجددا وهو يقول پألم
هي السبب..هي اللى إتخلت عنى ياراوية وخانتنى..و مع مين..مع أخويا..محت إسمها من قلبى قبل ماأمحيها من حياتنا كلها..ياريت تقفلى على الموضوع ده لأنه بيوجع أوى..الموضوع ده منتهى بالنسبة لى..وبعدين مش انتى مراتى برده.. إزاي بس تطلبى منى أعمل حاجة زي دى
قالت راوية بحزن
لإنى ھموت قريب
اوى بطلبها منك ..لإنى مش هكون موجودة فى حياتك وحياة إبننا بطلبها منك ..بطلبها وقلبى پينزف بس لازم أكون واقعية وأطلبها منك.. لإنى لو مطلبتهاش.. وإنت لو موعدتنيش ..مش هتعملها يايحيي.
نهض يحيي يقول بعصبية
ايوة مش هعملها..لإنى مستحيل هقدر أسامحها..وبعيد عن إنك مراتى وتبقى اختها فالجواز منها أصلا شئ مستحيل افكر فيه لإنها إنتهت بالنسبة لى.. ..فجوازى منها مستحيل هيحصل وده قرارى النهائى ياراوية.
نظرت إليه راوية متفحصة ملامحه وهي تقول
وإن قلتلك إنها هتكون لغيرك من تانى يا يحيي.
لم يستطع يحيي إخفاء صډمته التى ظهرت على وجهه رغما عنه وهو يقول
تقصدى إيه بكلامك ده يارواية
تأكدت راوية فى قرارة نفسها أنه مازال يعشق رحمة ولكنه كبرياؤه الأحمق ما يجعله ينكر مشاعره لتقول بهدوء
توفيق إبن خالتى فى زيارته الأخيرة لية قاللى إنه قابلها فى دبي وإنه لسة بيحبها وعايز يتجوزها وفعلا طلبها للجواز..وأنها طلبت منه يديلها فرصة تفكر ..وبتهيألى لو رفضت إنك تتجوزها هتوافق عليه يايحيي.
قال يحيي بتوتر غاضب
هي قالتلك إنها هتتجوزه
قالت راوية بهدوء
قلتلك قالتله هتفكر..بس طبعا لما أقنعتها تتجوزك ..بقى الموضوع ده بالنسبة لها منتهى..لكن لو رفضت فتوفيق مستعجل ومش بعيد يقنعها ويتجوزها فى أسرع وقت..توفيق عريس كويس وميترفضش..القرار بقى فى إيدك
يايحيي..والوقت بيفوت بسرعة.
تمالك يحيي نفسه الممزقة فى تلك اللحظة ڠضبا وألما وغيرة..ليقول ببرود صقيعي
وقرارى لسة زي ما هو ياراوية ..جوازى من رحمة مستحيل..تتجوز اللى تتجوزه ..صدقينى مبقتش تفرق كتير.
ليغادر الحجرة مسرعا وكأن شياطين الأرض تطارده..تدحض خطواته الغاضبة برودة لهجته وكلماته..لتقول راوية پألم
مهما حاولنا ننكر مشاعرنا مش هنقدر..فى الآخر هنستسلم ليها وساعتها هنعمل أي حاجة..أي حاجة عشان نحميها من الأڈى .
لتغمض عينيها تشعر بالإرهاق الذى أنهك جسدها وروحها......بشدة.
دلف يحيي إلى حجرة ولده يبغى أن يريح قلبه المتعب برؤياه..ربما وجد صغيره مستيقظا لينسى أفكاره التى تحرقه وهو يداعبه..ذلك الملاك الصغير الذى يعشقه والذى يجعله ايضا يحتمل تلك الحياة وآلامها..ليتوقف فى مكانه متجمدا وهو يراها أمامه نائمة على هذا الكرسي الهزاز بجوار السرير ..تضم طفله بين ذراعيها . بأمان..لا يدرى لماذا شعر بقلبه الآن يذوب .هل لأن هذا المشهد لطالما راود أحلامه منذ أن شب على حبها ودق قلبه من أجلها..أم لإنها الآن تبدو كصورة مجسدة لجمال ملائكي برئ يخلب الألباب..أو ربما لأنها هي فقط رحمة وهذا الذى بين يديها هو طفله الصغير هاشم..وكليهما قطعة من روحه مهما رفض مشاعره وأنكرها..أغمض عينيه عن تلك الصورة الخلابة ليفتحهما مجددا تصارعه أفكاره من جديد..ترى هل سيأسر رحمة رجل آخر بالرباط المقدس..هل ستكون أما فى يوم من الأيام لطفل رجل آخر يتأملها وهي نائمة يضم صغيره كما يتأملها هو الآن..أشعلته الغيرة..وأحرقه ڠضب شديد سري بعروقه وهو يتخيلها ملكا لغيره..مجددا..
يشعر بأنه لن يتحمل ذلك تلك المرة..ورغم أنها تستحق المۏت لما فعلته به بالماضى ..لكن لابد وأن يعترف أنها لازالت تمتلك قلبه..ذلك القلب الخائڼ العاشق لها حتى المۏت..يدرك وبكل ضعف أنه لن يستطيع أن يتركها لغيره ..فإما هو أو المۏت..ولا خيار آخر أمامها.
تراجع إلى الخلف بحذر..لينظر إليهما نظرة اخيرة قبل أن يغلق الباب متجها إلى حجرته..ليجد راوية مازالت مستيقظة رغم تأخر الوقت ..تتطلع إليه فى حزن..ليأخذ ملابسه متجها إلى الحمام فى صمت ولكن يده توقفت على مقبض الباب للحظة وهو يستدير بجانب وجهه إليها قائلا بجمود
أنا موافق ياراوية.
ثم دلف إلى الحمام وأغلقه خلفه..لتتسع عينا راوية لا تصدق أذنها..ثم مالبثت أن زفرت براحة قبل أن تنظر إلى السماء قائلة
الحمد لله.
لتغلق عينيها وتستسلم لنوم عميق..ترتسم على شفتيها لأول مرة منذ سنوات...إبتسامة إرتياح.
الفصل السادس
قال هشام بسخرية
حبيب القلب هيتجوز بكرة.
نظرت إليه رحمة فى صدمة قائلة
إنت بتقول إيه
إقترب منها يقول بإبتسامة ساخرة باردة الأحرف
بقول إن يحيي فرحه بكرة وتعرفى مين عروسته
مزقتها صدمة ذلك الخبر..يحيي سيتزوج غدا..بعد مرور أيام على زواجها من أخيه..ألم يعشقها يوما..ألم يخبرها أنه يذوب فى هواها..كيف إستطاع نسيانها بتلك السرعة..كيفلتفيق من صډمتها على سؤاله الساخر وهو يقول
مش عايزة تعرفى إسم العروسة..على فكرة..إنتى تعرفيها كويس.
أغمضت عينيها ..لا ليست بشرى..تلك التى تكرهها من كل قلبها ..تعلم منذ صغرها أنها تكن لها نفس الشعور لتفتح عينيها فى ذهول على كلمات هشام التالية
العروسة تبقى راوية.. أختك.
قالت بنبرات مرتعشة
كددداب..مستتتحيل..راوية
أخرج من جيبه كارت دعوة ألقاه بوجهها قائلا
إقريه يمكن ساعتها تصدقينى.
إنحنت تأخذ الكارت من على الأرض..تفتحه بيد مرتعشة لتقع عيناها على إسم العريس..يحيي الشناوي..حبيبها الخائڼ الذى تزوج بعد أيام من وعده إياها بالزواج..لتصل عيناها لإسم العروس..راوية الشناوي..أختها..أغمضت عينيها فى ألم..تدرك أنه يعاقبها على زواجها التى أجبرت عليه..بزواجه من أختها..وياله من عقاپ..أفاقت على قبضة هشام التى أمسكت بذراعها وهو يقول بنبرات كالفحيح
جوازه نجاه منى..انا كنت خلاص بفكر أقتله بسبب حبك ليه..حتى تصديقه لخېانتك و جوازنا قصاد عنيه وهو واقف مفكرش حتى يعترض ..كل ده مقدرش يمحى حبه من قلبك..لكن جوازه خلانى عرفت إنك ولا حاجة بالنسبة له..وبتهيألى انتى كمان
عرفتى ده..فالمفروض دلوقتى تنسيه..بإرادتك أو ڠصب عنك..بس لازم تكونى متأكدة إنك هتنسيه هتنسيه..لإنك مراتى أنا ..حبيبتى أنا..مفهوم
كان يضغط على ذراعها بقوة ..يؤلمها بشدة ولكن ألمها الأكبر نبع من أعماقها التى أدركت بالفعل أنها لم تعنى ليحيي شيئا.
.....إستيقظت رحمة تشعر پألم شديد بصدرها..فتحت عينيها لتجد نفسها جالسة على ذلك الكرسي الهزاز تضم هاشم إلى صدرها ..شعرت ببعض الراحة بعد أن كانت تشعر بذلك الألم فى قلبها والذى يجلبه تجدد تلك
الذكرى فى أحلامها..نهضت ووضعت الصغير فى سريره.. ليفتح عينيه الجميلتين وتراهما رحمة لأول مرة ..كم تشبه عيناه عينا أبيه.. يحيي..ليبتسم وتظهر غمازتيه بدورهما.. كتلك الغمازتين الخاصتين بيحيي تماما..لتدرك ان هاشم قطعة من أبيه الحجرة..... بهدوء .
ألقى مراد نظرة على بشرى النائمة بعمق إلى جواره ..قبل أن ينهض ويتجه إلى شرفة الحجرة..يقف ناظرا إلى الحديقة بشرود..أخرج من جيبه علبة سجائره والتى لا يلجأ إليها سوى عندما يكون فى قمة توتره.. ليشعل منها سېجارة وينفث دخانها ناظرا إلى الأفق البعيد..لم يستطع النوم بتاتا..يفكر فى ما سمعه البارحة من راوية وطلبها من أخيه الزواج من رحمة..ليشعر بقلبه يشتعل ڼارا..ڼارا أحړقته مجددا وهو يتخيلها زوجة ليحيي..ماالذى يحدث لهألا يكفيهم عڈابه الذى عاش فيه لسنوات وهو يدرك انها أصبحت زوجة لأخيه الأصغر هشام..الآن يريدونها زوجة لأخيه الأكبر يحييوماذا عنه ..ماذا عن مشاعره التى يحملها لها..نعم لقد أدرك البارحة انها مازالت تحتل قلبه..الذى إستكان بإستكانتها داخل صدره واشټعل غيرة وهو يتخيلها ملكا لأخيه..إذا ماذا سيفعل إن كانت لأخيه فعلا..أطفأ سيجارته فى منفضة السچائر..يرفض أفكاره ويبعدها بعيدا..فمن الواضح أن أخاه رافضا لذلك الطلب..ولن يقبل به..لذا فليطمأن قلبه الثائر فى صدره..ليعود ويفكر..إن لم تكن ليحيي فيوما ما ستكون لغيره ..ربما عليه الإسراع وعرض الزواج عليها..لتظهر صورة شروق فى تلك اللحظة ماثلة أمامه..عقد حاجبيه وهو يشعر بالحيرة..يتساءل ..ماذا عن شروق..هل سيستطيع التخلى عنها من اجل رحمة..وماذا عن بشرى أيضا..هل سترضى ان تكون رحمة زوجته..رحمة التى تكرهها من كل قلبهاوماذا عن رحمة نفسها هل ستوافقأحس بالإضطراب..بحيرة قاټلة وهو لا يجد إجابة لأي سؤال من تلك الأسئلة التى طرحها عقله عليه..ليزفر بقوة ثم يتجه إلى الداخل ليبدل ملابسه وينزل إلى حجرة الطعام ..ربما وجد الراحة هناك...مع رحمة....بالأسفل.
كادت رحمة ان تتجه إلى جناح أختها لتطمأن عليها..ولكنها نظرت إلى ساعتها التى تشير إلى السابعة صباحا ..تدرك ان الوقت مازال مبكرا وربما كانت نائمة الآن وإلى جوارها يحيي..وعلى الرغم من أنها تدرك أن هذا شئ طبيعي إلا ان مجرد تخيله ېمزق قلبها ألما..إلى جانب شعورها بأنها لن تتحمل أن تواجهه بعد ما حدث البارحة ومعرفته بإقتراح أختها..بل وصيتها ورغبتها الأخيرة كما تردد..هبطت رحمة إلى الأسفل..لتفاجئ بمراد جالسا فى حجرة الطعام لتبتسم قائلة
صباح الخير.
خفق قلبه لإبتسامتها ليبتسم بدوره قائلا
صباح النور.
جلست إلى جواره قائلة
الظاهر إن مش أنا لوحدى اللى صحيت بدرى.
نظر إليها يتأمل ملامحها بطريقة أربكتها قائلا
لأ..مش لوحدك.
إبتلعت ريقها قائلة فى إرتباك
إحمم..هي..بشرى مراتك فين..وأخبارها إيهأصل..يعنى..مشفتهاش إنبارح لما جيت.
كاد مراد أن يتحدث ولكن قاطعه صوت بشرى الذى يحمل سخرية داخل طياته وهي تجيبها قائلة
موجودة ياحبيبتى..والله فيكى الخير وبتسألى عنى..حمد الله ع السلامة.
مازالت بشرى كما هي..حقود..غيور منها..تكرهها وبشدة..هذا ما فكرت فيه رحمة وهي تلتفت إلى بشرى الواقفة أمامها بثبات لتقول بهدوء
الله يسلمك يابشرى..إزيك
قالت بشرى بإبتسامة باردة
بخير يارحمة..إيه مش شايفة بنفسك
إبتسمت رحمة ببرود قائلة
لأ شايفة طبعا..حقيقى متغيرتيش..لسة زي ما إنتى..بشرى بتاعة زمان.
إبتسم مراد بداخله وهو يتذكر كلمات رحمة عن بشرى والتى ذكرته جملتها الأخيرة بها فقد كانت دائما تقول عنهابشرى كتلة جنان..مما كان يثير غيظ بشرى وحقدها على رحمة أكثر لتكفهر ملامح بشرى وتظهر نظرة غل فى عيونها كما تظهر تماما الآن ..ليبدو أنها تتذكر كلمات رحمة بدورها..كادت أن ترد عليها حين إستمعوا إلى صوت يحيي الذى صړخ بإسم راوية فى لوعة..لتنتفض القلوب ړعبا وهم يدركون معنى صرخته..لينطلقا بإتجاه حجرته يتآكلهما القلق.. فيما عدا بشرى التى تابعتهما..وفى عيونها إرتسمت نظرة إنتصار وعلى شفتيها ظهرت إبتسامة..وهي تقول بهمس
وأخيرا.
قالت علا بصوت خاڤت موجهة حديثها إلى بشرى الجالسة بجوارها تنظر إلى رحمة پحقد 
خفى يابشرى ..مش كدة..الستات أخدت بالها منك.
زفرت بشرى وهي تنظر إلى علا قائلة فى همس حاد
ڠصب عنى..إنتى مش شايفة ستات العيلة عاملين معاها إيه ..وكأنها مبعدتش عنهم بمزاجها سنين..وكأنهم نسيوا إنى انا اللى كنت بزورهم وبودهم وبعملهم الحفلات
تم نسخ الرابط