لهيب الروح هدير دودو

موقع أيام نيوز


بكابوس أهو يبقى بلاش الكلمة دي.
اعتدلت في جلستها أمامه متطلعة داخل عينيه 
ابتسم لحمقاتها ورد مجيبا بصوت أجش عاشق
طب وحياة عينيكي دول أنا مش الطماع 
ط... طب بس بقى
وبطل كلامك دة أنت اللي... اللي بتخليني اتكسف.
ضحك بصخب مردفا بنبرة هامسة
لا والله ده الحق عليا جامد أنا وكلامي إحنا لازم نقضي على الكسوف ده خالص عشان مينفعش ده جوزك ظابط قد الدنيا.

حاولت الإبتعاد عنه قليلا
ظابط بقى دلوقتي بقيت ظابط هو في ظابط بيعمل زيك كده.
.
حاولت دفعه بعيد بصوت ضاحك لحديثه معها حديثه الذي بالرغم من عفويته ومرحه إلا أنه يجعلها تشعر بالعديد من المشاعر التي تنقصها لأول مرة تشعر أنها مهمة في حياة أحد أن وجودها شيء هام ليس مثلما عدمه كما كانت تشعر دوما
تمتمت پذعر ومرح بعدما ضمت كلتا شفتيها أماما
أيه ده بقى أنت مالك بعنيا بعدين اظبط نفسك كده عيب يا حضرة ظابط.
ضحكت بصخب وكأن أصوات ضحكتها كالألحان الموسيقية تطرب أذنيه 
كانت تتعلم كل شيء على يده بالرغم أنه ليس زواجها الأول لكن ما تعيشه الآن معه هو جديد لم تمر به من قبل مع عصام الذي كان يتعامل معها كالدمية دون إهتمام لها ولمشاعرها المحطمة الذي يعمل جواد على إحياءها بعشقه الضاري لها من جديد
في الصباح...
استيقظت جليلة مبكرا لتتفاجأ بفاروق الذي يجلس بشرود بالطبع تعلم سببه لكنها ستحاول معه لعلها تنجح في تهدئته قليلا تمتمت بهدوء
فاروق كفاية واهدى مفيش حاجة حصلت تستاهل كل ده.
صاح بها بحدة كعادته بعدما تأكدت أنها كانت تفعل كل ذلك لأجل ابنها فقط شاعرا بصحة حديث مديحة السام التي تلقيه عليه دوما
بقولك ايه يا جليلة أنتي مش خلاص عملتي اللي ابنك عاوزه زي مابتعملي كل مرة المهم عندك تريحيه سيبيني بقى دلوقتي عشان اللي حصل امبارح.
اعتادت على طريقته معها هكذا لكنها تعلم بحبه لها واحتياج جميع عائلتها لوجودها لذا تتحمل طريقته الحادة بضراوة معها عندما ينزعج من شيء.
استنكرت تماما حديثه بالتحديد جملته الأخيرة فعقدت حاجبيها متسائلة بعدم فهم
اللي حصل امبارح!! هو ايه اللي حصل
محصلش حاجة والله يا فاروق الدنيا كانت كويسة أنت بس اللي شايف غير كدة ده كفاية فرحة جواد اللي كانت على وشه واللي أنت كنت حارمه منها من غير سبب.
صمتت لوهلة وتابعت حديثها مرة أخرى بعدم رضا مستنكرة فعلته إلى الآن
إزاي قدرت أصلا تحرمه من سعادته أنا لغاية دلوقتي مش قادرة أصدق إزاي عملتها وجالك قلب ده ابنك.
ولم تنجح في تهدئة الأمر كما كانت تخطط هي غاضبة من فعلته كلما تتذكرها لا تعلم كيف استطاع أن يدمر سعادة ابنه بيده كيف يفكر في ذلك الأمر
هدر بها پعنف ليخرسها تماما عما تتفوه به لاعنا ذاته أنه خطأ في ذلك الأمر وأخبرها به
جليلة هي قصة كل شوية هتفتحيها ولا إيه ما خلاص بعدين اللي عملته دة الصح اللي أنتي وابنك مش عارفينه وماشية ورا قلبك وكلامه وبس.
لم تصمت مثلما تفعل دوما بل لأول مرة وقفت أمامه معترضة على حديثه بعدم اقتناع
لا
يا فاروق مش الصح إنك تحرم ابنك كل المدة دي مش صح وتجوزها لابن عمه وأنت عارف إنه بيحبها ده مش الصح وجاي بعد ما اتجوزها وشاف حياته وسعادته مش عاجبك لا وكمان مخبي عليا كل اللي عملته.
التقطت أنفاسها بصعداء ولأول مرة تعارضه بشدة ولم تستمع إلى حديثه وتصمت كما تفعل دوما بل وقف أمام براثنه الغاضبة وتسائلت بتهكم وغيظ
متستأذنيش بس متخبيش عليا وتتعامل كأنها حاجة عادية لأ هي مش عادية وياترى مخبي عليا إيه تاني
تغيرت ملامح وجهه فجأة بطريقة زرعت الشك داخلها وأجابها بحدة صارمة محاولا انهاء حديثه معها الذي سيأخذ منحنى آخر لم يعجبه
آه أنتي عشان جوزتيه وعملتي اللي عاوزاه فايقة بقى وبتتكلمي كلام ملوش لازمة لأ ياجليلة اتعدلي في كلامك وبلاش تخليني اټخانق معاكي أنا ولا مخبي ولا أي حاجة من كلامك ده وسايبالك الأوضة باللي فيها.
انهى جملته ململما اشياءه تارك الغرفة هاربا من أمامها لم تقتنع
بحديثه بالطبع لكنها أيضا لا تعلم ماذا ستفعل لم تجد حل أمامها سوى الصمت مثلما تفعل دوما ستصمت مدعية عدم فهمها لمغزى حديثه بقلب حزين على أفعاله معها ومع جواد ولدهما لا تعلم لما يقف أمام سعادته بالمرصاد وكيف يفعل ذلك به
منذ أن علمت أنه يعلم بحبه لرنيم وأبعدها عنه عن عمد تشعر بحزن عارم مستنكرة فعلته التي لم تعلم تفسيرها! هل حقا يوجد أب يمنع سعادة ابنه لم ترى ذلك من قبل دوما تجد الأباء تفعل المستحيل لتحقيق أمنيات أولادهم وهو يفعل العكس معه.
داخل غرفة أروى كانت تجلس بحزن شاعرة پضياع أحلامها ومخططاتها فجميع حياتها كانت تبنى على زواجها من جواد دوما تخبر ذاتها أنها ستفعل ذلك عندما تتزوج منه ستفعل ما يحلو لها عندما تصبح حرم جواد الهواري فكيف ستحقق جميع ماتريده وهو تزوج من أخرى هل انتهى كل ما كانت تحلم به مستقبلا! بالطبع لا هي ليست حمقاء لتترك كل ما تريده يمر أمام عينيها دون أن تحققه ستجعله يندم هو وتلك المدعوة رنيم لن تتركها تفرح يوم واحد فقط تنتظرها تعود حتى تجعلها ترى من هي أروى الهواري ابنة مديحة الهواري الشبيهة لها في جميع صفاتها السيئة حقا.
وجدت أحد يدق باب الغرفة فقطبت جبينها بدهشة وسمحت لمن يدق بالدخول وجدت سما تدلف حتى حتى تطمئن عليها بهدوء ومرح
الجميل بتاعنا عامل إيه قاعدة في اوضتك وسايباني لوحدي ينفع كدة يا أروى.
بكت باصطناع لتثير عاطفتها متمتمة بحزن من بين دموعها الزائفة
هو أنا ليا نفس أعمل حاجة بعد اللي أخوكي عمله يا سما مش قادرة أصدق أنه اتجوز واحدة غيري.
تابعت حديثها مرة أخرى بغرور شديد مشيرة بسبابتها نحو ذاتها
بقى فالآخر يسيب أروى هانم الهواري ويبص لواحدة متسواش حاجة زي دي دي أقل من خدامة عندي.
لم تتعجب سما بحديثها الملئ بالغرور وحديثها عن رنيم بتلك الطريقة المقللة منها فهي الآن أصبحت زوجة شقيقها لكنها حاولت أن تتحدث معها بهدوء حتى لا ټجرح مشاعرها
معلش يا أروى ياحبيبتي إن شاء الله ربنا شايلك الأحسن متزعليش نفسك وجواد قال والله كتير أنه بيعتبرك زيي بس مش مهم كل ده المهم أنك متزعليش وكفاية عياط عشان خاطري.
تنهدت پغضب عارم بداخلها متسائلة حقد وكره يملأ قلبها
طب واشمعنى رنيم بالذات اشمعنى دي هو بيغيظني عشان خناقتي معاها يعني.
أخبرتها الحقيقة بهدوء غير واعية لما سيحدث في عقل تلك الكارهة لسعادة أي شخص آخر غيرها تود أن تحصل على السعادة يأكملها لكن الحظ لم يحالفها تلك المرة
لا يابنتي بيغيظك ايه يا أروى جواد مش كده والله هو بس الحكاية كلها أنه حبها وشاف أنه مش هينفع يكمل حياته مع واحدة غيرها لكن عمره ما هيعمل كدة عشان يغيظك وكمان رنيم طيبة والله أنتي بس فاهمة غلط.
رمقتها بحدة بعد استماعها لحديثها وتصريحها بحب جواد ل رنيم الذي يعلمه الجميع كما يعلمون تحديه لوالده ومغامرته بكل شيء من أجل إتمام زواجه منها كما يقال هو فعل المستحيل لأجلها فعل مايثبت للجميع أنه يحبها بل يعشقها أيضا لكن استماعها لحديث سما جعلها تستشاط ڠضبا
ايه ياسما هي خلاص عشان بقت مرات أخوكي وصاحبتك بقت طيبة وخلاص أنا مش مهم عندك هي بقت كدة ماشي اشبعي بيها.
حاولت الدفاع عن ذاتها بتوتر معترضة لتخبرها عن عدم صحة حديثها
ل... لأ والله يا أروى مش كدة أنتي عارفة أنا بحبك قد ايه والله أنا بس بتكلم معاكي عادي ومعلش لو زعلتي أنا مكنتش أقصد.
صاحت بها بحدة غاضبة شاعرة بنيران مشټعلة داخل عقلها من ضراوة الڠضب المتواجد به
بقولك ايه ياسما ابعدي عني دلوقتي أنتي خلاص سيبتيني عشان ست رنيم اطلعي برة بقى وسيبيني.
طالعتها بذهول متعجبة لوقاحتها معه متمتمة بهدوء حاد
بصي أنا مغلطتش فيكي ولا قولت حاجة تزعلك وأنتي عارفة أنا بحبك قد ايه وبعتبرك أختي من زمان
ومقدرة اللي أنتي فيه عشان كده هسيبك ترتاحي.
لم تنتظر ردها بل تركتها وخرجت من الغرفة منزعجة من طريقتها معها لكنها حاولت أن تهدأ قليلا مفسرة أن ذلك حدث عنوة عنها بسبب حزنها لذلك ستسامحها وتحاول التحدث معها لاحقا لتجعلها تخرج من حزنها.
وجدت هاتفها يرن تطلعت نحوه بلهفة تسيطر على قلبها جعلت نبضاته تزداد وجدت أن قلبها على حق نعم هو من يدق عليها بعد إرساله العديد من الرسائل إليها في تلك الفترة الماضية لكنها لم ترد على أي منهم لأجل حديث شقيقها لم تستطع الثبات على موقفها أكثر بل ضعفت وسيطر قلبها على كل ذرة بها فدلفت غرفتها مسرعة حتى لا يستمع إليها أحد وفتحت مسرعة باشتياق لتطمئنه عليها
الو يا خالد.
سرعان ما أتاها صوته القلق بشدة متذمرا لإختفاءها تلك الفترة دون أن تخبره شيء
والله لسة فاكرة خالد يعني
كويس.
تمتمت تجييه بتوتر محاولة القضاء عليه لتستطع التحدث معه
بهدوء كما تفعل دوما
ممكن تهدى بس وهفهمك الحوار مش زي ما أنت فاكر لا ده بابا عرف يعني اللي بينا و...
قطعها بلهفة وقد ازداد قلقه عليها حقا شاعرا بالخۏف من أن يكون قد أصابها شئ لذا لم تظهر الفترة الماضية
وحصل ايه أنتي كويسة دلوقتي ولا عمل ايه
اهدى يا خالد أنا كويسة متخافش هو معملش حاجة غير إنه قال مروحش الكلية وجواد أخويا قال هيتصرف وهنزل عادي بس كمان قالي مكلمكش خالص ومعلش ياخالد أنا هسمع كلامه عشان كده مكنتش برد على اللي بتبعته أنا رديت دلوقتي بس عشان حاسة أنك قلقان.
لم ينزعج من حديثها واحترامها لحديث شقيقها بل ابتسم بسعادة لأجلها متفهما جميع ما تفوهت به للتو يشعر بصحة اختياره مردفا بتعقل وجدية
ماشي يا سما وأكيد طبعا لازم تسمعي كلامه اقفلي دلوقتي وأنا هحاول متصلش وهستناكي في الجامعة قريب عشان مفيش محاضرات تفوتك.
همهمت تجيبه بهدوء مبتسمة
ماشي ياخالد هقفل أنا دلوقتي.
أغلقت معه شاعرة بسعادة كانت تحتاج لحديثه الهادئ معها الذي يسعد قلبها كان يحثها على قرارها في عدم التحدث معه إذا كان شخص آخر غيره كان ثار عليها واعترض عدة مرات لكنه تفهم كل ذلك وفي النهاية أخبرها أنه ينتظرها بلوعة واشتياق متلهفا لرؤيتها قلبها يتراقص بداخلها بسعادة كانت تفتقدها غير واعية لتلك السامة مديحة التي استمعت إلى حديثها وعلمت كل شئ بمكر مقررة أن تنتهزه لمصلحتها.
بعد مرور يومين
قام جواد بالإتصال على والدته للإطمئنان عليها سرعان من ردت عليه متسائلة بلهفة وحنان كعادتها مع ابناءها
الو ياحبيبي عامل إيه طمني عليك وعلى
مراتك
أجابها بنبرة فرحة
 

تم نسخ الرابط