بقلم الكاتبة دعاء عبد الرحمن
المحتويات
علشان خاطر عمى بس.
أبتسم الحاج حسين قائلا ربنا يكرمك يا بنتى. متتصوريش فرحتينى أزاى علشان عملتيلى خاطر.
وأكمل هو ينظر إلى يوسف وأنت يا يوسف طريقة النصح مش كده. أهدى. بطل تتحمق كده علشان الناس تفهمك
وتابع بابتسامة وهو ينظر لمريم لو مكنش بېخاف عليكى مكنش زعل منك. ها خلاص صافى يا لبن
قال يوسف بتبرم اللى تؤمر بيه يا بابا
رمقها يوسف بنظرة ڼارية والټفت الى أبيه بدهشة وهو يقول أنا اللى اعتذر يا حاج
أومأ له والده برأسه وقال مؤكدا ولو معتذرتش هخاليك تبوس راسها
أحمر وجهه وهو ينظر لها بضيق ثم قال بسرعة آسف
رمقته بنظرة مستفزة فانفعل مرة أخرى هاتفا شايف يا بابا بتبصلى ازاى
قالت بنزق ياعمى هو اللى بدء.
نظر لها الحاج حسين وقال آمرا مريم. أعتذرى
نظرت له فرمقها بنفس النظرة المستفزة التي نظرتها له من قبل وزاد عليها ابتسامة ساخرة ألقت نظرة إلى عمها الذي كان مصوبا نظراته إليها ينتظر أعتذارها ثم عادت بعينيها إلى يوسف وقالت بشموخ
قال يوسف وهو يعقد ذراعيه أمام صدره ببرود ساخر لا سوري أيه. أنا مبعرفش لغات
ألقت عليه نظراتها الحاړقة وقالت بسرعة آسفه. عن أذنك يا
عمى.
وخرجت مسرعة وهي تستشيط ڠضبا منه وحده!
خرجت مندفعة إلى باب الشقة ومنه إلى الدرج لتصعد شقتها فاصطدمت بوليد الذي قال
بدهشة
أيه. واخده في وشك كده ورايحة فين
قالت بعصبية أبعد عنى دلوقتى لو سمحت أنا مش طايقة روحى
نظرت له وكأنها لا تراه وقالت باندفاع أنا لبسى وحش
تصنع وليد نظرات الدهشة وقال مين اللى قال كده ده. أنت آخر شياكة وحلاوة
قالت بمرارة يوسف.
قال وليد پغضب زائف ولا ابن عمى ولا اعرفه. يا شيخه ده راجل معقد سيبك منه
تركته وأكملت طريقها حاول أن يوقفها مرة أخرى ولكنها لم تعره اهتماما دخلت غرفتها و ارتمت على فراشها وأخذت تبكى بعد لحظات وجدت إيهاب وإيمان واقفان أمامها في وجوههما نظرات تساؤل ثم قال إيهاب
حركت رأسها نفيا وهي تجفف دموعها جلست إيمان بقربها وقالت طيب بتعيطى ليه يا حبيبتى.
قال إيهاب بانفعال لو حد زعلك قوليلى. أحنا مش بنشتغل عند حد. نمشى فورا
قالت إيمان بترو أهدى يا إيهاب لما نعرف في أيه
أعتدلت مريم في جلستها وقصت عليهم ما دار في حجرة المكتب.
أنفعل إيهاب أكثر وصاح بعصبية شايفه يا هانم. ياما قلتلك. ياما اتخانقت معاكى على لبسك شوية وعلى البت اللى ماشية معاها شوية. وأنت ولا أنت هنا. وادي النتيجة. الناس بقت تبصلك زيك زيها. وأكيد طبعا بيقولوا عليا مش راجل. ما انا سايبك بقى تلبسى اللى تلبسيه
حاولت إيمان تلطيف الجو بينهما ولكنها فشلت خرج إيهاب مندفعا في ڠضب قطع الحديقة بخطوات واسعة وسريعة رأته فرحة فحاولت أن توقفه لكنه لم يسمعها وقفت حائرة لا تعلم ما ألم به فصعدت تبحث عن إيمان وجدتها تهبط الدرج إلى الحديقة فاستوقفتها والقلق بادى على وجهها وقالت متسائلة
هو إيهاب ماله. كان ماشى وشكله زعلان
أوى حاولت أنده عليه مردش ومشى بسرعة هو حصل حاجة يا إيمان.
نظرت لها إيمان بتمعن ثم وضعت يدها خلف ظهرها وصمتت زاد قلق فرحة وقالت أيه يا إيمان بتصيلى كده ليه
مطت إيمان شفتيها بمكر وقالت ببطء وأنت مالك قلقانة كده ليه
أرتبكت فرحة وقالت أبدا عادى يعنى بسأل بس
وجهت إيمان سبابتها إلى وجه فرحة وقالت تداعبها أعترفى يا فرحة الأنكار مش هيفيدك
أحمرت وجنتاها وقالت بخجل أعترف بأيه مالك كده عاملة زى المحققين اللى بيطلعوا في الأفلام.
أبتسمت إيمان لها وقالت بحنان بالغ هو كمان مهتم بيكى على فكرة. ده أخويا وأنا عارفاه
أبتسمت في خجل وقالت هو اللى قالك أنه مهتم بيا
لا مش ممكن. مش مصدق عنيه. أختى وبنت عمى. وفين. على السلم. رحمتك يارب
ضحكت فرحة ضحكة عالية بينما استدارت إيمان لتخفى ضحكتها الخجولة بيدها.
اليوم التالى كان يوم الصدام الحقيقى في الشركة بين يوسف ومريم وهند وعبد الرحمن
كان عبد الرحمن قد قرر أن يتكلم مع هند في طبيعة علاقتهما وأن يضع لها حدود حتى يتم عقد القران وكانت مريم تنوى أن ټنتقم من يوسف شړ اڼتقام.
دخلت عليه مكتبه وهي معها بعض الملفات وجدته واضعا سماعات الهاتف في أذنيه ومغمض العينين في استرخاء شديد خطت نحوه ببطء وتناولت مج النسكافية الفارغ من أمامه ثم قذفته على الأرض بقوة فزع يوسف ونزع السماعات من أذنيه وصړخ فيها
في ايه!
قالت ببرود ولا حاجة. الملف خبط في المج وقعه على الأرض
وابتسمت باستفزاز وأكملت طب أجيلك بعدين بقى تكون الخضة راحت.
خرجت وأغلقت الباب خلفها بينما جلس يوسف ومازال وجهه عليه أثر المفاجأة ثم ابتسم وهو يضرب كفا بآخر ويقول
البت دى مش هتجيبها لبر معايا. بس اظاهر أنها متعرفنيش كويس. ماشى يا مريم واحدة بواحدة والبادى أظلم.
أنتظر عبد الرحمن وقت الراحة وذهب إلى هند ليتحدث معها عندما رأته تهلل وجهها وقالت
كنت متأكدة أنك جاى وحشتنى
أبتسم بارتباك وقال هند عاوز اتكلم معاكى في موضوع مهم
لاحظت الأرتباك على وجهه فقالت بقلق خير يا عبده مالك
عبد الرحمن هند. عاوزك تفهمينى كويس أوى. أنا والله بحبك وهفضل احبك ونفسى تبقى مراتى النهاردة قبل بكرة. لكن لحد ما نكتب الكتاب لازم علاقتنا تبقى بحدود.
أقفهر وجهها وقالت يعنى أيه بحدود
عبد الرحمن يعنى مش هينفع نخرج مع بعض لوحدنا وبرضة يعنى الكلام بينا هيبقى بحدود...
نظر لها ليراقب تأثير كلماته عليها فوجدها تنظر إليه بدهشة وتعجب وترقب فأكمل اللى بقلهولك ده لمصلحتك أنت قبل مصلحتى. علشان عاوز أشوفك في أحسن صورة
ضيقت عينيها وقالت بشك من أمتى الكلام ده يا عبد الرحمن.
قال بتصميم من زمان يا هند وأنا بضايق من بعض تصرفاتك معايا. لكن كنت بتغاضى عنها لكن أخيرا عرفت أن في حاجات حرام في علاقتنا لازم نتجنبها والحرام مش هينفع نغالط فيه
قالت بسخرية وأنت
من أمتى بتقول حرام وحلال
نظر لها بانزعاج وقال يعنى أيه.
أومأت برأسها وقالت بانفعال بس بس أنا دلوقتى فهمت
نظر لها بتمعن قائلا فهمتى ايه
هند فهمت أنك بتتهرب من الجواز. عاوز تطفشنى يعنى.
زفر عبد الرحمن بقوة ثم قال لا يا هند متقوليش كده أنا ناوى أكتب الكتاب قريب لكن لحد ما نكتب الكتاب لازم نراعى النقطة دى
هند وايه اللى مانعك ما نكتب الكتاب
عبد الرحمن مستنى بابا يحدد معاد. كل ما أفاتحه في الموضوع يقولى أستنى شوية
قالت بانفعال وأنا بقى هستنى لما أبوك يحن عليا
هتف پغضب أتكملى عن أبويا كويس يا هند أحسنلك.
هوت إلى مقعدها وظلت تبكى في صمت وقف بجوارها وأستند إلى مكتبها وقال بحنان أنا مش عارف أنت قلقانة من أيه. هنتجوز والله بس اصبرى عليا شوية. أبويا مبيجيش بالضغط. بالعكس
قالت وهي تبكى مش ملاحظ أن الحاج حسين أبتدى يأخر معاد الجواز من ساعة ما ولاد عمك رجعوا
قال عبد الرحمن بعدم فهم طب وولاد عمى مالهم بالموضوع ده
قالت وكأنها لم تسمعه وأنت كمان أهو أبتديت تقولى حرام وحلال.
نظر لها متعجبا وهو يقول طب وفيها أيه
هزت رأسها بحنق وهي تجفف دمعها قائلة لا فيها كتير وأنا اللى غلطانة
قطب حاجبيه وهو يقول مش فاهم
نظرت بعيدا في شرود وهي تقول مش لازم تفهم دلوقتى. لو سمحت سبنى لوحدى عاوزة أقعد مع نفسى شوية قبل ما والدك يرجع المكتب تانى.
نظر لها بأسى فهى لم تفهمه كما كان يتوقع وتركها وغادر إلى مكتبه وقف أمام المصعد لبرهة ثم شعر أنه أخطأ بحقها وقلبه أمره بأن يعود إليها ويسترضيها فلم يكن يجب أن يتركها في هذه الحالة لابد أن يثبت لها أنه يحبها وشغوف بها ولن يتزوج غيرها أبدا.
عاد إليها ولكنه وجد باب مكتبها مغلق فظن أنها أغلقته لتبكى وحدها دون أن يسمعها أحد وحتى لا يفاجأها والده بدخوله عليها وهي تبكى فتح الباب ببطء ليطمئن عليها ولكنه سمعها تتحدث في الهاتف والتقتت أذناه حديثها الذي جعل عينه تكاد أن تخرج من
مكانهما وكاد وجهه أن ينفجر ڠضبا وبغضا من هول ما يسمع. اول منشور على صفحتى
الفصل العاشر
رواية اڠتصاب ولكن تحت سقف واحد للكاتبة دعاء عبد الرحمن الفصل
العاشر
وقف دقائق يستمع ويستمع وعندما انهت مكالمتها عاد ببطء وجمود إلى المصعد مرة أخرى وهبط إلى الأسفل واستقل سيارته دون أن يتحرك بها أستند برأسه إلى ظهر المقعد وأغلق عينيه وهو لا يكاد يصدق ما سمع كلمات زلزلت كيانه وفطرت قلبه لا يعلم كم مر عليه من الوقت وهو في هذا الوضع خلف المقود فلم يعد يشعر بشىء غير الجمود وفي النهاية سمع طرقات على زجاج سيارته فتح عينيه والټفت فوجد والده قد عاد ووقف منحنيا ينظر إليه بدهشة قلق الحاج حسين بشدة وهو يرى ابنه في هذا الوضع فهو يعلم أنه لا يجلس هكذا إلا إذا كان يشعر پألم حقيقى فتح الباب وجلس بجواره قائلا بلهفة.
مالك يا عبد الرحمن قاعد كده ليه يابنى
أرسل تنهيدة قوية وهو يقول تعبان يا بابا
ظهر التوتر أكثر على ملامح حسين وهو يقول متسائلا تعبان ازاى يعنى. فهمنى
أغمض عبد الرحمن عينيه پألم وهو يقول هحكيلك كل حاجة يا بابا...
وقص عليه كل ما دار بينه وبين هند وكيف عاد حتى لا يتركها بمفردها مټألمة منه وماذا سمع منها وهي تتحدث في الهاتف أنهى حديثه قائلا بأسى
أنا آسف يا بابا. مكنتش أعرف أنها كده.
ربت والده على كتفه بقوة وقال بعزم أجمد يا عبد الرحمن الدنيا فيها ناس كتير بالشكل ده يابنى. وانت مش صغير. واللى حصل ده يعلمك مش يزعلك كده يابنى
أومأ عبد الرحمن برأسه في صمت حزين قاطعه والده قائلا تعالى معايا
لا يا بابا. مش عاوز أشوفها تانى بعد النهاردة
أمسك والده ذراعه قائلا بتصميم لا هتيجى معايا. عاوزك تسمع بس متعلقش على حاجة. تعالى.
قطع حسين الممر الطويل المؤدى إلى ردهة مكتبه الخاص بصحبة عبد الرحمن نهضت هند عندما رأتهما فأشار لها أن تلحقهما إلى المكتب
جلس حسين خلف مكتبه وأشار إلى عبد الرحمن أن يجلس في المقعد المقابل له ودخلت هند لتقف أمامه وكانت تتوقع أمرا من أمور العمل طلبها لأجله ولكنها تفاجأت به يقول
لو سمحتى روحى هاتى شنطتك
نظرت له في دهشة واستنكار فأعاد أمره مرة أخرى هاتى شنطتك يا هند.
خرجت بخطوات بطيئة يدور بخلدها ألف سؤال
متابعة القراءة