بقلم زينب محروس

موقع أيام نيوز

تيم كامل لوحده و
في الوقت ده كان قاعد في مكتبه و بيجهز في مشروعه الخاص عشان يقترحه
على المؤسس الرئيسي للشركة و اللي مش بينزل مصر غير مرة كل ست شهور كان قاعد بيتأكد من عرضه التقديمي بحماس و معاه علاء اللي مسؤول عن إدارة الشركة 
بادر علاء بالكلام و قال
اليوم يومك يا معلم اهو بقالك سنة و نص مستني الفرصة و أخيرا عرفنا نجيبلك معاد 
عمر بامتنان
مش عارف من غيرك كنت هعمل ايه و الله يا علاء 
علاء بمرح
أنا معملتش حاجة المهم ترفع راسي هو اه صح ابويا بس في الشغل ميعرفش حد أهم حاجة مصلحة الشركة 
عمر ضحك و قال بحماس
متقلقش إن شاء الله ربنا هيكرمنا و هنرفع راس الشركة مش بس راسك 
علاء بضحك
أنا مش خاېف غير من الثقة دي 
و هما بيتكلموا رن فون عمر و كانت أخته نور استئذن من علاء و خرج يتكلم برا المكتب و رجع بعد خمس دقايق و بدأ يلم حاجته باستعجال و باين على وشه القلق ف علاء سأله باستغراب
مالك يا عمر
عمر بجدية و هو بياخد مفتاح عربيته و بيتحرك تجاه الباب
أنا لازم ارجع البلد حالا 
علاء بتكشيرة
بلد ايه انت بتهزر! مش فاضل غير ساعتين ع العرض التقديمي!
عمر باستعجال
مش هينفع استنى مراتي تعبانة و لازم اكون جنبها 
علاء بتهكم
و أنت هتسافر تعمل ايه ما عيلتك كلها جنبها و اهلها كمان وجودك أنت اللي هيفرق
ايوه طبعا لازم اكون جنبها و اطمن عليها بنفسي 
علاء حاول يغير قراره فقال
طب على الأقل قدم مشروعك الأول و بعدين سافر انت لو ضيعت الفرصة دي هتستنى ست شهور كمان و يا عالم في وقتها بابا هيوافق يعطيك فرصة و لا لاء 
عمر بلامبالة
مش مشكلة إني أكون جنب مراتي اهم عندي من حياتي نفسها مش بس المشروع 
بالفعل عمر خلص كلامه و مشي و هو عقله مشغول على يارا اللي أخته قالتله في الفون إنها اتشخصت بفيروس كورونا 
بعد ساعات كان وصل عمر للمشفى اللي يارا فيها و اول ما شاف عيلته جري عليهم و هو بيسأل عن يارا ف سمية قالت بحزن
يارا جوا في الأوضة دي على جهاز الأكسجين 
سألها عمر باستفسار
هو ايه اللي حصل بقت في الحالة دي ازي
سمية بتوضيح
من كام يوم كدا كانت حماتك واخدة الدور ف يارا راحت تقعد معاها و تهتم بيها و حماتك طابت و يارا أخدت الدور فحماتك و حماك قالوا هيخلوها عندهم و يهتموا بيها و جابوا لها العلاج للسخونية و الكحة بس مخفتش و النهاردة لقيت حماتك بتتصل و بتقول الحقونا يارا مش قادرة تاخد نفسها 
سمية سكتت ف عمر سألها 
و بعدين 
هدى تدخلت و قالت
مفيش يا ابني هما سبقونا هنا و احنا جينا و راهم و الدكتور لما كشف عليها قال إن دي اعراض الفيروس الجديد و اخدوا منها عينة عشان التحاليل عشان نشوف النتيجة 
عمر مسح على وشه بحزن و قال
أنا هدخل اشوفها 
قبل ما يتحرك أمه مسكته و قالت
بلاش تدخل يا عمر الفيروس دا شديد 
عمر بعد إيدها و قال
أمي اللي جوا دي مراتي و مش هتخلي عنها 
و بالفعل سابهم و دخل و كمان من غير ما يلبس ماسك و قعد جنبها و هي كانت تايهة بسبب السخونية اللي مخلياها مش قادرة تفتح عيونها لكن أول ما حست بوجود حد جنبها فتحت عيونها بضعف و رجعت غمضت تاني فهو قال بحنان
متقلقيش يا يارا هتكوني بخير 
ابتسمت بخفة من تحت ماسك الأكسجين و هو قعد حوالي خمس دقايق لحد ما جه دكتور و معاه ممرضة و قال
اتفضل حضرتك برا 
عمر باقتضاب
لاء أنا مش هسيب مراتي لوحدها 
الدكتور بعملية
أنا مقدر خۏفك بس وجودك هنا خطړ عليك و علي عيلتك أنت لو لقط منها الفيروس ممكن تنقله لحد من عيلتك من غير ما تاخد بالك و من قبل ما تظهر عليك أعراض فمن فضلك اتفضل أخرج أنا هكشف عليها و هطمنكم بس اتفضل الأول 
بعد شوية خرج الدكتور و قال
الأكسجين بتاعها بقى كويس و حاليا ركبنا محلول عشان السخونية و الأعراض اللى عندها و إن شاء الله هتبقى كويسة 
سأله صلاح باهتمام
اخبار الأشعة ايه يا دكتور
الدكتور
لسه هتطلع كمان نص ساعة و لما أشوفها هقولكم بس ياريت حضراتكم تتفضلوا ترجعوا ع البيت عشان وقت الزيارة خلص من زمان و لو حد مر و شافكم هتحصل مشكلة 
الكل رجع البيت إلا عمر اللي أصر إنه مش هيمشي و يسيبها و عشان مش
مسموح بوجود مرافقين فقرر إنه يستنى قدام المشفى في عربيته بعد ما الدكتور قال إن هيسمحلوا يدخل كل ساعتين يطمن عليها و يخرج 
لما رجعوا البيت هدى كانت سبقت جوزها و طلعت شقتها و لما دخلت كان أحمد قاعد يستناها و أول ما شافها سألها باهتمام
ايه يا ماما يارا عاملة ايه
هدى ردت بسخرية و قالت
و انت مالك يخصك ايه!
أحمد باقتضاب
أنا و انتي عارفين يخصني ايه فقولي وضعها دلوقت عامل ايه
اتنهدت و قالت الكلام اللي الدكتور قالهو بعدين قالت بجدية
راجع نفسك ع اللي في دماغك ده لأنك مبتحبش يارا 
أحمد باعتراض
لاء بحبها 
هدى بسخرية
بإمارة ايه دا انت ساعة ما سمعت الدكتور بيقول كورونا اختفيت في لمح البصر من المشفى و حتي رجعت البيت غيرت هدومك عشان خاېف من العدوى إنما شوف عمر بقى عشان عنده اصول و بيحب مراته أول ما وصل دخل شافها علطول و مهتمش بفيروس و لا غيره و رغم إن الدكتور قال ممنوع مرافقين إلا إن عمر أصر يفضل برا المشفى في البرد عشان يطمن عليها دا اللي يتقال عليه حب مش أنت و مشاعرك الكدابة 
أحمد تغاضى عن كل كلامها و قال بضيق
هو عمر رجع
بصتله بقلة حيلة و ضړبة كف على كف و قالت 
مفيش فايدة فيك!
الساعة اتنين بالليل الدكتور سمح ل عمر يشوف يارا و قبل ما يدخل الدكتور قاله إن نتيجة الأشعة تدل إن الفيروس وصل ع الرئة و إن اللي عندها دي كرونا فعلا و عشان كدا طلب منه يلبس زي المشفي الواقي لكنه رفض عشان يارا متحسش إنهم بينفروا أو خايفين منها و بالفعل دخل من غير ما يلبس حتى ماسك و المرة دي كانت يارا فايقة و واضح إن السخونية راحت قعد جنبها و هو بيبتسم و بيقول
ألف سلامة عليكي يا يارا 
ابتسمت و قالت بوهن
الله يسلمك يا عمر أنت هنا بتعمل ايه الوقت متأخر
عمر قال باختصار
جيت عشان اشوفك 
سكتت و متكلمتش و بعد دقايق معدودة الدكتور خبط على الباب كإشارة لعمر إنه يخرج و بالفعل فهم عمر و قام عشان يمشي لكن يارا و لأول مرة مسكت ايده و ندهت عليه و قالت
عمر 
يتبع 
بقلم زينب محروس 
الفصل السادس 
لم يكن تصادف
بعد دقايق معدودة الدكتور خبط على الباب كإشارة لعمر إنه يخرج و بالفعل فهم عمر و قام عشان يمشي لكن يارا و لأول مرة مسكت ايده و ندهت عليه و قالت
عمر 
بصلها باهتمام فهي كملت
أنا عايزة اخرج من هنا مش حابة قاعدة المشفى و لا نظام الدكاترة و الممرضين في التعامل معايا و كأني وباء 
عمر قال بمواساة
استحملي بس يومين و إن شاء الله هتخرجي و أنتي بخير 
يارا عيونها دمعت و قالت برفض
لاء مش قادرة استحمل و الله عشان خاطري خليني أخرج من هنا أنا مش بحب قعدة المستشفيات 
عمر طبطب على أيدها و هو بيحطها جنبها و خرج لقى الدكتور مستنيه و ساعة ما شافه قال
نتيجة التحاليل طلعت و هي كمان بتثبت إن دي كرونا فعلا ف ياريت تعرف العيلة إن محدش منهم يجي هنا عشان محدش هيدخل عندها 
عمر قال بجدية
أنا هخرج مراتي من هنا بكره 
الدكتور باستغراب
تخرجها توديها فين! بقولك الفيروس موجود ع الرئة و دا هيسبب لها ضيق تنفس و فى أي وقت ممكن تحتاج جلسة أكسجين دا غير إن وجودها في البيت خطړ على أهل البيت 
عمر سأله باهتمام
مش نفسية المړيض مهمة
ايوه طبعا 
عمر بإصرار
و يارا مش مبسوطة بوجودها هنا و فهمت من كلامها معايا دلوقت إن ممكن حالتها النفسية تسوء فعشان كدا أنا هخرجها من هنا و عايز حضرتك تكتبلي على العلاج و تعرفني اتصرف ازاي و لو ع الأكسجين نجيبلها في البيت و هقعد بيها في شقتنا و مش هخلي أي حد من العيلة يخطلط بيها أو بيا طول ما هي تعبانة 
الدكتور بتحذير
بس الأكسجين هيكلفك كتير 
عمر بلامبالاة
مش مشكلة الفلوس أهم حاجة يارا تكون بخير 
بالفعل تاني يوم عمر اخد يارا و رجعوا شقتهم و طلب من العيلة محدش يطلع ليهم
نهائي و اللي عايز يطمن عليها يتصل بيه و حتى رفض إن والدتها تقعد بيها عشان هي كمان كانت تعبانة و خاف لتتعدي منها تاني و فضل هو جنب يارا بيساعدها في كل حاجة و بيعطيها علاجها و جاب جهاز مخصوص عشان يقيس اكسجين الډم و يلحقها بالجلسات لو حست بصعوبة في التنفس و كان بياخد هو علاج زي ما الدكتور طلب منه عشان ميتعديش منها و حرفيا كان مهتم بكل حاجة لدرجة تجهيز الأكل و ترتيب البيت الحاجة الوحيدة اللي كانت بتعملها لوحدها هي إنها تبدل هدومها لنفسها و رفضت أنه يهتم بأي حاجة تخص ملابسها فكانت بتسيب مسؤولية الغسيل على مريم اللي ألحت على عمر عشان يسمحلها تزور يارا و تطمن عليها كل يومين 
و في الفترة دي كان عمر بيشتغل من البيت و هو سهران جنبها بالليل و بمرور أسبوعين كانت كل الأعراض راحت و صحة يارا اتحسنت و مبقتش تحتاج لأكسجين 
كان عمر سهران في اوضته و بيشتغل على اللاب و سايب الباب مفتوح عشان لو يارا ندهت عليه فحصل إن علاء رن عليه فقام يتكلم و هو بيتمشى في الأوضة و بعدين وقف و كان ضهره للباب و بعد السلامات و اطمئنان علاء على صحة يارا بدأ يكلمه في الشغل و قال بجدية
مدام سعاد عايزة تنفصل عننا في المشروع اللي بينا 
عمر بضيق
بص بقى أنا مش مرتاح ليها و لا قابل أبص في خلقتها من ساعة الكلام اللي عرفته فى أول جوزاي 
علاء ضحك و قال
عشان قالت يعني إنها مش عاجبها شغلك و مش عايزة تشتغل معاك و مش بتحبك و لا بترتاحلك!
عمر بتأكيد
ايوه يا سيدي بسبب كدا قال أنا يعني هيفرق معايا هي بتحبني و لا لاء! كلها على بعضها مش فارقة معايا اصلا و عايز انفصل عنها النهاردة قبل بكره و الله 
علاء بمدح
ما احنا معندناش مهندس اشطر منك يا عمر عشان
تم نسخ الرابط