رواية جديدة
عن عيوني الرحمه والضمير
يوسف عشان كده قولت للبوليس انك متعرفش الشخص اللي ضړبك وان الړصاصه جات بالغلط
أحمد بأسي انا استاهل اللي حصلي والحمدلله كان ده عقاپي في الدنيا وياريت اقدر اكفر عن ذنبي التاني
فنظر اليه يوسف بغرابه ذنب ايه اللي تاني يا احمد
احمد پألم وهو يتذكر زوجته متاخدش في بالك علي فكره انا رفضت ندخل الصفقه اللي فاتت عشان اعوض الشخص اللي ظلمته لان شركته كانت خلاص هتقع ربنا يسامحني علي اللي عملته فيه
وضعت طفلهم بينهم بسعاده وهي تتذكر رحلتهم الجميله الي بيت الله فأبتسم اليها بسعاده وهو يتصفح الصور التي التقطوها اليهم هناك ناظرا الي وجهه والده وزوجته وطفلهما الرضيع حتي قال
يوسف ان شاء الله كل سنه هنروح سوا وامسك بكف أيديها
يوسف انا مبسوط اووي يامريم انك قررتي نرجع تاني لبعض ونبقي زي اي زوجين صدقيني يا مريم انا ندمت علي كل شئ عملته وعمري ما كنت سعيد غير دلوقتي عارفه وجودك في حياتي انتي وأسر اجمل نعمه
مريم انا عايزه افتح مصلي في المسجد للسيدات ويكون فيه دروس شرعيه وحفظ للقراءن
فتأملها بحب حاضر
وتذكر شيئا علي جهازه المحمول حتي قال
يوسف في حاجه لو ورتهالك دلوقتي مش هتصدقيها
ويفتح ذلك الفيديو واضعا صورته امامها قائلا اتفرجي
وتسمع حديثه الذي يحتوي
جون كنت عدو لاي دين أخر غير ديني كنت أريد ان أثبت للعالم كله أن المسلمين ضعفاء ولكن قد أهداني الله من نفس الطريق الذي ارادت ان أجعل أخرين يعصون خالقهم أعلم ان الله غفورا رحيم وانه قد أختارني انا وزوجتي وابنتي وابني ان نصبح مسلمين لانه يحبنا اتمني في نهاية حديثي هذا ان تسمعه انسانه وتسامحني علي كل شئ فعلته بها وأذيتي لها وليتني أعرف لها مكانا لأجعلها تسامحني
ولا تيأسوا من روح ٱلله إنه لا ييأس من روح ٱلله إلا ٱلقوم ٱلكافرون
فأدمعت عيناها پألم وهي تشاهد ذلك الرجل الذي دوما أذاها لتتذكر قول الله تعالي في سورة يونس
ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين 99 وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون 100
ريما لسا جميله ونقيه زي ما انتي يا مريم
لتلتف مريم الي ذلك الصوت الذي تعرفه تماما وتمنت دوما أن تلتقي بصاحبته فنظرت اليها بشوق شديد وهي تتأمل ملامح تلك الجالسه بجانبها بحجابها ولبسها المحتشم وبيدها أبنها الصغير
وتأملت المكان حولها وهي تقول بسعاده قالولي ان في المسجد ده دار تحفيظ كويس جدا للدروس الشرعيه وأداب الدين وحفظ القراءن فقولت أجي اعوض اللي فات من عمري وانا بعيده عن ربنا ومصدقتش نفسي لما شوفتك فضلت اقول لنفسي معقول القدر يجمعنا هنا
فمدت اليها مريم ذراعيها واحتضنتها بشده وهي تبكي وحشتيني اووي ياريما وحشني كل حاجه معاكي وابتعدت عنها لتمسح عن وجهها دموعها بحنان
مريم ما ديه كانت امنيتنا فاكره اخر مره كنتي معايا فيها اتمنينا فيها ايه
لتتذكر ذلك اليوم وهطول المطر الشديد وتأملهم له من شرفتهما الصغيره في ذلك المسكن
ريما بتمني نفسي لما نتقابل تاني يامريم تقبليني وانا انسانه جديده بقلب طاهر انسانه تانيه خالص وابتسمت برضي وتفضلي انتي ديما مريم البنت الطيبه النقيه اوعي تنسي تدعيلي يامريم
فتعود ريما من شرودها بعدما تذكرت
كل ما مر بينهم انا عيشت بظروف صعبه اوي وكنت هفضل طول حياتي انسانه ضايعه وتذكرت زوجها مرادبس الحمدلله ربنا عوضني بزوج طيب وحنين
وتسقط اعينهم بسعاده علي صوت صغارهم ليجدوهم يداعبون أنامل بعضهم ويضحكون
فتضحك الصديقتان ويمر شريط ذكرياتهم سويا متذكرين ذلك المطعم الذي ضم الكثير من مواقفهم المضحكه
لتطبع كلمة النهايه سطورها وتدون جملة واحده
يخلقنا الله بفطرة الحب والرحمة والضمير يخلقنا بكل المعاني الجميله ينبتنا نباتا حسنا ولكن نحن نرويهم بأيدينا بماء الدنيا الفانيه وتنسينا معها الدنيا سؤالا ننسي ان نسأله لأنفسنا دوما
هل انت راضي عنا يا الله
النهايه
بقلم سهام صادق