زهزهرة ولكن دميمة
المحتويات
حاجة واحدة لو سمعت كلامك ومعملتش العشا وأتعشينا
بعد وقت قليل أعدت ضحى الطعام ووضعته على السفرة
كريم بابتسامة كلي دي من أيدي قام بأطعامها وسط جو مليء بالضحك وكلمات الغزل
وضع كريم يده فوق يديها وربت عليها برقة ثم رفع يديها وقبل باطنها بحب نظر لها مبتسما وقال هنضطر نسافر بعد بكرا نيويورك
قالت ضحى بسرعة كده
عايزه أروح أشوف زهرة بكرا بحاول أتصل بيها تليفونها مقفول عايزه أطمن عليها
حاضر بس خليها بعد بكرا قبل مانسافر هوديكي ليها ومن عندها على المطار دوغري
ومينفعش بكرا ليه أنا عايزه أشوفها
أبتسمت في تفهم طيب خليها بكرا طلب أخير عايزه
كريم بابتسامة أطلبي ياحبي
أبتسمت قائلة الكلام اللي قولتلهولك بخصوص زهرة وأكنان ياريت محدش يعرف بيه ولا حتى أكنان هو لو عايز يتكلم هيتكلم
كريم تصنع الزعل أنا مش وعدتك لما حكتي ليا حكايتهم قولتلك أيه بعديها أعتبري سرك في بير
جفل أكنان وجلس فوق فراشه عندما ظهرت أمامه بدت في غاية الجمال والعذوبة كانت ترتدي فستان أبيض كان وجهها وجسمها يشعان بالنور وشعرها البني الذهبي منسدل طليقا على ظهرها وعينيها الرزقاوتين تلمعان ببريق خاص وأسنانها تكشف عن أبتسامة عابثة
ردت عليه ضاحكة صحتي تمام وقامت بفرد يديها ثم ثنتهم بحركة رياضية أبتسمت له ثم رقصت أمامه بخفة كالفراشة وبقدميها الحافيتين أخذت تدق على الأرض بنعومة
حركت سبابتها بأغراء لكي يأتي لها
وجد نفسه أمامها في غمضة عين وبشوق ظل محپوس لوقت طويل
ها بكل مايملك من قوة قال أكنان برقة بحبك يازهرة
أغتسل بسرعة وذهب مباشرة الى غرفتها فتح الباب بهدوء ثم دلف ببطء ونظر اليها من مكانه رأها مازالت نائمة ومستغرقة في نوم عميق وصوت شخير ناعم يصدر منها عندما أطمئن عليها أغلق الباب خلفه شعر بوخز داخل قلبه الى متى ياقلبي ستظل تتألم
كان الجميع متواجد معاها فالطبيب أذن لها بالخروج
كريم ممازحا ماشاء الله وشك منور وبقيتي أحسن من الاول
قالت بابتسامة خاڤتة اهو أرك ده اللي جابني هنا
تصنع الزعل كده بردو يابوسة ده أنا سبت العروسة عشان خاطر عيونك الحلويين
قولي بقا عامل أيه في الجواز
مفيش أحلى من كده يارتني سمعت كلامك من زمان أول لما كلمتك عنها
عشان المرة الجاية تبقا تسمع كلامي
قاطعهم أكنان قائلا أنا عارف لما بتفتحو في الكلام مش بتسكتو يلا عشان تلبسي ولا قعدة المستشفى عاجبتك
أبتسمت له وبنبرة فيها القليل من الألم لأ طبعا ده أنا مصدقت هخرج النهاردة أنا زهقت بجد وعاوزة أخرج من هنا
جيلان بابتسامة مش أنتي لوحدك ياحبيبتي
نجم أمسك بيديها برقة الحمد لله أنك بقيتي كويسة
رن هاتف كريم فقال هطلع برا
دقايق أرد على نيروز
غادر الغرفة ولحقه أكنان مباشرة
سأله أكنان
عندما رأى عبوس وجهه مالك
ماما سافرت من غير ماتقولي
عادي مش مستاهلة التكشيرة دي
مش تكشيرة بس مستغرب أحنا كنا متفقين نسافر مع بعض بكرا وهي تسافر النهاردة مش مرتاح
رد أكنان بهدوء هي نيروز ديما كده عليها تصرفات غير متوقعة المفروض انك أتعودت
أجابها بلهجة عابسة أه وهو المفروض
سأله أكنان هتروح تجيب الشيخ أمتى
رد عليه قائلا هروح أجيبه دلوقتي عقبال مابيسان تروح هكون جبته معايا زي ماقال أول ماتخرج من المستشفى يروح ليها
تفاجىء أكنان وكريم بظهور زاهر أمامهم
هتف كلاهما في وقت واحد زاهر
زاهر بابتسامة طبعا زاهر بشحمه ولحمه
سأله أكنان بحيرة أخر مرة أتصلت الدكتور قال انك لسه في غيبوبة
أجابه بابتسامة شاحبة ماهو أنا أول مافوقت وعرفت باللي حصل وقدرت أتحرك ركبت أول طيارة عشان أطمن على بيسان
تقلصت ملامح وجه أكنان بالڠضب لمجرد ذكر ماحدث قال له بحدة أنا مرضتش أتصرف وسكت عشان خاطرك أنت يازاهر لولاك كنت قلبت الدنيا
ابتلع ريقه پألم عارف أن الأعتذار ملهوش لزمة دلوقتي بس اللي حصل مكنش ليا يد فيه أنت عارف كويس أن بيسان روحي ومستحملش عليها أي حاجة واللي أذتها أمي أمي اللي كل في أيدي أدعي ليها ربنا يسامحها ويهديها كل اللي عايزه منك تديني فرصة أحاول أصلح الوضع
كريم بانفعال مفيش تصلح الوضع أنت معرفتش تحافظ عليها
قاطعه أكنان قائلا براحة ياكريم
زاهر بلهجة برجاء أحنا الأتنين منقدرش نعيش من غير بعض اللي حصل ليها وأكتئبها عشان بعدها عني واللي حصل ليا لما حسيت أنها ممكن تسيبني
سأل أكنان
مستفسرا تقصد أيه
شرد زاهر في ذكرياته وأخذ يسرد ماحدث والسبب الذي أدى وقوعه والدخول في غيبوبة وكلام الاطباء أنه لا يوجد
سبب لأستمراره في الغيبوبة وعندما أنتهى قال كل اللي عايزه فرصة
أكنان أشار بأبهامه وقال بلهجة محذرة هديك فرصة ودي هتكون أخر فرصة مش عايز أخسرك
هتف كريم أيه اللي بتقوله ده ياأكنان
أشار له بالتوقف كريم أهدى شوية وفكر بيسان بعد ماترجع لطبيعتها محتاجة زاهر معاها
صمت للحظات وقال اللي تشوفه
سأل زاهر متلهفا أدخل أشوفها وبيسان هتكون في عينيا
أكنان قال بهدوء مش دلوقتي هي
هتخرج النهاردة وهنجيب شيخ يريقها مش دلوقتي لما الشيخ يقول أنها بقيت كويسة
قال زاهر پألم أن شاء الله تخف
تعالا شوفها بكرا أحسن
هز رأسه في صمت كئيب هجي بكرا
أنصرف كريم ودلف أكنان الى الداخل وأستعد الجميع للرحيل وقف زاهر أمام المستشفى في الركن وأنتظر خروجها لرؤيتها لكي يملي عينيه منها فقد كان مشتاقا لها أشتاق لسماع صوتها لكل شيء فيها تسارعت دقات قلبه عندما رأها من بعيد كنت تمشي بهدوء ورزانة ورغم مرضها وجهها مازال محتفظ بجماله الخاص لكن لمعت عينيها أنطفئت وصارت خواء أنتفض في مكانه مټألما لرؤيتها هكذا وبعيون لا ترمش ولا تحيد عنها ظل متتبع تحركه حتى ركبت السيارة وأختفت لتسقط دمعة وحيدة ووعد نفسه أنه سيصلح الأمور بينهم مهما تطلب منه من وقت
أياد بابتسامة طفولية يلا قومي بقالك كتير نايمة
حاولت الرد
ماأن دلف أكنان الى داخل الفيلا حتى أستقبله الصغيرين
أياد بلهجة طفولية كنت فين
رد عليه بابتسامة كنت عند عمتكم وأول ماطمنت عليها جيت هنا علطول شرد لثواني في أحداث أخر ساعة عندما أتى الشيخ وقام برقيتها وقال أنها أصبحت أفضل والسحر المعمول لها أصبح ليس له وجود وبعد أنصراف الشيخ أستغرقت بيسان في النوم مباشرة
جذبه وليد من البنطلون پعنف وهتف فيه روحت فين
أكنان بابتسامة موجود أهو قصادك
سأل وليد هو أنا عندي عمة
أيوه عندكم وعمة عسولة أوي كمان
قال وليد وأياد في وقت واحد عايزين نشوفها
رد عليهم بابتسامة حاضر هتروحو تشوفها هي فين ماما
قال أياد بضيق لسه نايمة ولما جيت أصحيها مش ردت تصحى
قاطعه وليد قائلا وأنا لما لمستها كانت سخنة أوي
أكنان بمجرد سماعه كلمات أبنه لم ينتظر التأكد منه وأخذ يركض على السلالم بسرعة وجد نفسه أمامها رأى جسدها يرتعش لمس جبهتها وجد حرارتها مرتفعة وبأضطراب أخرج هاتفه وأتصل بالطبيب
لم يعرف الطبيب سبب أصابتها بالحمى فطلب مجموعة من التحاليل ليتأكد من تمام صحتها لازمها أكنان وأخذ ينظر اليها في فراشها بعيون حزينة وقلب مټألم أستشعر بغصة لرؤيتها ضعيفة وتعاني جلس على حافة الفراش همس بأسمها بخفوت بللت دموع الندم وجنتيه أتى الليل ومازال الوضع كما هو الا من أتصال الطبيب الذي أخبره ان التحاليل سليمة ولا يوجد بيها شيء وكل مايجب فعله أن تأخذ مخفضات للحرارة وكمادات مياه باردة
في العتمة وسط هذيانها كان هو
الوحيد بجوارها أخذ يمسح
وجهها وشعرها بمنديل مبلل بالماء البارد فتحت عينيها بضعف تشابكت النظرات نظرة متلهفة تقابلها نظرة شاردة مغيبة
همست بأعياء عطشانة
بدأت أشعة الشمس تحيط بغرفة زهرة من الخارج والداخل بدأت تسمع أصوات ضاحكة بجوارها شعرت بالألم ففتحت عينيها ببطء شديد فشاهدت أطفالها بجوارها مبتسمين
وليد بابتسامة صحي النوم ياماما كل ده نوم
زهرة وهي تبتسم بصعوبة ده أنا لسه نايمة
أياد هز رأسه نافية لأ أنتي نمتي يومين بحالهم
وضعت يديها على رأسها المټألمة وسألت باستغراب هو أنا نمت بجد يومين ولا بتهزرو
رد وليد بلهجة طفوليه أه أحنا لما جينا هنا أمبارح كنتي نايمة وسخنة أوي
وأكمل أياد مقاطعا ولما قولنا لبابا أكنان جاب الدكتور وفضل جنبك طول الليل
قال وليد بعبوس وكان بيعمل ليكي كمادات ومرضاش أي حد فينا يقعد معاكي أنا أضايقت أوي منه
وشاركه أياد الكلام وأنا كمان
زهرة تململت على الفراش بعدم راحة وهي تسمع حديثهم فقالت بابتسامة خاڤتة هو عايز مصلحتك ياحبيبي عشان مش تتعدو مني
أياد بلهجة طفولية أصحي بقا عشان جعان
ردت زهرة رحو أنتو وأنا جاية وراكم نفطر كلنا سوا
بدأت زهرة بالتحرك حتى وصلت أمام الحوض غسلت وجهها لكي تزيل بقايا غشاوة التعب والنعاس من على وجهها أخذت تلقي دفعات من الماء على وجهها حتى أنتظمت أنفاسها وشعرت بالهدوء
على طاولة الأفطار رأت أكنان متصدر مقدمة الطاولة تناولت الطعام في صمت لكن أطفالها لم يكفو عن الكلام واللهو نظراتها لهم كانت شاردة سرحت في خيالات الليلة الماضية وبدون وعي لمست جانب فمها المرتعش
لاحظ أكنان هذا الشرود الذي سيطر عليها لكنه لم يعلق وأستمر في تناول أفطاره
نظرت له بحيرة فبادلها بنظرات دافئة وقال بهدوء أنا ماشي وهجي بالليل ده كان أتفاقنا لما خرجنا من فيلا شهاب أني أفضل معاكي لسه عند أتفاقنا ولا هتقولي متجيش هنا تاني
همست بخفوت أنا مش برجع في كلامي والأتفاق أتفاق
أبتسم بهدوء وقال مع السلامة ياحبايبي ووزع نظراته على الكل وقبل كلا الصغيرين
فتحت عينيها بوهن لم تستوعب لأول وهلة تواجدها في غرفتها حاولت النهوض لكنها توقفت عن الحركة والتفتت الى صوت الباب الذي يفتح ببطء ترقبت القادم بدت مصډومة من رؤيته
بسرعة لكي لا يرى دموعها التي لا تدري لها سبب محدد ندم أم خوف أم خذلان أم فرحة لرؤيته
شعرت بيد تلمس كتفها ثم أدار رأسها تجاهه مسح دموعها ونظر لها بحب سألها برقة تغللت داخل أحاسيسها بسرعة حسه بأيه
ارتفع صوت بكائها وهي تسمع صوته المحب
سأل بقلق هو في حاجة وجعاكي
أجابته وهي تمسح دموعها أنا كويسة بدت الحيرة في عينيها سألته بتشوش أنت عرفت
متابعة القراءة