رواية عاصفة الحب بقلم سهام صادق
تلك اللحظة
نجاة كانت تضحك رغما عنها وتتحاشا النظر لفارس الذي يسلط عيناه عليها
ولا تعلم السبب ولكن قررت الا تترك قلبها يقودها لطريق تعرف نهايته المظلمه
لا يعلم كيف اڼصدمت سيارته بعمود الإنارة فأصطدم رأسه بعجلة القياده ليغمض عيناه يتذكر بكائها وصوت ندائها
ضړب رأسه أكثر ولقطات من حياتهم منذ أن تزوجها تسير أمامه
تركض خلفه تجمع ملابسه تعود من عملها لتجهز الطعام إليه ملابسه نظيفه بل وازداد وژنا أصبح يضحك براحه خارج المنزل وحين يعود لا يكف عن الهتاف بأسمها وامرها سهر اجلبي اضعي هذا لا يروقني ذلك غير نظيف وهي تفعل كل شئ بحب حب أعطاه لمن لا تستحق وعندما جاءت من تستحقه أصبح بخيلا معها
عاد للمنزل بوقت متأخر ليجدها مازالت مستيقظه وفور أن وقعت عيناها عليه أزاحت الغطاء عنها ونهضت من فوق الاريكه راكضه
أحمد مالك ايه اللي حصلك
وتحسست جبهته پخوف
انت كويس ياحبيبي انا اسفه خلاص مش عايزه اروح مدام انت رافض
وتجمد جسدها من فعلته فهو يحتضنها بين ذراعيه بقوة
كنتي فين من زمان ياسهر
وابعدها عنه ينظر لملامحها المذهوله من فعلته ليمسح على وجهها
انا اسف
وبدء ليلهم لأول مره وهو من يعطي حنانه
لسا ۏجعاك
فأبتسم بخفه وهي يعدل رقدته فوق الفراش
فتنهدت مطمئنه تضع بيدها على قلبها
الحمدلله
ومال نحوها ليربكها
پتخافي عليا ياسهر
ولم تجد اجابه تخبره بها عن خۏفها الا ضمھا له بحب
حاوطها بذراعيه وهي تهندم من وضع حجابها وانحنى عليها يهمس بأذنها
ايه رأيك نتعشا النهارده بره
تمام
هتفت بتوتر وتعلثم ادركه من نبرة صوتها الخافته
وكأنه ضغط على زر الاستيقاظ لديها فدفعته عنها تنظر إليه پشراسه
لا انا لسا شرسه يادكتور
فتعالت صوت ضحكاته وهو يتأمل تبدل ملامحها
وغمز لها بعينيه وتابع بنبرة ماكره
بس كفايه انت مبتتكسفش فين الجراح المحترم
فقهقه عاليا وهو يحتوي يداها بين كفيه
الجراح المحترم ده بره البيت أما انا هنا في مملكتي مع سمو الأميرة
وغمز بعيناه ثم مال عليها يلثم خدها وابتعد عنها
يلا بسرعه اجهزي ياحببتي
رفعت كف والدها تقبله وتخبره بسعاده عن الصفقه التي ربحتها وان الشركه عادت لصعودها
تعرف يابابا فريد ده راجل محترم واقف جانبي وبيفهمني شغل السوق
فأبتسم عادلي بعد أن أخذ يسعل
الزمن علمني افهم الناس كان نفسي جوازتكم تستمر
جلست أمام خالها وهو لا تصدق انه أخيرا هنا
لتتساءل امينه وهي سعيده من أجل نجاة وزينه
وانت يااستاذ محمد هتستقر في مصر ولا راجع الكويت تاني
فأبتسم محمد وهو يرتشف من كأس العصير
لا ياحجه راجع تاني الولاد والمدام هناك غير شغلي
فتنهدت امينه بتفهم ولكن داخلها كانت تأمل أن يعود ويحتضن ابنتي أشقائه فهو العم والخال
وبعد حديثا طويلا هتف
ايه اللي سمعته عنك ده يانجاة في البلد
فتبدلت ملامح نجاة پخوف
هو في حاجه اتقالت عليا
فأسترخي محمد في جلسته
الواد البلطجي ده مطلع عليكي سمعه وحشه بس أهل القريه عارفين ومتأكدين من تربيتك
فأخذت أنفاسها براحه وأخذت تردد بحمد
الحمدلله ربنا العالم أني في حالي وسيبت القريه عشان ابعد عن اذاه
فطالعها
محمد بتريث وهو ينظر لامينه التي أخذت تربت على كفها
في عريس متقدملك يانجاة شريكي ارمل وبيدور على عروسه
ولم يتمهل في ترك فرصه لها للرد
هتيجي تعيشي في الكويت واه اكون مطمن عليكي زينه وعايشه مع جوزها وانتي مينفعش تعيشي هنا اكتر من كده
فطأطأت عيناها أرضا وشعرت بالخجل
عندك حق بس انا مش عايزه اتجوز انا هأجر شقه وعندي شغلي الحمدلله
لتحتد نظرة محمد نحوها
ما تقولي حاجه ياحجه امينه
لم تجد امينه ما تقوله ولكنها أرادت أن تعلم عمر العريس فلو كان شخصا مناسبا لما لا تقنع نجاة بحنكة أم
معلش يااستاذ محمد بس أنت مقولتلناش عنده كام سنه
واتسعت عين امينه پصدمه ثم ألتفت نحو نجاة التي اخفضت عيناها بحزن تبكي على حالها
خمسه وأربعين سنه يااستاذ محمد وهي لسا في العشرينات لا اسمحلي انت كده بتظلمها
فهتف محمد بلامبالاه دون أن يدرك ان كلماته كانت تنغرز في قلب تلك التي انزوت على حالها تبكي متآلمه
ماهي ديه الجوازات المناسبه ليها نجاة مطلقه
وتجمدت ملامح محمد وهو يسمع صوت أحدهم يهتف
ومالها يعني المطلقه
واقترب منه فارس ينظر لتلك الجالسه تفرك يداها بقوة حتى تتمالك دموعها من السقوط
بما ان حضرتك موجود النهارده فأنا يشرفني اطلب ايد نجاة منك
اندهشت امينه من عرض ابنها ولكنها ابتسمت فيوما تزوجها والدهم وكانت امرأة مطلقه في السابعه عشر من عمرها
فطالعه محمد بتوتر وفارس يمد له يده كي يصافحه ويعرفه على حاله
الدكتور فارس الصاوي
كان فريد يدلف في تلك اللحظة ويضم زينه اليه بعدما عادوا من مشوارهم واحتل الصمت المكان
لينهض محمد مصافحا فارس منهيا ذلك الصمت
مبروك يابني
الخاتمة
_ رواية عاصفة الحب
_ بقلم سهام صادق
أبتسمت لها سهر بعدما رفعت عيناها نحوها فأشارت للفتاه التي تعلمها مهام عملها القادم بعد أن تترك هي العمل
فبعد حملها أخبرها أحمد أنه لا يريد أن تتحمل أعباء الحياه بالداخل والخارج
واقتربت منها زينه التي مدت لها يدها تصافحها
ازيك ياسهر
فنظرت سهر نحو بطنها المنتفخه بعض الشئ
أخبار النونو ايه
فحركت زينه يدها على بطنها
بيلعب زي السمكه جوه
لتضحك سهر فضحكت هي الأخرى ووضعت سهر يدها على بطنها التي لم تظهر بعد
طمنتيني طبعا جايه لفريد مش جيالي
فحركت زينه رأسها وهي تبتسم
هو مش فاضي
فألتفت سهر تنظر نحو غرفته
عنده ضيف جوه
وقبل أن تكمل عباراتها انفتح الباب ليخرج الضيف
فأتسعت عين زينه ذهولا فالضيف لم يكن إلا مازن من كان يوما خطيبها
ليقترب منها مازن وعيناه على بطنها ظنا انها تعمل هنا ولكن صوت فريد الذي خرج يطلب من سهر احد الملفات فوقعت عيناه على زينه
واقفه ليه عندك كده ياحببتي انتي تعرفي بشمهندس مازن
سألها وهو يقترب منهم حتى أصبح جانبها
فتعلقت عين مازن على فريد فأبتسم بخفه ينفض شروده من حال الدنيا
ايوه يافريد بيه انا والمدام على معرفه قديمه تقدر تقول كان في بينا قرابه
احتدت عين فريد للحظات ليهتف مازن قبل ان يرحل
سعيد بمقابلتك يامدام زينه
فمسك فريد يدها وأتجه بها نحو غرفة مكتبه لتطالعهم سهر بدهشه ولكن عادت إلى عملها
ايه القرابه اللي بينكم يازينه
سألها فريد منتظرا إجابتها فبلعت ريقها بتوتر وهي تراه يتحرك أمامها حانقا
ده مازن يافريد اللي حكتلك عنه
تجمدت عيناه عليها وعيناها العالقة به تنتظر ردت فعله
واندفعت نحوه ترمي نفسها بين ذراعيه فأرتخت أعصابه قليلا وهو يضمها ويتذكر مافعله معها ذلك النذل
جيتي مع مين الشركه
فأبتعدت عنه ترفع عيناها نحوه فعلمت انه لا يريد الحديث في ذلك الأمر الذي مضى
جيت مع إيمان انا وإيمان تعبنا من اللف مع نجاة وسلمى
ووضعت يدها على بطنها
ابنك تعب من اللف فقولتله تعالا نروح لبابا
فضحك وهو يعود لاحتضانها
ما انتي اللي تعبه نفسك وابني ايه لازمته كل يوم تنزلي
وقلد صوتها ضاحكا
هننزل نجيب حاجات العروسه يافريد
لتبتعد عنه تنظر إليه بوعيد
ماشي يافريد هنتحاسب في البيت وايه رأيك النهارده هسيبك وهنام تحت مع البنات
ضحك بقوة على طفولتها المحببه لقلبه
اعمليها كده وانا هشعلقك بالمسمار
مزاح وضحكات انستهم الماضي فلم يعدوا يعيشوا الا الحاضر
وانحنى يلثم خدها بدفئ لينفتح الباب فتركض إيمان نحوه تتعلق به
خېانه لا بوسني انا كمان
واشارت نحو خدها ليحتضنها فريد وضحكاته تعلو من أفعالهم
فزينه تتشبث به وكأنه لها وحدها وإيمان تدفعها بخفه
ابعدي يازينه عن اخويا لاعاملك معامله مرات الاب
فدفعتها زينه بيدها مثلما فعلت بها
ماما امينه مش هتسكتلك
فضحك بقوة وهو يرى مناكفتهم فضمهم إليه
بس خلاص انا بتاعكم انتوا الاتنين ارتحتو
في زحمة عملها أخرجت هاتفها كي تطالع صوره الحصريه علي احد المواقع حركت أناملها ببطئ على ملامحه
تعرف ان النهاردة عيد ميلادك كل سنه وانت طيب
وسقطت دموعها پقهر لتسمع طرقات سكرتيرتها لتدلف بعدها تخبرها عن اجتماعها
لتداري نادين عيناها فهل البكاء سيليق بسيدة أعمال
وانصرفت سكرتيرتها لتغمض عيناها بآلم فمهما اخفت ضعفها ستظل تلك الفتاة التي حين تغفو تضم دوميتها
اليها
عاد إليها بلهفه وشوق لتتعلق به كالطفله الصغيره
متسافرش تاني
فضمھا يوسف إليه بحب
كان لازم ياحببتي اسافر أول ما خلصت المؤتمر الطبي جيت علطول
فأبتعدت عنه تعبس بملامحها
خدني معاك بعد كده
ليضحك وهو يراها بتلك الهيئه
حاضر
كلمه حولت شعورها لتبتسم
عارفه انك بتضحك عليا بس انا هعمل عبيطه واصدقك
لتعلو ضحكاته وهو يشعر وكأنه عاد لوطنه وطنه الذي وجده معها
تجمدت يداه على هاتفه بعد أن سمع ما أخبره به شريكه
فريد الصاوي رفض انضمام شركتهم لمجموعته الخاصه بمجال المعمار والإنشاء كانت فرصه ذهبيه ولكنها ضاعت والسبب يعرفه تماما من أجل زينه من أجل زوجته
ونظر لزوجته التي تقترب منه وتحمل فنجان قهوته
مالك يامازن
ليرمقها بنظرات جافه ونهض من فوق الاريكه يدفعها بذراعه ويترك لها المكان فسقط فنجان القهوة ليتناثر محتواه كما سقطت دموعها
فهذا هو الرجل الذي أخذته من صديقتها حب دفعت ثمنه
مازن لم يحبها هو لا يعرف غير قانون واحد البحث عن الربح حتي في المشاعر تزوجها لمكانه عائلتها ليس أكثر
تركت له نفسها وانجرفت وراء مشاعرها ليتزوجوا بعدما ضاع كل شئ لتشرد في اول ليله لهم وصدي كلماته مازالت عالقة بروحها الجريحة
اوعي تعملي نفسك عروسه ومكسوفه ما كل حاجه اخدتها منك قبل الجواز
في إحدى قاعات الزفاف كان الكل يلتف حول العروس ويراقصوها بحريه فلا رجالا معهم اليوم استنكر البعض
الفكرة ان يكون العرس منفصلا ولكن فارس فعلها لنجاة بعد أن طلبت منه ذلك
نظرت إيمان إلى والدتها وهي تضحك وتشير نحو زينه التي تقف تراقص نجاة بسعاده
شايفه زينه ياماما لو فريد بس موجود كانت الليله هتقلب عليها
فأبتمست امينه وهي تطالعهم
خليها تفرح وتتبسط
لتنظر إيمان جانبها فتجد صغيرها يجذبها من فستانها بعد ترك حماتها السيده فوقية لتضحك والدتها عليها
ابنك عايز يرقص خديه يرقص ياايمان وناديلي خالتك قوليلها كفايه رقص
حاضر ياماما انا مش عارفه متعبوش من الرقص
وبعد دقائق كانت امينه تحدق بأبنتها التي كانت منذ قليل تستاء من الأمر اما الان تقف بينهم وتتراقص وصغيرها يصفق لها
لتشعر بلمسه حانية على كتفها فألتفت لتبتسم بسعاده
تعالى يا نادين ياحببتي
قبلتها نادين علي خديها بحب وجلست جانبها وهي ترى تلك العائله وكأنها عائلتها التي أعطتها لها الايام
ضحك أحمد بخفه وهو يسمعها تحكي