مزرعة الدموع

موقع أيام نيوز


پألم قائله 
أنا أسفه .. بس أنا محتاجه شوية وقت وهبقى كويسه
ابتعد عنها وقال فى ڠضب 
قولى انك مش قادرة تنسيه .. مش قادرة تنسي مصطفى
شعرت بكلماته وكأنها خنجر يطعن قلبها المكلوم .. الټفت ونزلت الدرج بسرعة .. وتوجه الى مكتبه ثم سمعت صوت الباب يغلق بقوة .. عادت الى غرفتها وجلست على فراشها .. كانت حزينه حائرة مټألمة .. ترغب فى مسامحته .. لكن الأمر شاق عليها .. كيف تمنع عقلها من التفكير فيما فعل .. مضت أكثر من ساعة جالسه مستغرقة فى التفكير .. أكثر ما آلمها هو أنه ڠضب منها .. تعلم

جيدا انها لا يجب أن تنام وزوجها غاضب عليها .. لأن من تفعل ذلك تظل الملائكة تلعنها حتى الصباح .. ارتجفت لقساوة تلك الكلمات التى تعرفها جيدا .. فتحت باب الغرفة وخرجت تبحث عنه .. لم يكن ما يحركها هو خۏفها من لعڼ الملائكة فقط .. بل حبها له .. وحزنها لأنها أغضبته .. نظرت الى باب غرفته المفتوح

.. وكوب الشاى الذى برد .. علمت أنه فى المكتب لم يخرج .. نزلت ببطء .. طرقت باب المكتب بهدوء .. لم تسمع صوتا يدعوها للدخول .. وقفت .. ترددت .. لكنها أخيرا عزمت أمرها وفتحت الباب .. أطلت برأسها لتجد عمر جالسا على احدى الأرائك وبيده ألبوم صور .. رفع رأسه ليلقى عليها نظرة لا مباليه وكأن وجودها لا يعنيه ثم عاد ليقلب صفحات الألبوم .. دخلت ياسمين وأغلقت الباب خلفها .. جلست على الأريكة التى يجلس عليها لكنها تركت بينهما مسافة .. لم تعرف ماذا تقول .. هرب منها الكلام .. كانت تشعر بأحاسيس كثيره متناقضة .. كان مازالت يطالع الألبوم فى يده .. قالت دون ان تنظر اليه 
أنا مبفكرش أبدا فى مصطفى 
نظر اليها پغضب وحده .. نظرت اليه وأكملت 
أنا أصلا مكنتش بحبه يا عمر .. عمرى ما حبيته أبدا
رقت نظراته قليلا فأكملت 
أنا مكنتش أعرفه قبل الخطوبة .. هو شافنى واتقدملى .. كانت أول مرة أشوفه يوم ما اتقدملى .. واتخطبنا على طول .. واتجوزنا على طول 
ترك الألبوم من يده واعتدل فى جلسته .. ساد الصمت لفترة .. ثم قطعه قائلا 
يعني عمرك ما حسيتى بحاجه ناحيته
هزت رأسها بقوة قائله 
لأ
تفرس فيها قائلا 
ولا مرة 
قالت بثقه 
ولا مرة
أكملت قائله 
لما بفتكره مش بفتكره على انه جوزى خالص .. بفتكره على انه واحد غريب .. عمرى ما قدرت أفهمه .. ولا عايزة أفهمه
أومأ برأسه وقد فهم ما قالت .. قال بهدوء 
أنا اسف على الله قولته
قالت بأسى 
وأنا اسفة على اللى عملته
نظر اليها بصمت فأكملت قائله 
عمر .. أنا كنت طول عمرى فى حالى .. عمر ما كان ليا علاقات بحد .. حتى صحابي أيام الكلية كانوا معدودين على الصوابع .. لانى مش برضى أصاحب أى حد .. مبصحبش غير البنت اللى بثق فيها وبحس انها شبهى .. ومفيش منهم غير سماح هى اللى علاقتنا متقطعتش من أيام الجامعة 
نظرت اليه پألم وحيرة قائله 
يعني اللى عايزة أفهمهولك .. انى معنديش خبرة فى أى حاجه .. وحسه ان فى حاجات كتير أول مرة أتعرضلها .. ومش قادرة أحكم على مشاعرى صح .. حتى أفكارى حساها مشوشة
اقترب منها .. ثم قال 
أنا آسف انى اتسرعت 
رفعت رأسها لتنظر الى عينيه قائله 
لأ انت متسرعتش .. ده حقك .. بس أنا محتاجه وقت أطول .. فى حاجات كتير جوايا محتاجه أظبطها الأول
أمسك كفيها بيده وقال 
طيب ليه ما تتكلميش معايا فى الحاجات اللى جواكى دى .. ونظبطها سوا
ابتسمت قائله 
اوعدك .. انى هحاول أعمل اللى انت بتقوله .. وانى فعلا أقولك على كل اللى جوايا .. أنا بس محتاجة وقت 
تبللت عيناها بالدموع ونظرت اليه برجاء قائله بصوت أوشك على البكاء 
المهم بس انت متزعلش منى .. أنا مش عايزاك تزعل منى يا عمر .. انا عارفه انى تعباك معايا .. بس حاول تفهمنى ومتزعلش منى
أمسك وجهها قائلا بجديه 
طيب ممكن تبطلى عياط .. مش عايز أشوف دموع فى عنيكي أبدا .. وأنا مش زعلان منك .. ومش ممكن أزعل منك .. الحاجة الوحيدة اللى تزعلنى منك هى بعدك عنى .. لكن طالما انتى معايا خلاص .. هصبر لحد ما انتى اللى تقوليلي أنا عايزاك يا عمر .. أنا نفسي أبقى مراتك بجد يا عمر .. أنا بحبك يا عمر
ابتسمت له .. وقالت وهى تنظر الى عينيه ساهمه 
انت حنين أوى على فكرة
ابتسم لها .. فأكملت 
وطيب أوى .. ومريح أوى .. وراجل أوى .. وشهم أوى ..
قائلا 
طيب اسكتى بأه بدل ما تشوفيني مچنون أوى
تلاقت أعينهما وابتسامتهما .. اعتدلت فى جلستها قائله 
بما انها جلسه مصارحه فأحب أسألك سؤال 
أجاب مبتسما 
اسألي
قالت بهدوء 
يعني انا عارفه انك كنت خاطب قبل كده
صمتت لتراقب تعبيرات وجهه الساكنه .. ثم أكملت 
يعني اللى سمعته انها كانت مختلفة عنى .. حتى ماما كريمه قالتلى كده
أومأ برأسه دون أن يتكلم .. فأكملت 
ليه 
ايه اللى ليه 
ليه اخترتها 
صمت وبدا عليه التفكير .. ثم
نظر اليها قائلا 
اخترتها لانى كنت فاكر انى ممكن أغيرها .. بس هى كانت بعيده أوى أوى عنى .. بعيده بعد صعب انى أقربه .. خطوبتى ليها كانت من اكتر الحاجات اللى ندمت عليها فى حياتي
تفرست ياسمين فى وجهه تراقب تعبيراته وقالت 
فى حاجات كتير ندمت عليها 
بدا ليه التفكر ثم قال 
مش كتير أوى .. بس أى انسان عنده غلطات قاتله أكيد بيندم عليها
شعرت بالألم يغزو قلبها .. اقتربت منه .. اندهش عندما وجدها تمسك يده بيدها .. نظر اليها فقالت بحنان 
المهم اننا نندم فعلا على الغلطة دى ونستغفر ربنا كتير عشان يغفرهالنا .. ومنكررش أبدا الغلطة دى تانى مهما حصل
قال بهدوء 
صح كلامك مظبوط
سألته بلهفه
يعني انت ندمت على الغلطات دى
أومأ برأسه 
أيوة ندمت 
ابتسمت .. شعرت بالراحة تسرى فى كيانها .. قالت له بحماس وبأعين

دامعه 
ان شاء الله ربنا هيغفرلك .. اللى بيتوب صح ربنا بيغفرله ويمسح الذنب ده من صحيفته يوم القيامه
رق قلبه وهو يرى دموعها المتساقطه .. مسحها بأصابعه ونظر اليها بحنان جارف وقال بصوت مرتجف 
انتى حبيبتى بجد .. أنا بحبك أوى .. عمرى ما تخيلت ان واحده ټعيط ادامى من خۏفها عليا بسبب ذنوبى .. انتى حنينه أوى يا ياسمين .. أنا بحبك أوى
استيقظت ياسمين من نومها على صوت جرس الهاتف الذى تضبطه على صلاة الفجر .. نهضت لتجد نفسها فى غرفتها ومدثرة بغطائها .. كيف صعدت الى هنا .. ابتسمت وهى تتخيل نفسها محموله على ذراعى عمر .. وقريبه من قلبه .. نهضت من فراشها وتوضات .. ذهبت الى غرفته وطرقت الباب .. وقت طويلا .. أخيرا فتح الباب وهو ناعس العينين قائلا بمرح 
فى واحدة محترمة تخبط على باب أوضة جوزها الساعة 4 الفجر
ضحكت وقالت 
أه عشان تصحيه يصلى الفجر
ابتسم وهو يفتح عينيه بصعوبه قائلا 
ماشى هعديها المرة دى .. 
نظر الى ما كانت ترتديه ثم قال بخبث 
هو انتى لسه مفتحتيش السوسته
ابتسمت بخجل قائله 
لأ ولا لاقيه مقص
قال وكأنه يفكر 
مممممم طيب وهنعمل ايه فى المشكلة دى
عادى بكرة هسأل الست اللى بتشتغل هنا على مقص
نظر اليها قائلا 
طيب تعالى أحاول تانى
قالت بسرعة 
لأ
ضحك بشدة قائلا 
يا بنتى هحاول أفتحتلك السوسته .. مش هحاول حاجه تانيه
قالت بخجل 
لأ هتصرف أنا
قال بعند 
طيب محدش فتحهالك غيري
اقترب منها .. دقيقه وكانت المشكلة قد حلت .. أنزل السوسته ببطء فالتفتت بسرعة قائله 
خلاص كفاية .. هكمل أنا
حسابك كام يعني 
اتسعت ابتسامته ونظر وعيناه تلمعان من البهجه .. قالت دون أن تنظر اليه 
متنساش تصلى قبل ما تنام .. تصبح على خير
تابعها بنظره قائله 
وانتى من اهل الخير يا حبيبتى
دخلت وأغلقت الباب و ابتسمت بسعادة وقد أيقنت أنها أصبحت تحب زوجها بشدة .. بل تعشقه پجنون ..
فى الصباح سمعت طرقات على باب غرفتها .. نهضت وفتحت الباب لتجد الخادمة تخبرها بأن عمر ينتظرها فى الأسفل لتفطر معه 
دخلت الحمام وأخذت دشا .. احتارت فيما ترتدى .. هل ترتدى عباءة كما هى عادتها .. أم .. اختارت فستان طويل .. مثل الدريل .. بنصف كم .. لم تربط شعرها للخلف هذه المرة بل تركته حرا .. كان لديها شعر أسود اللون فاحما .. ذو مظهر صحى جذاب .. به موجات تعطيه انسيابيه رائعه .. وضعت أيضا حكلا .. وبرفيوم تحبه .. نظرت الى نفسها فى المرآه .. ثم نزلت .. دخلت غرفة الطعام وهى تشعر بالخجل من التغيير الذى أحدثته فى نفسها .. نظر عمر اليها متأملا لا يرفع عيناه عنها حتى جلست قائله 
صباح الخير
ابتسم وقال 
صباح النور .. هو احنا ملنا حلوين أوى النهاردة كده
ابتسمت بخجل و قالت 
يلا عشان نفطر عشان متتأخرش على شغلك
اقترب منها هامسا 
انا مستعد ألغى الشغل خالص على فكرة
ضحكت .. سعد عمر للغاية من التغيير فى مظهرها أولا .. ومن ابتسامتها العذبة التى ظلت محتفظة بها طيلة جلوسها .. فى المساء انشغلت ياسمين بسقى الزرع فى الشرفة فى حجرة المعيشة .. اقترب منها عمر قائلا 
انا طالع انام .. هتسهرى
التفتت قائله 
لأ .. هسقى الزرع ده بس وأطلع انام
قائلا 
تصبحى على خير 
هم بالانصراف ثم الټفت قائلا 
متنسيش تصحينى الفجر
ابتسمت له .. صعد الى غرفته .. بعدما أنهت ياسمين عملها صعدت هى الأخرى الى غرفتها .. اقتربت من فراشها لتجد على وسادتها ورقة وزهرة ياسمين .. أمسكت الزهرة واستنشقت عبيرها المنعش .. وفتحت الورقة والابتسامه على ثغرها .. لتجد عمر كاتب فيها 
كم هي صعبة تلك
الليالي
التي أحاول أن أصل فيها إليك
أصل إلى شرايينك
إلى قلبك
كم هي شاقة تلك الليالي
كم هي صعبة تلك اللحظات
أنا اسفة 
شعرت بخفقات قلبها التى تسارعت .. صمتت .. قال وهو يتراجع عما قال 
خلاص مفيش مشكلة أنا بس كنت .......
قاطعته بصوت هامس 
ماشى
نظر اليها بشك قائلا 
عشان انا طلبت .. يعني هتعملى كده عشان تسمعى كلامى وخلاص 
قالت بخجل 
لأ مش عشان أسمع كلامك وخلاص
ابتسم قائلا 
متأكده
ابتسمت فى خجل وأومأت برأسها
تصبحى على خير

وتدثر بالغطاء .. وقفت مكانها طويلا .. دون ان تتحرك .. لم يتحدث .. بل أرهف سمعه لمعرفة ما تفعل .. دون ان يحاول الالتفات اليها .. ببطء وتردد ..وبعد فترة طويلة .. ازاحت الغطاء عن طرف الفراش وهى تنظر اليه پخوف وتوتر .. ثم نامت على طرفه الآخر ومعظم جسمها الى الخارج .. وتدثرت وحاولت أن تهدئ من تنفسها السريع وضربات قلبها المضطربه .. ابتسم عمر ولم يحاول التحرك من مكانه .. قرب كفه من أنفه ليشم عطرها الذى علق بيده .. أغمض عينيه
 

تم نسخ الرابط