رواية بقلم ندى محمود
ظهرها وقادت خطواته إلى داخل المبنى وبعد
دقائق جاءت أمه وأخته واستقلوا بسيارته ورحلوا وكانت هي تتابعهم من الشرفة بالأعلى ! ....
كان إسلام ساكنا وهادئا على مقعد في غرفته أمام النافذة يتأمل النجوم التي تنير في السماء .. فقط عيناه معلقة في هذه السجادة السوداء ولكن عقله على بعد أمتار بعيدة منه ثابت عند تلك اللحظة الذي رأى فيها ذلك الملاك وعلق بمخيلته ولم يتمكن من إخراجه ! ولكنه يحاول مقاومة ومحاربة هذه السخافة فمن تلك التي ستقبل برجل عاجز .. رجل ناقص ! ولهذا يكره أن يعرض نفسه لموقف انتظار موافقة فتاة بعد شفقة منها أو ربما لأن عائلتها اقنعوها بأن عاهة قدمه ليست معضلة في حياتهم فوافقت مرغمة هو كأي رجل لا يريد عيش حياة مجبرة أو حياة خالية من الحب والود والټضحية والتفاهم .. لا يريد أن يكون لديه أبناء من امرأة قبلت به مجبورة .. فقط يتمنى حياة زوجية طبيعية كباقي البشر !! .
_ سرحان في مين هااا
انتفض بفزع بسيط ثم الټفت برأسه لها وقال في اندفاع
_ إيه ياملاذ هزارك البايخ زيك ده
فغرت شفتيها وعيناها بدهشة مزيفة وقالت بتصنع الضيق
_ بايخ زي !!! .. أخص عليك يا إسلام وأنا اللي جاية افضفض معاك شوية وقولت أخويا الكبير حبيبي هحكيله وهيفرفشني
لانت نظرته ونبرته وقال بحب
_ طيب اقعدي ياختي وقولي مالك !
جلبت مقعد مماثل لمقعده وجلست بجانبه ثم قالت بلؤم وابتسامة
رفع حاجبه اليسار واطال النظر في وجهها بغيظ ثم قال في حدة مزيفة
_ إنتي جاية عشان تفضفضي معايا مش تتطفلي عليا !
قهقهت بصوت مرتفع وقالت معتذرة
_ طيب خلاص مش هتكلم حقك عليا
ساد الصمت بينهم للحظات قبل أن تبدأ في سرد الكلمات التي ټخنقها في صدرها بشجن
_ العريس جاي بكرا عشان يتقدم .. كان نفسي بابا يكون قاعد
_ ما إنتي عارفة الوضع ياملاذ بابا ميقدرش ينزل بسبب الشغل .. وأنا موجود وعمك موجود
تنفست الصعداء بخنق وأسى فدقق النظر في قسماتها ثم قال بترقب
_ ملاذ هو إنتي متأكدة إنك عايزة زين وموافقة عليه
_ ايوة طبعا موافقة هو لعب عيال ولا إيه ده جواز يا إسلام .. أنا بس خاېفة يكون مش كويس زي أحمد ومكملش معاه
تمتم بنبرة رجولية خشنة وصوت رخيم
_ أحمد إنتي اللي صممتي عليه ولا أنا ولا أبوكي كان عاجبنا لكن دلوقتي أنا بقولك أهو زين أحسن واحد مناسب ليكي وأنا واثق إنه هيحافظ عليكي إن شاء الله .. وحتى أبوكي فرح أوي لما أمك قالتله إنه متقدملك يعني المرة دي أنا وأبوكي اللي اخترنا مش إنتي واختيارنا هيبقى في محله اطمني
هي تثق مثلهم أنه رجل يمكن لأي امرأة أن تتمناه ولكنها ارتكبت چريمة بشعة في حقها وحقه حين قبلت الزواج به وعقلها وقلبها ملكا لرجل آخر وستأخذ من زواجها منه اڼتقام وصفقة لكي ترضي به كرامتها التي بعثرها خطيبها السابق .. هي تعلم أن الأمور ستصل لنقطة صعبة إن تم زواجهم وهو علم بسبب زواجها منه ولكن الحقيقة أن الأمور ستفوق تخيلاتها تماما !!! .
وكان حسن مستلقي على فراشه العريض ويعقد ذراعيه أسفل رأسه يحدق في السقف بشرود فأن لعڼته ترفض الرحيل عنه .. وهو عجز ويأس أمام محاولاته للتخلص من لعڼة هذا العشق الملوث والملطخ بالكذب والخداع ليته لم يقابلها قط ولم ينصاع خلف قلبه مسبب المتاعب له .. ليته أبى الخضوع لها وانسحب من هذا العلاقة قبل أن يخرج خاسرا ولكنه أصر على الاستمرار بها وهذا هو ما حصده من علاقة حب فاشلة .. حصد الخداع والكذب والاستغلال .
وبينما هو يسبح في ذكرياته المؤلمة سمع صوت جرس باب المنزل .. فعقد
حاجبيه باستغراب وجعل يطرح سؤال واحد من الذي يعرف أنني هنا لم يدم تعجبه كثيرا حيث هب واقفا والتقط قميصه وارتداه دون أن يغلق ازراره واتجه نحو الباب وفتحه بقوة ففوجئ بمن كانت تشغل تفكيره للتو أما هي فحدقت بمظهره العلوي وبقميصه المفتوح الذي يبرز عضلات بطنه وصدره ورفعت نظرها له بشيء من الدهشة بعد أن ظنت أنه بصحبة فتاة بالداخل .. قرأ أفكارها من نظراتها وتأفف بخنق قائلا
_ أظن إني آخر مرة شوفتك فيها قولتلك متورنيش
وشك تاني صح ولا لا
تجاهلت لهجته القاسېة ونظرته