رواية بقلم منى سلامه
المحتويات
بالسقوط فى أى لحظه .. علمت مدام ثريا أنها لمست وترا حساسا .. فأكملت بقسۏة
هو ده اللى هيحصل بعد ما يفوق من النزوة اللى هو فيها .. ويقارن بينك وبين البنات اللى حوليه .. زي بنتى ايناس مثلا .. هى جايه المزرعة بعد شوية لما تشوفيها هتعرفى نوعية البنات اللى فعلا مناسبه ل عمر
صمتت قليلا ثم قالت بإبتسامه مصطنعه
انتى شكلك بنت طيبة وتستاهلى كل خير .. بس عشان مترجعيش تندمى لازم تفكرى كويس .. وشكلك كمان عاقلة وعشان كده أنا واثقه انك مش هتجيبى سيره ل عمر عن كلامى معاكى .. انا اتكلمت عشان مصلحتكوا انتوا الاتنين .. ولو احتجتى حاجه فى أى وقت عرفيني
ياسمين مالك
نظرت اليها ياسمين والكلمات محپوسه فى حلقها
قالت لها ولاء بلهفه
ايه مالك .. تعالى اعدى جوه طيب .. هى عمت عمر قالتلك ايه ضايقك كده
تركتها ياسمين ومشت فى طريقها وصلت الى حيث يعمل والدها فنادته .. أقبل والدها .. فقالت له بحزم
قول للبشمهندس عمر انى رفضته
بهت عبد الحميد وقال
ليه يا بنتى كده ده راجل كويس ميتعيبش
قالت ياسمين بصوت متهدج
أرجوك يا بابا متضغطش عليا
ثم تساقطت عبرة من عينيها وهى تنظر اليها قائله
بدا التأثر على وجه عبد الحميد وقال
لما الولاد بيغلطوا الأب بيسامح .. لكن لما الأب بيغلط ولاده بيكونوا فاكرين غلطته ومبينسوهاش أبدا
نظرت الى والدها بتأثر قائله
أنا آسفه يا بابا مكنش قصدى أزعلك .. أنا بس مضايقه شوية ومش عارفه أنا بقول ايه .. حقك عليا
خلاص يا بنتى محصلش حاجه .. ومادمتى مش عايزاه خلاص .. دى حياتك مش هغصبك على جواز تانى أبدا
ابتسمت له قائله
ربنا يخليك ليا يا بابا .. وبعد اذنك أنا هروح ل سماح أعد معاها شوية
ماشى يا بنتى بس متتأخريش .. وخلىب الك من نفسك
لا سلامتك ألف سلامه
.. احنا اصلا النهاردة يعتبر مفيش شغل كتير .. مفيش مشكلة روحى ارتاحى
شكرته قائله
شكرا يا دكتور
غادرت واتصلت ب سماح قائله
سماح انتى فاضيه النهاردة
آه فاضية خير هتيجى
لو مكنش يضايقك .. حسه انى مخنوقه ومحتاجه اتكلم مع حد
طيب يا حبيبتى منتظراكى ومتقلقيش أيمن هيتأخر النهاردة مش جاى الا بالليل
خلاص أنا خارجه أركب حالا
جلست سماح بجوار ياسمين تنظر اليها فى صمت .. نحدثت ياسمين قائله
عارفه .. من كتر ما أنا حسه پألم جوايا .. حسه انى مټخدره وعامله زى المشلوله اللى مش قادره تتحرك .. أنا كنت فاكره انى خلاص هفرح زى باقى البنات .. وهرجع ابتسم وأضحك من قلبي تانى .. لما بابا قالى انه اتقدملى .. فرحت أوى .. مكنتش مصدقه .. كنت فرحانه أوى .. كنت حسه ان قلبي طاير .. كنت بفكر بسطحيه أوى .. انا زى ولاء فكرت فى القشرة بس ..
عمر مش وحش
يا ياسمين
نظرت اليها ياسمين قائله بمراره
احنا مننفعش بعض يا سماح .. مش عارفه ازاى انا كنت عاميه كده .. هو واحد اتربى بطريقه غير اللى أنا اتربيت بيها .. واحد مبادئه وافكاره وحياته كلها مختلفه تماما عنى .. مفيش أى تكافؤ بينا يا سماح .. عمته كانت معاها حق .. بعد ما الحب ده يضيع مش هيلاقى حاجه تخليه يتمسك بيا .. هيعرف ساعتها اننا مكناش مناسبين لبعض .. سماح أنا طول عمرى عايزه واحد يتقى ربنا فيا .. واحد أنا وهو نعين بعض .. ونقرب من ربنا سوا .. ونبنى بيتنا سوا ونربى ولادنا تربيه صح .. ونكون قدوة حسنه ليهم .. ازاى اختارلهم أب .. بيستحل حرمات ربنا بالشكل ده
قاطعها سماح مرة أخرى قائله
بصى اللى أنا أعرفه انه هو وبنت عمته وأخوها متربيين مع بعض وزى الاخوات .. يعنى هما واخدين على بعض اوى يعنى ...
قاطعتها ياسمين پحده
انتى مقتنعه باللى انتى بتقوليه ده .. اللى يغلط غلطه صغيره يغلط غلطة كبيرة يا سماح .. مابالك وهو اصلا مش شايف انه بيغلط ..
صمتت قليلا ثم هتفت باكيه بصوت متقطع
مصطفى لما خانى كان عارف انه بيخونى .. أما ده الخيانه عنده عادى .. هيخونى وهو أصلا مش حاسس ان دى خېانه .. واحد عايش فى عالم غير اللى أنا عايشة فيه وغير اللى انا متربيه عليه .. بكرة لما نتجوز يقولى اقلعى الحجاب زى بنت عمتى وزى خطيبتى القديمة .. بكرة يلبسنى زيهم .. وسلمي على الرجاله زيهم .. وأبقى خسړت ديني ودنيتى .. بتقولى انه مش وحش .. طيب لو هو مش وحش اختار واحدة بالشكل اللى وصفتهولك ليه عشان تكون خطيبته .. ها .. وبعدها يختارنى انا ....
قلت سماح
بس هو دلوقتى اختارك انتى يا ياسمين
قالت بمراره
هو مفرقش اى حاجه عن مصطفى .. مصطفى اختارنى لانه عايز واحده يحطها فى البيت زى اى كرسي فى البيت ويبقى واثق فيها وفى اخلاقها .. وهو بره يعمل اللى على مزاجه .. وعمر زيه اختارنى لنفس السبب ..
قالت والدموع تتساقط من عنينيها
لما مصطفى خانى يا سماح الألم كنت حساه فى كرامتى .. لكن لو عمر خانى .....
تعالى صوتها فى البكاء قائله قائله
الألم هيكون فى قلبي .. وأنا مش هقدر أتحمل ده
هدئتها سماح قائله
وانتى ايه اللي يخليكى تفكرى انه هيخونك يا ياسمين
قالت ياسمين بحزم من بين دموعها
لان حياته غلط وعيشته غلط .. وتصرفاته غلط .. هو واحد مبيخفش من ربنا وبيعمل الغلط عيني عينك كده أدام الناس .. اللى يعمل حاجه صغيره ببجاحه كده يعمل الكبيرة يا سماح
صمتت قليلا
ثم قالت
وبعدين مش دى المشكلة الوحيده .. المشكلة انى اكتشفت انى فعلا انه مينفعنيش .. ده واحد هينزلنى معاه لتحت .. وأنا عايزه واحد ياخد بايدي ونطلع سوا .. عايزه واحده له نفس مبادئي نربي ولادنا على مبادئ واحدة وقيم واحدة وافكار واحدة .. مش أنا ابنى وأبوهم يهد ..
ثم قالت بوهن
مش عايزه أطلق تانى يا سماح كفايانى چرح واحد .. مش هقدر أتحمل چرح تانى .. مش هقدر أخاطر تانى .. أنا معنديش أى ثقه في عمر .. زى ما كان معنديش أى ثقه فى مصطفى
نظرت لها سماح بحزن قائله
طيب فكرى تانى .. واستخيرى تانى
نظرت اليها ياسمين قائله بحزم
أنا استخرت .. وفكرت كويس .. الراجل الى هختاره زوج ليا هختاره بقلبي وعقلى .. مش بقلبي بس .. ولا بعقلي بس .. لازم الاتنين يوافقوا عليه .. لازم يتشرف بيا وسط عليته ووسط الناس .. أنا مش واحدة من الشارع زى ما عمته حاولت تفهمنى .. أنا بنت ناس .. صحيح ناس فقرا .. بس محترمين ونعرف ربنا .. هى فاكرة انى مش هقدر ارفض عمر وقالتهالى وش كده ان مفيش بنت تقول ل عمر لأ .. بس أنا هقول لأ .. أنا وعمر مستحيل نكون
لبعض .. ده آخر واحد ممكن أوافق انى أتجوزه
توجه عبد الحميد الى مكتب عمر طرق الباب فسمه صوت عمر بالداخل
اتفضل
دخل عبد الحميد فهب عمر واقفا واستقبله بابتسامه قائلا
اتفضل يا عم عبد الحميد .. اتفضلى اعد
قال عبد الحميد فى وجوم
تسلم يا بشمهندس بس أنا جاى أقولك كلمتين وهمشى عشان ورايا شغل
وقفت عمر أمامه مبتسما ونظر اليه قائلا
خير .. اتفضل
تنهد عبد الحميد تنهيدة حسرة وبدا مترددا وقال دون أن ينظر اليه
بنتى رفضتك يا بشمهندس
وقع الخبر كالصاعقة على رأس عمر .. اختفت ابتسامته شيئا فشيئا حتى تلاشت تماما .. صمت وهو يحاول استيعاب ما سمع .. فنظر اليه عبد الحميد قائلا
أنا مش ممكن أغصبها مرة تانية .. جوازتها الأولى كانت ڠصب عنها .. وحلفت بعدها انى عمرى ما هعمل كده فى بنت من بناتى
صدم عمر للمرة الثانية فى أقل من دقيقة .. عندما علم أن زواج ياسمين كان رغما عنها
نظر اليه عبد الحميد بأسف قائلا
أنا آسف يا بشمهندس
ثم استدار وانصرف .. جلس عمر على أقرب مقعد وهو مازال تحت تأثير صدمة رفضها اياه.
حضر المأذون والشهود فى بيت نهلة .. لم يحضر أى من اخوتها .. فقط أمها وزوجها .. بدأ المأذون فى مراسم الزواج .. وهنا قال مصطفى للمرة الثانية
قبلت زواجها.
الفصل الثامن والعشرين
Part 28
دخل عمر الى بيته واجما حزينا .. سمع صوت المزاح والضحكات تتعالى من غرفة المعيشة .. توجه اليهم ليرى والدته ووالده و عمته و ايناس مجتمعون معا .. هتفت ايناس بمجرد أن رأته
عمر تعالى .. السهرة نقصاك
دخل عمر الغرفة ووقف أمامهم .. قالت عمته مبتسمه
حقيقي يا ايناس انتى عامله جو تانى للمزرعة .. الأيام اللى فاتت مكناش بنلاقى حاجه تسلينا هنا .. أنا من زمان مضحكتش الضحك ده
قالت كريمة مبتسمه
ايناس طول عمرها ډمها خفيف .. وبتعمل روح حلوة لأى مكان بتروحه
ضحكت ايناس وتنحنحت فى حرج مصطنع قائله
أحرجتونى بكلامكوا يا جماعة
التفتت الى عمر قائله فى مرح
وحضرة سمو الأمير رأيه ايه فيا .. رأيه برده زيهم انى مرحة ودمى وخفيف وعملالكوا جو حلو من ساعة ما جيت
كان عمر مازال واجما .. نظر الى كل العيون الى تطلعت اليه مبتسمه .. وقال بلهجة باردة خلت من أى انفعال
البنت اللى انتى كنتوا رافضين انها تدخل عيلتكوا .. هى اللى رفضت تدخلها
قال ذلك ثم غادر المكان وتوجه الى غرفته فى الطابق العلوى وأغلق الباب فى هدوء .. صمتوا وكأن على رؤسهم الطير .. كانت تعبيراتهم متباينه .. فمدام ثريا ظهر على وجهها علامات الارتياح والإنتصار .. أما ايناس فلم تستطع أن تخفى ابتسامه الفرحه الممذوجه بالخبث التى تكونت على شفتيها .. أما نور الدين فبدا شاردا وكأنه يفكر تفكيرا عميقا .. أما كريمة فكانت مشاعرها متباينه .. صدمة .. عدم تصديق .. ارتياح.. حزن .. حيرة ..مزيج عجيب تراه على وجهها .. نهضت من مكانها وهمت بأن تغادر الغرفة فأوقفها نور الدين قائلا
سبيه دلوقتى يا كريمة
نظرت اليه قائله فى استنكار
لازم أطمن عليه
ثم خرجت وتوجهت الى غرفة عمر .. أما ايناس و والدتها فقد تبادلتا نظرة ذات معنى
طرقت كريمة الباب فلم تسمع صوتا .. ففتحته ودخلت وأغلقته خلفها .. كان عمر يجلس فى الظلام على مقعد فى مواجهة شباك الغرفة وضوء القمر يتسلل الى غرفته ليلقى بأشعته الفضيه على وجهه .. حاولت اضاءه الغرفة لكنه الټفت اليها قائلا
لو سمحتى يا ماما سبيه مقفول
أغلقته كما طلب ..
متابعة القراءة