في قبضة الاقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

 


سما الذي جعلها تنتفض في مكانها كمن لدغتها افعي قائله پصدمه
سما ايه الي انتي بتقوليه دا تمشي تروحي فين ايه الكلام دا يا عمتو
همت پقهر
عمتك
ھتموت بقهرتها. تخيلي يا حلا سما عايزة تسبني و تسافر تروح تعيش مع شيرين . عايزين يسبوني لوحدي في آخر أيامي و يفضل قلبي متشحتف عليهم العمر كله.. و كل دا ليه عاشت ست الحسن و الجمال مش راضيه تبعد عنها..

حلا بانفعال 
يعني ايه الكلام دا. هو بمزاجها! دي هي الي تمشي و تغور في داهيه. اسمعي يا سما مفيش مشيان من البيت دا و لو عملتيها لا انت بنت عمتي و لا اعرفك ولا لساني هيخاطب لسانك ليوم الدين. سمعاني.
سما بتعب 
حلا الله يباركلك بلاش كلامك دا..
قاطعتها حلا بصرامة
بلاش انتي عبطك دا و انسي اللي بتفكري فيه دا خالص.. و إن كان عالست جنة دي أنا هعرف أوقفها عند حدها. و اعرفها ازاي تتجاوز حدودها معاك
كان الأخوان في المكتب يناقشان أمور العمل وكان سالم كل دقيقه ينظر إلى ساعته و منها إلي النافذة مما جعل سليم ينتبه الي ما يحدث فأغلق الاوراق أمامه و قال باستفهام
في حاجه يا سالم انت منتظر حد 
سالم باختصار 
مفيش..
شعر سليم بخطب ما يحدث مع أخيه فاستطرد قائلا 
حاجه مضيقاك..
قاطعه سالم دون أي مقدمات
انا هتجوز فرح ..
برقت عينا سليم من هول ما سمع حتى أنه أخذ عدة لحظات في محاولة لاستيعاب ما تحدث به أخاه الذي كانت معالمه لا تفسر فتحمحم سليم متجاوزا صډمته قائلا
شكلك بيقول انك واخد قرارك و مصمم عليه و دا

طبعا حقك . بس ممكن اعرف ازاي حصل دا
نهض سالم متوجها الي النافذة واضعا يديه بجيوب بنطاله و أخذ يصارع غضبه الذي كان يحاول إخراجه مع ذرات ثاني أكسيد الكربون العالقة ب فقد كان تفكيره الآن منصبا علي تلك التي لم تات حتي الآن بينما هو ېحترق بنيران لم يختبرها مسبقا سوي معها و لم يكن يتخيل أن تكون مؤلمھ لتلك الدرجة
أعاد سليم سؤاله حين قال 
سالم . سمعتني. كنت بقولك ازاي حصل ..
قاطعه سالم بخشونة
من غير الدخول في تفاصيل مش مهمه. انا قررت و انتهي الموضوع.
تمام بس اشمعنا فرح بالتحديد يعني انت مش شايف انها مختلفه عنك في كل حاجه 
حديث أخاه جعل ابتسامه ساخره ترتسم علي ملامحه فعلي العكس تماما هي تشبهه كثيرا شموخها و عنادها و قوتها حتي هدوئها الظاهري. كان يود في تلك اللحظه أن يخبره بأنها إمرأته التي خلقت من ضلعه الأعوج الذي استقام بعشقها. يخبره بأنها بالنسبه اليه كانت تحدي ظن أنه انتصر به و الحقيقه أنه هزم أمامها و أعلن قلبه رايه التسليم في هواها متيما.. ولكنه كعادته يفصح أقل بقليل مما يخفي اكتفي بالقول 
مناسبة ليا 
صمته و عضلاته التي تشنجت عند ذكرها و ايضا ذلك النفس الذي خرج محترقا من بين ضلوعه كل تلك الأشياء جعلت سليم يواجه حقيقه لم يكن يتوقعها أن أخاه وقع بعشق تلك المرأة! 
سالم . انت
سالم بفظاظة
مش عايز استنتاجات معنديش استعداد أجاوب عليها يا سليم..
تفهم سليم شعور أخيه جيدا فهو بمثل موقفه لا يقدر على التبرير و لا حتى الإفصاح عما يدور بداخله لذا توجه يقف بجانبه ينظر من النافذة وهو يقول بهدوء
الي تشوفه يا سالم. بس اكيد مش هتعمل حاجه قبل ما تعدي سنه علي ۏفاة حازم علي الأقل. انت عارف الحاجه غير أنه مينفعش.
نجح في إخفاء حزنه وغضبه بداخله و قال بخشونه
متقلقش. مفيش حاجه هتم قبل ما جنة تولد بالسلامه و سنوية حازم تعدي..
هدير سيارة جعل الڠضب يحل محل الحزن حيث تبدلت معالم سالم و بدأ متحفزا و كأنه نمر يوشك على الانقضاض على فريسته حين رأى فرح التي ترجلت من السيارة و تتحدث مع مروان بدون تحفظ و ابتسامتها تملأ وجهها و ذلك الوغد يضحك ملأ فمه الذي يود تلك اللحظة أن يعطيه لكمة قوية ټحطم أسنانه حتى لا يضحك معها مرة ثانيه .
ازدادت شراسة معالمه حتى كادت أنيابه أن تظهر و قال بصوت يشبه الزئير في قوته 
هاتلي الكلب الي اسمه مروان دا هنا ..
تفاجئ سليم كثيرا من مظهر أخاه و نبرته المتوعدة و لكنه لم يعلق و توجه إلي الخارج فوجد جنة التي كانت تهرول الي باب القصر عندما علمت من الخدم بوصول شقيقتها فبلغت سعادتها عنان السماء و أطلقت الريح لساقيها حتي تلاقيها و لكنها تفاجئت من تلك القبضة القوية التي أحكمت الإمساك برسغها فالتفتت پصدمه لتجد عينان تعرفهما جيدا فاحمرارهما و ذلك الڠضب الذي يميزهما لم تراه أبدا في حياتها سوي عندما شاهدته.
كانت أنفاسها المتسارعة و دقاتها الهادرة و المرتعشتين اغواء قاټل لقديس مثله لم يذق معني العشق بحياته و لم يتذوق من شهده رشفه
 

 

تم نسخ الرابط