عشقتك قبل رؤياك بقلم فاطمه الألفي
المحتويات
تصطدم بشخص ما ..
عندما رفعت عيناها الدامعه لتعتذر تفاجئت بالدكتور سليم النجار دكتورها بالجامعه وهو طبيب نفسي وقف جانبها كثيرا ودعمها وكان سببا رئيسيا فى تفوقها الدراسي .
ابتسم لها بود حبيبه بتعملي ايه هنا
حبيبه بخجل اسفه يا دكتور ماخدتش بالي انا هنا عشان ابن عمى
سليم باهتمام طب تعالى مكتبي محتاج نتكلم شويا
سليم ها يا حبيبه تشربي ايه
حبيبه شكرا يا دكتور
سليم باصرار لا شكرا ايه انا هطلب قهوتي وهطلبلك عصير محتاج اتكلم معاكي
حبيبه باهتمام تحت امر حضرتك
سليم قوليلي بقى ابن عمك ده إللى كان محتاج استشاره نفسيه بسبب حالته
حبيبه أيوة هو انا كلمت حضرتك قبل كده عن حالته وهو
سليم ان شاء الله يقوم بالسلامه قوليلي بقى فكرتي فى موضوع الماجستير
حبيبه الحقيقه لسه يا دكتور مالفتش انتباهى لحاله غريبه اتشد ليها واعملها فى رساله الماجستير
سليم بجديه انا عندى الحاله دي شاب فى التلاتينات عمل حاډثه وفقد زوجته وهو دخل غيبوبه لمده شهر كامل كل المواشرات الحيويه بتقول مافيش مشكله القلب سليم والمخ كمان سليم شويا كسور وتعافى منها منتظرين الشاب ده يفوق كان فى صراع قوي بين استسلام المخ وخضوع القلب
حبيبه باهتمام ايه حضرتك
سليم بابتسامه صراع بين القلب والمخ رغم أن العضوين بصحه جيده ولكن استسلم المخ بدخول الجسم كله لغيبوبه طويله وكل الاشارات إللى بيخرجها المخ ويعطيها للقلب عاوز القلب ده يقف وتنتهي حياته لكن رحمه ربنا بالشاب ده خلت القلب إللى يعطى اشاره للمخ بالتراجع فاق من غيبوبته بعد 30يوم ولكن الصدمه ان الشاب كان رافض فعلا الحياه وطول فتره الغيبوبه كان عاوز يستسلم للنهايه وطبعا الجهاز العصبي المركزي خلى الشاب يفقد بصره بس للأسف فى ضرر حصل بقاع العين نتيجه لدخول المخ واستسلامه لغيبوبه كامله مجرد اشارات سلبيه المخ كونها بعقله الباطن رافض الحياه تماما بعد وفاه شريكه حياته خسر حد مهم فى حياته رافض الحياه من غيرها كل ده ترسب فى عقله وأصدر الاشارات ان الشاب ده مايشوفش مش عاوز يشوف الدنيا من غيرها وكل الاشاعات بتدل ان محتاج دخل جراحي بسيط وعلاج نفسي مكثف عشان الشاب ده يسترد بصره لكن امته كل ده فى علم الغيب طبعا. كل ده عامل نفسي وقوي هو إللى بيتحكم فى الشخص ده رفض الخضوع لعلاج نفسي ورافض كمان اجراء العمليه رغم دكاتره العيون طمنوه بانها عمليه بسيطه رافض حتى الكلام وكأنه فى عالم اخر غير عالمنا طبعا رفض بشده يتكلم معايا وانتى عارفه ان مااقدرش اضغط على مريض نفسي واخليه يتكلم ڠصب عنه وخصوصا ده مش عادي خارج من المۏت من الغيبوبه عشان كده ما ينفعش اى ضغوط على جهازه العصبي
سليم اكيد فى حب كده طبعا ايه رأيك تمسكي حالته وهجبلك ملفه تدرسيه وتشتغلي عليه هيكون موضوع الماجستير وانا هساعدك دايما وأكون جنبك ومعاكى فى اى نقطه تقفى فيها انتى زى بنتى يا حبيبه وبتنبالك مستقبل هايل
حبيبه بابتسامه ده شرف ليا حضرتك بس انا اسفه عشان استلمت شغل فى موسسه رعايه المكفوفين من اسبوعين ومع ريم كمان وانا وعدتها نفضل مع بعض مش هقدر استلم الحاله بس اكيد فكره الماجستير ممتازة بس هل هو يقبل حد يناقش حالته كده
حبيبه بجديه انا اتمنى فعلا اساعد فى علاجه وعندى فضول قوى اعرف قصته ايه وحياته كانت ازاى قبل الحاډثة
سليم كده تمام لو على شغلك انا هتصرف وهبعتلك الحاله هناك ومع تقرير مفصل عن حالته وانتى بنفسك تتابعيه هناك وواثق فى اصرارك وقوتك على مساعدته وشغلنا مافيش استسلام
غادرت مكتب الدكتور سليم واثناء سيرها برواق المشفى تقابلت مع الشخص نفسه التى تبغضه .
ابتعدت عنه عندما وقعت عيناها عليه ولكن كان الاخر مصر على رؤيتها سحب يدها بقوه ودلف بها لغرفه خاليه أراد أن يتحدث معها .
نظرت له پغضب أنت ازاى تسمح لنفسك تمسكنى بالطريقه دى
سامر ببرود اعملك ايه عاوز اتكلم معاكى ولازم تسمعيني ودايما بتتهربي مني
حبيبه باشمئزاز ماليش كلام مع أمثالك
سامر بوعيد فى حساب بينا لسه مخلصش انا مش ناسي القلم
حبيبه بقوه أنت إللى تماديت بافعالك معايا وخدت إللى تستحقه وكان اقل رد ممكن ارد بيه
سامر بغمزة اشمعنا هو اها بتحبيه على ايه رغم كل إللى شوفتيه انا هنسيكي يوسف وأهل يوسف كمان بس اديني ريق حلو انا عمر ما حد عمل معايا كده انا مش راضي اتهور عليكي عشان انتى غير حد نضيف كده من بره ومن جوه وأنا بصراحه مش هقدر اسيبك لغيري
ابتعدت
عنه پخوف ولكن ابت اظاهر ضعفها امامه ظلت متمسكه بقوتها أنت عاوز ايه انا لازم اخرج من هنا فاهم ولعلمك يوسف مايهمنيش اصلا هو ابن عمى وبس
قاطعها بقوه امال هنا ليه لسه ليه مكان فى قلبك بعد استغلاله ليكي
حبيبه وانت مالك هو ابن عمى انت مالك بيه ولعلمك بقى أنت زيك زى صاحبك أنت كمان كنت بتستغل عجزه وبتفضل تبصلي نظرات مش بريئه
قهقه بسخريه عشان عجبتيني كل حاجه فيكي شدتني ومش استغليتك زى ابن عمك خدى اسمعى كده بنفسك عشان تعرفي ابن عمك المصون كان عاوز منك ايه
نظرت له پصدمه وهو يضغط على هاتفه لتستمع إلى التسجيل بصوت يوسف .
انسابت دموعها پألم بسبب حديثه كانت تريد ان تعلم لما الآن قرر الارتباط بها وعلمت كل شيء .
اقترب منها يحاول مسح دموعها هو مايستهلش العيون الجميله دى تبكي انا حبيت اثبتلك صدق كلامي ويوسف عمره ما كان صديقي اصلا ايه رأيك نخرج انهارده من بعض وانا هعوضك عن اى حاجه ممكن تعكر مزاجك يا قمر
دفعته بقوه بعيدا عنها وبصقت بوجهه قبل ان تغادر الغرفه ركضا بلا وغادرت المشفى بأكمله ..
٠
توجه دكتور سليم لغرفه المړيض
دق الباب ودلف ليطمئن على حالته وجده كما هو شارد ولا يريد التحدث مع أحد ويرفض تناول الطعام أيضا يرفض كل شيء بحياته..
تنهد سليم بحزن على تلك الشاب المتشتت الضائع التائه بين ماضيه وحاضره..
تحدث سليم بقوه بم انك رافض العلاج رافض الأكل ورافض حتى الكلام أحب اقولك هعملك ورق خروجك من المستشفي فضى مكان لغيرك محتاجه مدام أنت تمام ورافض حتى حقك فى الحياه ونصيحه اخيره من أب ولا أخ اكبر منك وداس الحياه واتعلم اكتر منك عاوز تبعد عن كل الناس لا تكلم حد ولا حد يكلمك ولا تتواصل مع حد نهائي عندك موسسه المكفوفين فى التجمع روح هناك يمكن تلاقى نفسك واكيد هناك ماحدش هيفكر يضايقك وكلكم هتبقو سواسيا مدام رافض العلاج مستني ايه
متابعة القراءة