عشق آدم بقلم ياسمين
المحتويات
زاهر
ياسمين و هي تمسح على وجهه المتعرق طب ما احنا كمان بنحب بعض و يمكن اكثر منهم كمان
فتحهما بعد أن سمع صوتها العذب يناديه آدم حبيبي
دفعها برفق الى الخلف ليبتعد عن الآلة الرياضية التي كان يجلس فوقها مش قادر اشوفك قدامي و عاوزك دايما في متبعديش عني ابدا يا ياسمينتي
هزت برأسها موافقة و هي تتنهد ييأس فكلامه هذا دليل على صعوبة مهمتها في اقناعه بطلبها
لتهتف بدلال
حبيبي انا كنت عاوزة منك طلب صغنن اد كده
مش انت وعدتني اني اروح الامتحانات مع رنا
آدم بتعجب انا ووعدتك امتى
ياسمين بعبوس مليش دعوة انت وعدتني في الحلم و خلاص
آدم و هو يكتم ضحكته حلم ايه يا حبيبتي داه تعالي نقعد كده
قوليلي بقى ايه حكاية الحلم دي
رفعت عيناها لتلتقي بنظراته التي تطالعها بعشق و افتتان لتهتف بانفاس متقطعة انا امبارح حلمت بيك كنا ف في آآه في القاعة دي تقريبا نفس المكان و انا قلتلك اني كنت عاوزة اروح الجامعة عشان الامتحانات و انت وافقت
آدم بضحك هنا في نفس المكان يا دي الصدفة الحلوة طب و لو وافقت حيكون ايه المقابل
رنا هي حتمتحن و حتنجح و تخلص دراستها و انا لا مش كفاية مرحتش طول المدة و في حاجات كتيرة فاتتني انا يمكن أسقط بس على الاقل اكون جربت و النبي يا آدم عشان خاطري وافق المرة دي بس
شعر بالضيق لنبرة التوسل و الألم التي كانت تغلف صوتها الرقيق هي ترجوه ان يوافق على طلب بسيط من حقها الا يكفي انه حرمها طوال الاشهر الفارطة من الذهاب إلى جامعتها هي مجتهدة و ذكية و متفوقة جدا في دراستها و رغم ذلك يحرمها من تحقيق حلمها في نيل شهادتها بعد أن أمضت سنوات طويلة في الدراسة
هز رأسه بإيجاب لتضيف هي آدم هو انا قلتلك النهاردة اني بحبك
هز رأسه بنفي هذه المرة و قد تصنع العبوس بملامح وجهه قائلا تؤتؤ
صاحت ياسمين بفرح و بشدة بحبك أوي أوي انا مش مصدقة انك وافقت بالسرعة دي و كمان حتساعدني في المذاكرة انت ابتديت تتغير فعلا زي ما وعدتني
ياسمين بحماس انا حعمل كل اللي تطلبه مني كفاية انك وافقت
ابعدها آدم برفق و يغمغم بتأكيد اي حاجة اي حاجة
اومأت بإيجاب برأسها و ابتسامتها المشرقة مازالت تزينها ن
الفصل الثاني و الثلاثون
كانت تجلس فوق الفراش مربعة القدمين و الكتب و الأوراق تحيط بها من كل كانت تشتت
فعت ياسمين رأسها لتحدق به عدة ثوان ثم عادت الى كتبها من جديد
اتجه آدم الى السرير ليتمدد الى جانبها أهلا يا حبيبي انت جيت امتى
آدم بنبرة حانقة جيت من حوالي ساعتين كان عندي شوية شغل في المكتب
ياسمين دون أن ترفع عينيها عن الكتب تغديت و الا اقلهم يحضرولك الغداء
آدم بضيق مش عاوز اتغدى تعبان و عاوز انام
ياسمين بعدم اهتمام طيب يا حبيبي على راحتك
تأفف بصوت عال ثم استادر الى الجهة الأخرى و أغلق عينيه محاولا النوم
مرت دقيقة اثنتان عشر دقائق و هو يتقلب يمينا و يسارا دون جدوى فرك عينيه بتعب ثم اعتدل بجسده ليستند على حافة السرير يرمق تلك التي كانت تجلس بجانبه بنظرات حانقة
صاحت ياسمين مؤنبة آدم على تصرفه الغريب ايه اللي عملته داه يا آدم
ابتسمت ياسمين على فعلته ثم مررت أناملها على خصلات شعره قالت حبيبي زعلان ليه
آدم بغيرة طفولية عشان داه بتاعي انا لوحدي و الكتب الغبية دي اخذت مكاني النهاردة
ضحكت ياسمين بمرح على كلامه قبل أن تهتف بس انت كنت عاوز تنام فأنا قلت أكمل مذاكرة و الا عاوزني أسقط
آدم بتذمرمليش دعوة انا سايبك طول النهار بتذاكري على راحتك
ياسمين و هي تعبث بشعره انت من لما رجعنا من المزرعة من اسبوع و انت بقيت زي الطفل الصغير
آدم و قد بدأت جفونه تتثاقل زهقتي
ياسمين بشهقة إيه اللي بتقوله داه طبعا لا و لا عمري حزهق منك بالعكس دا على قلبي احلى
من العسل انت ابني و حبيبي و جوزي و كل حاجة في حياتي و انت عارف كده كويس فبلاش تقول التخاريف دي ثاني
ربنا يخليكي ليا يا قلبي
بعد دقائق قليلة سمعت يا سمين صوت أنفاسه المنتظمة لتعلم انه قد غط في النوم
اتسعت
ابتسامتها عندما وقعت عيناها على أغراضها المرميه باهمال في أنحاء الغرفة
لتتمتم بداخلها و الله مچنون دا بقى بيغير من شوية كتب انا كده مش حعرف اذاكر ابدا بس انا اللي وعدته اني اهتم بيه و أعوضه على سنين الحرمان اللي عاشها زمان و حعمل كده بكل جهدي و لو على حساب نفسي و مش حتراجع ابدا انا صحيح عشت حياة متوسطة و اتحرمت من حاجات كثير بس على الاقل كان عندي عيلة تخاف عليا و تهتم بيا ماما و رامي و كمان طنط رجاء و رنا و باقي العيلة بس هو مكانش عنده حد كان طفل صغير و لوحده انا مش عارفة هو قدر يستحمل كال الۏجع و المعاناة اللي مر بيها دي ازاي انا لو كنت مكانه مكنتش حقدر اقاوم و يمكن كنت مت من زمان او اټجننت او مش عارفة كان حيحصلي ايه
مر اكثر من أسبوعان و ياسمين تحاول التوفيق بين مذاكرتهاو امتحاناتها و الاعتناء بآدم الذي تحول حرفيا الي طفل صغير مدلل فياسمين أصبحت هي المسؤولة عن اكله و اختيار ملابسه و كل ما يتعلق به
بعد أن أصبح يرفض وجود الخدم حوله
اليوم هو آخر يوم في الامتحانات تقف رنا و ياسمين في ساحة الجامعة تتحدثان
رنا بتأففانا حاسة اني حسقط السنة دي امتحان النهاردة كان صعب جدا و في أسئلة كثيرة معرفتش احلها
ياسمين بضحك بالعكس دا كان سهل جدا و الأسئلة كلها موجودة في البوكلت اللي نزلها الدكتور سميح آخر مرة
رنا بضيقاهو دا اللي حصل بقى كله بسبب زاهر لو مكانش قدم موعد جوازنا كنت قدرت أحضر كل محاضراتي براحتي و قدرت احل الأسئلة الغبية اللي جات في الامتحان النهاردة
ياسمين مشجعة مټخافيش يا روني كل حاجة حتبقى تمام انشاء الله و حننجح احنا الاثنين و بامتياز كمان
رنا بضحكة ساخرةامتياز ايه انت كمان لا يا حبيبتي انا عاوزة أنجح و اعدي السنة دي على خير و بس انت تستاهلي امتياز عشان اللي كان بيدرسلك آدم الحديدي بذات نفسه ملك الاقتصاد يعني الأولى على الدفعة كالعادة
ياسمين بضحك انشاء الله بس لو شفتي آدم كان بيذاكرلي ازاي بصراحة دماغه موسوعة في كل حاجة دا مفتحش و لا كتاب من بتوعي انا كنت لما بسأله سؤال يجاوبني من دماغه
رنا بنبرة عابثة يا عيني يا عيني على الكلام الحلو عاشقة و مسكينة و النبي
لكزتها ياسمين بخفة اتلمي يا بت احنا في الجامعة بقولك ايه خلينا نروح عندي البيت نتغدا مع بعض احنا بقالنا كتير مقعدناش مع بعض
رنا بأسف معلش يا ياسو خليها مرة ثانية اصلا زاهر زمانه برا و بيستناني عشان النهاردة معزومين عند ماما بقالها اسبوع مستنياني اكمل الامتحانات عشان نجتمع سوى ايه رأيك تيجي معايا دي حتفرح اوي لما تشوفك
ياسمين برفض لا يا روني انا كمان آدم زمانه مستنيني زي العادة
رنا هو مش فك عليكي الحصار شوية و بقيتي بتخرجي
ياسمين اه بس معاه هو مش لوحدي يلا روحي متتاخريش على جوزك زمانه زهق من
لتتجه ياسمين أيضا الى سيارة آدم
توقفت فجأة عندما سمعت صوتا مألوفا يناديها التفتت لتتفاجأ بالدكتور جاسر دا المعيد اللي أعجبت به غادة بس هو كان بيحب ياسمين
جاسر
و هو يمد يده مصافحا إزيك يا ياسمين عاملة إيه
مدت ياسمين يدها مجيبةانا كويسة ميرسي لحضرتك يا دكتور
جاسر بنبرة حزينةمبروك على الجواز و لو انها متأخرة شوية
ياسمين بخجل الله يبارك فيك متشكرة جدا
جاسر عملتي إيه في الامتحانات انت مكنتيش بتحضري طول المدة اللي فاتت ليه
ياسمين انا كنت مشغولة شوية بالفرح فمقدرتش احضر انا باستأذن من حضرتك عشان جوزي مستنيني برا فلازم امشي عن إذنك
ابتعدت عنه بخطوات مسرعة و هي تدعو في سرها ان لا يكون آدم قد رآها
فآخر ما تريده هو مشكلة جديدة تأرق صفو حياتها التي بدأت تنعم بها مؤخرا
وصلت لتجد آدم يستند على باب السيارة و ينظر إلى ساعته بضيق ما أن رآها حتى اعتدل في وقفته قائلا اتأخرتي كده ليه حتى رنا طلعت قبلك من شوية
معلش يا حبيبي في زميلة رخمه هي اللي أخرتني قعدت تباركلي و بتسألني على الامتحانات انا آسفة على التأخير
فتح باب السيارة لتصعد ثم ركب الى جانبها آمرا السائق بالتحرك و التوجه إلى القصر
بعد دقائق التفتت
له فوجدته مسترخي على المقعد ويحاول نزع ربطة عنقه
ياسمين بابتسامة باين عليك تعبان اوي
آدم عندي شغل كتير الايام دي
ياسمين بمرح طب ايه رايك اساعدك
نظر لها من جانب عينيه ثم ابتسم قبل أن يردف ما انت بتساعديني فعلا و مريحاني جدا كمان
ياسمين بنظرة غاضبة بطل غلاسة بقى انا أقصد في الشغل و الا انت مستقل بيا و بقدراتي بكرة تطلع النتيجة و انجح بامتياز و ساعتها حتندم
آدم بضحك و اندم على إيه بقى
ياسمين
بخبث عشان انا اديتك فرصة انك توظفني عندك متنساش ان انا الأولى على
دفعتي و كمان متدربة في شركات الحديدي و الأهم من كل داه ان الدكتور اللي كان بيذاكرلي قالي اني ذكية و شاطرة جدا و مستقبل سيدة أعمال ناجحة جدا
آدم و قد ارتسمت على ملامحه الجدية دكتور مين داه
ياسمين بضحك و هو في
متابعة القراءة