بقلم ډفنا عمر

موقع أيام نيوز


صغارها متوجسة سلفا مما يفعلونه مع صمتهم المريب هذا .. 
طب بدال الجمعيات وۏجع القلب يا ابراهيم استنى اما تاخد نصيبك من إيجار الأرض بتاعة ماما
زي كل سنة..ده بيكون مبلغ محترم. 
احتسى جرعة من قهوته وهو يجاور شقيقه فوق سطح بنياتهم قائلا لا يا تيمور الفلوس دي ليها عوزة تانية عندي أنا عايز اجمدها علي بعض بعيد عن ايد حور خالص أنت عارفها مصرفة شوية وانا نفسي اعمل حاجة لعيالي يستندوا عليها لما يكبروا.. خليها هي تتصرف بجمعيات من مصروف البيت هي حرة.

أومأ بتفهم براحتك يا هيما أنت أدرى بمراتك. 
أنا مش بذم فيها والله ياتيمور بالعكس ده حقها هي يعني لو مش طلبت مني هتطلب من مين..بس زي ما قولت انا باصص لبعيد ومستقبل ولادنا.
عداك العيب ياهيما وعموما تفكيرك مش غلط أنا كمان المفروض افكر كده. 
طبعا الزمن مش مضمون ويدوب نحاول نعمل لولادنا حاجة من دلوقت. 
اهتز رنين هاتفه بغتة هسيبك بقا يا تيمور صاحب الشقة اللي رايح اخد مقاسات شبابيكها بيستعجلني. 
ربت علي كتفه بقوة في رعاية الله يا اخويا. 
صاحت بسعادة طفولية ما أن رآته جالبا لها فاكهتها المفضلة رمان
قهقهة لها حبك للرمان ده مش طبيعي يا ديجا. 
واستطرد بنبرة دافئة لسه طالع بشاير قلت هجيبلك منه وانا راجع..
طبطبت على كتفه بحنان ربنا ما يحرمني من حنيتك ابدا خليه للصبح شروق ولا حور يفصصوه وناكل كلنا سوا مع العيال.
لا لا انا مش طالع غير وانتي واكلة منه قدام عيني. 
وشرع بالفعل بغسله وتقطيعه مع قوله المازح مرات اخويا بتضايق منه عشان بيسود ايدها وحور زيها خليني أنا اضحي بصوابعي عشان عيونك ياجميل.
ضحكت وهي تراقبه برضا حتى انتهى ومزجه بقليل من الماء المثلج والسكر ووضع لها طبق لتأكل منه بشهية ونهم والدته تعشق تلك الفاكهة لذا ما أن تظهر بالأسواق حتي يغرقها بها كل حين.
مكث يراقب التهامها لحبات الرمان ثم قال 
تعرفي يا ماما..لما بعملك اي حاجة بتحبيها بحس اني مرتاح.. بخرج من بيتي مطمن إن لو ربنا أخد أمانته أي لحظة رضاكي عني هيشفعلي.
توقفت حبات الرمان بحلقها وسعلت بقوة ليفزع وهو يعاجلها بكاسة ماء أزاحتها عنها بضيق ايه اللي انت بتقوله ده يا ابراهيم كده تنكد عليا.
أدرك خطئه معتذرا أنا أسف مش قصدي والله ده مجرد كلام يعني. 
كلام ماسخ. 
ابتسم لها برجاء خلاص بقا يا ديجا حقك عليا.. ارجعي كلي. 
مش واكلة نفسي اتسدت. 
خلاص والله حقك عليا مش هقول كده تاني.
نظرت إليه وتجمعت الدموع بمقلتيها ليصيح معاتبا نفسه بصوت مسموع أنا طول عمري مدب والله متزعليش يا ماما انا قصدت اقولك برتاح لما بعملك حاجة بتحبيها.
وغمغمت يا حبيبي أنا عايشة بحسك انت واخوك.. كل طلعة شمس بدعي يحفظكم ليا انتم وعيالكم ومراتتكم..ولو حد هيفارق يبقي أنا
يا ابني.. أنا خلاص شبعت من الدنيا.. انما انتم لسه قدامكم ياما.. أوعي يا ابراهيم تتكلم بالطريقة دي تاني وتوجع قلبي.. أنت بالذات بخاف عليك أوي بسبب الموتوسيكل اللي بتركبه وتطير به علي الأسفلت..مش ناقصة أقلق عليك.
أبعد كفيها عن وجهه ولثمهما حاضر يا ماما هاخد بالي بعد كده.. ارجعي بقا كلي الرمان. 
خلاص شبعت..خلي الباقي لعيالك انت وتيمور. 
لا دول ليكي انا جبت لبيتي ولاخويا. 
واكمل بمرح احتل نبرته وخلي الهوانم يفصصوه الصبح وايدهم تسود ماليش فيه..اهم حاجة دلعت ديجا حبيبتي وبس. 
قهقهت بشدة وهي أكثر من تعلم كم تنزعج شروق وحور من تفريط حبات الرمان.
حرام عليكم بقا ارحموني انا تعبت ومش ملاحقة علي الپهدلة دي.
صادف صړاخها مجيئه عند درجات السلم فأسرع بالدخول صائحا جرى ايه يا حور صوتك عالي كده ليه انا سامعك من السلم تحت.
أخفت وجهها بين كفيها واڼفجرت في البكاء أدهشه رد فعلها لمجرد شقاوة الصغار فزفر ليهدأ وانحنى ليلتقط بعض الأشياء وأعادها لأماكنها ثم توجه نحوها انتي مچنونة يا بنتي بټعيطي عشان العيال بهدلو الشقة شوية هما لو مش هيلعبو في بيتهم يلعبوا فين يا حور.
لم تجيله وشعر باهتزاز جسدها فأدرك ان بكائها يزداد أبعدها ليجفف دموعها قائلا مالك بس ياحور في حاجة معرفهاش مضايقاكي
زهقانة يا ابراهيم معرفش ليه حاسة بكآبة مسيطرة عليا بقالها كام يوم..وشقاوة العيال بتزود عصبيتي.. أنا مش مظبوطة خالص..مخڼوقة.
نظر حوله ليجد كم الخړاب الذي سببه الصغار بأرجاء الننزل منزوين بعيد خوفا من بطشه.. نكس يقيم خاطرا ما طرأ عليه ليقول لها 
طب روحي البسي طقم مناسب عشان هاخدك لفة علي الموتوسيكل واشممك الهوا.
حدجته بذهول دلوقت ده انت جاي تعبان و .
مالكيش دعوة يلا اجهزي وانا هنزل العيال عند ماما لحد ما نرجع.
اتسعت ابتسامتها وأسرعت ترتدي بنطال وكنزة طويلة بينما هبط هو بأطفاله ليمكثا الليلة بأكملها عندها..فتخطيطه لإنعاش رووح زوجته لن يقتصر علي نزهتهما فوق دراجته البخارية.
شاركته بحماس ركوب الدراجة واصطحبها وهو يتعرج بعجلات دراجته بين السيارات حتى وصل لمنطقة هادئة نوعا ما فقالت والهواء يضرب وجهها بقوة وهي تشبث هيما.. هو ينفع اعمل حاجة نفسي فيها 
أجابها من خلف خوذة رأسه وعيناه ترصد الطريق أمامه باهتمام شديد حاجة إيه. 
عايزة اعمل زي بطلة تايتانيك أما فردت دراعها في الهوا وحبيبها معاها
ضحك لقولها علي أساس اني جاك وانتي.. ايه مس فاكر اسم البطلة كان ايه. 
روز يا ابراهيم..ها اعمل زيها بقىالشوارع فاضية حوالينا وبعيد عن بيتنا اصلا. 
خاېف تقعي يا حور. 
متخافش مش هقع.
أومأ لها لتحلق باسطة ذراعيها جوارها پجنون وهي تضحك والهواء مازال يلفحها كأنه يداعبها.. كم طاقت روحها لتلك النزهة معه.. لا تدري تحديدا سبب لاكتئابها وضيقها منذ أيام.. لكن يكفي حصولها علي تلك الجولة الليلية بعيدا عن تأيد الصغار وصخبهما. 
أما هو فرغم أرهاق جسده وشوقه للنوم..كان أكثر من راضيا وهو يسمع ضحكتها هذه..ولا بأس لو تأخر بضعة ساعات عن ورشته صباحا.. مساعده هناك سيتولي الأمر. 
نوفيلا أرث العادات
الفصل الثاني 
نظر حوله ليجد كم الخړاب الذي سببه الصغار بأرجاء الننزل منزوين بعيد خوفا من بطشه.. نكس يقيم خاطرا ما طرأ عليه ليقول لها 
طب روحي البسي طقم مناسب عشان هاخدك لفة علي الموتوسيكل واشممك الهوا.
حدجته بذهول دلوقت ده انت جاي تعبان و .
مالكيش دعوة يلا اجهزي وانا هنزل العيال عند ماما لحد ما نرجع.
اتسعت ابتسامتها وأسرعت ترتدي بنطال وكنزة طويلة بينما هبط هو بأطفاله ليمكثا الليلة بأكملها عندها..فتخطيطه لإنعاش رووح زوجته لن يقتصر علي نزهتهما فوق دراجته البخارية.
شاركته بحماس ركوب الدراجة واصطحبها وهو يتعرج بعجلات دراجته بين السيارات حتى وصل لمنطقة هادئة نوعا ما فقالت والهواء يضرب وجهها بقوة.. هو ينفع اعمل حاجة نفسي فيها 
أجابها من خلف خوذة رأسه وعيناه ترصد الطريق أمامه باهتمام شديد حاجة إيه. 
عايزة اعمل زي بطلة تايتانيك أما فردت دراعها في الهوا وحبيبها معاها
ضحك لقولها علي أساس اني جاك وانتي.. ايه مش فاكر اسم البطلة كان ايه. 
روز يا ابراهيم.. ها اعمل زيها بقىالشوارع فاضية حوالينا وبعيد عن بيتنا اصلا. 
خاېف تقعي يا حور. 
متخافش مش هقع.
سكبت له القهوة والعبوس يتخلل قسمات وجهها ليمازحها ايه يابت مالك قلبتيها دراما كده ليه هو أنا مسافر ليبيا ده كلها أسبوع أو أسبوعين بالكتير هقضيهم في اسكندرية..ولا عايزاني
اقول للرزق لأ وبعدين أمي ومرات اخويا معاكي.. واخويا موحود وهيسد مكاني.. زعلانة ليه
لأن انت عمرك ما غبت عن بيتك يا ابراهيم انا مبعرفش انام غير ونفسك جنبي..وبعدين هي اسكندرية كلها مفيهاش حدادين يعني
أرتشف بعض قهوته وقال أكيد فيها طبعا بس في زبون جرب شغلي قبل كده وانبسط وهو اللي رشحني لصاحبه اللي عايزني اعمل شبابيك حديد لكل مناور العمارة بتاعته ده غير البوابة..وفي النهاية الرزق بينادي صاحبه ياحور. المفروض تدعيلي بالتيسير بدال ما انتي قالبة وشك كده. 
حاولت أن تبتسم له يا هيما انا مش قالبة وشي. أنا بس مكنتش حابة إنك. 
صمت وشعرت أنها ربما تبالغ في الأمر فلان صوتها وقالت طب هتجيبلي ايه وانت جاي عايزة شنطة هدايا كبيرة. 
ضحك وهو يقر لها أهو كده انتي حور اللي اعرفها.. يلا بقا هقوم اجهز. 
على طرف الفراش راحت تطالعه بنظرة شاخصة وهو يرتدي معطفه استعداد للرحيل لاحظ نظرتها هامسا خدي بالك علي نفسك وعلي العيال في غيابي. بلاش تتعصبي عليهم زي عوايدك واتحمليهم دول صغيرين أي حاجة يحتاجوها هاتيها أنا سايبلك فلوس كفاية ولو احتاجتي زيادة خدي من تيمور اخويا لحد ما ارجع.
نظرت إليه بحزن وهي تصارحه أبراهيم معرفش ليه خاېفة وحاسة في حاجة وحشة هتحصل.
ابتسم ليطمئنها قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا ۚ وعلى الله فليتوكل المؤمنون.
غمغمت بتسليم صدق الله العظيم. 
اطمني دي تهيئات المهم تاخدي بالك من الولاد. ولو حبيتي تروحي يومين عند أهلك مفيش مانع.. وأنا في أسرع وقت هرجعلكم اتفقنا.
هزت رأسها محاولة الابتسام وهي تودعه لكن ظلت تلك القبضة المبهمة تعتصر قلبها دون سبب. 
بعين غائمة تراقب المارة من شرفة منزل تيمور تلك القبضة اللعېنة لم تعتقها منذ سفر زوجها حدثته قدر استطاعتها لكن مع عمله الشاق لا تتاح لها فرص كثيرة للحديث معه يتبادلا كلمات مقتضبة ليستأنف بعدها عمله بكد ليؤمن رزق وفير لعائلته الصغيرة.
يلا ياحور تعالي عملتلك حبة شاي هيعدلوا مزاجك.
بدت غير واعية لحضور شروق والشرود يبتلعها بطياته لتربت الأخيرة كتفها تناديها حور.
انتبهت أخيرا لتلتفت إليها بابتسامة شاحبة نعم. 
رمقتها بشفقة حبيبتي مالك بس ليه قلقانة كده مش فهماكي.
معرفش صدقيني مش فاهمة سبب قلقي وخۏفي. 
ابتسمت الأخيرة بود يمكن عشان ابراهيم اول مرة يغيب أسبوعين عموما هانت ويرجع مش هو قالك انه قرب يخلص شغله
هزت رأسها بإيماءة لتستطرد شروق يبقي خلاص روقي وفرفشي كده فين حور المچنونة اللي بتصدع دماغي من الرغي بتاعها اكتر من ولادها.
منحتها ابتسامة قصيرة وتناولت من يديها كاسة شاي ساخنة وحاولت الانخراط معها بأحاديث كثيرة لكن ظل عقلها يعج بالخواطر الغير مريحة..
وحشتيني يا ديجا.
رغم مزاحه الظاهري قالها بمسحة من الحنان استشعرته وافتقدته في غيابه لتصيح بلهفة 
جاي امتي يانور عيني وحشني دخلتك عليا يا ابراهيم. 
وانتي كمان
يا ماما وحشتيني قريب هخلص شغلي واجي. 
طب لعلمك أخر مرة تشتغل في محافظة تانية حتي لو هتاخد مال قارون..انت فاهم
لم ترى ابتسامته الشاحبة وهو يمازحها للدرجة دي بتحبيني يا ديجا ومش قادرة على بعدي
صمتت وضيق خفي يجتاحها لا تعرف له سببا ربما حلم الأمس أزعجها..وربما دون ذلك.. لا تدري. 
راضية عني يا أمي
قاطع سؤاله صمتها ليشعل المزيد من نيران الخۏف بقلبها ونبرته بدت غريبة عليها. 
ما انت عارف يا ابني.. انت عين من عيوني واخوك عيني التانية.. راضية عنك وعنو ليوم الدين..
وصلها تنهيدته قبل أن يعود لمزاحه طب تحبي اجيبلك ايه معايا
 

تم نسخ الرابط