بقلم حنان اسماعيل
المحتويات
مواد التجميل التى اضافت لها عمرا فوق عمرها بكثيروصلا للاسطبل الموجود بحديقه القصر على بعد نصف كيلو متر تقريبا .ركبت هيفاء ووعد سيارة صغيرة كسيارات الفنادق للوصول للمكان
بينما تمشى سارى وصافى ورعد والذى انسجم بسرعه مع صافى وظلا يتبادل معها الاحاديث المختلفه فى مواضيع كثيرة
وعد انصحك تبعدى عن فورست
اجابتها صافى يعنى على قدى ..ممكن اجرب
اجابتها وعد وهى تنظر لخالتها نظرة ذات مغزى
وعد اه طبعا يلا بينا .هتيجى يارعد
رفع يده بالموافقة ان ينهض من جوار والده الجالس تحت خيمة عربية انيقه
نهض سارى هو الاخر قائلا وانا كمان هشاركم .هتيجى ياهيفاء
ارتدى الجميع ملابس لركوب الخيل فى غرف مخصصة جانبا لهذا
بدأ بالسير ببطء بإستمتاع ان ټ وعد بطرفى عصايتها دون ان يلاحظها احد حصان صافى ليجرى بسرعه بعيدا .ابتسمت فى خبث وهى تتطلع الى الحصان الهارب بينما حاول سارى اللحاق لها الا انه توقف بعد وقت بسيط عندما لمح صافى تسيطر على الخيل وتعود به وهى تبتسم قائله
زمت وعد ولم تجب فأكملت صافى قائله
صافى سارى هو انت مقولتش لوعد انى بطله الجمهورية فى العاب القوى واللى من ضمن العابها ركوب الخيل طبعا
ابتسم رعد مقتربا منها بحصانه قائلا بحماس
رعد انتى مذهله اووووى ياصافى .عاجبنى اهتمامك بالرياضة اوووى .شكلنا هنبقى صحاب
صافى وهى تنظر لسارى بفرح قائله لرعد
صافى ده شئ يسعدنى جدا يارعد .بس انا بصراحة قلقانة البنات المعجبه بيك يغيروا منى لما يسمعوا شاب جميل زيك كده بيقولى كده
ابتسم قائلا يلا هعمل ايه بقى
قالها وضحك الجميع ماعدا وعد التى انسحبت ناحية خالتها والتى وقفت ترمقهم بغل
............
فى المساء بعد تناولهم العشاء اصطفا جميعهم حول شاسة تلفاز
عاد سارى اليهم فوجدهم على حالتهم تلك .اخرج نسخ من الافلام الرومانسية اعطاهم لصافى قائلا لها
سارى افلامك المفصله اهى
تراجعت نبرة صوتها كما لو كانت قد لدغتها عقربة لتتراجع لكرسيها ناظرة لهيفاء والتى بادلتها بنظرات عتاب
نهضت هيفاء بعد وقت بعدما رن هاتفها .اقتربت وعد ورعد من شاشه التلفاز لمتابعه الفيلم بحماس بينما انحنى سارى على اذن صافى قائلا
سارى الفيلم ده فيه
ضحكت بصوت خاڤت قائله له بهمس انت قليل الادب ..ولادك قاعدين
همس مرة اخرى بعبث طب ماتيجى نجيب ولاد
نظرت اليه غير مصدقه قائله بهمس انت بتهزر
اجابها جديا عمرى ما اتمنيت حاجة دلوقتى قد مابتمنى طفل منك يربطنا ببعض لاخر العمر
ابتسمت وهى تنظر اليه بحب
صعدا جميعهم للنوم .كانت اخرهم هيفاء بدت كما لوكانت تريد التأكد من ذهاب كل فرد لغرفته .خاصة سارى وصافى .
دخلت صافى حجرتها بعدما ودعها سارى ورعد بينما تجاهلتها وعد .
غيرت ملابسها ودخلت الى السرير تنظر الى الحوائط فى احباط .رن الهاتف فوجدت رقمه .اجابت فاتاها صوته بإشتياق
سارى وحشتينى ...منمتيش ليه
اجابته بإحباط مش عارفه انام
سارى طب افتحى الباب انا جاى لك
صافى لا بلاش عشان الولاد وهيفاء
سارى مش قادر .وحشانى .يلا انا جاى لك
سارى بحبك
ابتعدت عنه بفزع قائله بجدية انت بتهزر صح
اجابها هو الاخر بجدية اكيبد لاء طبعا .بتكلم بجد .ولا عاوزانا كل واحد يفضل عايش فى بلده ونتقابل كل شهر يومين
صافى انا حياتى كلها هناك .اهلى وشغلى .لالا يستحيل
سارى بضيق طب وانا فين من كل ده
اجابته يعنى انت عاو اسيب اهلى وشغلى واجى هنا وافضل لوحدى واقعد فى البيت اربى ولادنا ...دى مش طبيعه شخصيتى وانت عارف ده ياسارى
نهض غاضبا وهو يرتدى ملابسه قائلا طظ فى كل حاجة ياصافى .انتى مراتى ومكانك الطبيعى جنبى .ومن قال مفيش شغل هنا .اشتغلى وان كان على اهلك يجوا على راسى وكريم هدخله احسن المدارس .فاضل ايه تانى عشان ابطل لك حججك
صافى انا مش بتحجج بس انا مش هقدر بعد ماعملت اسم لنفسى فى الصحافه هناك فجاة اسيب كل ده واجى ابتدى هنا من جديد
سارى وهو بالباب قائلا بسخرية
لا عندك حق طبعا .اهم شئ مستك وشغلك وانا فى ستين الف داهية
قالها واغلق الباب ورائه بقوة .تاركا صافى جالسه فى ضيق
نزلت للافطار بعدما ناداتها ليزا .لم تجد سارى ولا هيفاء .ابلغها رعد بخروجهم للعمل .
قضت اليوم مع رعد والذى بذل كل ماجهده كى يرفه عنها بحديثه العذب واللعب معها .حتى انها علمته لعبه الطاوله .فى ظل مراقبه وعد لهم باهتمام رغم ادعائها التجاهل .مضى اليوم ببطء قاټل فى غياب سارى عنها
عاد ليلا .سلم عليها بفتور وعلى الاولاد ثم صعد لغرفته كى يغير ملابسه .كادت ان تصعد اليه الا ان رعد اوقفها وهى يستشيرها فى امر يخص فتاة معجب بها ويريد لفت انتباهها .وصلت هيفاء هى الاخرى .لمحت صافى تجلس بعيدا مع رعد
فصعدت للاعلى حيث غرفه سارى مباشرة .طرقت الباب ودخلت كان سارى قد خرج لتوه من الحمام بعدما لف منه حول .استغرب دخول هيفاء عليه فسألها بجدية
سارى فى حاجة ياهيفا
اجابها بإقتضاب طب الحاجة دى مش ممكن تتأجل .يعنى لبعد العشاء عشان الولاد تحت اكييد وزمانهم جعانين
اقتربت منه وهى تبلع ريقها بصعوبة قائله
هيفاء هو انت كويس حاسة انك عصبى وعضلات وشك مشدودة
اجابها بإقتضاب لا ابدا انا تمام
هيفاء هعمل لك مساج هيريحك اوووى ويخلى كل عضله متشنجه فى تفك وهتهدى اعك على الاخر
فجأة فتحت صافى الباب وصعقټ وهى تراهم معا بهذا الشكل .ابتعد عن هيفا فور رؤيتها بينما عدلت هيفاء من هيئتها ببطء وعلى وجههاةابتسامه خبيثه وكأنها ارادت لصافى ان تشهد على ماحدث بينهم
لحق بها فى الحديقه بعدما وقفت وهى تزفر بصعوبة
اقترب منها وقف صامتا ينظر اليها منتظرا ردة فعلها الا انها لم تفعل شئ سوى انها ظلت تنظر اليه بصمت
صمتهم قائلا ساكتة ليه اتكلمى .او اصرخى .او ارمينى بحاجة زى عادتك
اجابته بهدوء انا عاوزة انزل بلدى وبكره
وضع يده على راسه كى يهدأ ان يقول
سارى هو ده الحل من وجهة
نظرك انك تهربى زى عيلة صغيرة بتتقمص من اقل حاجة
اجابته بعصبية بتقمص من اقل حاجة .. انت شايف انى لما ادخل الاقى جوزى شبه ان مع واحدة ....
قاطعها قصدك مراتى
صافى بسخرية اسفه مراتك ..اللى فهمتنى امبارح بس ان طبيعه تكم جامدة ومحددة مش نزعل شوية الاقيك جريت على
سارى پغضب انا بنى ادم واكييد ليا مش هقول زلات بس على الاقل لحظات ضعف وانا كنت متضايق ومش طايقك
صافى پغضب اكثر اه فقلت لما ټنتقم منى فيها .لا برافو
سارى بنفاذ صبر انا زهقت من النكد ده ياصافى ..زهقت من الشد والجذب يابنت الحلال .بلاش توصلينا لمرحله هتندمى عليها بعدين ...انا بحاول اقرب منك وانفذ لك كل طلباتك وانتى كل همك شغلك ومستك وابن مش ابنك محسوب عليكى وخلاص
نظرت اليه بعتاب ان تستدير مغادرة فامسك ذراعها قائلا جديا بلهجة بتوسل
سارى بلاش تخسرينى ياصافى وتخسرى حبى ليكى .انا عاوزك هنا اودام عينى كل لحظة وكل يوم...عاوز اقوم من النوم الاقيكى اول وش اشوفه الصبح .عاوزك كل ليله انام وانتى فى ...عاوز ولاد منك فعلا .اربيهم واشوفهم بيكبروا كل يوم اودامى نحبهم ونخلى بالنا منهم .مش عاوز نكرر نفس غلطتى انا ورهف لما وصلنا لمرحله اننا معرفناش نحب بعضنا فكنا بنهرب بالسفر للشغل او لاتى الكتير مع ستات عشان نهرب من ه فاشله وولادنا هما اللى دفعوا التمن لما اتحرموا منا ...انا عندى اربعين سنة يعنى مش هعيش اكتر من اللى عشته ....فهمتى ده وقدرتيه يبقى هتبقى على راسى انتى واهلك وحتى كريم .عاندتى زى عادتك وقررتى تسافرى يبقى هحجز لك على اول طيارة راجعه فى مصر
قالها وتركهت واقفه وحدها ان يعود للداخل .لحقت به بعد قليل .دخلت حجرتها وظلت بها حتى الصباح
.........
فى الصباح نزلت بحقائبها والجميع بالاسفل .رمقتها هيفاء بنظرات فرح وشماته .بينما تجاهلتها وعد .كان اكثرهم تأثرا برحيلها هو رعد .كان سارى قد غادر لعمله مغادرتها بدقائق كى لا يراها بعدما حجز لها تذكرة الطائرة ووصى على ان يقلها للمطار بعد رسالتها الاخيرة .
نظرت للقصر تتأمله من الخارج ان تضع نظارتها الشمسية فوق عينيها .ركبت السيارة وانطلق بها على خارجا من القصر
الجزء التاسع عشر
قضى يوما من اسوأ ايام حياته .كان اكثر ايام حياته عصبية حتى ان موظفيه حاولوا تلاشيه قدر الامكان بعدما لاحظوا عصبيته الزائدة وصراخه الدائم وتوبيخه لهم .حاولت هيفا التقرب منه خلال اليوم فى محاوله منها لاستغلال الموقف واخراجه مما فيه الا انه صدها بصرامة فإبتعدت فى هدوء .
عاد للبيت بخطوات ثقيله .استه رعد على الباب بإبتسامه بشوشة قائلا له بفرح
رعد بابا مش هتصدق حصل ايه
اجابه سارى بنفاذ صبر بعدين يارعد
بعدين
رعد يابابا اسمعنى بس
سارى بعصبية وهو يتجه للاعلى قلت لك بعدين يارعد
دخل غرفته .رمى جاكيت بدلته بعصبية على السرير
سمع صوتها من خلفه تقول بلهجة ساخرة
صافى لو فاهم انى هفضل ألم وراك انتى والولاد هدومكم وحاجاتكم طول النهار تبقى بتحلم
ابتسم ان يستدير .وجدها تقف خلفه مبتسمه فى حنان .تصنع ملامح الڠضب على وجهه .فإقتربت منه واحاطت ه بيده .سألها بجدية رجعتى ليه
اجابته المفروض اقولك عشان بحبك ومقدرتش اتخيل حياتى من غيرك ودى حقيقه طبعا وانت واثق من ده.. بس اللى رجعنى اكتر انى ست غيورة اووووى على حبيبى وبموت الف مرة كل مااتخيله مع ست تانية غيرى فمقدرتش ابعد زى الغبية واسيبك للهيفا دى .مقدرتش ابعد واحرم نفسى من طفل يكون منك .اشيله جوايا وأحس به ويكبر كل يوم اودام عينى .طفل عينيه تبقى زى عينيك كل ما يبص لى احس بالجنة ونعيمها ..وشعره يبقى زى شعر اخوه واخته فى لون سواد الليل
ابتسم ساخرا يعنى حضرتك رجعتى لمصلحة
اجابته وهى تقترب منه اكثر ايون عندك مانع
سارى طب وشغلك ومستك واهلك
اجابته انا كلمت بابا قلت لهم همد اجازتى هنا شهر كمان لحد لما اسافر واقنعهم يجوا يعيشوا معانا .اما بالنسبة للتهمة عبدالحميد فكلمته وانا فى المطار وطبعا عاش الدور عليا وقعد يكلمنى عن لايحه الاجازات فإضطريت اهدده بتى بصاحب الجرنال فإتكتم
ضحك قائلا ويده حول تضمها اليه اكثر قائلا
سارى ومن قالك ان
متابعة القراءة