رواية جديدة بقلم آية محمد رفعت
المحتويات
ابتسامتها وهو يقول
عندها اخوات شباب
قالت مريم
لا هى بنت وحيدة
قال مراد
طيب ممكن أخدك ليها بعد بكرة لو تحبي
قالت بسعادة
خلاص تمام وأنا هتفق معاها على كدة
صمت مراد قليلا ثم قال
مع انى شايف ان الأحسن هى تجيلك وممكن أبعتلها العربية بالسواق يجيبها لحد هنا ويوصلها تانى .. أقصد عشان تكونى أعدة براحتك معاها .. وأساسا أنا طول اليوم مش موجود يعني محدش فى البيت الا ماما والبنات
عشان أكون مطمن عليكي
شعرت مريم بخفقات قلبها تتسارع وهى تتطلع الى تلك النظرة الحانية فى عينيه .. وجدت الخۏف يتسلل الى قلبها .. نهضت مسرعة وقالت
أنا تعبت وعايزة أنام تصبح على خير
غادرت الغرفة ونظرات مراد تتابعها .. لم تشعر برغبة فى النوم .. فوقفت فى الشرفة شاردة وهى تشعر بالضيق من نفسها ومن تلك المشاعر التى تعتريها بين الحين والآخر .. توجه مراد الى مكتبه وهو يفكر فى مريم وفى ردود أفعالها تجاهه .. حانت منه التفاته الى الدرج الذى يحوى قسيمة الزواج .. فتحه وأخرج القسيمة وفتحها وهو شادرا وأخذ يتطلع اليها لأول مرة منذ أن استلمها من المأذون .. كانت عيناه تمر على الكلمات فى تكاسل .. وفجأة اتسعت عيناه وتجمدت ملامحه وأخت دقات قلبه تتعالى بسرعة .. مرر عينيه على أحد السطور مرات ومرات الى أن تأكد بأن تلك الكلمات مكتوبة بالفعل وليس محض تهيآت .. هب من مقعده فجأة توجه الى غرفته وأغلق الباب خلفه پعنف .. كانت مريم لا تزال فى الشرفة دخلت
فى ايه
نظر اليها مراد بحدة شديدة ورفع الورقه أمام عينيها دون أن يتفوه بكلمه .. قالت مريم بدهشة
ايه ده
قال مراد بصوت يشوبه الڠضب
قسيمة جوازنا
شعرت مريم بالخۏف الشديد .. أيقنت بأنه اكتشف حقيقة كونها كانت زوجة لأخيه .. اقترب منها وعيناه تلمع ڠضبا .. رجعت للخلف فى خوف فقال بصوت هادر
صمتت وهى لا تدرى ما تقول فصاح پغضب
انطقى .. انتى كنتى عارفة ان ماجد أخويا
أومأت برأسها ايجابا فازداد اشتعال الڼار فى عينيه وصړخ قائلا
وليه ما قولتليش من الأول انك كنتى مراته
قالت مريم بإضطراب شديد وهى على وشك البكاء من شدة الخۏف
أخذ مراد يتطلع الى القسيمة مرة أخرى .. وكأنه لا يصدق ما يرى .. ولا يصدق ما يسمع .. قالت مريم بصوت خاڤت
أنا مش فاهمة هى ليه قالتلى مجبلكش سيرة .. بس حسيت ان فى حاجه خطېرة فى الموضوع وعشان كدة متكلمتش
انت كنت تعرف ان عندك أخ
نظر اليها مراد پحده وقال پعنف
أيوة كنت عارف ان عندى أخ
صمت قليلا ثم قال بجمود
بس اللى أعرفه انه ماټ من زمان .. من واحنا صغيرين
نظرت اليه مريم بدهشة وقالت
مين قالك كده .. مين قالك انه ماټ وهو صغير
قال مراد بحيرة مشوبة بالحدة
بابا اللى قالى كده .. وعمتى كمان قالتلى كده .. اللى أعرفه ان عندى أخ وماټ واحنا صغيرين
كان عايش مع مين طول السنين اللى فاتت
شعرت مريم بالتوتر .. ترى أتخبره الحقيقة أم لا .. أتخبره بأمر أم ماجد الموجودة حاليا فى دار المسنين أم تخبره بالسر الأكبر والذى لم تطلع عليه أحد حتى الآن .. ترى لماذا أخفوا عليه أمر أخوه .. لماذا أخبروه بأنه ماټ وهو صغير .. لماذا تجاهلوا وجوده وكأنه لم يولد أصلا .. ألهذا الأمر علاقة بوالدها .. قالت فى نفسها لا
لن أخبره بأننى أعرف مكان أم ماجد ولن أخبره عن سرى الذى أحتفظ به لنفسى الى أن أفهم جيدا ما يدور حولى .. أخشى أن أخبره بكل ما أعرف فتنقلب الطاولة ضدى وأنا لا أفهم شيئا مما يحدث .. لماذا كل هذه الأسرار .. لابد من وجود سبب .. سبب جعل عمته تشدد عليها ألا تخبر مراد بنفسها عن أمر أخيه .. يجب أن أسبر أغوار الحقيقة وأصل اليها .. يجب أن أكشف كل تلك الأسرار التى تحيط ب مراد و عائلته .. قالت بتوتر وهى تتحاشى النظر الى عينيه
معرفش كان عايش مع مين وهو صغير .. بس لما عرفته كان عايش لوحده
أومأ مراد برأسه وأشاح بوجهه عنها .. بدا وكأنه لا يستطيع النظر اليها .. غادر الغرفة .. وغادر المنزل كله .. ركب سيارته وهو يشعر بالإختناق .. يشعر بشئ ثقيل يجثم على صدره .. الفتاة التى تزوجها هى زوجة أخيه الراحل .. أخيه الذى ظن أنه ماټ وهو صغير .. لماذا أخفوا عنه أنه مازال على قيد الحياة ..
متابعة القراءة