رواية جديدة بقلم آية محمد رفعت
المحتويات
مريم وهى تضع يدها على يد زوجها الممسك بكتفها وتتطلع اليهم بسعادة وترى نظرات الفرح فى أعينهم جميعا .. اغرورقت عيناها بالعبرات وهى تستشعر نعم الله عليها .. وتردد بلسانها وقلبها وكل جوارحها
الحمد لله
انتهت سهى من صلاتها ووقفت أمام الشباك تنظر الى السماء وتضم يديها الى صدرها .. كان فى عينيها نظرات الرجاء والخۏف .. بعد قليل وجدت أمها تدخل علهيا قائله
التفتت اليها سهى وتمتمت بخفوت
حاضر يا ماما
دخلت سهى وأخذت دشا وهى تفكر .. ترى أتقبل الله توبتها حقا .. أستستطيع فتح صفحة جديدة فى حياتها دون النظر الى الماضى .. أم أنها ستفضح شړ ڤضيحة لها ولعائلتها .. خلال الشهور الماضية تنامى حسن ظنها بالله .. لم تعد ترجو سواه ولا تأنس بالحديث مع غيره .. كانت تدعو الله بأن يتقبل توبتها ويغسلها من ذنوبها .. كانت مستبشره بقول الله تعالى بعد أن ذكر جرائم الشرك والقتل والژنا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما .. وخلال الشهور الماضية التحقت بأحد المعاهد الدينية لتتفقه فى أمور دينها حتى لا تدع أحدا يخدعها مرة أخرى فى أى أمر من أمور حياتها .. عرفت الطريق الصحيح وانضمت للصحبة الصالحة التى أعانتها كثيرا وخففت عنها كثيرا دون أن تخبرهم بكنة ذنوبها .. استخارت كثيرا قبل أن توافق على العريس الذى تقدم لها .. لم تخبره أى شئ عن ماضيها .. لم تخبره أى شى عن ذنوبها .. لم تجاهر بمعصيتها أمام أى أحد .. عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم كل امتى يدخلون الجنة الا المجاهرين قالوا و ما المجاهرين يا رسول الله قال من يفعل ذنب فيستره الله فيصبح هو و يقول فعلت كذا و كذا .. استعدت لهذا اليوم كأى عروس .. وقفت فى المساء أمام المرآة تتأمل ثوبها الأبيض ناصع البياض وقلبها يبكى قبل عينيها .. كانت تردد دعاءا واحدا فقط اللهم استرنى فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك .. لم يفتر لسانها عن ترديده منذ أن أعلنت لله توبتها .. كانت تخشى على نفسها وعلى أهلها الڤضيحة .. لكنها استخارت الله عز وجل فيسر أمر زواجها وفى فترة وجيزة .. سلمت أمرها لله وهى توقن أنه لن يضيعها .. حتى لو كانت نهاية هذا العرس هى الڤضيحة فسترضى بها كعقۏبة دنيوية تخفف من ذنوبها التى انغمست فيها بالماضى .. اذا أراد الله ڤضحها ليطهرها فليكن .. هى راضية بكل ما يرضيه .. تقدم زوجها وفتح باب بيت الزوجية .. دخلت سهى بقلب وجل .. كانت تشعر بقلق وخوف وتوتر بالغ .. كانت تردد دعاؤها الأثير اللهم استرنى فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك .. تقدم منها زوجها
مبتسما وقبل يديها قائلا
منوره بيتك يا سهى
ابتسمت له مجاملة فقط .. لكن قلبها كاد أن يتوقف خوفا وهلعا .. ابتسم لها ابتسامة عذبة وقال بحنان
اتأكدى انى عمرى ما هظلمك أبدا .. وعمرى ما هخون الأمانه اللى ربنا ادهالى .. انى أمانه عندى يا سهى .. وربنا هيحاسبنى ان فرطت فى حقك بأى شكل من الأشكال .. عايز نبدأ حياتنا مع بعض بحب وود ورحمة .. وتكونى فعلا خير زوجة ليا وأكون خير زوج ليكي .. أنا فرحان أوى ان ربنا كرمنى بيكي يا سهى .. وهعتبر ان حياتى معاكى هى بداية لحياتى فعلا وانى معشتش قبل كده
مش
عايزك تعيطى أبدا .. ومتخفيش والله هعمل كل اللى أقدر عليه عشان أكون زوج صالح
.. أغمضت عينيها وهى تنظر الى السماء .. وتردد دعائها الأثير .. وتذكرت كلام ربها قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم .. فسقطت دمعة من عينها على ظهر زوجها لم يراها .. وكذلك هى .. لم ترى الدمعة التى سقطت من عينه على ظهر فستانها .. وشفتى زوجها التى ارتعشت وهمهم بصوت غير مسموع
.
بعد ثلاثة أشهر
أحسن حاجه اننا أعدين فى التكييف وهما بره فى الحر وكمان نازليين شوى
قالت نرمين هذه العبارة ضاحكة وهى جالسه مع سارة و مريم و مى فى صالون الفيلا .. قالت مريم ضاحكة
آه يا شريرة
قالت مى بمرح
بصراحة أنا كمان فرحانه .. لان طارق غايظنى على طول شغل بشوفه بالصدفه أحسن خليه يتلسوع من الحر عشان يكن فى البيت
قالت سارة بحزن
انتوا شريرين
متابعة القراءة